أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: يوميات طفلة ريفية ..

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 79
    المشاركات : 64
    المواضيع : 13
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي يوميات طفلة ريفية ..

    يوميات طفلة ريفية
    د.احمد سعدالدين ابورحاب



    ( 1 )

    وقفت منزوية فى احد اركان الحوش الضيق لمدرستها الإبتدائية .. كانت تخشى ان تصيبها الكرة التى راح زملاؤها الأولاد يتصارعون عليها بوحشية وفرح .

    تجمعت زميلاتها بعيدا تحت شجرة التوت الكبيرة .. تحركت ببطء وهي تنظر بحذر الى الكرة الطائرة هنا وهناك , اتقاء لإصابة قد توجعها .

    سقط غلام على الأرض صارخا .. نظرت اليه بدهشة ..ضحك منه ولد بدين .. وقف فورا وهجم عليه غاضبا ..اشتبكا فى معركة ضارية , بينما مرقت هي بسرعة متجهة الى داخل مبنى المدرسة , ودقات فلبها تتلاحق بتشوّف .

    فى الداخل .. تجمع عدد من الأولاد حول مائدة تنس الطاولة .. اثنان منهم كانا يتبادلان بحيوية قذف الكرة بالمضرب .. استندت الى جدار بعيد , وراحت تتابع بشغف , حريصة على الا يبدو عليها ذلك .

    ازداد حماس الأولاد .. امعنوا فى التحلق حول المائدة .. لم تعد ترى شيئا ..اكتفت بالسماع .. لم تكن متحيزة لأحد الولدين , ولكنها كانت تشعر بنشوة الصراع تسرى فى شرايينها المشوقة .. دق الجرس .. تحرك زملاؤها بسرعة وصخب .. سارت هى مع زميلاتها بخطوات متباطئة خجول .

    فى حجرة الدراسة , كانت تعرف كل اجابات الأسئلة الى يوجهها المدرس , ولكنها لا تحاول الإجابة , الا اذا وجه اليها السؤال مباشرة , وحيئذ كان الأولاد يضحكون بسخرية كلما هنأها المدرس على اجابتها الصحيحة .. لم تكن تعرف السبب !

    *****

    فى الطريق الى المنزل , كانت تسير ببطء , متأملة الأحجار الصغيرة المتناثرة على الطريق الترابي .. كانت أمنيتها القديمة ان تركل حجرا بحذائها الصغير , كما يفعل الأولاد .. ولكن هيهات .. ماذا سيقول الناس ؟

    سارعت ببطء .. تختلس النظر إلى الأشجار الشامخة على حافة الترعة .. يداعب عينيها حجر صغير على كومة من التراب .. تتمنى ان تركله بحذائها .. تتخيله طائرا فى الهواء .. تتوقف متظاهرة بربط رباط الحذاء .. تنظر حولها بحذر .. ترى ان الوفت مناسب ,, تستعد برفق .. تشاهد رجلا ضخما يمتطى حمارا هزيلا , قادما نحوها من الجانب الآخر من الطريق .. تعدل عن المجازفة .. تستمر فى المسير .


    ( 2 )

    تكنس فناء المنزل الترابي .. تحمل صفيحة وتملؤها من الطلمبة الصدئة .. تبذل جهذا فوق طاقتها لترفع الصفيحة المملوءة فوق رأسها , تعجز .. تفرغ قليلا من الماء وتعاود المحاولة .. لا أمل .. تعض على شفتها السفلى بينا تروح تحرك الصفيحة يمنة ويسرة , متقدمة بها نحو الفناء خطوة خطوة .. اخيرا تصل .. تقف مفكرة فى أسلوب سهل لرش الفناء .. لو أمكنها ان تحمل الصفيحة لترش بها مباشرة , لانتهى الأمر بسهولة .. وفى النهاية لا تجد امامها الا ان تفعل ماكانت تفعله كل يوم بدون انقطاع .. تحضر كوزا صغيرا مثقوبا وتروح ترش الماء به .

