أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 14 من 14

الموضوع: مناهجنا بين التطوير والتغريب

  1. #11
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    مناهجنا بين التطوير والتغريب ( 11 )

    ثانياً : ما يراد بمناهجنا
    تهتم الأمة – أي أمة – كل الاهتمام بالتمسك بمقوماتها وثوابتها ، وتعززها وتربي الأجيال عليها من خلال مؤسساتها التربوية ومناهجها الدراسية ، فتنطلق في بناء وتطوير المناهج من عقيدتها وقيمها وفكرها وثقافتها وخصائص مجتمعها ، فهذه المقومات ، هي أساس وجودها ، ودليل أصالتها ، ورمز هويتها ، وعلامة تميزها عن غيرها من الأمم .
    والمنهج والكتاب المدرسي في أي بلد له دور هام وبارز في بناء وتشكيل شخصية الأفراد والمجتمع وفقاً لمقوماته ومنطلقاته العقدية والفكرية ، ولذلك فإنه يعكس تطلعاته وطموحاته وآماله في أجياله القادمة ، وفي صورة المجتمع الحاضرة والمستقبلة .
    وقد أوضحنا ذلك بصورة جلية في المحور الأول ، من خلال عرضنا لنماذج من الكتب المقررة لست دول غربية وشرقية ، وبينا كيف أن تلك البلدان كانت تعزز مقوماتها العقدية والفكرية ، من خلال عرض البعد الديني لمناهجها .
    وكما أنههم أعدوا وطوروا مناهجهم وفق تلك الرؤية ، فإن الواجب على الدول الإسلامية والعربية أن تعد وتطور مناهجها لتعزز مقوماتها ، ولتكون مرتكزة على أسسها ومنطلقاتها العقدية والشرعية والفكرية والقيمية والاجتماعية ، والمحافظة على تلك المقومات ، تعمل على التربية السوية للأمة وفق التربية الإسلامية الشاملة ، فتحافظ على تماسك المجتمع ، وتحقق وحدته الفكرية ، وتعينه على مواجهة التحديات الخارجية .
    وفي فترة سابقة قال الرئيس رونالد ريجان عندما صدر التقرير الأمريكي المشهور " أمة في خطر " Nation at Risk : " لو أن هذه المناهج التي بين أيدينا فرضتها علينا أمة من الأمم لاعتبرنا ذلك اعتداءً سافراً علينا " ، وهي الآن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 1991 م ، وبعد احتلال العراق ، ترسم استراتيجية لتغيير واقع المجتمعات الإسلامية ، أحد ركائزها تغيير المناهج وفق الرؤية الأمريكية ، ويتبعها في ذلك عدد من أبناء المسلمين المستغربين الذين هاجموا المناهج بصورة عامة ، ومناهج العلوم الشرعية بصورة خاصة .
    وقبل عرض ملامحها ، ننبه أن مفهوم المناهج مفهوم شامل لدى المتخصصين في علم المناهج ، يشمل ( الأهداف ، والمحتوى العلمي ، والكتاب ، والمعلم ، والطالب ، والمدرسة ، والأنشطة الصفية وغير الصفية ) ، فتغيير أحدها يعتبر تغيير في المنهج .
    وفي هذا المحور سنبين الخطوط العامة لتلك الهجمة الداخلية والخارجية على مناهجنا .

    أولاً : الهجمة الأمريكية :
    تعددت أساليب الهجمة الأمريكية على مناهجنا ما بين طرح مشاريع ، وانتقادات لمحتواها من خلال المقالات في كبرى الصحف ، ودراسات متخصصة أعدت لتحليلها ، ويمكن عرض نماذج منها على النحو التالي :
    أ) الهجمة الموجهة لمناهج الدول العربية بصورة عامة :
    • مشروع مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط .. بناء الأمل للسنين القادمة ، وهو الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في مؤسسة التراث بواشنطن الخميس : 12 / 12 / 2002 م :
    أعلن الوزير الأمريكي أن الحكومة ستخصص لها ( 29 ) مليون دولار ، لكي تنطلق المبادرة بقوة ، وأنها ستعمل مع الكونجرس للحصول على دعم إضافي للعام القادم ، وهذه الأموال ستكون زيادة على الأكثر من مبلغ ( الألف مليون دولار ) كمساعدة اقتصادية للعالم العربي كل عام .
    وتم الإعلان عن تعيين نائب وزير الخارجية الأمريكي ( ريتشارد أرميتاج ) كمنسق لكل البرامج المنبثقة عن المبادرة الجديدة ، ويعمل على متابعتها – أيضاً – مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى ( وليام بيرنز ) ونائبته ( إليزبيث تشيني ) ابنة نائب الرئيس ( ديك تشيني )
    وتركز المبادرة على حرب الإرهاب في الشرق الأوسط ، والاهتمام بالإصلاح التعليمي حسب الرؤية الأمريكية ، ويتبع ذلك تحديث التعليم ، وتغيير المناهج ، وتغيير نمط المدارس ، والتركيز على تعليم الفتيات ، وتوفير منح دراسية لإبقاء الفتيات في المدارس وتوسيع التعليم لهن ، وتدريب المعلمين ، وتعليم اللغة الإنجليزية .

    • المذكرة التنفيذية لمبادرة باول والتي نشرها موقع ( الأسبوعية ) ( 1 ) ، وعرضها د . سامي محمد الدلال في دراسة بعنوان : ( استراتيجية فرض الهيمنة : مبادرة الشراكة الأمريكية الـ " شرق أوسطية " ) ( 2 ) ، ويمكن تلخيص أبرز ما ورد فيها في النقاط التالية :
    أ ) الخطة التعليمية : وتتضمن حسب نص المذكرة :
    1 ) إنشاء مدارس أمريكية في مختلف البلدان العربية لكل مراحل التعليم الأساسي – الابتدائي والإعدادي والثانوي – تؤهل طلابها للالتحاق بالجامعات الأمريكية .
    2 ) يجب أن يلقى المشروع دعماً مالياً كبيراً من الإدارة الأمريكية ، وخاصة أن بعض الدول ستحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير .
    3 ) في المراحل الأولى سيتم الاعتماد على الخبراء والأكاديميين الأمريكيين لإدارة تلك المدارس ، مع تطعيمها بأكبر عدد ممكن من خبراء التعليم في الدول العربية .
    4 ) عقد عدد كبير من الدورات التأهيلية للتدريس في هذه المدارس لعدد كبير من المدرسين ، والمدرسات ، والموظفين من أبناء هذه الدول ، لمشاركتنا في تحمل مسؤوليات هذه المدارس .
    5 ) خفض رسوم الالتحاق بهذه المدارس ، مع تخفيض أسعار المناهج الأمريكية التي ستدرس ، لتشجيع أكبر عدد ممكن من التلاميذ العرب للانتظام فيها .
    6 ) إن المناهج التعليمية الأمريكية لن تقتصر على محتوى المناهج المعتادة فقط ، وإنما جزء كبير منها سيتم تكريسه لتشجيع المشاركة السياسية والديمقراطية ، وأسلوب اتخاذ القرارات السليمة ، بالإضافة إلى أهم محتوى فيها ، وهو العملية الانتخابية من حيث إدارتها والمشاركة فيها.
    7 ) سيتم إنشاء نواد في هذه المدارس يطلق عليها ( نوادي الحرية الأمريكية ) ، حيث ستوفر محضناً لممارسة التطبيقات الديمقراطية وأسلوب الحياة الأمثل بعيداً عن العنف والإرهاب ، كما أنها ستوفر فرصاً لنشر ثقافات تتعلق بقيود الآخرين ، وتشجيع البنات على ممارسة السياسة ، واتخاذ قراراتها بعيداً عن التعصب الديني ، أو المفهومات الخاطئة المنتشرة في دول المنطقة .

