أَيَبْكِيْ الحرْفُ أمْ قَلْبِيْ يَدُقُّ أمِ الأشعارُ حَـْزنَى لا تَـرِقُّ
أمِ الآلامُ نرشُفُها جميعـاً وفوقَ السَّطرِ أحزانٌ وخَفْـقُ
ذَكَرْتُ الشيخَ يا صحبي وإني بذِكْرِ الشيخِ أحشائي تُشَقُّ
كريُم الخُلْقِ مغوارٌ شجـاعٌ كأنَ يمينهُ رعدٌ وصعْــقُ
شهيدُ الحقِّ معطاءٌ عفيـفٌ وكلِّ كلامهِ خيْرٌ وصـدقُ
أتانا الخطبُ مرتاعاً حزينـاً فَصُبِّي الدمعَ هتاناً دمشـقُ
وفي عَمَّانَ يا أُخْتي أَذِيْبِي (جراحاتٍ لها في القلبِ عمقُ)
وضُمِّي النيلَ وانتظري طويلاً فحسنُ عزائهِ حقٌ ورفقُ
ذَكَرْتُكَ واليراعُ سجيُن بؤسٍ وما ليراعيَ المحزونِ عِتْقُ
فأنتَ الحُّرُ يا شيخي شهيداً وهذا العيشُ لَذَاتٌ وَرِّقُ
عَشِقْتَ الموتَ والأقصى وأرضاً بها ترثيكَ أشجارٌ وَوِرْقُ
َوكُنْتَ البحرَ بل موجاً غضوباً أمامَ الكفرِ مقداماً يَدُقُ
مضيتَ اليومَ مسروراً قريراً فليتَ رجالنا يمضوا ليبقوا
لحاكَ الله ُيا نبأً شديداً على هذي الدواةِ بما يشقُ
كأنَ الحرفَ قد أضحى جماداً شريداً حين أطلبهُ يعقُ
بني وطني أجيبوا اليوم حقاً أبين شهيدنا والطُّهرِ فرقُ
هي الأيامُ نتركها سجالاً ولن يجدي من الأوغاد نعقُ
فلا والله لن ننسى حبيبـاً له بعروقنا نبضٌ ودَفْقُ
ولا والله لن نرضى بذلٍ ولا عاشتْ شعوبٌ تُسْتَرَقُ






