أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 38

الموضوع: البجعة العرجــاء

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان
    أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,286
    المواضيع : 71
    الردود : 4286
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي البجعة العرجــاء

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    البجعة العرجاء


    يسود الصمت, لا يخدشه سوى همس دبيب خطواتها الهادئة فوق العشب, تتوقف, تلامس بأناملها وردة وحيدة, تمس وريقاتها بشفاهها في حزن, يترقبها القمر, ينعكس نوره على عينيها الساحرة, فيهطل كمطر أسود مدمر في رأسها الصغير المعذب, يختلط بذكرياتها ...فتنطلق من عقلها متعثرة...
    - أنت محظوظة لأنك لم تموتي ولم تصبحي مقعدة أو عمياء أو خرساء , أنت مازلتِ قادرة, قادرة ولو قليلا, وهنا تكمن المشكلة, قادرة ولستِ قادرة, ظل يعانقه النور, لؤلؤة في محار ضائع. لم لا تحاولي؟؟؟ نتيجة المحاولة هي التي ستقطع ذلك الخيط الرفيع الواهن...

    تغمض عينيها في ألم, تنهمر دمعة, تتناثر فوق الوردة , تتنهد. تقف فترة تتأمل الوردة, تبحث في رقتها عن حلمها المتوجع , تستجدى حريتها من سجن ابتسامة باهتة تتردد في معانقة جانب فمها, وتتوه أفكارها هنا وهناك...

    ينبعث فجأة من أحد النوافذ القريبة لحن موسيقي معروف... اللحن الأخير في مسرحية الباليه الشهيرة " بحيرة البجع" , تجمد في مكانها, لم هذا اللحن بالذات... الآن ؟؟؟ تهز نسمة خفيفة أوراق الشجر فيحدث همسها دوياً قوياً في مسامعها, وتهب كألف ريح تلفح جراحها الغير مضمدة, تتوتر أعصابها كأنها تسير على حبل مشدود متآكل بين جبلين من جليد داخل رأسها, تنقبض أصابعها في عنف, تنسحق الوردة, تشيح بوجهها في ألم, تتحرك مبتعدة, القمر يرسل أشعته على العشب المندى فيستحيل إلى بحيرة فضية ... تتلألأ, تبدأ ثلوج ذكرياتها في الانهيار, تندفع بقوة من عقلها...
    -عودي ...
    -في العودة ألم كانسحاب المطر من السحاب...
    -لكن منه تخرج الحياة...
    -أصلحي المفتاح المعطل...
    -قد أصلحه ولا يفتح...
    -حاولي... حاولي...