    ب ) أهداف الخطة التعليمية :
    إن أهداف مشروع الخطة التعليمية – كما حددتها المذكرة – هي :
    1 ) إن الفائدة الأساسية لهذه المؤسسات أنها ستضمن إيجاد فرص عمل لخريجي هذه المدارس والجامعات الأمريكية برواتب مغرية ، مما يؤدي إلى زيادة الإقبال عليها ، وبذلك يتحقق غرض ثقافي مهم ، وهو ربط أبناء الدول العربية بأنماط الثقافات الأمريكية .
    2 ) إن هؤلاء الذين سيتلقون تعليماً عالياً متميزاً لا بد أن يدخلوا في دائرة الضوء والمناصب السياسية في بلادهم ، وبذلك سنضمن ارتباطهم العاطفي ، وترتيب أفكارهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيمثل هؤلاء في المستقبل دعامات أساسية لتأييد السياسات الأمريكية ، وتلافي خطر الإرهاب ونتائجه .
    3 ) إن هذا المشروع يحتاج إلى قدر كبير من الموازنات المالية المستقلة والقادرة على تطوير هذه المدارس في المستقبل ، لذا فإنه من المهم أن تدعم إقامتها سلسلة من المصالح والمشروعات والمؤسسات الاقتصادية الأمريكية التي ينبغي إنشاؤها في داخل هذه الدول ، وهذا سيحقق فائدة كبرى لتوسع الاقتصاد الأمريكي .
    ج ) المراحل الزمنية لتنفيذ المشروع :
    تحدد المذكرة التنفيذية مراحل تنفيذ المشروع على الوجه الآتي :
    1 ) البدء في طرح المشروع أول عام 2003 م .
    2 ) تستمر خطوات التنفيذ والإعداد والإنشاء حتى عام 2005 م ، ويتضمن ذلك أيضاً البدء في الإعداد للدراسات التدريبية ، والبرامج المشتركة ، والتأهيل مع حكومات دول المنطقة .
    3 ) الدراسات الفعلية تبدأ من عام 2005 م .

    د ) التدريب :
    تدعو المذكرة إلى عقد دورات تدريبية مشتركة سواءً تمت في البلاد العربية أو في أمريكا.
    وتدعوا – أيضاً – إلى " اعتماد برنامج منفصل لترجمة مئات الكتب الأمريكية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية إلى اللغة العربية ، وتوزيع هذه الترجمات على المؤسسات الدستورية في البلدان العربية ، وخاصة البرلمانات ، وما يتعلق بالحكم المحلي والجامعات والوزارات والهيئات الاقتصادية الكبرى ، والعديد من المؤسسات الاقتصادية الخاصة ، إضافة إلى برنامج خاص بالترجمة يهدف إلى ترجمة كتب أمريكية ميسرة حول الأنماط المثلى للحياة الأمريكية في جوانبها المختلفة ، وقصص رمزية توجه النظر إلى أغرض وأهداف معينة ، سيتم توزيعها على طلبة المدارس التعليمية ، وإدخالها في صلب المناهج التعليمية للمدارس الحكومية في هذه البلدان ، ويجب أن تتم الترجمات تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية ، والتي ستقوم بتعيين عدد من الخبراء والمختصين على صلة مباشرة بكبار المسئولين المعنيين بتنفيذ البرنامج " .
    • دراسة أعدها بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج نائب رئيس جامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سعيد عبدالله حارب ، وكان أبرز ما ورد فيها:
    1 ) أن المشروع الذي طرحه وزير الخارجية الأمريكي ( كولن باول ) بشأن التغيير في العالم العربي يعد امتداد لمشروعات سابقة لتغيير النظم العربية كما جاء في مؤتمر اليونسكو في باريس عام ( 1998 م ) بشأن التعليم العالي الداعي إلى إدخال مفاهيم جديدة في مناهج التعليم.
    2 ) رأت الدراسة أن إدخال المفاهيم الجديدة في مناهج التعليم ، مثل : ( حقوق الإنسان، والمجتمع المدني ، وتمكين المرأة ، وحقوق الأقليات ، والحريات العامة ، والديمقراطية ) يمكن أن يتم وفق رؤية تجمع بين الخصوصية الثقافية والمعاصرة العالمية ، لكي لا تضطر إلى تطبيقها برؤية من أطلقها بكامل مضامينها الثقافية والفكرية والاجتماعية التي قد تدفع بالمجتمعات العربية إلى مأزق جديد يتسم بالاضطراب والقلق الاجتماعي .
    3 ) فندت الدراسة اتهام التربية العربية بتحمل المسئولية الأولى في تفريخ الإرهابيين .
    4 ) انتقدت الدراسة المناهج التربوية العربية بأنها رسمت صورة نمطية للآخرين مرفوضة من خلال استنباطات خاطئة لمضامين النصوص الشرعية ، فيجب إعادة بنية المجتمع العربي والإسلامي بحيث لا يرفض الآخر ولو اختلف معه في الجنس أو اللون أو المذهب أو الفكر .
    5 ) اعتبرت الدراسة إجراء أي تغييرات في المناهج العربية بالحذف أو التبديل أو التغيير لبعض المفاهيم ( كمفهوم الجهاد أو الحرب أو العدل أو المصطلحات ) لا يعني حذفها من الوجود، فهي في متناول الجميع عبر الإنترنت وشبكات المعلومات ، ولن تعالج الأزمة بل ستضع التربية في أزمة ، لأنه لم يعد ممكناً الفصل بين الإنسان والوصول إلى المعرفة ، فوجودها في المناهج أمر ضروري في ظل الظروف الحالية ، على أن يتم تدريسها وفق الفهم الشرعي الصحيح .
    6 ) أكدت الدراسة أن التربية العربية والخليجية خاصة تواجه تحديات وأنها مهددة في بنيتها الداخلية والخارجية ، وأن أحد أشكال التهديد العولمة الجديدة ومشروع الشراكة الأمريكية.

    ب ) الهجمة الموجهة لمناهج دول عربية وإسلامية محددة :
    ومنها على سبيل المثال :

    1 ) المناهج في المملكة العربية السعودية :
    • تقديم النائب ( جيم دافيس ) من الحزب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا في مجلس النواب الأمريكي بمشروع قرار في ( يونيه سنة 2002 م ) حول المناهج السعودية Jim Davis and Doug Bereute . to Fight terror, Fix Saudi schools . The Record . October, 18, 2002, P. 109 :
    وركز فيه بمطالبة الحكومة الأمريكية بالتدخل المباشر لتغيير مناهج التعليم السعودية .

    • تقرير لجنة أمريكية درست المناهج التعليمية في المدارس السعودية The American Jewish Committee . The West, Christians and Jews in Saudi Arabi Schoolbooks :
    وقامت اللجنة بتحايل محتوى ( 93 ) كتاباً ، وكتبت عنها تقريراً مفصلاً للإدارة الأمريكية ، ومن الأمثلة على ما ورد فيه ما يلي :
    أ - قضايا ركز عليها :
    1 ) نقد سياسة التعليم في أول التقرير ، وركز خاصة على غايات وأهداف التعليم .
    2 ) التعليم السعودي يقوم على الإسلام ، والدراسات الإسلامية تشكل جزءاً رئيساً في الكتب المقررة ، وحتى الكتب العلمية تشير إلى الإسلام .
    3 ) السعوديون يقولون إن الإسلام هو أساس الدولة والمجتمع والقضاء والتعليم والحياة اليومية .
    4 ) يصفون المسيحيين واليهود بأنهم كفار ، وأنهم أعداء الإسلام .
    5 ) المناهج السعودية لا تعترف بأي حق لليهود في فلسطين وأرض إسرائيل .
    6 ) المناهج السعودية تقدم قضية فلسطين بأنها احتلها اليهود الأجانب .
    7 ) ترفض المناهج إلغاء الجهاد كما يدعو لذلك بعض المسلمين ، مثل الطريقة القادرية .
    8 ) المناهج السعودية تعارض الديمقراطية الغربية .
    9 ) المناهج السعودية تركز على فصل النساء عن الرجل ، وتركز على حجاب المرأة .
    ب - نماذج من النصوص الواردة في المناهج والتي انتقدها التقرير :
    1 ) قولهم : هناك آيات قرآنية كثيرة عن حجاب المرأة وأهمية الالتزام به .
    2 ) وصف المنهج بأن ما تقوم به بعض النساء من كشف أجسامهن للرجال الغرباء بأنه ذنب كبير .
    3 ) " الله أرسل التوراة إلى موسى عليه السلام ، والمسيح ابن مريم هو عيسى عليه السلام ، ويُعرف بأمه ، لأن الله خلقه ولا أب له "
    4 ) " التلميذ حاتم يتمنى أن يعطيه الله الشجاعة والإيمان ليكون مجاهداً في سبيل الله ، مثل سعد بن أبي وقاص " .
    5 ) الآيات والأحاديث الواردة في الولاء والبراء .
    6 ) النصوص الواردة في النهي عن التشبه بالكفار .
    7 ) الفقرات الواردة في مناصرة قضايا المسلمين ، مثل : ( فلسطين ، وكشمير ) وغيرها.
    8 ) الفقرات الواردة في وصف اليهود والحركة الصهيونية .