    ابوها يمر عبر الفناء متجها الى خارج المنزل .. يصيح بها ان تنتهى بسرعة من الفناء , وترش قليلا من الماء امام المنزل .. امها من غرفة الفرن تنادى عليها بصوت غاضب لكى تحضر بسرعة لتلقم الفرن من اعواد الحطب الموجودة فوق السطح .. تهرع الى اعلى تاركة صفيحة الماء .. تروح تجمع الحطب .. يصاب اصبعها الصغير بخدش .. تتأوه بصوت خافت .. تروح تمص اصبعها لتخفف الألم .. تدور بنظراتها فى ارجاء السطح بلا هدف .. تشاهد حجرا صغيرا يرقد فوق ارضية السطح الطينية بلا مبالاة .. تنظر اليه كما لوكان هناك سرٌ بينهما .. تقترب منه ببطء .. تحرك قدمها لتحكم التصويب .. تركل الحجر ركلة موفقة , تطير به الى باب السطح , حيث تقف امها التى وصلت توا لتتعجل الحطب .. تنظر الأم بدهشة .. تسألها عما اذا كانت قد اصيبت بالجنون .. تعرك اذنها بقوة حاثة إياها على سرعة احضار الحطب .. تحمل حزمة الحطب الكبيرة والأعواد تلاحقها بالوخزات هنا وهناك .. تفكر ان تقلل من حجم الحزمة , ولكن امها ستتهمها بالتكاسل والتبلد ..تهبط السلم الضيق غير المسوّر بحذر , وهى تحبس دمعة تريد ان تفرّ من عينيها الجميلتين .


    ( 3 )

    قالت امها بوجوم لجارتها :
    - سنتان كاملتان منذ ان سافر الى الخليج .

    ثم استطردت بفخر :
    - ولكنه جمع مالا كثيرا .

    ترد الجارة بلا مبالاة :
    - الحمد لله !

    تجلس فى زاوية الفناء تقرأ فى كتابها المدرسي .. تتراقص الحروف امام عينيها .. تفكر بأن المال الكثير الذى جمعه والدها , لابد أن يعود عليها بالكثير من الفوائد ..تحلم وهى ناظرة الى الحائط الطيني .. ثوب جديد .. ربما ثوبان ..حلوى .. قلم حبر (غير معقول طبعا ) ..تقفز الى مخيلتها منظر دمية جميلة شاهدتها فى احدى المجلات المصورة.. تنظر حولها خشية ان يكون احد قد اكتشف افكارها السخيفة .. تدس رأسها فى الكتاب .

    تصرخ امها فيها , لكي تكف عن المذاكرة , وتقوم لإعداد الشاي لها ولضيفتها .. قبل ان تختفى فى المطبخ , يلاحقها صوت أمها بألا تنسى اعداد كوب من الشاي لشقيقها الأكبر الذى يستذكر دروسه فوق السطح .


    ( 4 )

    فى المدرسة الإعدادية .. تقف مضطربة فى طابور الصباح .. فى الفصل لاترفع عينيها عن السبورة السوداء .. يدهشها ان تشعر بالخجل من زملائها الأولاد , رغم انها تعرفهم فردا فردا منذ الطفولة , ولكنها تقريبا لم تتبادل الحديث مع أي منهم طوال عمرها .

    فى الفناء تجتمع ومجموعة من الزميلات فى احد الأركان .. يتظاهرن بأنهن لايتابعن مباراة الكرة الدائرة بحماس بالغ بين الأولاد ..بين الحين والحين يحمر وجه احداهن بلا سبب , وتدير ظهرها للمباراة .. يدق قلبها عندما يتعالى هتاف الأولاد بسبب الضربة الموفقة الى قام بها احد اللاعبين .

    تعود الى المنزل شاعرة بالفرحة , وبنوع من الإنبهار المسبق , لأنها ستشاهد التليفزيون .. منذ اشترى والدها هذا الجهاز الساحر , وهى لا تنفك جالسة امامه رغم محاولات امها المتكررة لمنعها ..اما اذا كان ابوها فى الدار , فإن احدا لايجرؤ اساسا على ادارة الجهاز العجيب .. لا تعرف لماذا يشترى ابوها جهازا لا يحب البتة مشاهدته !

