أتركوه يعيش حرا....
تَأَبَّطَ حَامِلاً بالشّرِ شَرّا
وَخَطَّطَ قاصِداً لِلقَتْلِ ثَأرَا
وَأَحْكَمَ عَمْدَهُ للجُرمِ حتى
تَأكَّدَ رَاصِدَاً ظُلماً وَغَدرَا
فَمَا وَجَدَ اللعينُ بَديْلَ ثَأرٍ
سوى طِفْلٍ وَقَرَّرَ مَا أَصَرَّا
فَقَطَّعَ سَاعِدَيْه بِكُلِّ حِقْدٍ
وَطَعَّنَ عَيْنَهُ وَأضَرَّ أُخْرَى
فَهَلْ يَمْحُ الغَلِيْلَ دِمَاءُ طِفْلٍ
وَهلْ سَتَرتْ مَسَاويءَ مَا تَعَرَّى؟
بَلْ انكَشَفَتْ دَعَاوَى الأَمْنِ زَيفاً
وَخَوفاً جَرَّهُ القَانُونُِ جَرَّا
فَأينَ قَصَاصُ ربِّكَ مِنْ وُحُوشٍ
تَرَى القَانُونَ حَفَّزَ مَنْ أَضَرَّا
وَأيْنَ العَدلُ عَنْ جُرْمٍ فَظِيْعٍ
وَهَلْ حَبْسُ الكلابِ يَبُلُّ حَرَّا
تُبَاعُ كُؤوسُهمْ فَي سُوقِ بَخْسٍ
وَيُعْطَى سَاقِيُ الأشرارِ خَمْرا
يُغَضُّ الطَّرفُ عَنْ ذَاكَ التَّعَاطِي
وَعَمّنْ زَانَهُ أَوْ زَادَ كُفْرَا
وَيُحْمَي مَنْ يُمَولُ كُلَّ فِسْقٍ
وَيُشْرَعُ في نوادي اللَّيلِ عُهْرَا
وأَحْكَاماً بقانونٍ وضيعٍ
عَقيمٍ زَوَّدَ الإِجْرَامَ سُعْرَا
(فَزَعْرَنةُ) الَّذي مَا صَانَ عُرْفَاً
وَمَنْ أَمِنَ العِقَابَ أَسَاءَ وِزْرَا
فهذا ناتجٌ عَرَضٌ قبيحٌ
لأمراضٍ تزيدُ الشَّرَ شَرَّا
فَقُومُوا للشّريعةِ عَظِّمُوها
وَمَنْ طَلَبَ الهُدى أعطاهُ قَدْرَا
فَمَا نَزَلَ الهُدَى طَهَٰ لِتَشْقَى
وَمِنْ غَيرِ الهُدَى نَشْقَى وَنَعْرَى
ولَا سَكَنَتْ بِمَخْدَعِهَا العَذَارَى
ولَا أَمِنَتْ وَصَارَ القَرُّ حَرَّا
وَلَا ظَلَّتْ لِعِزَّتِنَا فُتُوحٌ
فَقَدْ مَاتَ العِرَاقُ وَصَارَ قَفْرَا
ومَا مُهِدَتْ لِبَغْلَتِهِ طَريْقٌ
لَقَد عَثَرَتْ ورَاحَ الشَّامُ عَقْرَا
وَمِنْ صَنْعَاءَ حَتَّى حَضْرَمَوْتَ
نَخَافُ الذّئْبَ خَوفاً مُستَمرَا
وَحَاصَرَ حُلْمَ سَادَتِنا علوجٌ
أَبَادُوا شَعْبَنا زيداً وَعَمْرا
فَأينَ مَلامِحُ التَاريخِ عِزاً
لَقَدْ ضَاعَتْ وَزَادَ الفقرُ فَقرا
أَمَاتُوها شَريْعَتَنا فَماتُوا
وَصَارُوا في عُيونِ الكُلِّ صِفْرَا
وَقِصَّةُ ذَلِكَ الطِّفْلِ المُسَجَّى
يُرَتِّلُ آيَةَ القُرْآنِ طُهْرا
سَتَزْرَعُ فِي نُفُوسِ النَّاسِ حقَّاً
وَتَمْلَأُ شُعْلَةَ الأَحْرَارِ قَهْرَا
فَردُّوا سَاعدَيْهِ بِحُكمِ عَدْلٍ
وإلا فَاتركوهُ يَعيشُ حُرَّا
*(الزعرنة) هي الخروج عن الشرع العرف والقانون والإعتداء على الناس ظلما وأخذ اموالهم
وهي نفس التشبيح والبلطجة حسب تسمية بعض الدول.
* الجريمة التي حصلت هي قيام مجموعة من الزعران بخطف طفل عمره ١٦ عاما والقيام بقطع يديه بساطور وسمل عينيه بأداة حادة وذلك ثأرا لمقتل واحد منهم على يد والد الطفل الذي كان يدافع عن نفسه من عدوانهم وزعرنتهم....