بدأت الحرب على حكومة حماس المقالة في غزة في 27/12/2008م بضرب المراكز الأمنية دون أن تفرق بين ما هو لضبط النظام وبين ما هو عسكري حربي من الدرجة الأولى، فبدأت الشعوب بالضجر والغضب على صمت وتخاذل الحكام في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى مؤسسات حقوق الإنسان والحيوان التي لم يكن لها الدور البارز في وقف فتيل هذه الحرب المدمرة والتي استخدم فيها كل ما يستخدم في الحروب الكبرى من أسلحة فتاكة وأسلحة حرمتها مجالس تسمى مجلس الأمن فلم تستطع إن تجبر المتغطرس المحتل على وقف هذه الحرب غير المتكافئة ورغم ذلك أذاق المجاهدون في ارض الميدان في غزة الإباء الأعداء درسا في النزال لن ينساه ما حيي، إلا وقت ضجت الأمة في الإعلام بالتقاط التأييد المطلق لأهل فلسطين في جهادهم ضد الغازي المعتدي الحربي فخرجت مسيرات في كل من مصر ولبنان وسوريا والأردن والإمارات وتركيا ... إلخ تنادي بإرسال المعونات أو بالدعاء لأهل غزة أو بمناشدة الحكام بطرد سفير دولة العدو الغاصب، ولكن اللافت للنظر أن الإعلام قد تجاهل كم من هذه المسيرات التي لا تتميز عن غيرها بخروج الأعداد ولكن تميز بالحل الذي من شانه أن يرفع عن أهل فلسطين ما هم فيه من بلايا وكربات وعن باقي بلاد المسلمين.
والسؤال الذي يتبادر إلى القارئ الكريم لماذا لم تغطى مثل هذه المسيرات وما الحل الذي كانت تطرحه ؟
أولا: إن وسائل الإعلام لها سياسة خاضعة لها لا تتجاوزها ولا تتعداها فإن كانت وسيلة عالمية فإما تابعة أو متبوعة، فالإعلام في العالم العربي كله تابع لسياسات الغرب ولو لم يكن ذلك واضحا للعيان، لذلك لم تأخذ مثل هذه المسيرات حضها الوافر في الإعلام العربي فضلا عن الإعلام الغربي الذي لا يظهر مثل هذه المسيرات والتي يعتبرها تضرب في مبادئه أو أنهم دعاة إرهاب.
ثانياً: أما ما الذي كانت تتميز به هذه المسيرات عن غيرها، فنقول بأنها تتميز بما طرحه من حل وهو العمل على ("استنهاض أهل القوة والمنعة") الذين يملكون القوة في المجتمعات على مستوى الدول فهم أبناءهم وأولادهم وأحفادهم، فإن جعل الرأي العام مسلط عليهم فهذا سيجعل الأنظمة تتخذ موقف إما بالتحرك أو أن يَنقَلب عليهم أهل القوة والمنعـة فحينها تعطي ولاءها لمن أخلص لله ولرسوله وللمؤمنين وتقلب الطاولة على رؤوس المتخاذلين من هؤلاء الحكام الجبناء الذين ساموا الأمة الويلات ولات حين مندم ،،،
نقلا عن شبكة الناقد الاعلامي