أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عادة عندما أكتب أحاول أن اضبط كلامي وعباراتي حتى لا تُقرأ بطريقة مختلفة عن مرادي وقصدي ، ولهذا عندما تقول :
( وهذا أمر مثير للدهشة فى الواقع ..
واسمح لى ..
كيف تناقش كتابا لم تره أصلا وعلى أى أساس بنيت إنكارك لما ورد به , وأنت لم تكلف نفسك مطالعة أسانيده ؟!
وهل هذا من النهج العلمي فى شيء ..
إن الرفض والدفاع ضد أى محتوى يكون بمطالعة المحتوى نفسه فى البداية , أما الدفاع بالكلام المرسل وإنكار المعلومات على طول الخط فهذا هو الذى تنتقده أنت نفسك وتسميه الهوى فى معالجة أمر الإخوان ..)
أقول لك :
نعم لم أقرأ الكتاب ، ورغم ذلك فإني لا أزال على رأيي .. لماذا ؟
لأني لم أناقش الكتاب وما جاء فيه ، قبولاً أو رفضاً ، تصديقاً أو تكذيباً ، وربما سأقرأ الكتاب في يوم ما وحينها أقول فيه رأيي ..
كلامي عن ( المنهج ) في التعامل مع الأمور ..
فهل من المنهج العلمي أخي أن أحاكم جماعة ما من خلال كتاب ؟
هل تعلم أن شخصاً واحداً كـ ( جمال الدين الأفغاني ) أثار جدلاً كبيراً إلى اليوم ، فيصفه هذا بالعمالة والماسونية ، ثم يكتب عنه المفكر الإسلامي الدكتور محسن عبدالحميد كتابه ( جمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه ) ..
إذا كان شخص واحد أثار كل هذا النقع ، ولم يرسوا الباحثين على شاطئ في شأنه ، فكيف ونحن نتكلم عن جماعة عمرها أكثر من ستين عاماً .. جماعة تحمل في مسيرتها أحداثاً ورجالاً ومواقف و و و ؟؟؟
( ولو أنك تفضلت بالمطالعة لكتاب الخرباوى وغيرها من الكتب التى فندت أفكار الإخوان ستكتشف حقيقة بسيطة وهى أننى أهملت كل ما أنكره الإخوان من اتهامات واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..)
أين هذه الاقوال والافعال التي اعرفوا بها وأقروها ؟
( الإخوان أنكروا تورطهم فى حادثة اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية مثلا , ورغم الدلائل المقامة على صدق المحاولة إلا أننى طويت عنها كشحا واكتفيت بما اعترف به الإخوان من مقتل الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار بوليس العاصمة ومحاولة نسف محكمة الإستئتناف وتفجير أقسام الشرطة فى القاهرة وغيرها من الحوادث الإرهاهبية التى ارتكبها النظام الخاص فى الأربعينيات ..
فهل تقبل هذه الحوادث أيها الأخ الكريم ؟
وهل تقبل مبدأ وجود جماعة مسلحة لها عمليات تتم ضد الشعب قبل أن تتم ضد السلطة ؟ )
أنا لا أناقش أموراً جزئية هنا وهناك ، فالإخوان كما قلت ليسوا معصومين عن الخطأ ، فإذا أخطؤوا في أمر أو أمور ، هل هذا سيحولهم إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ؟
إذا حاكمنا الجماعات والأفراد بهذا المنهج لما بقي منهم أحد !
( وبخصوص التكفير لقد نقلت لك النص الذى قاله صراحة مصطفي مشهور وأنت اكتفيت بإثبات عنوان الكتاب ولم تعلق على ما قاله !!)
لم اثبت شيئاً ، بل كنت اسأل مستفسراً عن كون أحد هذه الكتب هو المقصود الذي أشرت إليه في كلامك ..
لأنك قلت :
( وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور )
فتساءلت أي كتاب هو ؟ هل هو ( تساؤلات على طريق الدعوة ) أو ( مقومات رجل العقيدة على طريق الدعوة ) أو ( القدوة على طريق الدعوة ) أو ( قضايا أساسية على طريق الدعوة ) ؟
لأن هذه الكتب موجودة على الانترنت ويمكن مراجعتها ..
