بقلمي /
أخبرنا الله في كتابه الكريم بأنه ينزل من السماء ماء
فكيف يكون ذلك .. ؟
فركاب الطائرات وهم في الأجواء في مواسم الأمطار يرون المطر ينزل من السحاب وهي تحتهم بينما السماء صافية من فوقهم ، ولا أثر لنزول أي قطرة ماء منها إلى الأرض ، والله يقول ( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا )
وهنا أجيب :-
بأنه ليس بالضرورة أن ينزل الله الماء عبر الفضاء الخارجي - من السماء - إلى الأرض سائلا أو أبخرة ، فقد جرت سنته أن ينزله كتلا جليدية صلبة ضخمة ، محملة بمواد عضوية على شكل نيازك ومذنبات ، تدخل إلى الغلاف الجوي للأرض على مدار أربعة وعشرين ساعة ، وبكميات كبيرة ، حيث تحترق بفعل احتكاكها بالغلاف الجوي فتذوب وتتحول إلى بخار ماء يختلط مع بقية الأبخرة المتصاعدة من الأرض ، فيشكل الله منها السحب فينزل الله منها المطر ، ليسقي به من يشاء من عباده ، وليحيي الأرض بعد موتها ، بينما تتحول المواد العضوية المصاحبه لتلك الكتل إلى غبار يصل إلى سطح الأرض ، ليزيد من خصوبتها ، وليساعد على نمو النبات فيها . ( ورزقكم في السماء وما توعدون )
فالماء الذي ينزله الله من السماء ماء مبارك ، لأنه يحتوي على مواد عضوية كونية تزيد من خصوبة التربة كما وصفه الله ( ماء مباركا ) .
ولم تعد هناك أية استحالة لنزول الماء إلى الأرض من الفضاء الخارجي ،
وقد حدا عدم استيعاب هذه الحقيقة بكثير من العلماء إلى ان يذهبوا إلى القول : بأنه ليس من الضرورة أن يكون المطر النازل من السحب قد نزل من خارج الأرض ، بل تشكلت السحب من البخار المتصاعد من الأرض ، وأنزله الله من سماء الدنيا ، فما علا فوق الأرض يسمى سماء كسماء المنزل وسماء الملعب فلا تعارض مع القرآن في ذلك .
وما ذهبوا إليه فيه شيئ من الصحة ، ولكل مجتهد نصيب من الأجر ، فكما أنزله الله كتلا جليدية من خارج الأرض ينزله أيضا من السحب حتى لو كانت ممتزجة بالأبخرة المتصاعدة من الأرض ، فقد بين الله أنه ينزل الماء من المزن - السحاب الثقيل المحمل بالماء - كما في قوله ( أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ) .
بيد أن العلم قد توصل إلى معرفة أن البحيرات والمياه الجوفية العذبة الموجودة في الأرض قد تكونت من تلك الكتل الجليدية النازلة إلى إليها منذ العصور القديمة بما في ذلك المواد المصاحبة لها المساعدة على الإنبات .
وهناك البحار والجبال الجليدية في عدد من الكواكب المحيطة بالأرض ، ولا يستبعد أن يرسل الله منها كتلا إلى الأرض ، وهناك السماء الأولى وفوق كل ذلك قدرة الله فهو على كل شيئ قدير ،
وما أوضحته هنا لا يعني عدم وجود طرق أخرى لنزول الماء من السماء إلى الأرض إلى جانب ما تطرقت إليه ، يعلمها الله ، قد يكتشفها من يأتي بعدنا من المتأخرين ..
(لكل نباء مستقر وسوف تعلمون )
وصدق الله القائل :-
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ (٤٣) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ (٤٤) ﴾ سورة النور
والقائل :-
وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾
[ ق: 9]
هذا والله أعلم

رد مع اقتباس