    تتسلل موسيقى "تشايكوفسكي" كشلال موجي مسحور داخل أعصابها, فتشتعل داخلها نيرانا ظلت مدفونة طويلا تحت الرماد, تخلع حذاءها, تسير بخفة كأنها فوق الماء, تتنفس الموسيقى, تتسلل في دمها, تندفع ذكرياتها الحبيسة كإعصار, فيكتسح الماضي الحاضر...
    تقف على أطراف أصابعها...
    - غدا الافتتاح... أنت الملكة...
    تلقى برأسها إلى الوراء...
    - ستصبحين أسطورة تتربع قمة المجد...
    تمد ذراعيها عاليا كنجاحين...
    دراجتها تنطلق بها, تملأ وجهها ابتسامة... تتسع وتتسع لتشمل الكون...
    تسقط ظلالات القمر عليها في وقفتها الرائعة, ثم ترتد منعكسة عن ثوبها الأصفر...
    ابتسامتها تنطق بولادة ضحكة, تكبر بداخلها وتكبر...
    تثبت طويلا على وضعها, فتبدو كأنها "أوديت" الجميلة المسحورة ...
    سرعة الدراجة تزداد, تسابق الريح... كأنها استحالت بساطاً سحرياً...
    تدور دورة كاملة على أطراف أصابعها...
    كلب أسود متشرد أشعث الشعر... يظهر فجأة...
    تدور ثانية في انتشاء...
    الضحكة تموت وتولد صرخة ...تشق عباب الفرح ...
    تتوقف في رشاقة...
    مكابح العجلات تصدر صراخاً يعانق صرخات ألم مزق أوتار ساقها...
    تتقوس للخلف... يداها تلامس الأرض, قدم على الأرض والأخرى ترتفع عالياً...
    دوار يلفها ... أقدام كثيرة تلتف حولها...
    تستمر طويلاً ثابتة على وضعها في جمال أسطوري فريد...
    من بين الأقدام حولها تنظر إليه... يسير في لا مبالاة عجيبة...
    ترتد للأمام واقفة في مرونة...
    يلتفت, يرسل إليها نظرة لزجة, تلتصق بجرحها ...
    تلف... تلف...
    يواصل طريقه وكأن شيئا لم يحدث...
    - ستتوقفين عن الرقص لفترة...
    تلف ثم تدور مسرعة...
    - لكن... ربما لن ترقصي ثانية...
    تجرى ملتاعة في مسار دائري...
    الساحر يطارد الملكة ...
    - عودي...
    الأغصان ترقص حولها على موسيقى مقطع "رفيف الأجنحة"...
    البجعة اليائسة ترقص... ترقص... تجسد كل حزن وآلام الإنسانية ...
    تخفى الأشجار خلفها أشباح السحرة المخيفة...
    هل سيأتي الأمير " سيجرافيد"؟؟؟...
    هل سيحررها من السحر؟؟؟...
    - مازلتِ قادرة...حاولي...
    تصل الرقصة إلى ذروتها...
    تقترب من نهايتها...
    تقفز في الهواء ... تحلق في انبهار... تدور دورة كاملة...
    تحط على قدم ونصف قدم ...
    تطلق أوتار ساقها صرخة ألم رهيبة...
    تنحني, تلقى يداً للخلف , والأخرى تمدها أمامها تكاد تلامس بها الأرض...
    تئن قدمها محتجة...
    ترفع رأسها, تجمد في مكانها... كبجعة على وشك الطيران...
    تتوقف الموسيقى...
    يسود الصمت .



