الطريق الى 67 - كيف تم هدم مصر ؟

السلام عليكم ..

مقتطفات :

الأهرام .. تقارير المراسلين
42243 ‏السنة 126-العدد 2002 اغسطس 3 ‏24 من جمادى الأولى 1423 هـ السبت

حكايات من الذاكرة
صفحات مجهولة من مذكرات وزير الخارجية الأسبق محمد إبراهيم كامل
أسرار حصار السفارة المصرية في الكونجو والأزمة بين القاهرة وليوبولد فيل

السفير محمد ابراهيم كامل وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي العريق الذي أمضي معظم حياته الدبلوماسية في أروقة وزارة الخارجية وسفاراتها في الخارج‏,‏ ثم بلغ الذروة عندما اختاره الرئيس الراحل أنور السادات وزيرا للخارجية‏,‏ لكي يقوم بالدور الرئيسي في محادثات كامب ديفيد ولكنه لم يلبث أن استقال احتجاجا علي مااعتبره تنازلات من جانب مصر للطرف الإسرائيلي‏.‏

انطوت علي حدث جسيم ربما لم تتعرض له سفارة مصرية من قبل‏,‏ وهو محاصرة مبني السفارة من جانب القوات المسلحة الكونجولية‏,‏ ومنع أفراد طاقمها‏-‏ بما فيهم السفير‏-‏ من الخروج منها‏,‏ وحظر دخول الطعام والشراب والدواء إليها‏,‏ بعد قطع الخطوط التليفونية عنها‏..‏ ثم رد الفعل الذي أحدثه هذا التصرف الغريب في القاهرة‏,‏ حيث جري وضع مويس تشومبي‏-‏ رئيس وزراء الكونجو ووزير خارجيته في ذلك الوقت‏-‏ تحت الإقامة الجبرية في قصر العروبة الذي خصص لاستضافته‏,‏ ومن ثم منعته السلطات المصرية من حضور قمة عدم الانحياز التي كانت منعقدة في القاهرة‏,‏ كما منعته من مغادرة قصر الضيافة إلا بعد فك الحصار الكونجولي عن السفارة المصرية والسماح للسفير وباقي طاقم السفارة بحرية الخروج والدخول‏.‏

فقد كان الصراع يحتدم في ذلك الوقت بين الدبلوماسيين المدنيين والعسكريين الذين بدأوا منذ قيام الثورة ينتقلون إلي وزارة الخارجية بأعداد متزايدة وكان الكثير منهم من الشبان ذوي الرتب الصغيرة في الجيش ولكنهم عند نقلهم إلي وزارة الخارجية كثيرا ماكانوا يتولون رتبا ودرجات أعلي من أقرانهم المدنيين باعتبار أن مرتباتهم كانت أعلي في الجيش وباعتبارهم محل ثقة قادة الثورة أو لإبعادهم عن الداخل‏.‏

ولم تكن هذه ظاهرة مقصورة علي وزارة الخارجية بل شملت غزو العسكريين مختلف الوزارات والمصالح وتعداها إلي الشركات والمؤسسات‏.‏

(تعليق .. تقسيم كعكة الدولة و المناصب العليا المدنية على الظباط دون سابق خبرة لهم)

كذلك فقد قابلت الاستاذ محمد فائق وكان مسئولا عن الشئون الإفريقية وكان قد زار معظم الدول الإفريقية ولديه أرشيف هائل يغطي الشخصيات والزعامات والأحزاب الإفريقية كما كانت له اتصالات واسعة داخل حركات التحرر المنتشرة في جميع أنحاء إفريقيا‏.‏


( تعليق .. التدخل فى شؤون الدول .. و منطاحة الدول العظمى .. و تبديد ثرواتنا فى مغامرات خارجية)

وقد أقامت وزارة الخارجية حفلا في نادي التحرير النادي الدبلوماسي حاليا ونادي محمد علي سابقا

