جرذ القذارة

لَعينٌ أنْتَ يا جُرْذَ القَذارَهْ تُطَارِدُكَ النَّذَالَةُ وَالْحَقَارَهْ
طُرِدْتَ مِنَ الْمَحَافِلِ يَوْمَ شَنَّتْ عَلَى تَدْجِيلِكَ "الْبَيْضَاءُ" غَارَهْ
وَشَمَّرَ شَعْبُنَا الْحُرُّ الْمُفَدَّى سَوَاعِدَهُ وَسَدَّدَ فِيكَ ثَارَهْ
تَنَادَى أَهْلُ "بُرْقَةَ" مِنْ شَبَابٍ وَشِيبٍ: أَنِقِدُوا أَهْلَ "الزّوارَهْ"
قَبَائِلُ أَمْهَرَتْ نَهْجَ الْمَعَالِي ثَمِينَ دِمَائِهَا فَجَنَتْ ثِمَارَهْ
أَحَاطَكَ مِنْ سَوَادِ الْحَظِّ قُودٌ تَوَهَّمَ حَشْدُهُمْ نَيْلَ الْوِزَارَهْ
يَجُوبُونَ الشَّوَارِعَ كَالسُّكَارَى فَتَدْحَرُهُمْ لَدَى الزَّحْفِ الْخَسَارَهْ
أَقَمْتَ عَلَى الْهَوَاتِفِ حِجْرَ صَمْتٍ وَبَاعَتْ صَوْتَ أَهْلِيهَا السِّفَارَهْ
فَصَفَّقَ لِلْكَتَائِبِ كُلُّ نَذْلٍ لَغَى فِينَا نُعُوتاً مُسْتَعَارَهْ
بِهَلْوَسَةٍ خَلَعْتَ الرُّشْدَ عَنَّا بِرُشْدِ شَبَابِنَا نِلْنَا الصَّدَارَهْ
بِجَوْرِكَ نَابَنَا خَطَرٌ رَهِيبٌ بِمَحْضِ ثَبَاتِنَا خُضْنَا غِمَارَهْ
هُنَا وَطَنُ الْمَبَادِئِ بَاتَ حُرّاً وَصَوَّبَ نَحْوَ مَخْبَئِكَ الشَّرَارَهْ
تَعَلَّمَ كَيْفَ يَبْنِي الْعَدْلَ صَرْحاً وَيَكْشِفَ عَنْ حَمَاقَتِكَ السِّتَارَهْ
تُغازِلُهُ الشَّهَادَةُ كُلَّ يَوْمٍ وَتُثْري فِي الْمَدَى حَزْماً حِوَارَهْ
صُمُودُ ثُوّارِهِ قَلَبَ الْمَعَانِي لِتَضْحِيَةٍ بِهَا رَسَمُوا مَسَارَهْ
وَأَطْفَالٌ عَلَى الطُّرُقَاتِ ضَجُّوا بِتَهْلِيلٍ بِمَا عَشِقُوا انْتِصَارَهْ
فَلَنْ يُجْدِيكَ حَشْدُ رُمَاةِ نَارٍ لِقَنْصٍ طَوَّقُوا سَطْحَ الْعِمَارَهْ
يَدُكُّ مَثَابَةَ التَّجْهِيلِ إِصْرَارُ شَعْبٍ غَاضِبٍ قَصَفُوا دِيَارَهْ(م)
دَعَاكَ بِهُدْنَةٍ فَأَثَرْتَ حَرْباً أَهَنْتَ رِجَالَهُ فَاسْمَعْ قَرَارَهْ
أَلا فَارْحَلْ إلَى بِرَكِ الْمَخَازِي فَلِيْبيَا شَعْبَهَا اخْتَارَتْ خِيَارَهْ
سَتَنْسِبُكَ الشُّعُوبُ لِجُرْذِ قَفْرٍ وَتُلْعَنُ مَا رَمَى حَاجٌّ جِمَارَهْ
بَرِيئٌ أَنْتَ مِنْ كُلِّ السَّجَايَا وَمِنْ وَطَنٍ تُرِيدُ بِهِ دَمَارَهْ
بَنُوكَ وَأَنْتَ مِنْ شَرِّ الْبَرَايَا أَتَيْتُمْ مِنْ دُرَا جَرَمٍ كِبَارَهْ
سَتَرْفُضُكُمْ ثَرَى وَطَنٍ كَرِيمٍ وَيَخْجَلُ أَنْ يُوَارِيكُمْ قِفَارَهْ