    بقلم/ د. نجلاء طمان
    16 أغسطس 2007 م .
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,081
    المواضيع : 101
    الردود : 9081
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    نجلا.......
    البجعة العرجاء/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ لعل ما يجمع الثلاثة معا..هو النص هذا لكون الاخير لايحاصر في دائرة/ ولكون القاصة تمتلك مساحة واسعة في بوحها..فالبجعة العرجاء تحمل نسقا سرديا نابعا عن حالة ذاتية تتسم بالنظرة التشاؤمية لكل ما هو انساني حولها..فالانسان الذي هو محور النص يدخل من خلال ثقب ابرة في هذا الوجود المفعم بكل ما هو متناقض وتضاد مع ميوله وتطلعاته..وقلكا يكتشف انسان الامر هذا لكون يرضخ للانية الحياتية من حيث الاستمتاع اللحظي الاني..وهكذا يغوص يوما بعد في مآسي الوجود حتى يجد نفسه ذات يوم على شرفة النهاية..حينها تنهال الفواجع على ذاته.. فتصير صورة وجع ارضية لذات تخلق الوجع في ذاتها وتصدره الى ما خارجها../ اما ما يخص بحيرة البجع/" إن هناك بحيرة رائعة ساجية تنساب فيها سابحة بجعات مسحورات في جوّ من الدّعة والاطمئنان , إلى أن تضطرب أمواج البحيرة بسبب إعصار عاصف شديد , فتلوذ البجعات ببعضها تنشد الأمان وبكل حذر شديد , ثم نرى الأمير الشاب سيجفريد يعدّ لإجراء مراسم عيد .. يستقبل حاشيته في القصر , وضيوفاً فيهم فلاحون يمرون أمامه بخضوع علامة على ولائهم له , وتكون هناك رقصة فالس على أمواج البحيرة التي أخذت تسترد وداعتها بعد الإعصار ، ولكن ما هي إلا لحظات حتى يضربها الرعد , فتدخل الأميرة الوالدة وتلوم ابنها سيجفريد على إهماله حاله , وتذكره أنه أصبح في سن الزواج وعليه أن يختار.. وهنا تعرض ثلاث فلاحات رقصاتها أمامه , وتدعوه بقولهن هيا : تعال نسكر من عاطفتنا تجاه بعضنا بعضاً !!" لعل هذه الصورة التي نقلتها عنها توضح الامر../ اما ما يخص تشايكوفسكي/دائما يُنظر الى تشايكوفسكي كمؤلف موسيقي على أنه تشاؤمي مبالغ في التشاؤم.. وانه مريض نفسيا يدعو الى الكآبة والتخلف العاطفي في ألحانه.. والحقيقة ان أزمة تشايكوفسكي الانسان لا تنفصل عن أزمته كفنان .. فالعزلة والاضطراب النفسي والفقر هي العوامل التي شكلت وجدان هذا الفنان وجعلت ألحانه ثائرة، حزينة، مضطربة..فهو يعتصر المستمع في قبضته ويعتصره في ذروة الانفعال ثم يتركه منهكا، مسترخي الأعصاب.. ومتفلسفا مع الحياة .. خاصة فيما يتعلق بالموت والعدم!/
    وفي نظرة سريعة لعناصر القص الثلاثة هذه/ البجعة العرجاء_القاصة/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ نلاحظ بان هناك جذور ثلاث مهيئة للنظر هنا..من خلال السردية هذه.. من حيث الدلالة الاولى التي تهم الانسان القاصة/الوحدة النفسية الفضيعة التي تحولت الى كابوس حياة وهاجس موت/ الثانية تستحضر الاماني الانسانية والعاطفة الجياشة التي يتعمتع بها/ والثالثة يتمتع بعمق الفكر الانساني في الذات قبل الحياة بحيث يتحول الى آلة رهيبة/ وفي الجذور الثلاث يترسخ العقدة النصية هنا من حيث المزج الزمكاني/ ومن حيث المزج الروحي الجسدي لدى الانسان/ وبهذين الخلطين نجد النص يكسر في جنباته النسق العادي والتجنيس الادبي/ فهو يجمع بين الخاطرة/البوح الذاتي العميق/ والسردية في تحول الحدث السردي/ والشاعرية في انتقاء المفردات.
    النص محاولة جيدة جدا لك نجلا واجد فيه ارتقاء ملحوط في اسلوبك السردي والعناية باللغة.
    دمت بخير
    محبتي لك
    ورمضان كريم
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية حسام القاضي
    أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 64
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    الأديبة المبدعة / نجلاء طمان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لفت نظري العنوان " البجعة العرجاء"
    وعندما قرأت العمل وجدت أن هذا العنوان هو اختزال فعلي للنص لذا كان اختيارك له غاية في التوفيق.
    تلك الحالمة الرقيقة التي تعيش العالم وكأنه رقصة بديعة والتي لا أراها بجعة بل فراشة تطير و تحط على ما تشاء من أزهار ، ماذا يكون حال تلك الفراشة إذا كُسر جناحها ؟(أو تحطمت احلامها ) وبسبب من ؟؟ كلب؟!
    لكنها لم تستسلم ولم تنظر إلى نصف الكوب الفارغ بل رأت المتاح وقررت المحاولة ..الرقص (أو الطيران) علها تستعيد حياتها وأحلامها ..
    رأيتها هكذا وهي مجرد رؤية ، ولكن الأهم منها هو أسلوبك في معالجة تلك الفكرة
    رأيت هنا أسلوباً مغايراً لما سبق لك (مما قرات طبعاً) فقد نجحت في تشويق القارئ بداية بالعنوان الجاذب ثم بعمليات الاسترجاع الزمني والتي ظلت تلقي الضوء على ما خفي من أحداث وبشكل تدريجي ليستمر التشويق إلى النهاية ، وهنا كانت عملية المزج بين الماضي والحاضر والتنقل بينهما عملية بارعة ومتقنة تدل على تمكن ووعي فائقين من الكاتبة .
    أفاض أخي الأديب / جوتيار ؛ فلم يترك لي جديد سوى أن أقول أن اختيارك لتلك البيئة ( بحيرة البجع بكل مشتملاتها ) لتكون نسيجاً لهذا الطرح ـ لفكرة شديدة الحساسية كتلك ـ كان اختياراً اكثر من رائع ، كذلك تعبيراتك التي ساهمت في رسم صورة صادقة لتلك البجعة الحالمة ، وخاصة بيئتها المحيطة .
    اعذري تقصيري فلي زمن لم أتحدث عن قصة ..
    قرأت هنا عملاً رائعاً بالغ الحساسية اكتملت له عناصر النجاح والتميز .
    تقبلي تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #4
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الأديبة الرائعة د.نجلاء
    قرأت نصا باهرا... أخذنى من بدايته لنهايته بدون القدرة ولا لحظة واحدة على التوقف لالتقاط أنفاسى...
    جو من الشجن سيطر على مقطوعتك البديعة... جذبنا للتعلق ببطلتك والتعاطف معها...
    وفقت الكاتبة إلى حد كبير فى اختيار عنوان القصة واختيار العنوان بشكل عام يدل على ذكاء الكاتب وقدرته... جاء عنوان القصة رائعا شكلا ومضمونا... جذابا لمضمون قوى وممتع... استطاعت الكاتبة أن تتفوق فيه على نفسها...
    تمتلك د. نجلاء أدوات متميزة جدا تستطيع بها أن تقدم صياغة سردية متماسكة ومحكمة وقدرة جميلة على تناول الفكرة من زاوية تجعلنا نعيش مع نصها روحا وجسدا...
    قصتك ياسيدتى رائعة... وبديعة... نشكرك على هذه الرحلة الممتعة التى أخذتينا فيها إلى عوالم نجلاء طمان..
    كل عام وأنت بخير
    الأحباب ليسوا سوى قنابل موقوتة للحزن والفرح فهل من الحكمة أن نزرعهم فى الحنايا

