عانساتي سادتي


قالت :

عمري الآن 27 سنة ، و الـ 27 رقمٌ مخيفٌ في حياة امرأة تعيش داخل هذا المجتمع ، ترعبني فكرة العنوسة ..

ابتداءً من سنوات مراهقتي الأولى و منذ أن استشعرتُ دبيب الأنوثة في جسدي و قلبي و انتهاءً بهذه اللحظة التي اكتب فيها إليكم لم يطرق باب أهلي خاطبٌ واحد .. !!

ربما أني لست جميلة لكنني على قدرٍ لا بأس به من الجمال ، بل إنني أجمل من كثيرٍ من الفتيات اللاتي أعرفهن وقد تزوجن ..

مئات و ربما الآف من الشباب والفتيات الذين لا يستطيعون أو ربما لم يفكروا في الزواج يقضون أوقاتهم بالمعاكسات والعبث الأخلاقي .. فكرتُ أن أنخرطَ في هذا العالم .. فكرتُ كثيراً لأن السنوات تنال من حياتي وتقتاتُ على أحلامي وتقلص احتمالات سعادتي ، لكني أخاف الله و أحترم نفسي فكنت أتوقف عن التفكير حينما اصطدم بالمبادئ الدينية و القيم الأخلاقية التي تربيتُ عليها و أعتز بها ..

خطر لي خاطرٌ غريب ذات ليلة ، فقد تعريتُ من ملابسي تماماً في غرفتي وكان طائر الكناري في القفص ، تعمدتُ أن أتعرى و ذو عينين ينظر إليّ ، تخيلت الرغبة في نظراته ، أعجبني ما تخيلت ، ظللتُ لفترةٍ من الوقت أراقبُ مفاتني في المرآة و أتعمدُ تجاهل ذلك المفتون الذي يراقبني من مكانٍ ما .. استيقظتُ من سكرتي الغريبة وارتديتُ ملابسي وأنا أبكي وغرقت في نومٍ عميق ..

قبل أيام تقدم لخطبتي رجل متزوج ، أعجبتني كما أعجبت أهلي شخصيته و صفاته ، ولم اكترث لكونه متزوجاً لأنني أريد أن أعيش حياتي وأن أخرج من بيت أهلي إلى بيتي كما هي حال جميع الفتيات وكانت الـ 27 تشكل الدافع الأكبر لموافقتي ، حدد والدي مع خاطبي موعداً لعقد القران ..

ما أن علمت زوجته بأمر تقدمه لي حتى اتصلت بي وبأهلي وكالت إلينا أسوأ الكلمات في هياج شديد مما دفع خاطبي للعدول عن خطبتي ..

لم يكن ذنبي أني أريد أن أعيش حياتي وأياً كانت أسباب غضبتها و وقوفها ضد سعادتي فلا شيء يبرر أنانيتها ..

من المسؤول عن واقع محبط لا يزدادُ مع الوقت إلا هبوطاً وانحداراً ، عن شبابٍ لا يملكون المقدرة على الزواج وإن استطاعوا فهم لا يتحملون أعباءه ، وعن فتياتٍ عوانس ضاقت بهن بيوت أهليهن إذا لم تكن قد اتسعت لهن صدور الشوارع والأسواق ، وعن زوجاتٍ لا يدركن الحكمة من مشروعية التعدد ؟؟؟

أترك الإجابة لكم على ما قالت