
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجاة محمد
تتردد على ألسنة الحكام والمفكرين ووسائل الاعلام هذه الأيام ، ألفاظ التطرف والمتطرفين والاعتدال والمعتدلين وذلك عند الحديث عن الحركات الإسلامية وعن العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية أو عند الحديث عن أفكار الإسلام وخاصة السياسية منها ، بل لقد أصبح الغرب الكافر يرصد واقع المسلمين بشكل دؤوب ويعد الدراسات والأبحاث لمواجهة ما يسمى بالتطرف ، وما يفعل ذلك إلا لغرض خبيث ، هو محاربة الإسلام وحملة دعوته للحيلولة دون عودته إلى واقع الحياة .وإن الناظر في منطقة العالم الإسلامي اليوم يراها تعيش واقعا غير عادي من السوء ، ويرى اهلها يعيشون في سجن كبير ، تحت تسلط الطواغيت وجلاوزتهم وارهابهم للناس وتحت وطأة محاربةٍ شرسة للاسلام كنظام للحياة والدولة والمجتمع ،ومحاربة لحملته الذين يعملون لايصاله إلى موقع الحكم والتطبيق
مما اثر على ارادة الناس ، وعلى مقدرتهم على الحركة ، وعلى التعبير عن آرائهم وافكارهم .
كما يرى الكفارَ ودول الكفر بقضهم وقضيضهم قد اعلنوا العداء الصريح للاسلام كنظام للحياة واخذوا يحاربونه ويحاربون حملته والعاملين لاعادته إلى الحياة والدولة والمجتمع محاربة شرسة بل وسخروا عملاءهم من حكام البلاد الاسلامية ، وعلى رأسهم حكام البلاد العربية ومن استاجروه من أبناء المسلمين من العلمانيين والمأخوذين بالحضارة الغربية ومن غيرهم للقيام بمهاجمة الإسلام كنظام للحياة ، وتشويه احكامه ، والافتراء عليه ، ووصمه بصفات شنيعة .
وقد اشتدت محاربتهم الفظيعة والشرسة للاسلام كنظام للحياة ولحملته بعد سقوط النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفياتي ، بعد ان برز الإسلام على الساحة كعامل سياسي يتطلع اليه المسلمون ليتخلصوا به من واقعهم السيء ، ومن تحكم أفكار الكفر وقوانينه وأنظمته ودوله الكافرة بهم ، وقد شنوا على الإسلام كنظام للحياة ، وعلى حملته ، حملة شعواء في وسائل الاعلام العالمية وشوهوا صورته ، ووصموه بانه دين ارهاب وقتل ووصموا حملته بانهم قتلة وإرهابيون ومتطرفون ليثيروا عداء الشعوب له ولحملته وليبرروا استقتالهم واستقتال عملائهم من حكام البلاد الإسلامية على ضربه وضرب حملته بهذا الشكل الفظيع والشرس .
ولم تقتصر محاربتهم الإسلام كنظام للحياة ، بل تعدى الأمر إلى محاربة مجرد اسم الإسلام ، ومجرد اسم المسلمين كما هو حاصل في البوسنة والهرسك ، لان الإسلام اصبح شبحا مرعبا للكفر ولدول الكفر ، فانه يذكرهم بدولة الخلافة التي قضت على الدولتين العظيمتين فارس والروم ، والتي استمرت الدولة الأولى في العالم قرابة عشرة قرون ، والتي فتحت القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ، وجعلتها عاصمة لها ، والتي غزت أوروبا وحكمت أجزاء كبيرة منها قرابة خمسة قرون.
وهذا العداء الفظيع ، والمحاربة الشرسة من الكفر ودول الكفر والكفار ، ومن عملائهم حكام البلاد الاسلامية ، للاسلام وحملته ، وللمسلمين في شتى بقاع الارض يجعل المسلم يعتصر ألما وهو يقرأ او يسمع أو يشاهد ما يوقعه هؤلاء الكفار وعملاؤهم المجرمون للمسلمين من اذى وتقتيل وتشريد واستباحة اعراض ، وتعد على الحرمات ومن ضربات فظيعة لا ترحم و من نهب ثروات ، ومن فرض هيمنة ومن تحكم بالبلاد والعباد ، وما كل ذلك الا لكون المسلمين لا راعي لهم ، وقد اصبحوا كالغنم الهائمة على وجوهها بعد ان فقدت راعيها تتخطفها الوحوش الكاسرة من كل جانب.
إلا أن الامة الاسلامية وبحمد الله تعالى صارت لا ترى خلاصا لها من محنتها الا باستئناف الحياة الاسلامية ، واقامة الخلافة ، وعودة الإسلام إلى الحكم والدولة ، وقد اقبل جمهرة المسلمين من أبنائها على العمل بالاسلام والتمسك باحكامه ، وقامت تكتلات واحزاب في الأمة تعمل على التخلص من انظمة الكفر ، ومن أفكار الكفر الوافدة الينا مع الغزو الصليبي الغربي الكافر ، وعلى خلع الدساتير والقوانين الوضعية ، والقضاء على الافكار الكافرة من ديمقراطية ، وقومية ووطنية وحرية شخصية وغيرها ، واحلال الإسلام السياسي وأنظمته واحكامه وافكاره محل هذه الاحكام والأفكار .
يتبع باذن الله............