فوائد لغوية .. متجدد ..

قال ابن قتيبة في كتابه ( أدب الكاتب ) ، باب ( مَعْرِفَة ماَ يَضَعُهُ النّاسُ في غَيْرِ مَوْضِعِه ) :

ومن ذلك ( الْقَافِلَةُ ) : يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً ، وليس كذلك . إنما القافلة الراجعة من السفر.
يقال : قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي : رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا .

وقال في نفس الباب :

ومن ذلك ( الطَّرَبُ ) : يذهب الناس إلى أنه في الفَرَح دون الجزَع ، وليس كذلك . إنما الطرب خفّة تصيب الرجلَ لشدَّة السرور أَو لشدَّة الجزع .
قال الشاعر وهو النابغة الجَعْدِيُّ :

وَأَرَانِي طَرِبًا في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِه أو كالْمُخْتَبَلْ

قال ابن قتيبة في كتابه ( أدب الكاتب ) ، باب ( مَعْرِفَة ماَ يَضَعُهُ النّاسُ في غَيْرِ مَوْضِعِه ) :

ومن ذلك ( الْقَافِلَةُ ) : يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً ، وليس كذلك . إنما القافلة الراجعة من السفر.
يقال : قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي : رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا .

نعم صدقت ..


ولعلّ هذا من جمال اللغة وفصاحتها ..


فالعرب تسمي الشيء بضده .. فراراً من بواعث دلالة اللفظ المستقر في الأذهان .. إلى التيمن.. والتفاؤل..


فتسمي الفلاة القفر .. بالمفازة .. واللديغ بالسليم .. وغيرها ..



لك إعجابي وتقديري ..


دمت بخير ..

شكراً لك شاعرنا الكريم لؤي عبد الله الكاظم
على حضورك العطر
بارك الله فيك ورعاك

تحياتي وتقديري

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( الأذكياء ) :
( حُكيَ لنا أَن بعض النَّاس ضاف رجلاً فانتبه صَاحب الدَّار بِاللَّيْلِ فَسمع ضحك الرجل من الغرفة فصاح بِهِ فلَان . قَالَ : لبيْك . قَالَ : أَنْت كنت فِي الدَّار فَمَا الَّذِي رقاك إِلَى الغرفة ؟ قَالَ : تدحرجت . قَالَ : النَّاس يتدحرجون من فَوق إِلَى أَسْفَل فَكيف تدحرجت أَنْت ؟ قَالَ فَمن هَذَا أضْحك ! ). انتهى

قلت : قوله ( أَنْت كنت فِي الدَّار فَمَا الَّذِي رقاك إِلَى الغرفة ) أي كنت في الحجرة فما أصعدك إلى الغرفة ؟
إذ إن الغرفة هي ما تكون فوق علية من البناء ، جاء في لسان العرب : والغُرْفة العِلِّيّةُ والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات : والغُرفة: عُلِّيَّةٌ من البناء، وسمي منازل الجنة غرفاً .
وقال البغوي في تفسيره : والغرفة : كل بناء مرتفع عال .
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير : والغرفة : البيت المعتلي يصعد إليه بدرج ، وهو أعز منزلاً من البيت الأرضي .
وقال الجاحظ في البيان والتبيين : قال محمد بن المناذر وهو يحاجج أهل مكة : وأنتم تسمون البيت إذا كان فوق البيت علية، وتجمعون هذا الاسم على علالي ، ونحن نسميه غرفة ونجمعها على غرفات وغرف . وقال الله تبارك وتعالى : ( غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ ) ، وقال : (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) .

قال تعالى : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } ، وقال تعالى : { لنبوئنهم من الجنة غرفاً } ، وقال تعالى : { وهم في الغرفات آمنون }.

المسك والعنبر يذكران ويؤنثان، قال ابن الجوزي في كتابه ( الأذكياء ) :

وَيُقَال مسك ذكي ومسك ذكية وَالَّذِي يذكر الْمسك يذكر وَالَّذِي يؤنث يَقُول ذهبت إِلَى الرَّائِحَة أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء :

لقد عاجلتني بالسباب وثوبها ... جَدِيد وَمن أثوابها الْمسك تنفح

وَقد أَرَادَ بِهِ رَائِحَة الْمسك. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أَخْبرنِي أبي قَالَ أخبرنَا أَبُو عَفَّان المهزمي قَالَ : المسك والعنبر يؤنثان ويذكران.

الطلاب الذين يكتبون بحوثاً في السيرة النبوية ، يصادفون كتاباً يحارون في قراءة عنوانه .. وهو كتاب ( الروضُ الأُنُف ) لعبدالرحمن السهيلي.
فمن يقرؤه بالأَنْف أو الآنِف .. وهكذا ..
والصحيح هو : الروضُ الأُنُف .. ومعناه :
روضةٌ لم تُرْع من قبل ، ويُقال : كأس أُنُفٌ : لم يُشْرب بها قبلُ ، وأَمر أُنُف : جديد .
قال عنترة بن شدّاد :
أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها ... غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ

قال تعالى ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ )
تلّه : أي صرعه .. جاء في لسان العرب : ( تَلَّه يَتُلُّه تَلاًّ فهو متلول وتَلِيل صَرَعه وقيل أَلقاه على عُنقه وخَدِّه والأَول أَعلى وبه فسر قوله تعالى ( فلمّا أَسلما وتَلَّه للجَبِين ) عنى تَلَّه صَرَعه ).
قال المتنبي يستهزئ من شخصين تولّا قتل جرذٍ :

رماهُ الكنانيُّ والعامريُّ ... وتلّاهُ للوجه فعل العربْ

أي صرعاه لوجهه كما تفعل العرب بالقتيل .

تصيد من بحور اللغة درّا تخبئه عن الناس أصدافها
هذا صيد عظيم
أشكرك

بارك الله فيك أديبتنا العزيزة لانا ووفقك لكل خير
وشكراً لحضورك الأنيق..
وكل عام وأنت بألف خير..

تحياتي ودعواتي