    شاهدت فيلما عجيبا وغريبا .. والد يجلس طفلته على ركبتيه .. يداعبها .. يسألها عن الهدية التى تريدها .. وتمتلئ الشاشة بمنظر اخاذ لعروس جميلة وكبيرة , ترتدى فستانا احمر , تغلق عينيها وتفتحهما .. تحملق بدهشة .. هل هذا ممكن ؟!

    تحلم فى المساء بالعروسة .. هل يمكن ان يشترى لها والدها واحدة ؟ ولكن اين تباع هذه الأشياء ياترى ؟ انها لم تشاهد شيئا كهذا قط فى اي دكان من دكاكين القرية ؟

    تسأل امها سؤالا عابرا - تحشوه باللامبالاة – عن كيف يستطيعون صنع عروسة تفتح عينيها وتغمضهما .. تشيح امها بيدها فى ملل , وتأمرها ان تسرع بإعداد المائدة , فقد اقترب موعد عودة شقيقها من المدرسة الثانوية التى يذهب اليها كل يوم فى المدينة .. تعد الطعام وهى تشعر بالحسد لأخيها الذى يتمتع بركوب القطار مرتين كل يوم .

    تتخيل نفسها جالسة فى القطار , وهو ينفث دخانه فى الهواء , ويصفر بمرح .. تتأمل من نافذة القطار الحقول والبيوت وقطعان الماشية المتناثرة هنا وهناك وهى تزركش الكون بألوان رائعة .. وفى احضانها تقبع بوداعة عروسة جميلة , ترتدى ثوبا احمر نظيفا وتغمض عينيها وتفتحهما بكل رقة .


    ( 5 )


    عندما حصلت على الشهادة الإعدادية , قرر ابوها ان تبقى فى الدار .. كان هذا متوقعا .. لم يبد عليها أي شعور , وهى تسمع والدها يقول لأمها :

    - هذا يكفى .. نعم , هذا يكفى !

    لم يوجه احد اليها اية كلمة .. صعدت الى السطح بعد الغذاء ,,جلست فى ركن تتأمل سرب الحمام , يطير هنا ويقع هناك .. وفجأة راحت تبكى.

    فى الصباح تعللت لأمها بأنها ذاهبة لحش بعض البرسيم للخروف ..هرعت الى المدرسة .. كانت متلهفة لمعرفة درجاتها فى الإمتحان , وكانت متلهفة لمعرفة ترتيبها بين الزملاء والزميلات .

    شعرت بالفخر عندما اخبرها احد المدرسين , بأنها الثالثة على المدرسة .. سألها المدرس عما اذا كانت ستلتحق بالمدرسة الثانوية أم التجارية .. كان من رأيه ان المدرسة التجارية افضل , لأنها فى المدينة القريبة , بينما تقع المدرسة الثانوية فى مدينة ابعد .. لم ترد .. عادت الى المنزل لاهثة .

    قالت لأمها وهى تلهث :

    - اخبرتنى زميلتى بأن ترتيبى الثالث على المدرسة .. على كل المدرسة ..الأولاد والبنات .

    اشاحت أمها بيدها بلا اهتمام .


    ( 6 )

    تجلس فوق السطح .. منهمكة فى تنقية كمية لا تريد أن تنتهى من الأرز .. تتعالى اصوات الصبية وهم يلعبون فى الطريق .. يتواثب عصفوران على مقربة منها ..تتذكر قصيدة عن العصفور كانت مقررة عليها فى المدرسة .. تلاحظ انها بدأت تنساها .. تتنهد .. منذ تركت المدرسة لم يتح لها قراءة اية كلمة .. حتى الصحف لاتدخل الدار .

    فى المساء ايضا كانت تصعد الى السطح ..تتأمل النجوم وتتنهد..كانت تشعر بالحزن يسيطر عليها بلا سبب واضح .

    تسمع صوت ابن خالتها داخلا الدار لزيارة امها .. تبتسم .

    تسمع صوت ابن عمها داخلا الدار لزيارة ابيها .. تتجهم .

    بينما كانوا متحلقين حول النار يشوون قناديل الذرة .. قال ابوها موجها الحديث لأمها دون ان يلتفت اليها :

    - تقدّم الي ابن خالتها وابن عمها طالبين يدها .