  5. #5
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان
    أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,286
    المواضيع : 71
    الردود : 4286
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    نجلا.......
    البجعة العرجاء/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ لعل ما يجمع الثلاثة معا..هو النص هذا لكون الاخير لايحاصر في دائرة/ ولكون القاصة تمتلك مساحة واسعة في بوحها..فالبجعة العرجاء تحمل نسقا سرديا نابعا عن حالة ذاتية تتسم بالنظرة التشاؤمية لكل ما هو انساني حولها..فالانسان الذي هو محور النص يدخل من خلال ثقب ابرة في هذا الوجود المفعم بكل ما هو متناقض وتضاد مع ميوله وتطلعاته..وقلكا يكتشف انسان الامر هذا لكون يرضخ للانية الحياتية من حيث الاستمتاع اللحظي الاني..وهكذا يغوص يوما بعد في مآسي الوجود حتى يجد نفسه ذات يوم على شرفة النهاية..حينها تنهال الفواجع على ذاته.. فتصير صورة وجع ارضية لذات تخلق الوجع في ذاتها وتصدره الى ما خارجها../ اما ما يخص بحيرة البجع/" إن هناك بحيرة رائعة ساجية تنساب فيها سابحة بجعات مسحورات في جوّ من الدّعة والاطمئنان , إلى أن تضطرب أمواج البحيرة بسبب إعصار عاصف شديد , فتلوذ البجعات ببعضها تنشد الأمان وبكل حذر شديد , ثم نرى الأمير الشاب سيجفريد يعدّ لإجراء مراسم عيد .. يستقبل حاشيته في القصر , وضيوفاً فيهم فلاحون يمرون أمامه بخضوع علامة على ولائهم له , وتكون هناك رقصة فالس على أمواج البحيرة التي أخذت تسترد وداعتها بعد الإعصار ، ولكن ما هي إلا لحظات حتى يضربها الرعد , فتدخل الأميرة الوالدة وتلوم ابنها سيجفريد على إهماله حاله , وتذكره أنه أصبح في سن الزواج وعليه أن يختار.. وهنا تعرض ثلاث فلاحات رقصاتها أمامه , وتدعوه بقولهن هيا : تعال نسكر من عاطفتنا تجاه بعضنا بعضاً !!" لعل هذه الصورة التي نقلتها عنها توضح الامر../ اما ما يخص تشايكوفسكي/دائما يُنظر الى تشايكوفسكي كمؤلف موسيقي على أنه تشاؤمي مبالغ في التشاؤم.. وانه مريض نفسيا يدعو الى الكآبة والتخلف العاطفي في ألحانه.. والحقيقة ان أزمة تشايكوفسكي الانسان لا تنفصل عن أزمته كفنان .. فالعزلة والاضطراب النفسي والفقر هي العوامل التي شكلت وجدان هذا الفنان وجعلت ألحانه ثائرة، حزينة، مضطربة..فهو يعتصر المستمع في قبضته ويعتصره في ذروة الانفعال ثم يتركه منهكا، مسترخي الأعصاب.. ومتفلسفا مع الحياة .. خاصة فيما يتعلق بالموت والعدم!/
    وفي نظرة سريعة لعناصر القص الثلاثة هذه/ البجعة العرجاء_القاصة/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ نلاحظ بان هناك جذور ثلاث مهيئة للنظر هنا..من خلال السردية هذه.. من حيث الدلالة الاولى التي تهم الانسان القاصة/الوحدة النفسية الفضيعة التي تحولت الى كابوس حياة وهاجس موت/ الثانية تستحضر الاماني الانسانية والعاطفة الجياشة التي يتعمتع بها/ والثالثة يتمتع بعمق الفكر الانساني في الذات قبل الحياة بحيث يتحول الى آلة رهيبة/ وفي الجذور الثلاث يترسخ العقدة النصية هنا من حيث المزج الزمكاني/ ومن حيث المزج الروحي الجسدي لدى الانسان/ وبهذين الخلطين نجد النص يكسر في جنباته النسق العادي والتجنيس الادبي/ فهو يجمع بين الخاطرة/البوح الذاتي العميق/ والسردية في تحول الحدث السردي/ والشاعرية في انتقاء المفردات.
    النص محاولة جيدة جدا لك نجلا واجد فيه ارتقاء ملحوط في اسلوبك السردي والعناية باللغة.
    دمت بخير
    محبتي لك
    ورمضان كريم
    جوتيار
    الفذ جوتيار تمر