    • مقال " توماس فريدمان " بعنوان : " إما أن تتخلص أمريكا من الشاحنات الصغيرة أو يتخلص السعوديون من المناهج الإسلامية المدرسية " .
    نشر المقال في جريدة " نيويورك تايمز " في عدد ( 30 ) أكتوبر ، ومن أبرز ما ورد فيه ما يلي :
    1 ) " كتاب المدرسة الخاص بالسنة العاشرة ( الأول ثانوي ) والمنتشر في جميع المدارس السعودية يتضمن نصاً يقول : إنه واجب على المسلمين أن يتآخوا فيما بينهم وأن يعتبروا الكفار أعداء لهم ، هذه النظرة العدائية التي تنتشر بصفة خاصة في المذهب الصارم للوهابية السعودية كأحد اتجاهات الإسلام .
    2 ) " إذا أرادت أن تكون لها علاقة حسنة معنا ، فعليها أن تعرف أنه مهما كانت الطروحات الدينية التي تدرسها لأبنائها في مدارسها العامة ، فإننا ننتظر منها أن تلقن الطريقة السليمة التي تحقق بها تلك الطروحات " .

    • مقال " نيل ماكفار كوهار " بعنوان : " وجهات النظر المتطرفة والمعادية للغرب في المدارس السعودية " .
    نشر المقال في صحيفة " نيويورك تايمز " في 18 / 10 / 2001 م ، ومن أبرز ما ورد فيه ما يلي:
    1 ) " أن الآيات القرآنية تحذر المسلمين من مخاطر إقامة الصداقات مع المسيحيين واليهود ، وتطلب الدروس الصفية في الكتب المدرسية المقررة من المسلمين أن يكونوا موالين لبعضهم البعض ، وأن يعتبروا الكفار أعداء لهم " .
    2 ) " تعود النظرة المتطرفة المعادية للغرب في النظام التربوي السعودي نتيجة للجرعات الإجبارية التي يتلقاها الطلاب من خلال تعلمهم لمحتوى كتب التربية الإسلامية المقررة في المدارس، وتتسرب هذه النظرة خارج الصف المدرسي من خلال الخطب الدينية في المساجد والبرامج التلفزيونية " .
    3 ) " إن الإطلاع على منهج التربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية يعطي الانطباع بأنه يدعم ويشجع النظرة المتطرفة للإسلام حتى بالنسبة للمسلمين المؤمنين الورعين " .
    4 ) " حجم مقررات التربية الإسلامية التي تدرس في المدارس السعودية كما يقول بعض أولياء أمور الطلاب يعادل ثلث المنهج ، وكلها تركز على المواضيع الدينية " .
    5 ) " يقول بعض أولياء أمور الطلبة أن النظام التربوي يركز على مواضيع التربية الإسلامية ، وأن الطالب لا يستطيع الانتقال إلى الصف الأعلى إذا رسب في واحدة من المواد الدراسية الدينية " .
    6 ) " الكتب الإسلامية المقررة في المنهج السعودي تطلب من الطلاب كراهية الكفار ، وتطلب منهم أن يقفوا موقفاً عدوانياً من الكفار ، وأن يتجاهلوا طقوسهم وأعيادهم ، وأن لا يقلدوهم في ملابسهم أو في طعامهم وشرابهم وأحاديثهم " .

    • مقال " رالف بيتز " بعنوان : " الرياض هي أصل معظم الشرور " .
    نشر المقال في جريدة " الوول ستريت جورنال " في 4 يناير 2002 م ، وورد فيه قوله : " ... ولكننا لن نقترب من قلب المشكلة إلا إذا تصدينا للنموذج السعودي من الإسلام الذي يتصف بالكراهية والرجعية ونزعة القتل . إن الرؤية السعودية الدينية المتطرفة القائمة على معاداة المرأة ، ومعاداة الفضيلة ، ومعاداة الديمقراطية ، ومعاداة التعليم المؤدي بأي صورة من الصور إلى التحرر ، والقائمة على العنصرية والمعادية أساساً للحرية ، والتي يتم تمويلها عن طريق كل من يقود السيارات الفارهة على الطرق الأمريكية هي أشد الرؤى تدميراً في عالم اليوم " .
    • وهناك دراسات وتقارير ومقالات أخرى تدور حول نفس الأفكار السابقة ، وتتهم المناهج السعودية ، وتطالب بتغييرها ، مثل :

    - Neil MacFarquar. Anti western and extremist view pervade Saudi Schools. The New York times. October, 19, 2001. section B, P. 1.
    - Anti – Western and Extremist Views Pervade Saudi Schools .
    - Leisure Clss to Working Class in Saudi Arabia , By Neil Macfarguhar .
    - Saudis Seek U.S. Muslims For Their Sect .
    - Studying the Split Between U.s. Saudi Arabia .
    - How Islam and Politics Mixed .
    - Speaking in the Name of Islam . By Douglas Jehl . Riyadh , Saudi Arabia .

  2. #12
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    مناهجنا بين التطوير والتغريب ( 12 )


    2 ) المناهج في مصر :
    • عقدت ندوة في جامعة تل أبيب بعنوان : ( دراسة تأثير القرآن الكريم في عرقلة التطبيع مع إسرائيل ) وشارك فيها مصطفى خليل رئيس وزراء السادات سابقاً ، وبطرس غالي ، ثم طالب بيجن بإغلاق دور القرآن الكريم في مصر وتأميم المساجد .
    وقد تم من ذلك الكثير على المستوى العملي ، فجرى حذف بعض آيات القرآن الكريم من المناهج التي يدرسها الطلاب .

    • نشر موقع ( الأسبوعية ) ( 3 ) يوم الأثنين الموافق : 16 / 4 / 1423 هـ تقرير عن اتفاقية المنحة الأمريكية في مجال التعليم التي وافق عليها مجلس الشورى ولجنة التعليم بمجلس الشعب برئاسة الدكتور حسام بدراوي منذ أيام. وستعرض علي مجلس الشعب قبل انتهاء دورته البرلمانية .
    وتوافق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بموجب الاتفاقية علي منح مصر 23 مليونا و4 آلاف دولار أمريكي ، والاتفاقية حذر منها عدد كبير من أساتذة التربية لخطورتها حيث يحق لمن يمنح أن يتدخل في تعديل المناهج وتدريب المعلمين..
    والاتفاقية كما جاء في مذكرتها الإيضاحية تهدف إلي تحسين كفاءة ونوعية التعليم الأساسي مع التركيز علي الفتيات .
    والفئات المستهدفة من الاتفاقية تلاميذ المراحل الابتدائية والإعدادية وبعض طلاب المرحلة الثانوية والمتسربون من التعليم والشباب حتى سن الرابعة والعشرين في المناطق المستهدفة بمحافظات المنيا وبني سويف والفيوم والإسكندرية والقاهرة ويشمل البرنامج الأطفال ما قبل المدرسة بين سن الثالثة والخامسة علي مستوي مصر والفتيات والشباب ما بين التاسعة والخامسة والعشرين المقبلين علي حياة أسرية إذن هناك أهداف خارج التعليم أيضا يؤكدها ما جاء في الاتفاقية حول تعليم وتدريب أولياء الأمور ويعطي البرنامج اهتماما لمن لهم تأثير مباشر علي الأطفال من مدرسين وأعضاء هيئة تدريس بكليات التربية وطلاب كليات التربية وكذلك موظفو وزارة التربية والتعليم.
    وتضمن البند الخاص بتدريب المدرسين تحسين برامج التدريب علي التدريس ووضع وتبني المعايير التعليمية كأساس لوضع المناهج والامتحانات وكذلك تقديم المساعدة الفنية لكليات التربية لوضع سياسات تعليمية جديدة.
    وتشمل الاتفاقية في نفس البند جزءا غامضا حديثا جاء به 'يشمل البرنامج أنشطة تدريبية في مصر والولايات المتحدة ودولة ثالثة بهدف تحسين أداء المستهدفين من القائمين علي التعليم من وزارتي التعليم والتعليم العالي والمنظمات غير الحكومية '.
    كما أن المنحة ليست مقصورة علي التعليم ولكن تتطرق إلي موضوعات تمس الحياة والعادات حيث جاء في الاتفاقية أن البرامج تؤدي إلي تنمية تعليم الفتيات وتقديم نماذج إيجابية للفتيات والفتيان وعادات صحية وبيئية مرغوبة للأطفال والعائلات وفي الصفحة الثامنة جاء بالاتفاقية ينفذ حاليا برنامج 'آفاق جديدة' لتنمية المهارات الحياتية من خلال منحة لمركز التعليم والأنشطة السكانية في 21 محافظة بمصر ،وسوف يتكرر هذا البرنامج من خلال منحة تكميلية للهيئة المذكورة ليمتد إلي محافظات أخري ويؤدي إلي زيادة فرص الوصول إلي الوعي بالموضوعات الصحية الحرجة.
    ولم تحدد الاتفاقية نوعية هذه الموضوعات هل تدريس الجنس وما تدعو إليه أمريكا من ممارسات بعيدة عن الزواج وبالمفهوم الغربي الذي يبيح الشذوذ والحرية الجنسية .

