إرْتَدَيتُ وَجْهَهُ كي أخلعَ عليهِ حُزني فكادَ أنْ يصْعقني بنورهِ لولا أنَّني احتميتُ بظلي!


أيُّها المُرْتَديْ أنِيْنَ الأَزِقَّةْ كَيْفَ تَزْدَادُ بالمَوَاجِعِ رِقَّةْ؟
تَجْمَعُ اللَيْلَ مِنْ عُيُونِ الحَيَارى ثُمَّ تَمْضي على الدُّرُوبِ بِحُرْقَةْ
ياصَدِيقي لقَدْ نَكَأْتَ فُؤَادًا غَصَّ بالنَّبْضِ مُنْذُ أَوْلِ خَفْقَةْ
لاتَدَعْني مُضرْجًا بسُؤالٍ وأرحْني من الجَوابِ بِطَلْقَةْ
كُنْتُ في غَمْرَةِ الرِّهَان طَريدًا أخْسَرُ العُمرَ كي أفوزَ بِسَبْقةْ
في هروبي تَتِمةٌ لحياتي وانْحِسَاري بِخُطْوَةٍ عِدْلُ شَنْقَةْ
فَأنا مَيِّتٌ ولكنَّ روحي لَمْ تَزَلْ تَحْتسي مِنَ التِيهِ غَبْقَةْ
كَبَّلتْني الرِّيَاحُ رغْمَ جُمُوحي في مدارٍ يَزيدُهُ القُرْبُ شُقَّةْ
فَكَأنَّ الطَّريقَ صَكُّ خُلُودي وارْتِحَالي ضَريبةٌ مُسْتَحَقَّةْ
هَكَذا عِشْتُ باحِثًا عَنْ مَصِيري لا أُبَالي بغُرْبَتي والمَشَقَّةْ
أحْمِلُ الكَونَ كُلَّهُ في عيوني حَلْقَةً أٌفْرِغتْ بِداخِلِ حَلْقَةْ
بُعْثَرتْ سُحْنَتي بآخر وجْهٍ فأشادَتْ رُؤى الحَنين بِدِقَّةْ
عَرْبَدَ الحُزْنُ في دَمي وتمطَّى فَوقَ صَدْري كَمَنْ تَعَمَّدَ سَحْقَهْ
ضَمني ضَمَّةَ الخَلاصِ وَ ولَّى يُنْذرُ النَّاسَ بانْبِعَاثيْ كدَفْقَةْ
آيَةُ الفَقْدِ نُزِّلَتْ مِنْ جراحي ذَاتَ نَزْفٍ يحَاولُ الصَّمْتُ نُطْقَهْ
كُلَّما أَذَّنَ الأسى في فُؤَادي قَامَ يَتْلو على الجَوَانِحِ شَهْقَةْ
أيُّها اللاهثونَ خَلْفَ ظِلالي دَثِّرُوني فإنَّ للنُّورِ صَعْقَةْ
كُلُّ شَيءٍ مُهَيَّأٌ لظهوري ذاك شِعري قد أدركَ اليومَ حَقَّه
!