أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قصة قصيرة :- داخل ... خارج

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر - بلطيم
    العمر : 49
    المشاركات : 285
    المواضيع : 38
    الردود : 285
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي قصة قصيرة :- داخل ... خارج

    كعادة عم حسين العربجى ممتطياً حماره الأعرج متجهاً لأرضه الزراعية ، وفى طريقه توقف قليلاً ، فقد لفت نظره وانتباهه شيئاً ما على الطريق ، تجاهله وعاود السير بحماره إلى مصدر رزقه ... لم يكف عن التفكير فيما رآه منذ قليل .
    أوقف الحمار ... هبط إلى الأرض ، وجه الحمار إلى الطريق المضاد للرزق .
    مشى على قدميه ساحباً حماره وراءه ... يتبعه فى استسلام دون أى اعتراض ، فهذه هى المرة الأولى فى حياة هذا العربجى الذى بدأ فى تغيير إتجاه سير هذا الحمار ، وهذه المرة إلى اتجاه مخالف لما عاهده معه ، فلم يعهد الحمار من قبل هذا الطريق إلا عند الرجوع إلى البيت فقط .
    سار خلفه إلى أن أوقفه سيده وربطه فى نخلة تتوسط الطريق وتركه ومشى .
    تعثرت قدم حسين العربجى حين لامست شيئاً وسط هذا الكم الهائل من التراب الملوث بروث البهائم ... بعثر ذرات الرمال ... غربلها بين كفيه عسى أن يعثر على قطعة نقود ... عربية كانت أم أجنبية ... أياً كانت تقدر .
    " ربما تفتح لك الدنيا ذراعيها وأحضانها وتعثر على كنز دفين فى باطن هذه الأرض ... ربما تكون معك عملات العالم جميعها ... ولتتزوج إمرأة جميلة وترزق منها بالولد الذى تتمناه " .
    - آهٍ لو رزقنى الله بالولد ... آه .
    " يستحيل على أى إنسان أن يعيش مرة ثانية ، ولكن من الصعب البقاء فى حياة أدنى من حياة " .
    قد كان نهيق الحمار إنذاراً وتنبيهاً له بأن شيئاً هاماً يستحق النظر إليه ... إلى أسفل!
    هكذا تتم عملية التفاهم ، وفى كثير من الأحيان التخاطب والغناء أيضاً .
    - ما هذا أيها الحمار الأعرج .. ما كل هذا النهيق ، كأنك تصرخ بأعلى صوت لتسمع العالم على ما رأيت ، أخفض صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ، كل هذا من أجل علبة ! ، يا لك من حيوان تثير الفزع لى وللآخرين ، وفى النهاية لا شئ ، أخلقت لتشاركنى المأكل والمشرب ، يا لك من حمار أعرج لا تحمل هم الملبس والمسكن !
    يزداد نهيق الحمار ، كأنه أراد غيظه وإشعال نيران الغضب فى صدر حسين العربجى ، فهو السيد هذه المرة ... فالكل أسياد ، والكل عبيد ... والكل يعمل ، والكل يأكل ... والكل يشرب ، والكل يلبس ... والكل ينام ، والكل سواء .
    - إمشى يا أعرج !
    عاد حسين العربجى وبيده تلك العلبة :-
    - صغيرة جداً
    أخرج زفيراً حاراً وبعد طول تفكير :-
    - أأعرف ما بداخلها أم لا ؟
    " ربما تكون أحدث ما وصل إليه العلم الحديث من أشكال المتفجرات صغيرة الحجم " .
    جاءه نهيق الحمار من بعيد ... نظر إليه ... وجد أن لجام الحمار قد انحل من مكانه ، واتجه الحمار إلى حقل سيده ... ترك سيده وحده - لا تركه مع العلبة - وللعلم هذه أول تجربة للحمار ... فهل سينجح ويصل للحقل بمفرده ؟!
    وما لبث حسين العربجى واستقر على أن يكشف حقيقة العلبة .....
    - ماذا ... لقد فتحت لك طاقة السماء ... يا لها من قطعة آثار صغيرة الحجم كحبة القمح ... الآن أصبحت مخازن القمح فى العالم ملكى ... فلن يجوع بعد اليوم أحد ... إنها تقدر بملايين الدولارات .. بل هى التاريخ كله ... التاريخ كله !!!
    ( تمت )