    3 ) المناهج في فلسطين :
    أفادت دراسة أنجزتها منظمة أمريكية غير حكومية نشرت يوم الأربعاء 21 / 11 / 2001 م أن البرامج الدراسية الجديدة التي اعتمدها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ( لا تدرس مباديء السلام والمصالحة مع إسرائيل ) .
    واعتبر نائب مدير الفرع الإسرائيلي لهذه المنطقة يوهانان مانور أن ( النصوص الجديدة لا تدرس مباديء السلام مع إسرائيل حتى أنها ترفض وجودها ... إن المنحى التعليمي الفلسطيني للسلطة الفلسطينية ليس متطابقاً مع المبادىء التي حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو " ) .
    وأعربت الدراسة عن الأسف ، لأن اللغة العبرية لا تعتبر من اللغات المستخدمة في البلاد ، وأن توصف إسرائيل بالدولة ( المغتصبة ) و ( المحتلة ) منذ قيامها سنة 1948 م ، وأنها لا تظهر على أي خارطة .
    وشددت الدراسة على ( أنه لم يشر إلى أي من الأماكن المقدسة اليهودية ، وأن القدس تظهر وكأنها ملك للفلسطينيين وحدهم ، وأن الكفاح من أجل تحرير فلسطين موضوع عسكري محض ) .
    وأكدت – أيضاً – على أن الكتب الدراسية ( تقدس الشهيد والجهاد ) مع أنها ( لا تعرب مباشرة عن دعمها للإرهاب ) .

  3. #13
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    مناهجنا بين التطوير والتغريب ( 13 )


    ثانياً : الهجمة الداخلية :
    بينا في العنصر الأول تصاعد الهجمة الأمريكية على المناهج التعليمية في البلدان الإسلامية ، وفي بلادنا خاصة ، وتزامن معها هجمة داخلية تبناها المستغربون ، تكاد تتطابق مع الهجمة الأمريكية في ترديد نفس الاتهامات والافتراءات ، بل أصبحت مرجعاً للأقلام الأمريكية يستشهدون بها صراحة مع نسبتها إلى أصحابها ، حتى أصبحنا لا ندري أيهما يستعين بالآخر في مهاجمة المناهج ، وتصاعدت الهجمة الداخلية على المناهج بعد تعرض بلادنا إلى أحداث تفجيرات الرياض التي استنكرها العلماء والدعاة ، واتفقوا على حرمتها ، حتى أصبحت الهجمة عليها أكثر جرأة وصراحة ، ويمكن عرض نماذج تبين ما يريد هؤلاء بمناهجنا :
    فتحت مقال بعنوان (بأمريكا أو بدونها لابد من تغيير المناهج الدراسية ) يقول الكاتب في مجمل كلامه : ( ... إن الخلل في مناهجنا لا يكمن في زيادة المواد الدينية أو محتواها ، بل في أنها أصبحت مناهج أثرية لم تعد متلائمة مع ظروف العصر ومتطلبات التنمية وحاجة السوق .. ) .
    ويقول رابطاً القارئ بطرح سابق له ، وعدت إلى موضوع المناهج مرة ثالثة ، في محاضرة ألقيتها في جامعة ...... في منتصف الثمانينيات : ( أما الأمنية الأولى فهي أن تقوم جامعات الخليج بواجبها في تصحيح الخطأ التاريخي الذي وقع فيه التعليم العربي ذات يوم نتيجة غباء عبقري من عباقرة التخلف أوحت إليه شياطين الجهل أن يخرج بضلالة تقسيم الدراسة إلى أدبية وعلمية ، إننا نعيش في عصر لا يمكن أن يستغنى عن العلم ، وهو عصر تحول العلم فيه إلى وحش كاسر لابد أن يكبل بقيد من الإنسانيات والروحانيات ) .
    ويقول : ( إن مشكلة المناهج الدراسية أعمق بكثير من قضية الجرعة الدينية وهذه المشكلة ليست القضية الأخطر ولا الأهم ، المشكلة الكبرى في نظام التعليم أنه أصبح يعادي التنمية والتطور واحتياجات المجتمع وكل توجهات القرن الحادي والعشرين ، وهذه مشكلة علينا أن نقضي عليها قبل أن تقضي علينا ) .
    وكاتب آخر يطالب ببتر الإرهاب ومن وسائل البتر( القضية التعليمية ) فيرى ( إعادة تشكيل الخارطة الثقافية والاجتماعية والدينية بطريقة توائم العصر ولا تغفل الثوابت ، وهذا يقودنا إلى طرح القضية التعليمية وآليتها المشوهة التي ساهمت في خروج فئات متطرفة بسبب الخطاب الديني المغلق الذي أدخلهم في ذلك النفق ) .
    ويتهم أحد الكتاب وزارات الشؤون الإسلامية والتربية والتعليم والتعليم العالي بأنها مفرخة للإرهاب منذ أكثر من عشرين سنة فيقول : ( إننا حتى الآن ندور داخل الحلقة المفرغة التي بدأت بأحداث الحرم المكي منذ ربع قرن تقريباً ، فنحن منذ ذلك التاريخ ليس لدينا استراتيجية نعمل في ضوئها وإنما خبط عشواء ، فوزارة الداخلية تكافح نتائج الفكر الإرهابي . هذه النتائج المتمثلة في جرائم ظاهرة للعيان ، بينما الوزارات الأخرى المذكورة في هذا المقال ، من حيث تدري ولا تدري تكرس وتسقي الجذور الفكرية المتطرفة ، وتفرخ الإرهابيين ، وهكذا أصبحت وزارة الداخلية في مواجهة مستمرة مع الإرهابيين الذين هم في الأصل نتاج (( مفرختنا )) المحلية ) .
    وفي مقال ساخر يتهم أحد الكتاب المناهج والقائمين عليها بأنها سبب التطرف والغلو ، ومن أبرز ما ذكر في المقال قوله : ( وقد لا تدرون أن هؤلاء المزارعين يجدون ممانعة شديدة في دوائر التعليم إلى درجة أن المدرسين تركوا تعليم العلوم والرياضيات واتجهوا إلى منافستهم في تعليم التطرف ، وازدادت حياتهم صعوبة لأن المدارس ، وضمنها الخاصة صارت تمنح طلابها ساعات بعد الظهر لمزيد من هذه الدروس الدعوية .
    ويرى أن المدارس تحرض على القتل والمعاداة للآخرين فيقول ( لا تصدقوا من يقول أن طلاب المدارس بما فيها الابتدائية ، يعرضون صور القتلى الفلسطينيين والعراقيين ، ويحرضون على قتل الكفرة ) .
    ويضيف أن مدارس البنات تحولت إلى مجتمعات تثقيفية في الشأن السياسي فيقول : ( كما أنه كله بهتان ما يقال من أن مدارس البنات تحولت إلى تجمعات تثقيفية في الشأن السياسية ).
    ونشرت إحدى الصحف مقالاً بعنوان ( أين خطؤنا ؟ ) طرح الكاتب خلاله جملة من التساؤلات ، وختمها بالسؤال التالي :
    هل أخطأت هذه الدولة لأنها صرفت على التعليم الديني ، ونظمت له المسابقات ، وأكثرت من مدارس تحفيظ القرآن ؟
    وتقول إحدى الكاتبات في مقالها : ( ربما لا تكون مناهجنا التعليمية ، على الرغم مما يشوبها من ثغرات معرفية وما ينقصها من أسس منهجية ، هي المسئول المباشر عن نشوء الفكر المتطرف والتفكير الجهادي لكن جذور هذا الفكر استطاعت التغلغل إلى البيئة التعليمية عبر أشكال مختلفة من الخطاب التكفيري الذي يرى في التسامح والوسطية تفريطا وتساهلا بينما ينظر إلى الغلو والتشدد باعتبارهما التزاما وتدينا ) .
    ويقدم أحد الكتاب بعض التوجيهات حول أسباب الإرهاب فيقول : ( لقد آن الأوان للاعتراف بالحقيقة المرة وهي أن لظاهرة العنف والإرهاب بعداُ ذاتيا يكمن في قسط معتبر من ثقافتنا المجتمعية وبخاصة في وجهها الديني ، إن هذه الثقافة تعاني من اختلالات كثيرة تهيئ بمجملها الأرضية الصالحة لتنامي فكر العنف والمصادمة وعدم التسامح مع الآخر ... ) .
    ويقول : ( إن أبالسة تيارات العنف والإرهاب يتعمدون في اجتذاب بعض شبابنا على تلك الثقافة المخلة التي يستقيها أولئك الشباب من مصادر متعددة بدءاً بمؤسسات التعليم ... ).
    ويقول – أيضاً - : ( والمتأمل في هذه الثقافة الدينية التي يتلقاها شبابنا عبر هذه المصادر المتعددة سيجد أن كثيراً منها ينحو منحى (( فقه التشديد )) الذي يملأ قلوبهم حنقاً على الحياة ، ويحشو عقولهم بأفكار سوداوية تجعلهم ضيقي الأفق سريعي الانفعال يكرهون الدنيا وينبذون الآخر ويتعصبون للرأي ولا يقبلون بالحوار ) .
    والمتأمل في تلك المقالات يلاحظ ما يلي :
    1 ) استخدام عبارات ومصطلحات بعيدة كل البعد عن المنهج العلمي ، والأمانة والأخلاق المهنية ، فيها بذاءة وتهويل واتهام بلا رادع أخلاقي ، ولا وازع إيماني ، ولا اعتزاز بالهوية ، وإنما إرهاب فكري ، هدفه تشويه صورة المناهج التعليمية ، وتنفير المجتمع منها ، ومن أمثلة ذلك العبارات التالية : ( مناهج أثرية ) و ( الخطأ التاريخي ) و ( عباقرة التخلف ) و ( شياطين الجهل ) و ( القضية التعليمية وآليتها المشوهة ) و ( الخطاب الديني المغلق ) و ( تعليم التطرف ) و ( الخطاب التكفيري ) و ( فقه التشديد ) .
    2 ) اتهام المجتمع بجميع فئاته ، لأنه تعلم وتربى على تلك المناهج ، ولأن مؤسساته التعليمية تعلم تلك المناهج لطلابها ، فأصبحت الثقافة المجتمعية وبخاصة في وجهها الديني كلها تعاني من اختلالات كثيرة ، كما يقول أحد الكتاب !! .
    3 ) ركزت مقالات الكتاب على قضية واحدة ، وصلت إلى حد الإجماع بينهم ، وكأنهم اتفقوا على ذلك ، وهو اتهام مناهج العلوم الشرعية بالتربية على الإرهاب والتطرف والغلو والتشدد ، فهي ( تخرج الفئات المتطرفة ) و ( وتسقي الجذور الفكرية المتطرفة ) و ( وتفرخ الإرهابيين ) و ( تهيئ لتنامي فكر العنف والمصادمة وعدم التسامح مع الآخر ) !! .
    4 ) اتهام مناهج العلوم الشرعية بأنها المسئولة عن التخلف العلمي ، وأنها تعادي التنمية والتطور واحتياجات المجتمع !! .
    5 ) الدعوة إلى أن يكون البديل عن مناهجنا في ظل تحول العلم إلى وحش كاسر هو تكبيله بقيد من الإنسانيات والروحانيات ، كما يقول الكاتب ، ولم يبين لنا مفهومها ، ومصدرها !! .