    ابحار في الذات, والكلمات والبعد النفسي...بمجداف من ثقة وشراع من تمكن. ثقافة عالية وغوص مذهل في المحاور الجانبية والأمامية, الفرعية والأساسية... الزمانية والمكانية. إن الرقص من شدة الألم لا يعلمه سوى من مارسه, وهي مارسته حد الثمالة. البجعة تعودت أن ترقص ألما وتبكي من الوحدة , حتى عندما طوعت جسدها للرقص , طوعته مع موسيقى حزينة متشائمة. البجعة العرجاء بالرغم من عرج تسبب فيه كلب, إلا أنها مازالت ترقص حتى ولو بساق ونصف ساق, فهل ترى تنجح مع حاضر يمد يده الحزينة الصامتة, أم يعيقها الماضي والحاضر , فتعرج بالإثنتين ؟؟؟؟؟؟؟؟

    شذى الوردة أيها الفيلسوف
    ورمضان كريم وأكرم منه ربي.

    د. نجلاء طمان

  6. #6
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي
    قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,840
    المواضيع : 83
    الردود : 5840
    المعدل اليومي : 0.83

    افتراضي

    عرجاء لكنها بجعة جميلة نص سردي أعجبني
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  7. #7
    الصورة الرمزية مروة عبدالله
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,219
    المواضيع : 74
    الردود : 3219
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي


