الأخ الفاضل بهجت الرشيد ..
مرحبا بك مجددا ..
أبدء من عند قولك ..
نعم أخي الكريم لم اقرأ الكتاب ، ولم اعرف الخرباوي إلا عن طريق مقالك ..
وهذا أمر مثير للدهشة فى الواقع ..
واسمح لى ..
كيف تناقش كتابا لم تره أصلا وعلى أى أساس بنيت إنكارك لما ورد به , وأنت لم تكلف نفسك مطالعة أسانيده ؟!
وهل هذا من النهج العلمى فى شيئ ..
إن الرفض والدفاع ضد أى محتوى يكون بمطالعة المحتوى نفسه فى البداية , أما الدفاع بالكلام المرسل وإنكار المعلومات على طول الخط فهذا هو الذى تنتقده أنت نفسك وتسميه الهوى فى معالجة أمر الإخوان ..

ولكن مع ذلك أعود وأؤكد أن كتاباً واحداً مهما احتفل من معلومات ، وشخصاً واحداً مهما كانت تجربته ، لن يعطينا حكماً مطلقاً على جماعة تربو عمرها على أكثر من ستين سنة ، وما حملته تلك السنوات من أحداث ومواقف وشخوص وأفكار واجتهادات ..
كما يمكن لآخرين أن يأتونا ربما بعشرات الكتب تعج وتزخر بالوثائق والشهادات ، خلاف ما يقوله الخرباوي مثلاً ..
وكلامك هذا لا يعنى فقط أنك لم تقرأ كتاب الخرباوى بل إنك لم تقرأ الدراسة المنشورة ــ موضوع النقاش اليوم ــ لأنك لو تفضلت بقراءتها لعلمت يقينا أن تحليلي لكتاب الخرباوى اعتمد على المصادر السابقة له سواء من كتب الإخوان والمدافعين عنهم ومذكرات قادتهم أو من كتب مهاجميهم ..
ولو أنك تفضلت بالمطالعة لكتاب الخرباوى وغيرها من الكتب التى فندت أفكار الإخوان ستكتشف حقيقة بسيطة وهى أننى أهملت كل ما أنكره الإخوان من اتهامات واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..
فهل هناك إنصاف أكثر من ذلك ..؟!
الإخوان أنكروا تورطهم فى حادثة اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية مثلا , ورغم الدلائل المقامة على صدق المحاولة إلا أننى طويت عنها كشحا واكتفيت بما اعترف به الإخوان من مقتل الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار بوليس العاصمة ومحاولة نسف محكمة الإستئتناف وتفجير أقسام الشرطة فى القاهرة وغيرها من الحوادث الإرهاهبية التى ارتكبها النظام الخاص فى الأربعينيات ..
فهل تقبل هذه الحوادث أيها الأخ الكريم ؟
وهل تقبل مبدأ وجود جماعة مسلحة لها عمليات تتم ضد الشعب قبل أن تتم ضد السلطة ؟

هذا هو الذى نحتاج منك الإجابة عنه فى وضوح ..
أما الكلام العام عن الإفتراء وما شاكل ذلك فهذا لا يمثل لنا حجة مقنعة , ولك مطلق الحرية بالطبع فى الإقتناع به من عدمه ..
فكلامك يثبت أن الإخوان كذابون متلاعبون دمويون تكفيريون .. وأنهم يفتقرون إلى الدين والخلق والوازع الضميري ..
فما هي أدلتك أخي الحبيب ؟
عجبا !
لو أنك تقرأ أخى الفاضل لعلمت ما هى أدلتى ..
ألم أستند فى مقالتى السابقة إلى ماضي الإخوان وتاريخهم الدموى ..
أم أنك لا تعتبر عمليات النظام الخاص فى عهد البنا وعمليات تنظيم 65 من العمليات الدموية يا ترى ؟!
وبخصوص التكفير لقد نقلت لك النص الذى قاله صراحة مصطفي مشهور وأنت اكتفيت بإثبات عنوان الكتاب ولم تعلق على ما قاله !!
الأمر الأهم ..
أنت تقول أن أفكار سيد قطب ليست تكفيرية , ولكن الإخوان وما انبثق عنهم من تنظيمات لم يفهموا ذلك من عباراته , فهل نصدقك ونكذبهم هم رغم أنهم تلاميذه وحملة فكره
ويبدو لى أنك بحاجة للقراءة قليلا فى نشأة التنظيمات المسلحة التى نوهت لك عنها سابقا حتى تدرك أن تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية تعتبر سيد قطب هو منظرها الأول واعتمدت على فتاواه فى إثبات كفر المجتمع ووجوب العزلة عنهم ..هذا فضلا على استحلال أموال ودماء النصاري وبناء على هذا الفكر تفجرت العمليات الإرهابية طيلة عقود السبيعنات والثمانينات والتسعينات ..
والفت نظرك بالتحديد إلى مذكرات قادة الفكر التكفيري التى صرحوا بها وبمصدرها ..
فوق هذا كله ..
استمع إلى شهادات المنشقين عن الإخوان بخلاف الخرباوى وأعنى بهم سامح عيد وهيثم أبو خليل والسيد عبد الستار المليجى وغيرهم ممن تحدثوا عن تجربتهم التنظيمية وطبيعة الكتب التى كانوا يتدارسونها ..
وأولها كتب سيد قطب وفكر الحاكمية الذى قال عنه محمد مرسي أنه يمثل الإسلام الصحيح
بل استمع إلى شهادة الشيخ محمد الغزالى نفسه عن جماعة الإخوان وكيف أنه عندما خرج من الجماعة أيام حسن الهضيبي اعتبره رفاقه تاركا للإسلام بتركه للجماعة وقد سجل تجربته هو أيضا فى كتاب ( من معالم الحق فى طريقنا الإسلامى )