  4. #14
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    مناهجنا بين التطوير والتغريب ( 14 )

    ثالثاً : ما نريده في مناهجنا:
    تطوير مناهجنا بصورة عامة ، ومناهج العلوم الشرعية بصورة خاصة لا بد أن يكون نابعاً من ذاتنا ، دون أي ضغوط خارجية أو داخلية مستغربة ، تدعو إلى تغيير المناهج بعيداً عن منطلقاتها وأسسها الشرعية ، ولا بد أن يكون تطويرها على يدي العلماء والمتخصصين في المناهج الذين لديهم القدرة على تطويرها بما يناسب التطورات والتغيرات الحديثة ، وبما يناسب احتياجات المجتمع والطالب .
    وتحقيقاً لذلك استكتبنا عدداً من العلماء وطلبة العلم والمتخصصين في المناهج ، ونعرض آراءهم فيما طرحناه من أسئلة حول تطوير المناهج كما وردت عنهم بدون تدخل أو تغيير ، ويسرنا عرضها على النحو التالي :
    بدأنا بسؤال :
    هل تتفقون معنا على وجود ثغرات في مناهج التعليم يستغلها ويبالغ في ذلك مناهضوا منطلقاتها الشرعية ، وأنها بحاجة للتطوير والمراجعة بأيدينا لا بأيدي هؤلاء . حتى نعمل على إعداد الأجيال بما يحصنهم أمام التحديات القادمة؟
    من خلال هذا السؤال اتفق الأخوة على وجود ثغرات في مناهج التعليم ، ولكن اختلفوا في دقة وصف السؤال للواقع الحالي !
    فيرى د. محمد البشر أن المناهج الشرعية لا يعني تطويرها هو وجود نواحي سلبية كما يرى بعض المطالبين بأنها هي السبب في تخريج الإرهابيين أو عجز مناهج العلوم الشرعية عن إعداد الأجيال فيقول : ( من المتفق عليه لدى المهتمين بالمناهج أن مناهج التعليم لابد من خضوعها للتقويم ثم التطوير ، ولا يعني خضوع أي منهج دراسي للتقويم وجود نواحي سلبية كما يعتقد البعض بل التأكد من مدى تحقيقه للأهداف الموضوعة ومدى مناسبتها للتلاميذ ) .
    ويضيف :( ومما يلاحظ كثرة المطالبة بتطوير مناهج العلوم الشرعية بحجج مختلفة قد تصل في تطرفها إلى اتهام مناهج العلوم الشرعية بتخريج إرهابيين أو عجز مناهج العلوم الشرعية عن إعداد الأجيال بما يحصنهم أمام التحديات القادمة ) .
    ويرى المشرف التربوي عبدالله بن سعد الفالح أن المناهج القائمة راعت فترة مرت بها البلاد لكن لا يمنع من السعي لتطوير ما يحتاج إلى التطوير فيقول : ( المناهج القائمة مناهج جيدة جدا ، حيث أنها شاملة لما يحتاجه الطالب في دينه ودنياه ، وإن وجد بعض الأخطاء فهذا لا يعني التطوير الكامل لها والتغيير ولكن ... يصلح الخطأ ويبين اللبس . أما تلك الحملات على المناهج خاصة التربية الإسلامية فهؤلاء لا يصدرون عن علم وبيان ما فيه من أخطاء علمية أو منهجية ، وإنما عن هوى واتباع لكل ناعق ثم طلبهم ذلك إنما هو للتغيير والحذف والتبديل )
    ويؤيد هذا الكلام المشرف التربوي خالد العقيلي بقوله :
    ( أولا : أظن أن جميع المعنيين بالتربية والتعليم يتفقون على ضرورة تطوير المناهج ، سواء أصحاب التوجهات الغامضة أو المنحرفة أو أصحاب التوجهات الأصلية .
    ثانيا : المنطلقات في هذه القناعة متباينة ومختلفة بل ومتعارضة في أهدافها ودوافعها ، بين أصحاب التوجهين ) .
    في حين أن الشيخ الدكتور / عبدالوهاب الطريري يتفق في وجود من يتهم المناهج بتخريج الإرهابيين والمتطرفين ولكنه يرى ألا نهاجم من يهاجم المناهج مهما كانت توجهاته والأصل هو حسن النية فيقول :
    ( لماذا أفترض في كل من يعارض مناهج التعليم الشرعية أنه يعارض منطلقاتها الشرعية؟
    لماذا نعيش ونحن ملغمون بسوء الظن بالآخرين؟
    لماذا نطالب الحكومات أن تحسن الظن بمن ينتقدها ونحن نستعد بقائمة من التهم لكل من ينتقد ما نحن عليه؟
    إن علي أن أفترض الصدق وحسن النية في كل من ينتقد هذه المناهج حتى وإن أخطأ ، فيبين له وجه خطئه من غير أن يحاصر أو يحرج بأنه يناهض منطلقاتها الشرعية .
    إن مناهج التعليم، سواء الشرعية أو غيرها أمر يخص كل بيت، وكلَّ رب أسرة، وكل متعلم، وكل ناشئ، وبالتالي فهي قضية عامة ينبغي أن تفتح آفاق الحديث والحوار حولها دون أن يرجم أي متحدث عنها بهذه الأنواع من التهم. المهم أن يكون هذا النقد نتيجة استقراء وتتبع، وليس بطريقة رجم مقرراتنا الشرعية بتهم مستوردة، كاتهامها بأنها تصنع الإرهاب، أو أنها تنتج العنف، ونحو ذلك من التهم التي نرى أنها تهم معلبة مستوردة من الخارج، فهذا نوع من استيراد تهم الآخرين ثم تسويقها بيننا وليس مما نحن فيه. لكن وصف المقررات بأن فيها عوزاً وقصوراً وتحتاج إلى إصلاح فهذه قضية عامة ينبغي أن نتنادى لها، والمقررات الشرعية هي مما ينبغي أن يوجه إلى تأليفها وإعدادها النقد، لأن المقررات الشرعية ليست هي الشرع، هي عمل بشري قابل للتقويم والمراجعة، دعني أنا وإياك نتساءل: ما سر تعاقب التأليف طوال القرون؟ لماذا لم يكتف أصحاب كل قرن بالمؤلفات التي ألفت قبلهم، إن السبب بوضوح أنهم يرون أن وقتهم وعصرهم محتاج لنوع من التأليف والصياغة لا تكفي ولا تغني فيه الصياغة قبل ذلك، والمقررات الشرعية هي من هذا النوع .
    كما أنني أعترض على هذا التقسيم (بأيدينا لا بأيدي هؤلاء) فهؤلاء هم منا، فمن كان منهم لديه رأي رشيد، سديد فينبغي أن يستفاد منه ومن كان لديه جنوح فينبغي أن يسدد ويبصر. دعني أتناءى وإياك عن نحن وهؤلاء.
    أما الجواب على السؤال هل مقرراتنا الشرعية بحاجة للتطوير والمراجعة؟
    فإني أحتاج فيه إلى نعمات كثيرة... نعم ثم نعم ثم نعم هي بحاجة للتطوير والمراجعات بأيدينا جميعاً حتى تلاقي حاجة الأجيال المعاصرة والقادمة)
    في حين أن الشيخ عبدالعزيز الشويش يرى أن المناقضين للمناهج في هذه الفترة همهم هو إرضاء أهوائهم وسائر الملل والطوائف غير عابئين بنوعية التطوير فيقول : ( المشكلة أن الذين يطعنون من الأمام أو الخلف فيها ويصمونها بالقصور عن استيعاب العصر لا يرضيهم تطويرها ولا حتى ترويضها لأنها بالنسبة لهم كلها ثغرة ولن يقفوا عند حد المطالبة بالتطوير والتغيير بل بالإلغاء والإبقاء على حد يرضي في وقت واحد الرافضي والبدعي والنصراني واليهودي والبوذي والمسلم الذي لا يعرف منها إلا الشعائر الفردية أما المناهج التي تعلي من شأن المسلم وتميزه عن غيره علماً وعملاً وسلوكاً وتتدخل في جميع شؤونه وفي جميع شؤون الحياة بالترتيب والتنظيم وتوضح طبيعة العلاقات مع مخالفي هذا الدين فهذا ما لا يرضاه هؤلاء بحال من الأحوال(
    ويقول : ( أين هم قبل ذلك الوقت ولماذا نفروا في هذا الوقت وتخصص كل منهم في النيل من صرح من صروح هذا المجتمع الذي يمثل تميزاً ويعطي مثالاً فهبوا بمعاولهم الداثرة وثقافتهم البائرة وأمركتهم الفاجرة وكرتهم الخاسرة بترتيب عجيب وتكالب غريب وتكاتف مريب خابوا وخسروا لقد ظنوا أن الكعكة جاهزة للقسمة .. لقد خاب ظنهم وأخطئوا في توقيتهم وجهلوا أبسط مقومات المجتمع وحقائق هذا الدين ) .
    ويرى د. عبدالمحسن السيف أن مكمن الخطر هو في حديث غير المتخصصين في الأمور التربوية في هذه القضايا الهامة فيقول : ( إن مكمن الخطر هنا هو حديث غير المتخصصين في الأمور التربوية في هذه القضايا الهامة التي تحتاج إلى تضافر الجهود من التربويين ورجال الفكر للحديث عنها ورسم خططها والعناية بها وعدم التخلف عن القيام بهذا الدور الكبير والواجب العظيم ، إذ إن تركه لغير أهله ربما أصاب الأمة جميعها بالخسارة والتخلف ، ومع الأسف الشديد فإن هذا هو الذي يحصل اليوم في كثير من بلاد المسلمين حتى أصبح الحديث عن المناهج وبالذات مناهج العلوم الشرعية حمى مستباح يفتي فيه كل من شاء بما شاء فأصبحت النتائج على خلاف ما يريده المختصون المخلصون ) .
    كما يرى أن المناهج من حيث العموم بحاجة للتطوير فيقول : ( أما قضية تطوير المناهج من حيث العموم فإنها من الضرورات الهامة والأمور المهمة ليس في وقتنا الحاضر فحسب ولكن في جميع الأوقات وذلك أن الحياة بطبيعتها لا تثبت على حال بل لا بد من التغير والتبدل في معطياتها وخصائصها وحاجات أفرادها والمؤثرات التي يتعرض لها أفرادها بين حين وآخر والمناهج في حقيقتها تعكس تلك الأمور جميعها ... )

