صديقي / الشرف الرفيع
مساء مضيء بــــ أحرفك / أحلامك
ما الحياة يا صديقي إلا كتاب تتخلله أسطر فواصلها وقوفنا على مفارق الطرق وأحرفها علاقاتنا بالآخرين ..ثمة سطور تلقي بظلالها على مساحات الوجدان انكماشاً وعلى مسافات التفكير اعوجاجا وأخرى تشع في دواخلنا نبراساً يبدد تلك العتمة الممتدة أمام خطانا المتعثرة بأذيالها .
في زمن يشبه ما يختلج في دواخلنا , نعيش فيه التأرجح المحزن والتخبط في الدروب حين الأعين ران عليها أغبرة انهيار الانسان وتصدع العالم , حُجبت الرؤية فلم نعد نرى أي العابرين بالدروب صديق وأيهم عدو , بح الصوت الراحل داخل حقائب السفر وتعطلت انطلاقة النفوس المحتبسة بين أضلع المكان , أضحى الانسان فينا يا صديقي مثل النخلة التي حوربت واجتثت من جذورها ثم وضع مكانها كتل خرسانية , لقد تشوّه ما حولنا كـــ تشوّه شوارعنا العربية التي فقدت حتى صبغتها ..
أيها الصديق المعتق بكل جميل
في هذا الزمن المنفي للغربة والذي غدت فيه مفردات الحب والصدق والوفاء أشبه ما تكون بحكايات قديمة ننام على مفرداتها ونصحو حين تغيب جئت حقيقة تنحت بأزميل الحب تمثالاً من الوفاء في عمق النفس وخلايا الاهتمام , وعلى مركب خاص بك يشبه جندول فينيسيا جئت يا صديقي تستقله لوحدك فكان الالتفات لك أنت وحدك فقط .
أيها الصديق المعتق بالوفاء
وجاء الأخضر من أقصى الشوق يسعى ليعانق لونك الأبيض / مساحة نفسك التي أعتز بمعايشتها حين ألبستني كلماتك رداءاً في زمن الفتق الوجداني , بياضاً توشحتها حين تلونت الكلمة , تلك الكلمات التي وقفتُ أمام شموخها تمثل لك النسخة الأولى وتمثل لي تدفق الحلم ..
وجدتني يا صديقي في ذروة الإصغاء لحديثك أحبو نحو مدرستك , أرتقي سلمها الكتابي , أتعاطى مع ما حملتني به من كلمات لأجدني ثانية أتزمل دفء الزمن الأجمل ..
صديقي الذي أراه بقلبي
ما أجملنا ونحن نمجّد الوفاء في لحظة تنازل الانسان عن انسانيته , حين ذاك الانسان أخرج العشق من دفء الحميمية إلى لسع الجمر . وما أجمله من زمن يضيء فيه ضحكنا وحشة النفس وظلام الدروب , نعيش فيه بالحب والانتماء لهويتنا . يحزمها ذاك الوفاق في الرأي حتى لو اختلفنا ..
لقد أثرت يا صديقي شجوني وأغنيتها وأرغدتها بفضلك في زمن أحاطت بدروبه خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
صديقي
مساحة الاعتذار بمساحة الحب
ومساحة الاعتذار تأتي اعترافاً بعجزي الكتابي عن الوفاء بما يليق وشموخ هامتك / رفعة مقامك
يوســـــف
.
.
الشرف الرفيع
كاتب وشاعر
والصديق الأقرب لقلبي وعقلي