1- طلبتُ المجدَ ؛كيفَ المجدُ يُؤتَى؟
فقيلَ المجدُ في ظهرِ الجيادِ
2- فطرتُ ملبياً مَنْ قالَ :حَيَّا
ومن يدعو لساحاتِ الجهادِ
3- وسِرْتُ وعُدَّتي دينٌ وعلمٌ
وأخلاقٌ وأثقالُ العتادِ
4- وأبيضُ للشهادةِ لونُ ثوبي
خلعتُ اليومَ أثوابَ الحدادِ
5- وكانُ الحبرُ في قلمي مِداداً
فصارَ دِماءُ أعدائي مِدادي
6- وَرُحْتُ إلى ديارِ الحربِ طوعاً
وكنتُ يضمُّني ريشُ المِهادِ
7- فلا طابتْ ليَ الدّنيا مُقاماً
ولا راقَتْ مُمَهَّدةَ الوسادِ
8- وكيفَ تطيبُ والآهاتُ تعلو؟
ثكالا المسلمينَ لنا تُنادي
9- وأعراضاً تباعُ بسوقِ بخسٍ
وصرنا سلعةً بين المزادِ
10- فلا نامتْ من الجبناءِ عينٌ
ولا طابتْ لهم فُرُشُ الرِّقادِ
11- سأَركبُ ظهرَ أجيادٍ وأمضي
لقتلِ المجرمين وللجلادِ
12- فإِما عيشةً بالعزِِّ أَحيا
وإِمَّا موتةً دونَ ارتدادِ
13- وودعتُ الحنونةَ أُمَّ طفلي
وصاحبةَ المحبّةِ والودادِ
14- وقد يدري بقدرِ الفَقدِ عندي
رجالٌ عايشوا مثلَ افتقادي
15- فَمُرٌٌّ قد أُُجَرَّعُ ليسَ أَنِّي
أحبُّ الـمُرَّ لكن للتفادي
16- لِمُرٍّ لا يزولُ بغيرِ مُرٍّ
وما للمُرِّ حُبي أَو مرادي
17- فصبراً ما طلبتُ البُعدَ يوماً
لزُهدٍ فيكِ أَو سُوءِ اعتقادي
18- ولكنِّي سمعتُ صياحَ داعٍِ
يُنادي : الغَوثَ يا أُُمَمَ النَّجادِ!!
19- وَإِذْ بالدِّينِ في ثوبٍ قديمٍ
غريبِ الدَّارِ مقطوعِ البوادي
20- يصيحُ: الكفرُ يَطلبُني حثيثاً
يُريدُ مذلَّتي يَبْغي اقتيادي!!
21- فهَلْ صَبري على هذا كصَبري
على تركِ الأَحبّةِ والبلادِ؟
22- فإنِّي عزَّتي في الأرضِ ديني
وَمِنْ دون العقيدةِ كالجمادِ
23- فصبراً أُمَّ أَولادي فإِنَّا
قريباً نلتقي يومَ المعادِ
24- فَمَنْ يزرعْ بذورَ الخيرِ يَْجنِي
ثمارَ الخيرِ في يومِ الحصادِ
25- وَمَنْ يزرعْ بذورَ الشرَّ قطعاً
يكونُ حصادُهُ شوكَ القتادِ
26- وَزِيدي في الدُّعاءِ بأن أَراكِ
قريباً فاتحاً كلَّ البلادِ
27- فَأَفرحُ بالفتوحِ وبـالْـتـِقَـانَا
فأجمعُ فرحتينِ على فؤادي
28- وإِنْ قَاتَلتُ واستُشْهِدتُ إِنَّي
لأَرْجُو ذاكَ أَطْلُبُهُ اجتهادي
29- لِكَي ألقاكِ في جناتِ عدنٍ
أُقَبِّلُ منكِ صادقةَ الأَيادي
30- فإنِّي كلَّما عاينتُ ضيقاً
وبرداً أو تعبتُ مِنَ العتادِ
31- أَرَى سعةً ودفئاً وارتياحاً
ونوراً في ظلامِ الليَّلِ هادِ
32- بفضلٍ مِن دُعائكِ لي رواحا ً
مساءاً أو إذا ما كنتُ غادِ
33- فَـيَا نبعَ المحبّةِ سامحيني
إذا خاصمتُ يوماً في عنادي
34- فإنِّي ما يقِلُّ لك اشتياقي
وما كنتُ المضيِّعَ للودادِ
35- وهل يبدو النَّهارُ بغيرِ شمسٍ ؟
وهل تجري القوافلُ دون حادِ؟
36- ستبقينَ الحبيبةَ ما حَـيِـيتي
وتبقينَ القريبةَ في ابتعادي