الطريق الأسفلتى يرحب بالرحيل ... وقدمى التى أصابها نوع من الشلل عند بوابة العالم الخارجى تنعى حظها التعيس ... لتتساوى لحظات الفرح والحزن إذن ... روعة اللقاء ... ولوعة الفراق .
والآن أيقنت أن ساعة الحزنِ قد حان ميقاتها ... حين أطفأ السهر ليلتنا ... وأنهى الزمن لقاءنا ... وحانت لحظة انفصال الكلمات من الأفواه .
ليظل الجرح الغائر مكشوفاً للجميع ... ولتبق كل الأماكن راسخةً لا تتحرك ... وليبق الطلل مطلياً بأنات الأصوات الموجعة ... ليستمر تساقط أوراق الجزولين فوق الرؤوس ... ولتكملى بهدوء الإنسحاب من عالمى المبهم الغامض ... وليقضى الشتاء القارس على بهاء الوجوه .
إن الليلة تحتاج للمزيد من غدق السحب .
إن الليلة تحتاج للهبٍ يطفئ أبخرة الثلج ، لتسرى فى القلب والشرايين ... لتستعرى بلظى الجنون الجارف فى الأوردة الدموية .
إرحلى إذن بسرعة إلى مكان الدفئ الأول ... وارتمى فى أحضان نيران العشق الأزلى ... ساعتها يتملكك القلق والخوف من نفسك ... يهددك الخطر بقطع أنفاسك البشرية ... فاستجيبى له ولا تترددى بإبدالها بنفسٍ واحدة ... عمرها كل الأعمار ... ولدت من بدء التكوين ... ويزداد ميلادها ونضارة شبابها يوماً بعد يوم - بعد الفناء الجسدى المؤقت - بيدكِ أنتِ وحدك السفر إلى بقطارى أو بقطار الشرنوبى ... اللا محطة لهما ... واللا نهاية لقضبانهما الحريرية .
( تمت )
سامح عبد البديع الشبةsameh_ss_center@yahoo.com