    يخفق قلبها .. تتشاغل الأم بوضع قنديل على النار .. يقضم ابوها قنديله مستطردا ببساطة :

    - طبعا ابن العم أولى .

    يسود الصمت القاعة .. ولا يسمع إلا صوت القناديل وهى تشوى على النار .


    ( 7 )

    تتزوج ..

    تنفذ نصيحة أمها والتى ملخصها الإستسلام .

    لا تفهم شيئا !

    تمر الشهور .. تعتاد الأمور شيئا فشيئا .. تربى دجاجها الخاص ..وتطعم جاموستها الخاصة .. وتنجب إبنها الخاص .

    الولد ينمو بسرعة .. لاتستطيع ملاحقته ..متمرد عنيد .. كلما نصحته برقة صرخ غاضبا :

    - انا رجل !

    تستسلم لفوضيته .. تقريبا لا تعرف عنه شيئا ..يلعب طيلة النهار فى الشارع .. ولا يأتى الا ليأكل ..ايوه يصطحبه كل ليلة ليقابل الزوار معه فى المضيفة .


    ( 8 )

    تنقلب الدار رأسا على عقب .

    هرج ومرج .. اناس كثيرون يدخلون ويخرجون .. ابوها قتل فى معركة .. تصرخ .. تلطم ..تنوح .. ابنها عند احدى الجارات .. امها تسترجع كل أوجاع الحياة ..عيناها تحرقانها من فرط البكاء ..بوليس .. زوجها يزمجر .. اجتماعات متوالية ..مناقشات حادة ..الثأر الثأر ..تنهمك فى اعداد أباريق الشاي لعشرات الرجال المجتمعين فى المضيفة ..تسمع عن معركة بين عائلتها وعائلة القاتل .. تضم إبنها إلى صدرها خائفة ..يدفعها بعيدا عنه ..زوجها يظل طيلة الليل ينظف بندقيته غير المرخصة .. يخرج قبل الفجر .. لايعود ثانية .

    تذبل اعواد البرسيم ..
    تتوقف المياه عن ممارسة الحب مع الحقول ..
    قُتل ثلاثة من الخصوم ..
    تشعر بالفخر ..
    قتل ابن خالها ..
    تموت جاموستها ..
    تموت امها ..

    ينهرها ابنها بغلظة طالبا سرعة إعداد الشاي للرجال فى المضيفة .. ابنها يصرخ مزمجرا .. صوته يتسلل الى داخل الدار كالعاصفة .. يقبضون على ابنها فى مركز الشرطة .. يفرجون عنه بعد ثلاثة أيام .

    معركة هائلة ..

    يهجم رجال الشرطة على الدار يفتشون عن اية اسلحة غير مرخصة .. يحصلون على مسدس صدئ .. ابنها يهرب .. لاتعرف إلى أين .

    وحيدة على السطح تجمع أعواد الحطب ..
    وحيدة امام الفرن تزج فيه بطاجن اسود به قطعتا لحم ..
    وحيدة تزدرد اللحم ..
    وحيدة تنام .


    ( 9 )

    ترقد على فراش المرض ..

    تتحلق حولها عمتها وخالتها وقريبات كثيرات وجارات ..

    يرفضن أن يحضرن طبيبا .. كل الأطباء لصوص ..

    يعددن لها مشروبا ساخنا من بعض الأعشاب نصحت به إحدى العجائز ..

    تشرب بصعوبة ..

    تتمدد بصعوبة ..

    تسعل بشدة ..

    تموت !

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب د. أحمد ابو رحاب
    قراءة مستعجلة جدا في يوميات طفلة ريفية
    للاديب القاص الدكتور احمد ابو رحاب


