غائبٌ في حضورك ..
حاضرٌ في غيابك ..
كيف لعناقيدي أن تتدلى
إذا كانت الأغصان لا تقيم الألفة َ
مع الجذور ..؟
لم يكن لك اسم قبل أن تحملك عيناي كحلاً
أسميتك وطن الروح
فكنت منفى الجسد
في كتابك تعلمتُ أبجدية الوجد
ومن كتابي خرجتْ سنونواتك
محلقة بكلمات لم تكن تعرفها من قبل
غائبٌ في حضوري أنت ..
حاضرةٌ في غيابك أنا
أوراقي الرسمية لا تنسبني إليك
أنت المنسوب إلى كتاب قلبي
في عشق تشهر فيه شريعةُ العواصف
سيوفَ رمالها
بوجه الياسمين والعصافير ...
مكانك قلبي
و لا مكان لي حتى في مفازات خيالك
مَنْ لي بشمسٍ تزيل ضبابك عن مراياي ؟
ومن ذاكرةٍ
تحتفي بك عيداً مقدساً ؟
أفرُّ من كل الطرقات التي عرفت خُطانا يوماً ..
من ظلال حدائق
كانت تقيم لنا مآدب العبير
أنا زمنٌ دون مكان
ومكان دون زمن أنت
كلما هربت منك .. لجأت إليك
جرحاً باتساع الأفق
كيف لي أن أبرأ من وطن
يمتد من غصون القلب
حتى جذور الروح ؟
أَعِدْ لي ألواني
فقد أعود قوس قزح ٍ من جديد
عشـــــــــــــــــتار