كما دعا ثلاثة آخرين من سفرائنا المنقولين إلي عواصم إفريقية وهم‏:‏ السفير مصطفي توفيق‏-‏ وهو من العسكريين‏-‏ سفيرنا في الصومال

وبدأ السفير مصطفي توفيق بوصفه أكبرنا سنا في الكلام بحماس شديد لمدة ناهزت الثلث ساعة وكان محور حديثه أن الجمهورية العربية المتحدة هي الدولة المنوط بها إيقاظ الدول الإفريقية من السبات العميق الذي تعيش فيه وإننا كسفراء في دول إفريقية يجب علينا أن ندور علي الوزارات والمصالح بل علي بيوت الإفريقيين لكي نوقظهم من نومهم ونحثهم علي الحركة والنشاط واستمر يكرر وينوع في هذا المعني بشكل أو بآخر‏.‏ وكنت أجلس علي يسار السفير أحمد المسيري وكان رجلا ظريفا فهمس في أذني قائلا‏:‏ وبعدين بقه في السفير المسحراتي ده‏


( تعليق .. تصدير الثورات .. هل هذه وظيفة السفارات ؟؟!!)
وكان مصطفي حنفي أحد ضباط قواتنا المسلحة التي أرسلت إلي الكونجو ضمن القوات التابعة للأمم المتحدة تحت قيادة البكباشي سعدالدين الشاذلي ثم انضم إلي السفارة المصرية في أثناء فترة تولي السفير ممدوح جبه‏.‏


وبعد أيام قدمت أوراق اعتمادي إلي رئيس الجمهورية كازافوبو وبعد انتهاء المراسم جلست معه ومع سيريل ادولا رئيس الوزراء لمدة ساعة حاولت أن أبدد فيها شكوكهما نحو الجمهورية العربية المتحدة والتي كانت تناصر بشدة الزعيم لومومبا

وتوجهت الي مقر اقامة رئيس الوزراء في حين توجه مصطفي حنفي الي السفارة وقادني احد سكرتيري تشومبي الي غرفة الاستقبال واغلق الباب وانصرف وظللت واقفا نحو خمس دقائق عندما انفتح الباب ودخل تشومبي وكان متجهم الوجه وسلم علي قائلا‏:‏صباح الخير ياسعادة السفير ورددت عليه صباح الخير ياسيادة رئيس الوزراء ودعاني الي الجلوس ولم اكد اجلس حتي قال لي‏:‏ وصلتنا معلومات مؤكدة امس ان هناك طائرتين تحملان العلامات المصرية قد هبطا امس في مطار ستانلي فيل وانزلتا حمولات من الاسلحة والذخائر الي الثوار هناك فماذا تقول؟؟

وبطبيعة الحال لم أكن استبعد اقدام الجمهورية العربية المتحدة علي مثل هذه الخطوة فهي كانت تعتقد وعن حق ان تشومبي ليس الا عميلا للاحتكارات الرأسمالية في دولة الكونجو ذات الامكانيات والثروات الهائلة وانها بالتالي لن تضع فيه اي جذور من الثقة خاصة بعد الدور الذي لعبه في انفصال كاتانجا فضلا عن انها متعاطفة تماما مع انطوان جيزنجا خليفة لومومبا في قيادة الحركة الوطنية من قاعدته في ستانلي فيل‏,‏ وانها تتطلع الي نجاح هذه الحركة وسيطرتها علي الكونجو جميعا عن طريق العناصر الوطنية المنتشرة في ارجاء الولايات الكونجولية‏.‏

وبعدها بسنوات سألت الاستاذ محمد فائق الذي كان مسئولا عن الشئون الافريقية في عهد عبدالناصر عن موضوع الطائرات فقال ان مصر ارسلت بالفعل طائرات تحمل اسلحة وذخيرة الي ستانلي فيل ولكنها لم تكن تحمل علامات الجمهورية العربية المتحدة و انما كانت طائرات مستأجرة‏(CHARTERED)‏ وكان يقودها امريكيون غير رسميين مقابل اجر وان هذه العملية تمت بواسطة الشريف الهندي من السودان‏.‏

..............................