    يوميات طفلة ريفية , لوحة فنية , صممت بعناية , ورسمت بمهارة ,
    وتنسيق جميل , قاد الى ذلك تمثل ورؤيا ناجحين , في مفردات
    تحملها عبارات , تشكل نسيجا سهلا ممتعا , صور تتراءى بعفوية
    وتشويق , تحس معها بانك رأيت كل صورة منها , ربما هنا , ربما
    هناك , وتتبع معها شريطا سينيمائيا , متينا محكم الاداء , ولئن
    استطاع الكاتب ان يتناهي , في حدود مساحة مسرح الاحداث , بحيث
    لاتتجاوز حدود القرية الصغيرة , فقد اطلق العنان للمساحة الزمانية ,
    لحوادث القصة , في توظيف رائع , للتناغم بين المكان والزمان ,
    بحيث يخدم بقوة , محور الفكرة , في تقديم اللوحة المكانية , وهي
    القرية عبر امتداد الزمن , وخلال متابعة الصور التي ساقها الكاتب ,
    لانجد صورة غير مألوفة , او صورة ابتكرتها الحرفية , بل على
    العكس من ذلك فهي صور , واقعية جدا , انما تكمن البراعة والمهارة
    والابتكار , في كيفية ايراد هذه الصور , بما يّركز على معان ومفاهيم
    انسانية واجتماعية :

    يخفق قلبها ..
    تتشاغل الأم بوضع قنديل على النار .. يقضم ابوها قنديله مستطردا
    ببساطة :

    - طبعا ابن العم أولى .

    يسود الصمت القاعة .. ولا يسمع إلا صوت القناديل وهى تشوى على
    النار .

    فقد جاءت الصورة , وكأننا امام موسيقا تصويرية عنيفة تصاحب
    الاحداث .

    وقد ركّز الكاتب على فصل عالم الانثى عن عالم الذكورة , فصلا غير
    مغرق , ليؤكد على خصوصية تربية البنت , في مجتمع القصة , على
    مسار الزمن :

    وقفت منزوية فى احد اركان الحوش الضيق لمدرستها الإبتدائية ..
    كانت تخشى ان تصيبها الكرة التى راح زملاؤها الأولاد يتصارعون
    عليها بوحشية وفرح .,

    تجمعت زميلاتها بعيدا تحت شجرة التوت الكبيرة .. تحركت ببطء وهي
    تنظر بحذر الى الكرة الطائرة هنا وهناك , اتقاء لإصابة قد توجعها .

    كما ركّز الكاتب على ثقافة الاملاء , موحيا الى تقبل المرأة لهذه
    الثقافة , على الرغم مما قد يكون لديها من آراء وتطلعات ,
    او مشاعر واحاسيس , انها تتبع عجلة النسيج الاجتماعي :

    تسمع صوت ابن خالتها داخلا الدار لزيارة امها .. تبتسم .

    تسمع صوت ابن عمها داخلا الدار لزيارة ابيها .. تتجهم .

    - طبعا ابن العم أولى .
    تتزوج ..

    تنفذ نصيحة أمها والتى ملخصها الإستسلام .

    لا تفهم شيئا !

    تمر الشهور .. تعتاد الأمور شيئا فشيئا .. تربى دجاجها الخاص ..
    وتطعم جاموستها الخاصة .. وتنجب إبنها الخاص .

    ثم يمضي الكاتب , في رسم الصورة المتكررة :

    وحيدة على السطح تجمع أعواد الحطب ..
    وحيدة امام الفرن تزج فيه بطاجن اسود به قطعتا لحم ..
    وحيدة تزدرد اللحم ..
    وحيدة تنام .

    لقد قام الاديب القاص الدكتور احمد ابو رحاب , في قصته , يوميات
    طفلة ريفية , بتقديم عمل قصصي متميّز , استخدم فيه كل الادوات
    الجميلة والمهارية , يشد القارىء بقوة , ويقوده لتتبع الاحداث ,
    في رؤية نقدية غير مباشرة , للسلبيات والموروث الخاطىء في
    مجتمع القرية والريف , ومقدما رسالة ناجحة , ومقدما عملا
    قصصيا وادبيا وفكريا , ناجحا بامتياز .


    اخوكم
    السمان

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 510
    المواضيع : 6
    الردود : 510
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    تذبل اعواد البرسيم ..
    تتوقف المياه عن ممارسة الحب مع الحقول ..
    قُتل ثلاثة من الخصوم ..
    تشعر بالفخر ..
    قتل ابن خالها ..
    تموت جاموستها ..
    تموت امها ..


