زملائي الأعزاء

أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير
[line]
يزعم البعض أن الفلسفة علمٌ محرم وفنٌ يزرع الشك في النفوس وأن الفلاسفة ومن رأى رأيهم قد يصل بهم الأمر إلى الكفر أو الجنون ..

ويرى البعض الآخر أن الفلسفة علمٌ مشروع ينير العقل ويفتح للتفكير آفاقاً واسعة وأن الفلاسفة المعروفون بهذا الفن مجددون ومحدثون ..

والبعض لا يفهم معنى الفلسفة ولا يخلص إلى تعريفٍ دقيق لها .

[line]
رأيي .. أن الفلسفة لا تصطدم مع الدين
كما أن الحرية لا تصطدم مع الدين أيضاً

المشكلة تتركز في فهم معنى الفلسفة كما فهم معنى الحرية

من الخطأ أن يقتصر تحديدنا لأصل الفلسفة ومنبعها على الموروث اليوناني وجعل سقراط أو فيثاغورث أو أبقراط أو أفلاطون أو أرسطو هم أسياد هذا الفن ، ومن الخطأ اعتبار الفلسفة هي منهج مصادم للثوابت والمسلمات الدينية والعقدية ، كما أن من الخطأ وصف الفلسفة بالهذيان والكلام الفارغ أو الخلط بينها وبين مفهوم السفسطة ..

فـ الفلسفة بـ بساطة هيَ "التأمل" ومحاولة فك ألغاز الطبيعة والكون ..

وعندما يدعونا الله تعالى في كتابه الحكيم لـ التدبر فهو جلَ شأنه يدعونا للتأمل والتفكير ومن ثَم فهيَ دعوة لـ محاولة الفهم والفلسفة التي تصل بنا لـ أسمى درجات الإيمان ..

والفلسفة بوصفها العلمي تعتمد الموهبة في السبر إضافة إلى امتلاك الأدوات المعرفية ..

والأنبياء هُم أهَم رموز الفلسفة في العالم ، ورسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كان سيد الفلاسفة ، وعلم أصول الفقه لا يقوم إلا على الفلسفة والمنطق ، كما أن منهج مقاصد الشريعة لا يستند على شيء بقدر ما يستند على مفهوم الفلسفة ..

من انتهج منهج الفيلسوف الكافر وأقرَّ بما تجيءُ به نظرياته الفلسفية دونَ أن يمرر تلكَ النظريات على الحقائق التي يعلمها من دينه بالضرورة فلاشكَ أنه يخطيء في ذلك ويصادم الدين ..

لأن الفيلسوف والمتأمل والمفكر الكافر بالله يؤول الأمور على هواه إذ هو لا يعلم - لم يؤمن - أن لـ هذا الكون خالق ، فيتوقف تفكيره عند الطبيعة التي ينتهي إلى أنها أصل الوجود - مثلاً - وربما يصل به تفكيره وتأمله وفلسفته إلى الحقيقة التي يقر بها أو يؤكدها أو يؤمن بها في نهاية مطافه الفلسفي كما هو معلوم من واقع أقوال ونظريات الفلاسفة .


صادق الود لكم و .. محبة