سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحية قطفتُها من أقصى غيمـة
الأديبة الرقيقة يمنـى،
لن أخفيـك، شدّني العنوان بل هزّني هزّاً، حتّى أنّي قبل أن أدلفَ إلى مضاربـه، وضعتُ يدي على قلبي .. كان يراودني شعورٌ بأنّ شرفتَكِ تفيضُ بوحاً .. !
الرحيـل، أقسى عقاب يُسقِط القلب بين يديْ الآه، بل يجلده جلْداً ويعصره عصْراً .. الرحيل هو الشهقة الأخيرة، قبلَ سقوط الروح ميتـة !
تعلمين يمنـى ؟ وأنا أقرأ بعين قلبي حرفَكِ، كنتُ أحسّ وجعاً يتمشّى بداخلي، يدبّ كدبيب النبض، مرةً على مهلٍ، ومرة بتسارعٍ مخيف ..
ماأظنّكِ كتبتِ نصّكِ إلاّ بدمعِ قلبك، فدموع القلب أقسـى وأكثر إيلاماً وأشدّ تنكيلاً، هي كما وصفها أديبنا وكاتبنا الكبير مصطفى صادق الرافعي : "دماء الروح " ..!
لن أخفي انبهاري بقلمـك، وتأثّري الشديد والبالغ بمشاعرك الرقيقة . لن أخفي دمعةً سقطتْ مني، وهي تكفكف عن حرفك ألماً نازفاً، مسّ قلوبنا جميعاً .
للتثبيـت تقديراً لحرفـك، واحتفاءً بهذا القلب النقي، الذي سيظلّ رغم الألم مورقاً، مزهراً، تُظلّـه الغيماتُ وبتلات الورد ..
يمنـى، إن كان الدربُ لم يترك للحزن منديلا يجفف به أدمعَه، فليقطف الحزنُ وردةً، تكون له منديلاً ، ولْيهَبْ للروح المتعبة زجاجةَ عطرٍ، تتنفّسُ أنفاسَها. وثقي بأنّ عبيرَها الحاني سيضمّد الجرحَ المفتوح ..
وإن كان الراحل لم يفهم بأنّ حبها كان "الأقوى والأنقى وأثمن من كنوز الدنيا، فعليها ألاّ تندم على حبّ طاهرٍ انزوى بجوانحها، يزرع بها الحدائق والغيمات، فالخاسرُ ليسَ "هي" .. يكفي انّها أحبّت بنقاء وبمنتهى الوفاء والصدق ..
أمّا السحب التي غادرتْ حقولها، والوردة التي فقدت عطرها، والنوارس التي ماتت على شواطئها، فستنبعث الروحُ بها من جديد يوماً ما، لتستيقظ الطفلة التي غفتْ على صوتِ جرح، وهي تحلّق بين الربيع وروابيـه..!!
-----
وآماناً = وأماناً
معتق = معتقاً
نصّكِ راقٍ راقٍ راقٍ أديبتنا يمنـى، سننتظرك دوماً على ضفاف الحرف والحلم
تقبّلي خالص تقديري ووافر دعائي
وألف طاقة من الورد والندى