كُنِ النَّاصِرَ أوِ المُنْتَصِر ,,, فلا مكانَ للخاسرين !


أيُّها النَّائمُ خلفَ القدَرِ يا بقايا صحوةِ المُنْتَظِرِ
طيفُكَ الهاربُ يَقْتَادُ الخطى في طريقٍ مُثْقَلٍ بالحُفَرِ
كامْتِدَادٍ أجْوَفٍ تَرْسُمُنا ثمَّ تمحو بؤسَ ذاك الأثرِ
كلُّما نبسطُ للعينِ مَدى قبضَ الخَوفُ شريدَ النَّظرِ
هل أَرَقْتَ الظِّلَّ في أجفاننا أم أزاحَ النّورُ زيفَ الصُّورِ؟
في تفاصيلِ العمى بعضُ رُؤى كَشَفَتْ عن كُنْهِكَ المُنْدَثِرِ
أنت فينا موعدٌ ,أحْجِيَةٌ مِرْيَةُ اللقيا, يقينُ السَفَرِ
أمنياتٌ غضةٌ أنضجها واقعُ الشمسِ ,خيالُ المَطَرِ
كيفَ نلقاكَ ولا شيءَ هُنَا غيرَ موتٍ لاكَ نَبْضَ البَشَرِ؟
يا حبيسَ الليلِ يا مُطْلِقَهُ صُنْ وصايا مُرْضِعَاتِ القَمَرِ
مريمُ المِحْرابِ قد أرْهقها جوعُكَ الواقِفُ بَينَ الثَّمَرِ
عَنْ جَفافِ الغيمِ تقتاتُ الرِّضا شبعًا من سُخْطِكَ المُسْتَعِرِ
ظَمِئَ الماءُ إلى عَبْرَتِها فارْتَوتْ نَخْلَتُها بالعِبَرِ
أيُّها المَصْلُوبُ في جِذْعِ الكرى يا خَلاصَ الحالمِ المُصْطَبِرِ
ودِّعِ النَّومَ وكنْ ما شِئْتَهُ واجْعَلِ الكونَ نَديمَ السَّهَرِ
أغْلِقِ اللوحَ على كينونةٍ فَتَحتْ للغيبِ بابَ الصِّيَرِ
لا مَكانًا يَحْتوي وِجْهَتَنا حَطَّمَ الدَّهْرُ جُمُوحَ الغِيَرِ
زاغَ طَرْفُ العَقْلِ عَنْ كُلِّ الرؤى فتلاشى خاسِئًا في بَصري
كُلُّ قَبْرٍ هاهنا يَسْكُنُهُ مَهْدُ طِفْلٍ مُذْحَجِيٍ مُضَريْ
كُلُّهم أنت , فمن أنت؟ أجبْ لاتَدَعْنا في جَحِيمِ الفِكَرِ