ما هي الأدلة على فكرهم التكفيري ، وممارستهم للكذب والتقية ؟
تريد أدلة على ممارستهم الكذب والتقية ؟!!
هذا يذكرنى بقول الشاعر ..
وليس يصح فى الأذهان شيئ ×× إذا احتاج النهار إلى دليل ..
يا رجل لو أنك اكتفيت فقط بمرحلة ما بعد الثورة وأحصيت كمية الأكاذيب والإنكار التى مارسوها تجاه المجتمع كله لما وجدت لها عددا
ويكفيك أن تقيس مواقفهم من القوى الداخلية والخارجية بين مرحلتى ما قبل الحكم وبعده لتكتشف الفارق الذى أصبح مثار تندر العامة فى مصر

ثم إن القول بجاهلية المجتمع لا يعني تكفير الناس ، فالمجتمع القريشي بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان جاهلياً إلى فتح مكة ، فهل يعني أن كل من كان داخل هذا المجتمع كافر ؟
هذا فهمك أنت ..
لكن قائل هذا الفكر نفسه وهو سيد قطب لم ينفذ ذلك بدليل أنه خطط لعمليات مسلحة لمواجهة النظام فى مصر كانت ستصيب الأبرياء قبل أن تصيب النظام وأشهرها قضية تنظيم 65 التى خططوا بها لنسف القناطر الخيرية ..
وارجع إلى أوراق القضية المنشورة فى مذكرات معاصريها وطالع تفاصيلها ..
الأمر الآخر ..
كما قلت سابقا لك ..
فكر سيد قطب تلقفه شكرى مصطفي والظواهرى وأثنوا عليه صراحة واعتبروه منهج الإسلام وباستخدام هذا الفكر اعتمدوا مشروعية العمليات المسلحة ..
فمن نصدق ؟!
الحديث هنا عن الإخوان ، وليست عن الجماعات الإسلامية الأخرى ..
كما قلت لك أنت بحاجة للمزيد من البحث فى تاريخ الجماعات لتعرف أنها كلها نبت واحد من الإخوان

وخلاصة ما أريد قوله :
أنه من غير الموضوعي والمنهجي أن نصدر أحكاماً مطلقة ، على الإخوان أو السلفيين أو غيرهم ، إلا بأدلة واضحة بيّنة ..
أما الكلام المرسل ، والإحالات إلى ما يجري في جلسات سرية ، فليس ـ حسب رأيي ـ بكلام موضوعي منهجي .. والله أعلم ..
نحن لم نطلق أحكاما عامة ولم نعتمد على السرية ..
بل نعتمد على اعترافاتهم هم العلنية وأحداث وقعت سجلها عليهم التاريخ وافتخروا بها باعتبارها جهادا فى سبيل الله ..
هذه هى نقطة البحث أيها الأخ الكريم ولعلك تفهم ذلك من أسئلتى لك ونجد لها عندك جوابا محددا هل تراها من الإسلام أم لا ..
خالص التقدير