    بجعة

    رقصة

    حلم

    واقع

    دمج الواقع بالحلم


    شهقة إبداع


    أراها هنا

    هزت وجداني


    وردتي النجلاوية

    ألتقط أنفاسي المبعثرة هنا

    وأعود هنا من جديد


    وأنتظر عودتك

    محبتي لكِ

  8. #8
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان
    أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,286
    المواضيع : 71
    الردود : 4286
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    الأديبة المبدعة / نجلاء طمان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لفت نظري العنوان " البجعة العرجاء"
    وعندما قرأت العمل وجدت أن هذا العنوان هو اختزال فعلي للنص لذا كان اختيارك له غاية في التوفيق.
    تلك الحالمة الرقيقة التي تعيش العالم وكأنه رقصة بديعة والتي لا أراها بجعة بل فراشة تطير و تحط على ما تشاء من أزهار ، ماذا يكون حال تلك الفراشة إذا كُسر جناحها ؟(أو تحطمت احلامها ) وبسبب من ؟؟ كلب؟!
    لكنها لم تستسلم ولم تنظر إلى نصف الكوب الفارغ بل رأت المتاح وقررت المحاولة ..الرقص (أو الطيران) علها تستعيد حياتها وأحلامها ..
    رأيتها هكذا وهي مجرد رؤية ، ولكن الأهم منها هو أسلوبك في معالجة تلك الفكرة
    رأيت هنا أسلوباً مغايراً لما سبق لك (مما قرات طبعاً) فقد نجحت في تشويق القارئ بداية بالعنوان الجاذب ثم بعمليات الاسترجاع الزمني والتي ظلت تلقي الضوء على ما خفي من أحداث وبشكل تدريجي ليستمر التشويق إلى النهاية ، وهنا كانت عملية المزج بين الماضي والحاضر والتنقل بينهما عملية بارعة ومتقنة تدل على تمكن ووعي فائقين من الكاتبة .
    أفاض أخي الأديب / جوتيار ؛ فلم يترك لي جديد سوى أن أقول أن اختيارك لتلك البيئة ( بحيرة البجع بكل مشتملاتها ) لتكون نسيجاً لهذا الطرح ـ لفكرة شديدة الحساسية كتلك ـ كان اختياراً اكثر من رائع ، كذلك تعبيراتك التي ساهمت في رسم صورة صادقة لتلك البجعة الحالمة ، وخاصة بيئتها المحيطة .
    اعذري تقصيري فلي زمن لم أتحدث عن قصة ..
    قرأت هنا عملاً رائعاً بالغ الحساسية اكتملت له عناصر النجاح والتميز .
    تقبلي تقديري واحترامي .
    الأديب القاص: القاضي

    ومرور متمكن , ونظرة عميقة جاءت بالكثير والكثير. ورؤية ثاقبة لا تكون إلا من قلم واثق في القص وتحليله. إن كان مرورك هذا يسمى تقصيرا.. فكيف يكون عدم التقصير !! احترامك وتقديرك أقبله وأسعد به ويشرفني.

    عذرا منك , إن لم يوفي ردي هنا حق مرورك

    شذى الوردة ورمضان كريم وأكرم منه ربي.

    د. نجلاء طمان

  9. #9
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان
    أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,286
    المواضيع : 71
    الردود : 4286
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عبد الحميد مشاهدة المشاركة
    الأديبة الرائعة د.نجلاء
    قرأت نصا باهرا... أخذنى من بدايته لنهايته بدون القدرة ولا لحظة واحدة على التوقف لالتقاط أنفاسى...
    جو من الشجن سيطر على مقطوعتك البديعة... جذبنا للتعلق ببطلتك والتعاطف معها...
    وفقت الكاتبة إلى حد كبير فى اختيار عنوان القصة واختيار العنوان بشكل عام يدل على ذكاء الكاتب وقدرته... جاء عنوان القصة رائعا شكلا ومضمونا... جذابا لمضمون قوى وممتع... استطاعت الكاتبة أن تتفوق فيه على نفسها...
    تمتلك د. نجلاء أدوات متميزة جدا تستطيع بها أن تقدم صياغة سردية متماسكة ومحكمة وقدرة جميلة على تناول الفكرة من زاوية تجعلنا نعيش مع نصها روحا وجسدا...
    قصتك ياسيدتى رائعة... وبديعة... نشكرك على هذه الرحلة الممتعة التى أخذتينا فيها إلى عوالم نجلاء طمان..
    كل عام وأنت بخير

    عصام عبد الحميد: الراقي أدبا وخلقا

    موهبتك القصصية الراقية, يكاد ينافسها الآن موهبة أخرى تحليلية. مرورك أسعدني وشرفني, وسعيدة أن قصتي المتواضعة نالت استحسانكم.


    شذى الوردة لرقي مرورك

    رمضان كريم وربي أكرم


    د. نجلاء طمان

  10. #10
    الصورة الرمزية سحر الليالي
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 39
    المشاركات : 10,166
    المواضيع : 309
    الردود : 10166
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    المبدعة"د.نجلاء"

    قصة من أروع ما قرأت لكـ...!!
    رائعة بل أكثر ...!!

    استمتعت بـ معانقة نبضكـ

    سلمتـ ودمت بـ بهاء

    لك ودي وقوافل ورد

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نشيد البجعة لأحمد دلباني ..
    بواسطة أحمد بلقمري في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-02-2012, 04:06 PM