    لماذا لا يكون للمتخصصين وأهل العلم والدعوة مشروع لتطوير مناهج التعليم بعامة ومناهج العلوم الشرعية خاصة، لمواجهة حملة تغيير المناهج التغريبية؟
    قال د. عبدالوهاب الطريري : ( هذا سؤال حقيقي وارد ، والجواب عليه يجب أن يكون للمتخصصين وأهل العلم والدعوة مشروع لتطوير مناهج التعليم ، وأضع خطوطاً كثيرة تحت تطوير مناهج التعليم وليس مجرد الدفاع عنها بوضعها الحالي وإبقائها على ما هي عليه بحجة أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان )

    ويتفق الشيخ عبدالعزيز الشويش على وجوب إقامة المشروع بأيدي المتخصصين المخلصين فيقول : ( إنني أتفق معكم بأن يكون للمتخصصين وأهل العلم والدعوة مشروعاً لتطوير المناهج وخاصة مناهج العلوم الشرعية ليس لمواجهة الحملة التغريبية فحسب ، بل لإضافة وتثبيت بعض الحقائق الغائبة عن المناهج والتي تدعو الحاجة إليها بعد التطورات الأخيرة وتحديداً بعد 11 سبتمبر لكن هذا المشروع ينبغي ألا يكون مشاعاً لعامة من ذكر من المتخصصين وأهل العلم والدعوة بل ينتدب منهم رجالاً مخلصين موثوقين متمكنين سديدي الرأي بعيدي الرؤية فقهاء للواقع لا يمكن أن يؤتى المسلمون من قبلهم ) .
    ويضيف قائلاً : ( يجب أن يكون عندنا من الشجاعة والروح المعنوية في معالجة وتطوير المناهج ما نبني به حضارتنا ونواجه به أعدائنا ونسير به حياتنا ومعيشتنا في عبودية وخضوع لله سبحانه وتعالى ) .

    ويحث المشرف التربوي خالد العقيلي المتخصصين وأهل العلم إلى المسارعة بقوله : ( هذا ما يلزم المتخصصين وأهل العلم والدعوة استشعاره والمبادرة إلى استثماره ) .

    ويرى د. محمد البشر أن قيام هذه النخبة من التربويين وأهل الاختصاص هو السبيل الصحيح لتطوير المناهج مع المحافظة على خصوصية البلد وأهله ، والتي أوجزها في هذه النقاط :
    1- إن عملية التطوير عملية منظمة ومستمرة وهادفة يجب أن يتولاها أهل الاختصاص والخبرة وأن يشارك في عملية التطوير جميع أطراف العملية التربوية
    2- كما يجب أن لا نغفل دور القطاع الخاص في عملية تصميم المناهج الدراسية وإخضاع ما يقترحه من مقررات دراسية موضع التجريب فإذا أثبت فاعلية لماذا لا يعمم ؟
    3- كما أقترح القيام بمؤتمرات وندوات لأهل الاختصاص في كل فرع من فروع مناهجنا لتدارس الإيجابيات والوقوف على السلبيات ومحاولة الخروج بخبرات جديدة قد تسهم في تطوير مناهجنا .