    سامح عبد البديع الشبة

    sameh_ss_center@yahoo.com

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الشبة..............
    " يستحيل على أى إنسان أن يعيش مرة ثانية ، ولكن من الصعب البقاء فى حياة أدنى من حياة " .
    هذه العبارة هي اكثر ما شدتني الى هذه القصة....حيث وجدتها تتالق بين الاسطر لتعطينا مفهوم صاحبها عن الحياة او وجهة نظره الخاصة عن الحياة.....عندما تعيش لكن دون ان يكون لك الحق في ان تعيش كما تريد...عندما تسلب من ابسط حقوقك...عندما تكون مسيرا في كل خطواتك...عندما وعندما وعندما...... فانها بالفعل حياة لاتستحق العناء... ولا حتى الاستمرارية فيها......

    تقديري واحترامي
    جوتيار

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر - بلطيم
    العمر : 49
    المشاركات : 285
    المواضيع : 38
    الردود : 285
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
    الشبة..............
    " يستحيل على أى إنسان أن يعيش مرة ثانية ، ولكن من الصعب البقاء فى حياة أدنى من حياة " .
    هذه العبارة هي اكثر ما شدتني الى هذه القصة....حيث وجدتها تتالق بين الاسطر لتعطينا مفهوم صاحبها عن الحياة او وجهة نظره الخاصة عن الحياة.....عندما تعيش لكن دون ان يكون لك الحق في ان تعيش كما تريد...عندما تسلب من ابسط حقوقك...عندما تكون مسيرا في كل خطواتك...عندما وعندما وعندما...... فانها بالفعل حياة لاتستحق العناء... ولا حتى الاستمرارية فيها......

    تقديري واحترامي
    جوتيار
    الاسم / سامح عبد البديع الشبة

    هذا للتصحيح الاسمى ، أما الشبة فهى العائلة .
    أ / جوتيار تمر

    تقديرى على مرورك الكريم ، والقراءة المتأنية للنص ، وحضورك الطيب فيما بين السطور .

    سامح عبد البديع الشبة

    sameh_ss_center@yahoo.com

  4. #4

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر - بلطيم
    العمر : 49
    المشاركات : 285
    المواضيع : 38
    الردود : 285
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال سعد محمد
    جميلة قصتك استاذ سامح
    لكنى ارجوك ان تقرأ ما تكتب انت
    بعين سامح الناقد
    اعتقد ان فى ذلك فوائد كثيرة
    دمت مبدعا
    بل حضورك وجودك أ / جمال يا جميل هو الأجمل
    .


    لكنى أرجوك ألا تحملنى فوق طاقتى وترهقنى بأن أكون قاصاً وناقداً فى آنٍ واحد ، فهذا لا يمكننى أن أفعله ، لا أستطيع أن أكون ناقداً لأعمالى ... ولكن يمكن بقدر المستطاع أن أنقد أعمال الآخرين الأدبية .

    دمت حاضراً ناقداً وقاصاً جميلاً


    يا جميل ... يا جمال

المواضيع المتشابهه

  1. رواية رحلة جسد قصة التعذيب داخل المعتقلات والسجون الاسرائيلية..
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-07-2007, 04:34 PM
  2. رمز للنبي الكريم داخل المحكمة الأمريكية العليا !!!
    بواسطة عادل العاني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-03-2006, 08:12 AM
  3. تجول داخل المسجد الأقصى ..!
    بواسطة محمد الدسوقي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-02-2006, 07:50 PM
  4. المنظمات الارهابية داخل امريكا
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-02-2005, 12:47 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-12-2003, 07:22 AM