انتهى الإقتباس ..

تعليق :

الآن .. ما هو موقف الجيش الذى يعيش فى الثكنات و الحياة العسكرية .. عندما يجد العشرات و المئات من ابناءة .. يخلعون الزى العسكرى .. و يدخلون الى عالم الدوبلوماسية و السفارات و الكاميرات .. و الباسبورات الحمراء .. و المرتبات الخيالية و البدلات ..

ما هو موقف الدوبلماسيين المدربين و المؤهلين .. و هم يرون افراد غير مدربين ولا مؤهلين .. بل يتسمون بالفظاظة و الظبط و الربط .. يجيئون من خارج الوزارة و يحتلون المقاعد و المناصب ..

اليس من المعقول جدا .. ان ينصرف الناس ( فى كلتا المؤسستين ) عن مهام مناصبهم و الأنصراف الى تلمس ( الطريق نحو طبق الفته .. قبل ما تخلص ) ..

اليس هذا هدما للجيش؟ .. و هدما لوزارة الخارجية ؟ .. هدما للمؤسستين العسكرية و الدوبلوماسية؟

اليس من المنطقى .. بعد كل هذه الفوضى ..و اثارة الطامع و الأحباطات .. ان يدب الوهن فى مؤسسات الدولة

اليس ما نراة حتى الآن من فساد .. قد بدأ منذ تلك الأيام .. ؟ .. عندما تم اقرار قاعدة الفتة للمخلصين و الواصلين

الا يكون من الطبيعى جدا .. ان تكون نهاية هذا الخيط .. بالأضافة الى خيوط كثيرة اخرى .. هو 67؟

الموضوع يبدأ مع الثورة .. و ينتهى عند 67 .. توضيح للطريق الذى اوصلنا الى 67 ..

و كيف دب الوهن و الفساد و الإنهيار فى مؤسسات الدولة .. كما هو واضح فى تعليقات الوزير السابق الذى استقال فى عصر السادات .. و يتخذها اخواننا الناصريين ضد السادات الله يرحمة ..

و هو يدلى بهذه الشهادات عرضا .. فواضح انه لا يقصد مهاجمة أحد .. كما انه لا يقصد اضفاء مجد شخصى لنفسه ..

ما هو احساس الظابط فى ثورة حديثة عندما ينقل الى منصب مدنى ؟ هل تتوقع ان يخضع لأى مدنى ؟ أو يتقبل نقد ؟ ما هى معايير و اسباب هذه النقلة ؟ هل هى الكفاءة فى ادارة الشركات و المصانع ؟ أو الكفاءة فى العمل الدبلوماسى ؟ .. طبعا لأ ..

ما هو احساس الظابط المرمى فى العريش و لا السلوم و لا الصعيد ؟؟؟

ما هو احساسك كمدنى .. و انت ترى عسكرى يحتل منصب المدير الذى كان من حقك ؟؟

ما احساسك و انت تعلم انه احتل هذا المنصب و لا كفاءة له ؟

هل ستحاول ان تجتهد .. لتثبت كفاءتك ؟ أم ستبحث عن "سكة ثانية" ؟

اليس الموضوع بهذه الطريقة اشبه بتوزيع الغنائم على المنتصرين ؟

اليس الموضوع بهذه الطريقة اشبه باطلاق يد العسكريين فى الدولة و استيلائهم عليها ؟

اذا كان الأمر كذلك .. فهل نحن هنا فى مواجهة ثورة .. ام عصابه لصوص ؟

ما هى نتائج هذا على كل من المؤسستين .. الجيش من جهة ووزارة الخارجية مثلا ..

هل تتوقع فى هذه الحالة ان ننتصر على اسرائيل ؟

ثم ..

هل مصر دولة عظمى حتى تصرف على انقلابات و ثورات فى العديد من الدول الأفريقية و الأسيوية ؟

هل هذه هى التصرفات الطبيعية لدولة وليدة بالأمس القريب ؟