( أنت تقول أن أفكار سيد قطب ليست تكفيرية , ولكن الإخوان وما انبثق عنهم من تنظيمات لم يفهموا ذلك من عباراته , فهل نصدقك ونكذبهم هم رغم أنهم تلاميذه وحملة فكره )
أخي الكريم صدق من شئت وكذب من شئت ..
أين قال سيد قطب ( بتكفير ) المجتمع والأفراد ؟
أما كلمة ( الجاهلية ) لا تعني التكفير ، فإن من منهج أهل السنة والجماعة إطلاق الكفر دون تكفير أحد ، إلا بعد قيام الحجة عليه .. فتأمل ..
فكيف بمن صرح أنه لا يكفر الناس ( إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه ) ؟؟؟
الرجل يقول أنا لا اكفر الناس ، وأنت تقول انه يكفر لأن فلان وفلان التكفيري يزكيه ويستشهد بأقواله ..
أخي الحبيب إن فلان التكفيري كذلك يقرأ القرآن والسنة ويستشهد بهما ، فهل القرآن والسنة تحولا إلى منهج تكفيري ؟!
وهل الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله تكفيري أيضاً ، لأن هؤلاء التكفيريون يزكونه ويثنون عليه ويستشهدون بأقواله أيضاً ؟
أعود وأقول أنا لا أدافع عن أحد ، وإنما أدافع عن ( المنهج العلمي ) الذي غاب عن أطروحاتنا ..
وإني لأزعم هنا أنه لو كتب أحد العلماء الذين نحبهم مثلما كتب سيد قطب أو أشد مما كتب ، لبحثنا له عن آلاف المخارج والتأويلات والتفسيرات ، لكن رجلاً يقول أنا لا اكفر الناس ، جعلوه منبع التكفير والقتل والدمار !
( ويبدو لى أنك بحاجة للقراءة قليلا فى نشأة التنظيمات المسلحة التى نوهت لك عنها سابقا حتى تدرك أن تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية تعتبر سيد قطب هو منظرها الأول )
( كما قلت لك أنت بحاجة للمزيد من البحث فى تاريخ الجماعات لتعرف أنها كلها نبت واحد من الإخوان )
هل الذي يشاهد مثل الذي يقرأ ؟!
وهل الذي يقرأ ويشاهد مثل الذي يقرأ فقط ؟!
ثم إنك تقول إن الجماعات المسلحة ( تعتبر ) سيد قطب منظرها الأول ، ولهذا يتحمل سيد كل أخطائهم وتصرفاتهم ..
هل على هذا الأساس أيضاً يمكن أن نعتبر المسيح إلهاً ـ حاشا لله ـ لأن هناك من ( يعتبره ) إلهاً !!!
( نحن لم نطلق أحكاما عامة ولم نعتمد على السرية ..
بل نعتمد على اعترافاتهم هم العلنية وأحداث وقعت سجلها عليهم التاريخ وافتخروا بها باعتبارها جهادا فى سبيل الله ..
هذه هى نقطة البحث أيها الأخ الكريم ولعلك تفهم ذلك من أسئلتى لك ونجد لها عندك جوابا محددا هل تراها من الإسلام أم لا ..)
أين هذه الاعترافات أخي العزيز ؟
وما الشيء الذي أراه من الإسلام أم لا ؟
وخلاصة القول :
أنا أناقش هنا عن ( منهج ) التعامل مع الآخرين أياً كانوا ، إخواناً أم غيرهم ..
فإذا قلت أن الإخوان أخطئوا في كذا وكذا ، وأنهم فشلوا في قيادة مصر ، فذلك رأي نحترمه إن اتفقنا أو اختلفنا ..
ولكني ـ شخصياً ـ لا استسيغ أوصافاً سلبية تُذكر بالإطلاق والتعميم ، لأن ذلك ليس منهجاً علمياً صحيحاً ، اقرأ قول الله تعالى وهو ينصف الآخرين ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) ..
والله أعلم وأجلّ وأعظم ..
دمت بخير وعافية
خالص دعائي وتحياتي ..