    ويشدد المشرف التربوي عبدالله الفالح على وجوب أن تسند الأمور لأهلها وإلى ذوي المقاصد الحسنة فيقول : ( إن كان ولا بد من التغيير والتطوير فليوكل ذلك إلى أهل الخبرة والاختصاص من العلماء البارزين الذين يعرفون متطلبات المجتمع وما يحتاجه ، ولهم دراية بالتأليف مع حسن المقصد ومحبة الخير والنفع للغير ) .
    وما قرأناه سابقا يقودنا إلى طرح هذا السؤال :

    هل لكم أن تساهموا معنا في تقديم ملاحظاتكم على المناهج القائمة ومقترحات تطوير محددة في هذا الخصوص؟
    فيجيب د. عبدالمحسن السيف بعرض هذه النقاط التي تَوَافَق الجميع على طرحها أو طرح بعضها فيقول : ( هذا التطوير يجب أن يكون شاملاً لجميع نواحي التطوير وألا يقتصر فقط على الشكل دون المضمون أو على عنصر واحد من عناصر المنهج بمفهومه الشامل وفي مقدمة ذلك المحتوى أو ما يطلق عليه الآن الكتاب المدرسي والأهداف التعليمية التي ترسم هذا المحتوى وكذلك طرق التدريس المتبعة والأنشطة الصفية وغير الصفية المعينة على تنفيذ المنهج والتقويم المتبع في هذه المناهج . كما أن التطوير يجب أن يشمل حتى البنية الأساسية للتعليم مثل المدارس ومنها المباني المدرسية التي يجب أن تتحقق فيها مواصفات المبنى المدرسي الملائم لتنفيذ المنهج وكذلك الأنظمة والأساليب التي تدار بها العملية التعليمية بشكل عام حتى نضمن أن يكون التطوير شاملاً ومتكاملاً يؤدي الغرض المنشود منه .
    أما أبرز الملاحظات على المناهج القائمة حالياً خاصة مناهج العلوم الشرعية ، فإنها كما يلي :
    1- بعد البعض منها عن مناقشة الحاجات التعليمية للمتعلم وذلك أنها تنحو نحو العمومية وعدم التركيز على حاجات المتعلم .
    2- عدم مراعاة بعض موضوعاتها للمرحلة العمرية للمتعلم حيث نجد بعض الموضوعات تتطرق إلى مفاهيم لا تناسب قدرات المتعلمين الذهنية أو الفكرية أو الثقافية في مثل هذا السن .
    3- الاهتمام بالكم في بعض الموضوعات على حساب الكيف وذلك بعدم العناية بالتركيز على موضوعات مختصرة وإعطائها ما تستحقه من الشرح والتوضيح والأمثلة .
    4- عدم ربط الموضوعات التي يتم تدريسها بواقع المتعلم وحياته مما يجعله يتصور أن المخاطب بها غيره فيضعف تأثره بها .
    5- عدم الاعتناء بشرح بعض المفاهيم داخل الكتاب والاكتفاء بدور المعلم في هذا الصدد وهذا غير مجدي خاصة في ضوء ضعف دور المعلمين وإعدادهم من جهات الإعداد .
    6- نقص جانب التشويق والإثارة في أسلوب تأليف كتب العلوم الشرعية وعدم تضمين الكتاب للصور الحية والأشكال التوضيحية التي تسهل الفهم على المتعلمين خاصة كلما صغرت المرحلة العمرية للمتعلم .
    7- عدم الاعتناء بإعداد معلم العلوم الشرعية خاصة ، الإعداد التربوي الذي يمكنه من التعامل مع المتعلمين على أساس مراعاة قدراتهم واحترام عقلياتهم ومراعاة مشاعرهم وتلبية احتياجاتهم واستمالة مشاعرهم نحو الدرس وقدرته على إثارة الدافعية لديهم نحو تقبل العلوم الشرعية ومحبتها والتأثر بها .
    8- عدم إيجاد وتوفير الحوافز والتعزيز بشقيه المادي والمعنوي لدعم المتعلمين في مجال العلوم الشرعية ومحاولة انتشالهم من الضعف الذي يعانونه كما هو الحال في تعليم القرآن الكريم .
    9- عدم الاعتناء باختيار المعلمين الأكفاء الذين يمثلون العلوم الشرعية التي يدرسونها بصدق وذلك ف مجال القدوة الحسنة لطلابهم وطالباتهم حيث إن غياب القدوات يعتبر أكبر عامل في عدم تأثر المتعلمين بما يدرسونه من هذه المناهج .
    10- النقص الواضح في تفعيل دور الأنشطة الصفية وغير الصفية في المدارس على اختلاف مستوياتها حيث لا يولي هذا الجانب الاهتمام الكافي من القائمين على المدارس زعماً منهم بأنه يزاحم التحصيل العلمي للطلاب .
    ويضيف د. عبدالوهاب الطريري بقوله : ( كما أنها يجب أيضا أن تراعي الفروق بين مراحل التعليم فيجب أن تراعي الفروق بين الفتيان والفتيات ، فغير صحيح إطلاقاً أن نعلم الفتيات أنصبة الإبل والبقر والغنم وكأننا نرشحهن ليخرجن ساعيات لجباية الزكوات ، ولا أن نعلمهن أحكام الديات والشجاج وغيرها وكأنهن سينصّبن قاضيات في المحاكم . علينا أن نعلم الفتيات الأحكام العامة الشرعية والتي يشتركن في جملتها مع الرجال ، ونركز على مايحتجنه بخاصة من الأحكام التي تلاقي خصوصيتها كزوجة وخصوصيتها كأم ، فلها بذلك مساس وخصوصية أعظم .
    ويقول: ( أيضا مجتمعنا ليس مجتمعا رعوياً نعيش له سارحين مع الإبل والبقر السائمة حتى نحفظ طلاباً في سن الابتدائية زكاة الإبل والبقر ، والتبيع والتبيعة والمسن والمسنة وابن اللبون والحقة ، ونحن قد درسنا هذه الأشياء في طفولتنا وها نحن الآن نقارب سن الشيخوخة ولم نحتج إلى هذه المعلومة يوماً واحداً من حياتنا، لأنها ليست معلومة تمس مجتمعنا نحن، هذه معلومة ينبغي أن تدرس لمجتمع يحتاجها، مجتمع رعوي، نحن الآن ينبغي أن نعلم أبنائنا المعاملات البنكية، زكاة رصيد البنك، بيع الأسهم، أحكام التأمين... ونحو ذلك .
    خذ مثالاً آخر على ذلك، نعلم الأحاديث والأحكام التي تتعلق بالنهي عن التخلي في الطريق، والملاعن الثلاثة، وهذه أحكام نبوية. وهناك مجتمعات تحتاج إليها، لكن هل رأيت في حياتك إنساناً يتخلى على هذه الأرصفة المبلطة في شوارعنا؟
    إنني أحتاج أن أعلم المارة الآن آداب غض البصر ، لأتقي أنا وأهلي هذه النظرات التي تثقب زجاج السيارة كالرصاص .
    أحتاج أن أعلم الناس آداب السير في الطريق في المركبات والسيارات ، وسأجد في ديني وهدي نبيي صلى الله عليه وسلم أحكاماً تنظم هذه الأمور وتتعلق بها.
    ولا زلت أذكر شيخاً علمني علماً استفدت منه، فقد كنت أقرأ على جماعة المسجد الذي كنت أصلي فيه وأنا شاب حدث السن أحاديث في أحكام الجنائز، فأمسكني هذا الشيخ وقال لي: يا بني نحن نموت في حياتنا مرة واحدة ونصلي في اليوم خمس مرات فاقرأ علينا أحاديث تتعلق بأحكام الصلاة التي نصليها خمس صلوات في اليوم .
    إن فتياننا يحتاجون أن يُعلموا أشياء هم يمارسونها ويعايشونها، وليس أشياء هي من ديننا، لكنها مماسة وملامسة لمجتمعات أخرى غير مجتمعنا.)

    ويقول أيضا : ( الفتيان في المراحل المتقدمة يحتاجون إلى أن يعلموا أموراً مهمة في الشرع تضبط لهم موازين تصوراتهم ، ليتعلم الطالب مقاصد الشريعة ومسألة المصالح والمفاسد والموازنة بينها ، وهذه الأمور هي من صلب ديننا ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم زاخر بذلك ففي أي مرحلة يعلم الطالب ذلك ؟ لماذا لا يكون لهذا منهج في المرحلة الثانوية ؟ )

