بقلمي / محمد يحيى الحضوري

لكل شيئ من المخلوقات أطراف
والأطراف لغة : هي النواحي
والأبعاد والحدود والنهايات كأطراف الليل والنهار
وأطراف الشجرة ..
وكذلك الأرض لها أطراف ..
فما أطرافها ؟
الجواب :-
1 - سطحها وما فيه من مخلوقات .
2 - غلافها الجوي بما فيه من غازات .
3 - طبقة الأوزون بمكوناتها
فطبقة الأوزون هي نهاية حدود الأرض وطرفها العالي - والله أعلم - وهي تشكل جزء من الغلاف الجوي وتتكون بشكل مكثف من غاز الأوزون جعلها الله لتكون سياجا منيعا يحيط بالأرض وظيفتها امتصاص معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة ، المنبعثة من الشمس وغيرها من الأجرام السماوية المشعة حتى لا تصل إلى سطح الأرض فتدمر ما عليها من إنسان وحيوان ونبات ، وتحمي غلاف الأرض الجوي .
حيث اكتشف الباحثون في علوم الفضاء بأن طبقة الأوزون تتناقص وتتآكل وهناك ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي من الأرض يتوسع باستمرار حيث أوضحت القياسات التي تمت بواسطة الأقمار الصناعية أن كمية الأوزون في الغلاف الجوي قد نقصت بنسبة 5% عام 1978 عما كانت عليه عام 1971م .
ومايزال ثقب الأوزون يتوسع ومحيط طبقة الأوزون يتآكل وهذا لم يكن معلوما من قبل عند العلماء الأقدمين سواء في عصر الصحابة أومن جاء من بعدهم مثل ابن كثير والشوكاني ممن اجتهدوا بحسب معطياتهم العلمية في عصرهم في تفسير معنى نقصان أطراف الأرض فمنهم من ذهب في تفسيره إلى أن النقصان يكون بموت العلماء ونقص الأنفس والثمرات .
وما ذهبوا إليه صحيح فسطح الأرض طرف من أطرافها ونقصانه بانكماش الحياة فيها بما في ذلك النقص في أحجام وأعمار المخلوقات كالإنسان ونقصان المواد العضوية المساعدة على الإنبات في الأرض يدخل في ذلك .
ففي البدء كان طول أبينا آدم ستين ذراعا وعرضه سبعة أذرع ومع مرور الزمن تناقص حجم الإنسان حتى أصبح بالحجم الذي نشاهده وكذلك النقص في أحجام الحيوانات والنبات والبحار وانحسار البحيرات والأنهار وانقراض بعض الطيور والحيوانات كالديناصورات
وهناك من الكائنات الحية ما هو رهن الإنقراض كما ء
أن هناك التعرية التي تنقص من جبال وسهول ووديان سطح الأرض .. !!
كما أن الغلاف الجوي يتناقص وهو طرف أعلى يلي سطح الأرض وفوقه طبقة الأوزون المحيطة به .
مما يتجلى لنا معه الإعجاز والسبق العلمي في قول الله سبحانه وتعالى
( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) الرعد
وقوله تعالى( أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ )
الأنبياء/ 44
فأتخيل الإنسان ، وهو جرم صغير بما يملك من قدرات ، كيف له أن يتغلب على نقصان طبقة الأوزون وغيرها من أطراف الأرض وتطال يده إليها ليحميها أو يتحكم في حجمه وعمره !! .
كيف سيقف أمام مشيئة الله وقوته وجبروته ؟ ( أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ )
وللعلم أنني قبل كتابتي لهذا الموضوع بحثت في الأحاديث النبوية لعلي أجد حديثا صحيحا يتعلق بتفسير معنى نقصان أطراف الأرض حتى أتوقف عنده فلم أجد ، سوى أقوال بعض الصحابة والتابعين ممن فسرها بحسب اجتهاده ومعطيات عصره .
ثم بدأت بالكتابة لأوضح آية من آيات الله وسبقا علميا في القرآن الكريم فيما يتعلق بنقصان أطراف الأرض ..
ومن يدري لعل العلماء في الزمن القادم سيتوصلون إلى اكتشاف نوع ٱخر من نقصان أطراف الأرض وقد قال الله تعالى ( لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ) .
وسأسمع من يقول : بأن سبب توسع ثقب الأوزون وتآكل طبقات الجو العليا يرجع إلى تصاعد الغازات السامة إليها من الأرض ، فأرد عليه : بأن الله قد يسلط عليها ما ينقصها من داخل الأرض أو خارجها ف( لا يعلم جنود ربك إلا هو ) ولا معقب لحكمه .
وصدق الله القائل : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (53) فصلت
صدق الله العظيم