    انها رحلة اشبه ما تكون برحلة مستكشف فالانتظار والحتمية

    محبتي وودي
    مريم

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    أخي الحبيب الدكتور أحمد أبو رحاب:
    يبدو لي أنني لم أمر علةى هذا الجمال من قبل ، فلو مررت لترك في نفسي آثارا لا تنسى.
    ترددت كثيرا ماذا أكتب في حضرة نصك الرائع وعجز قلمي هذا الصباح ، وكيف أصطفي الحروف لمعانقة نصك الأول الذي أمر به، فوجدتني أميل إلى الترحيب بك أولا ، وإبداء إعجاب بما قرأت ، وبعدها سأعود متذوقا وناقدا..
    اسمح لي اخي الحبيب أن أرحب بك في واحتك ، فلك مني خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.37

    افتراضي

    الدكتور..ابو رحاب

    انسيابية ملفتة للنظر....
    تناسق جميل بين عناصر النص...
    المكان والزمان...
    الحوادث التي تتوالى كصور حقيقة تجذب المرء...
    انسجام بين الاحاسيس والصور ذاتها
    اللغة راقية جدا...
    هنيئا لمن يقرأ نصك...بتمعن...
    تقديري واحترامي
    جوتيار

  6. #6
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    يوميات طفلة ريفية

    نُسقت بمهارة ؛ فتعانقت الأحداث ، لتثمر لنا عملا أدبياً رائعاً .
    تحياتي أخي الفاضل
    د. أحمد أبو رحاب

    يا هلا بك بين رواد الكلمة الصادقة .

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 79
    المشاركات : 64
    المواضيع : 13
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أخى الفاضل الأستاذ الناقد الدكتور محمد حسن السمان

    رغبتك فى العطاء لا تخفى على احد . ورغبتك فى ان تقول ما عندك وبما يمليه عليك حسك الأدبي لاتخفى ايضا على أحد .. وهذا فى حد ذاته أمر تستحق عليه التحية وتستحق عليه التقدير , كل التقدير .

    أخى .. لن أزاحمك فى رؤيتك , فهذا ليس من حقى , ولذلك اكتفى بتوجيه التحية , وبالإعراب عن سعادتى بكلمتك التى وصفتها بالمستعجلة رغم انها أوفت ووصلت الى الأعماق .

    شكرا لك أخى الفاضل , وعلى امل اللقاء المتجدد فى اعمال اخرى , أرجو لك التوفيق والإزدهار .. مكررا الشكر والتحية

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 79
    المشاركات : 64
    المواضيع : 13
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأستاذة الأديبة مريم النجار

    مرورك اسعدنى , وكلمتك الرقيقة كان لها وقع السحر ..

    أرجو أن تتقبلى خالص الشكر وخالص التقديرِ

    والسلام ,,,

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 79
    المشاركات : 64
    المواضيع : 13
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أخى الأديب الأستاذ سلطان الحريري

    أولا - اشكرك وبحق على المجهود الكبير المبذول فى هذا المنتدى ..بارك الله فيك وفى جميع الإخوة

    ثانيا - كلمتك العبقة تسللت الى اعماقى بمافيها من روح الإخاء والمحبة فلك الشكر كل الشكر

    مع خالص التحية

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 79
    المشاركات : 64
    المواضيع : 13
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأديب الفاضل جوتيار

    اولا - اشكرك على متابعاتك فى كافة انحاء المنتدى لجميع الأعضاء مما يدل على روحك الطبية المعطاءة

    ثانيا - بالنسبة لنصى هذا فقد اسعدنى اعجابك به وانها لغاية المراد من رب العباد

    تقبل يا اخى تقديرى ومودتى وشكرى العميق

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. طفلةٌ شقيّةٌ
    بواسطة ياسمين عبدالله في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-08-2005, 01:41 AM
  2. عندما تسأل طفلة : أين أبي ؟
    بواسطة بشير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-07-2005, 11:57 PM
  3. خلل وراثي عند طفلة صغيرة (ما رأيك يا دكتور محمد صنديد)
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-04-2005, 11:29 AM
  4. طفلة صغيــــــــــــــرة .....
    بواسطة بكاء الياسمين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-11-2003, 11:01 PM
  5. طفلة الياسمين و الناي الحزين
    بواسطة زياد مشهورمبسلط في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-09-2003, 02:17 PM