|
قَضى الصَّبُ مِنْ دَرْبِهِ جُلَّهُ |
ولمَّا يَزَلْ يرتدي ظِلَّهُ |
كأنَّ المسافات حُبْلى بهِ |
وكلّ الجهات حَوَتْ خِلَّهُ |
إذا سالَ فَجْرٌ على جِفْنِهِ |
يُجَمِّدُ ليلُ الأسى كُحْلَهُ |
رعى اللهُ أنثى الغياب التي |
أحلَّ فؤادي لها قَتْلَهُ |
نظرتُ إليها فعُلِّقْتُها |
وقد يجْرَحُ السيفُ مَنْ سَلَّهُ |
لها وَجْنَةٌ قُيِّدَتْ بالسَّنا |
ورمشٌ يجوبُ الدَّجى كُلَّهُ |
فما مرْمَرٌ غَصَّ في وردةٍ |
فَلاكَ اللمى واحتسى طَلَّهُ |
سوى ثغرها حين عاتَبْتُها |
فعَضَّتْ لهيبًا بما بَلَّهُ |
رَشَفْتُ مِنَ الرِّيقِ خَمْرَ الرِّضا |
ولم يَشْفِ مِنْها فمي غِلَّهُ |
تُصلِّي على جيدِها قُبْلتي |
فَيَجْتَاحُني الغَيَدُ الأَبْلَهُ |
يُسافرُ كَفِّي بأعْطافِها |
فَيجْثْو اشْتِياقًا لمَنْ شَلَّهُ |
إذا ما اعْتَنَقْنا لَبِسنا المَدى |
إلى أنْ يُعَرِّي النَّدى فُلَّهُ |
نُرَتِّلُ صَمْتَ اللقاءِ الذي |
يَصُمُّ القِطارَ الذي قَلَّهُ |
نُميطُ عن الدَّربِ شَوكَ الهوى |
ونَزْرَعُ في رُوحِنا أثْلَهُ |
أحبكِ حتَّى اضطرامِ الحشا |
فإنْ مِتُّ بالحبِ عيشي لَهُ |
ونامي بقربي فهذا الكرى |
سلافة عُمْري أنا المُوْلَهُ |