أبا حسام وسيفُ الحزنِ ذبّاحُ
هل ساءك الدهرُ أم تحنو لمن راحوا؟
تَنزَّلَ الشعرُ من جنبيك فانبجستْ
مدامعٌ مِنْ عيونِ الليلِ تمتاحُ
لهفي على أمَّةِ المليار قد رشفتْ
سلافةَ القهر حتى ملّها الرّاحُ
الكلُّ يقسم أنّ السِّلمَ شِرْعتهُ
وكلهم في سبيل المُلْكِ سفّاحُ
كُنْهُ الحقيقةِ في عين النهى عَجَبٌ
وشبْهةُ الزيفِ عند الغرِّ إيضاحُ
ماعادَ في الجبر تقويمٌ لذي عوجٍ
وليس في الكسرِ للأضلاعِ إصلاحُ
وما على القيِّمِ المخدوع من حرجٍ
إنْ ساسَ بالحقِ من للباطلِ انزاحو!
زيغُ الوليجةِ يهدي ألفَ خارجةٍ
يقودها للردى المحتوم ملاّحُ
وجهُ القتيلِ تغشَّى وجهَ قاتلهِ
وقارعُ الطبلِ يوم النزفِ نوّاحُ
أبا حسام لقد راع الأسى قلمي
حتى استجارتْ بهذا الصمت ألواحُ
ماكنتُ خاطبَ ودٍ لستُ صاحبَهُ
لكنَّني بلبلٌ بالحبِّ صدّاحُ
شابتْ بناتُ قصيدي قبل مولدها
مِنْ لاعجٍ مالهُ طبٌ وجرّاحُ
فَنُحْ وُقِيتَ الردى في كلِّ نازلةٍ
ما الشعرُ إلاّ بقايا دمع من ناحوا
ولا تلمني إذا اغتال الصدى لغتي
إنّي نديم الأسى والناس أشباحُ