مشكلتى....!
لابد أن هناك حكمة تمنع الانسان من السعادة التامة ولست أدرى لماذا ؟؟ لقد حلمت دائما بان أكون طبيعيه فصرت مدرسة رياضيات وتمنيت لو أنى أطول قليلا وأسمن قليلا فخرجت الى الدينا قصيرة ونحيله، وكم احسد الفتيات ذوات العيون الخضر والزرق..وأقول يا ليت لي مثل عيونهن بدل عينى الداكنتين وبلا لون مميز وفوق كل ذلك لا أتمتع بالجاذبية...!!انى الان فى السابعه والثلاثين وأم..لاربعة اولا د احترم زوجي كثيرا ً، فهو ناضج ومثقف وواع وهذا بات نادرا ،وصعب أن تجده في مجتمعنا هذه الايام فالرجال يظهرون عكس ما يبطنون. فهو يبذل ما فى وسعه لاسعادى وهو شخص ناجح فى عمله لطيف المعشر وهادئ الطباع....وأكيد أنكم تسألون ما هي مشكلتك فأجيب ببساطه مشكلتي هي شعوري الدائم بعد جاذبيتى وخوفى من الجلوس وحيده ومن الموت وعدم استطاعتى النوم خمس دقائق من دون حلم مزعج مرعب استيقض بعده مذعوره. فأنا لا أنام كما ينام الناس ولست أذكر انى استغرقت فى النوم ساعه متواصله دون فزع، وعندما يأتي الصباح اذهب الى عملى بشكل الى روتينى أجلس الى زميلاتى فى المدرسه اشارك فى احاديثهن من حراره وأعطى بدروس بطريقه عاديه لا هى ناجحه،ولا فاشلة وأتعجل انتهاء الدوام لاعود الى البيت لا شعور لدى بالفرح.
فأنا متبلده الإحساس، ولا افرح بأبنائي وهم كالورود حولى فلماذا لا أكون سعيده ولماذا أنا اعانى رغم أن حياتى رائعه فهل هذا ما يسمونه حالة من حالات الاكتئاب...
أن مفهوم السعادة مختلف بين مجتمع وأخر بل بين شخص وأخر..هكذا اخبرتنى صديقتي عن حالتي فأنت في نظر بعض الناس سعيده جدا زوج وأبناء أصحاء وحال ماديه ميسوره ولكنك مع ذلك لست سعيدة بنظر نفسك والسبب أنك منقادة الى رؤية خاصة بك للسعادة، أن لم تتحقق فلن تكونى سعيدة وأنا ياعزيزتى يخبرتنى البسيطة في علم النفس ربما نفسر وضعك هذا ولا نقيمه فأنت منذ الطفولة تستمعين الى العبارات التى أثرت.. فىشخصيتك ولعلك تتذكرينها بشئ من التركيز وأتوقع ان فحواها مقومات الجمال والجاذبية للفتاة والتى تتيح لها القبول الاجتماعى أما الاحلام فهى تعبير عن مكبوتات تعيش فى اللاوعى وتنطلق عندما يترخى الإنسان، ويكف عن العمل ويخلد الى النوم وبقدر ماهى بعيده عن الواقع الا انها صيغة الواقع سواء أكان هذا الواقع فى الماضى أو الحاضر وكلما كانت هذه المكبوتات كان الحلم قاسى ومرعبا.
أن ما تحتاجيه هو أن توجهي لنفسك خطابا ايجابيا لذاتك تقولين فيه........أنا أما ناجحه ومدرسه ناجحه ومرتبطه بزوج يحترمنى ويحبنى وهذا دليل جاذبيتى بغض النظر عن شكلى لذلك يجب أن احب نفسى واقتنع بأن الشكل وعاء لذات وليس الا جزء يسير منها وهذا
سيكون دعما لنفسك لزيادة ثقتك بها وحاولى ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء قبل النوم مستفيده من الكتب المتوفره حول الموضوع وتذكرى ايجابياتك واستبعدي من تفكيرك أى صوره سلبية.نظرت إليها بحب ..شكرا صديقتي على نصيحتك الغالية
بقلم / سالمين القذافى