    وعلى هذا يري الشيخ عبدالعزيز الشويش أنها لابد أن توافق الواقع بشكل كبير فيضرب على ذلك بعض الأمثلة منها كما قال : ( ومن الأمثلة على ذلك :
    1- ما يتعلق بالولاء والبراء وضوابط التكفير .
    2- مفهوم الإفراط والتفريط وعلاقة ذلك بالفوضى والإرهاب .
    3- موقف أهل السنة والجماعة من معارضيهم .
    4- مشروعية الجهاد ودوافعه ودواعيه وأحكامه المتعلقة به وأحكام أهل الذمة والمحاربين والمرتدين وتنزيل ذلك على الواقع .
    5- مفهوم الحرية وضوابطها والفرق بينها وبين الفوضى والإباحية .
    6- قوة الإسلام وحزمه بالإضافة إلى سماحته ويسره .
    7- مكانة وحقوق المرأة في الإسلام .
    8- أسباب الغنى والفقر وحسن توزيع الثروة والتوازن في الحقوق والواجبات .
    إن احتواء المناهج على مثل هذه المفردات وطرحها بعمق وتجرد من شأنه أن ينتج جيلاً يعلم ويعمل ، وسطياً يبني ولا يهدم ، يعدل ولا يجور ، يثق ولا يسيء الظن ، يستعمل عقله ولا يلغي عقول الآخرين ، يتفاعل ايجاباً مع مجتمعه وبلده وأمته ، يحقق الخيرية ويدعو إلى الله على بصيرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويؤمن بالله ويشهد على الناس ) .
    ويرى أن التغاضي عن طرق هذه المواضيع والإحساس بالحرج حيالها هو السبب في ظهور السلبيات والشبهات والأهواء والتصرفات الخطرة فيقول : ( إن تعاملنا مع هذه المفردات وما تحويه من حقائق وما هو على شاكلتها مما تدعو الحاجة إليه بأساليب انتقائية وطرق متشنجة وبعبارات حذرة لا يعالج السلبية ولا يقضي على العنف ولا يصحح النظرة ولا يولد التسامح ولا يدعم الثقة ولا يحل المشكلات .. بل سيفتح سوقاً للإجتهادات القاصرة والتبريرات الزائغة والفتاوى الشاذة والتصرفات الخطرة والأهواء الضالة والشبهات المغلفة ) .

    ويرى المشرف التربوي خالد العقيلي أننا إذا أردنا تطويراً نحو الأفضل فلا بد من تحقيق معايير ، فيقول : ( إذا أردنا تطوير المناهج نحو الأفضل فلا بد من :
    1- قياسها واعتبارها بمناهج مثيلة .
    2- التأكيد على ما هو إيجابي في المناهج القائمة حاليا ً وإبراز الجوانب الإيجابية والسلبية للمناهج القائمة بعد دراسة هذه اللجان لها وتعميمها على أفراد المجتمع ، والمجتمع التربوي خاصة .
    3- إعادة صياغة وتطوير ما يحتاج إلى ذلك من خلال لجان متخصصة ولها مكانة مقنعة ذاتياً وعلمياً) .
    كما يركز د. عبدالوهاب الطريري على أهمية وضع استبيانات لقياس تأثير المناهج على الطلاب فيقول : ( إن علينا عند تقويم المناهج الشرعية أن نجري استبيانات على الشباب الآن نسائلهم عن مدى تأثرهم بالمناهج الشرعية، وما الذي بقي معهم منها وما الذي لا زال له حضور في حياتهم.دعنا نتساءل عن الشباب المتدين وهم كثير –بحمد الله- هل كانت المناهج سبباً في استقامتهم أم أن هناك عوامل أخرى ليست المناهج الشرعية منها؟ )
    ويضيف المشرف التربوي سليمان الخضير بعض المقترحات لتطوير المناهج التعليمية في النقاط التالية:
    1- تصميم برامج تربوية تعرف الطلبة بالمذاهب المعاصرة المناهضة للفكر الإسلامي والمجتمع السعودي ، وأن تتضمن البرامج التربوية مواجهة مستنيرة وواقعية لتلك المذاهب ، لأنه قد يصادف النشء في حياتهم أفكاراً وفلسفات معادية لعقيدتهم ووطنهم فيصبح لديهم معيار لمعرفة واقعيتها وخطورتها ، مما يصعّب على الآخرين إقناعهم بها .
    2- الاستفادة من التقنيات الحديثة في تعليم أبناء الأمة ، من خلال إيجادها والتدريب عليها واستخدامها ، حيث أصبحت ضرورة يحتمها التطور السريع ، كما أنها تساعد على جذب انتباه الطلاب وتوفر جوا من التشويق والإبداع والإثارة .
    3- ضرورة الاهتمام باللغة العربية بصفة عامة ، وتنمية حب القراءة والبحث والتركيز على القراءة والتحرير والإنشاء والإملاء في جميع المراحل وخصوصاً الصفوف الأولية ، وتطوير طرق تدريسها .
    4- ضرورة التركيز على الجانب التطبيقي بشكل عام .
    5- أن تزود المناهج بمراجع يمكن للطالب الرجوع إليها وغرس قيم البحث العلمي في نفوس الطلاب والعناية بمكتبة المدرسة .
    كما تبين أم بلال أهمية البحث والتركيز عليه لتنمية مهارات الطلاب في القراءة والبحث ليس من خلال مقرر واحد وإنما في جميع المناهج الدراسية بأنواعها : ( نريد أن تفتح لنا المناهج أبواب البحث ، فالمنهج الآن مكتوب وفق أفكار لا يستطيع أن يحيد المعلم والمتعلم عنها إلا قليلاً ، نحن نريد أن تكون المناهج مجرد مواضيع مقررة يندرج تحتها أفكار مقترحة للبحث ويترك البقية لجهد المعلم ، وهذا يشجع المعلم والمتعلم على البحث والتجدد مما يبرز شخصيته وينفرد بإبداعه ) .
    وتقول : ( يا حبذا لو كانت المناهج الشرعية عبارة عن سرد للموضوعات المقررة مع ترشيح كتابين مثلاً للإطلاع ، وبهذا نشجع الطلاب والطالبات على القراءة الجادة المطولة ) .
    كما يوجه د. عبدالوهاب الطريري إلى حاجة المناهج لتفعيل عرض حياة النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة أكثر دقة وشمولية فيقول : ( سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما مدى حضورها في مناهجنا التعليمية؟ لماذا نعلم فتياننا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أنها غزوات لا على أنها منهج حياة؟ إن نبينا صلى الله عليه وسلم كان إماما في الحياة وليس فقط قائداً للغزوات ، فلماذا لا توجد السيرة النبوية متكاملة يدرسها الطالب فيتشبع بها بحيث يعيش وكأنه قد عاش زمن النبوة من خلال منهج متكامل يقدم السيرة النبوية متكاملة منهج حياة على طريقة ابن القيم في زاد المعاد؟ ومن خلال ذلك يتحقق الاقتداء والأسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة].
    الأخلاق التي بعث النبي –صلى الله عليه وسلم- بتتميمها ألا يكون لها منهج خاص ولو في سنة من السنوات أو في فصل من الفصول الدراسية يدرس فيها كتاب مثل:(خلق المسلم) للشيخ: محمد الغزالي أو غيره ) .
    كما ترى أم بلال أن تطوير المناهج يجب أن يشمل عناصر كثيرة فتقول : ( اطلعوا رحمكم الله على مناهج التاريخ لدينا لتروا ركاكة الصياغة . التاريخ عالم من القراءة التي لا تنتهي فاجعلوا الطلاب يقرأون التاريخ القديم والمعاصر ويستشرفون المستقبل فالأمة الإسلامية زاخرة بالتاريخ الذي نستقي منه التربية والعبرة فلا نقيدهم بالحفظ للاختبار مع وجود وسائل أخرى لتقويم ما حصلوا من معلومات ) .
    وفي ختام عرض الآراء يسرنا دعوة الجميع لكتابة تعليقاتهم حول هذا الموضوع أو إرساله إلى مشرف النافذة .


    شارك في هذا المحور كل من :
    1- د. عبدالمحسن بن سيف السيف : الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض .
    2- د. محمد بن فهد البشر :الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض .
    3- د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري : المشرف على المكتب العلمي بموقع الإسلام اليوم .
    4- الشيخ / عبدالعزيز بن محمد الشويش : رئيس قسم التربية الإسلامية في إدارة التعليم بالرياض .
    5- الأستاذ / عبدالله بن سعد الفالح : المشرف التربوي في إدارة التعليم بالرياض .
    6- الأستاذ / خالد بن سعد العقيلي :المشرف التربوي في إدارة التعليم بالرياض .
    7- الأستاذ / سليمان بن سعد الخضير : المشرف التربوي في وزارة التربية والتعليم .
    8- الأستاذة / أم بلال بنت عبدالعزيز : معلمة مادة الرياضيات بالمرحلة الثانوية .

    انتهى بحمد اللـه تعالى

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. إشكالية التطوير بين الإرادة والوسيلة
    بواسطة طارق ملاح في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-08-2008, 05:35 PM
  2. التطوير الذاتي --//-- مقالات منوعة
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-08-2008, 09:53 PM
  3. فهرس قسم التطوير الذاتي.
    بواسطة نورا القحطاني في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-03-2006, 09:16 PM
  4. أنا مع التطوير فانتخبوني
    بواسطة مصطفى بطحيش في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 01-03-2006, 02:51 AM