= الغرب والشرق =
شعر : خالد الفرج
الغَرْبُ قد شدّّدَ في هَجْمَتِهْ والشَّرْقُ لاهٍ بعدُ في غَفْلَتِهْ
وكُلَّمَا جَدَّ بأعْمَالِهِ يَسْتَسْلِمُ الشَّرْقُ إلى رَاحَتِهْ
فيجمعُ الغربِيُّ وحْدَاتِهِ والشرق مقسوم على وحدته
وذاكَ يبني العِلْمَ في بحثِهِ وذا يضيعُ الوقتَ في نظرته
* * *
يستجمعُ الغَرْبُ قُوَا هُ لكي يستعبد العالمَ في صَوْلَتِهْ
فطوَّقَ الأرضَ بقضبانِهِ وقرَّبَ النائي بِسَيَّارَتِهْ
وغاص في العلم وأسرارهِ فاستخرجَ المكنون من علته
ولم ْتَفِ الأرضُ بأطْمَاعِهِ حتى غزا الأفلاكَ في فكرَتِهْ
مَصَالِحُ العالَمِ من نَهْبِهِ وساكِنو الأقطار في سُخرتِهْ
أينَ يَفِرُّ الشَّرْقُ منْ بطشِهِ وكيف ينجي النفسَ من رِبقتِهْ
* * *
هذي بِلادُ العُرْبِ في ضَعفِها لا يعطفُ الجارُ على جيرتِهْ
في كُلَّ شِبْرٍ دَوْلَةٌ تَاجُهَا كصاحِبِ التمثيلِ في جَوقتِهْ
يلعب في تيجانها ضدها كلاعبِ الشطرنج في رقعتِهْ
وهذه الدولاتُ مجموعُها أحقرُ أن يعتدَّ في كثرتِهْ
لكنها لو جمعت لقمةٌ قد تُتْعب الماضغ في مُضغتِهْ
ياقومُ إنَّ الدَّاءَ مُستأصِلٌ فينا سيفنى الجسمُ من وطأتِهْ
فنحنُ كالمجذوم أعضاؤهُ تفصِلها الأدواءُ من جثَّتِهْ
فقد قضى الله على(مسقطٍ) وأسقطَ السيّدَ من ذروتِهْ
وهذه ( بغدادُ ) مغلولة يقودها الغربُ إلى حُفرتِهْ
يخنقها الغربيُّ في كَفِّهَا وباسْمِهَا يسترُ مِنْ سوأتِهْ
مسيطرٌ في كُلِّ أعمالِهَا يندمجُ الكُلُّ بِشخصيَّتِهْ
يظلمُ باسمِ العدلِ سكَّانَها يسومها الخسفَ بِوحشيّتِهْ
ماقيصر الطاغي على ظلمهِ أقلُّ ظلماً منهُ في سُلطتِهْ
فقيصر يُسألُ عن ظُلْمِهِ وذاكَ لايُسْألُ عن فِعلَتِهْ
إنْ كانَ خَيْراً فَهْوَ فَعَّالُهُ أو كان شرَّاً فهو من طُغمتِهْ
طُغْمَتُهُ أجْهُلُ سُكَّانِهَا يخلِبُها المنصبُ في شهوتِهْ
ومصدر العدلِ وقانونه من فكرة (البليوز ) أو حكمتِهْ
والويلُ للحرِّ الأبِيِّ الذي يشعر بالواخِزِ من إبرتِهْ
قَدْ أبعَدَ الأحرارَ عن دارِهِمْ وقرَّبَ الأنذالَ من حضرَتِهْ
ورأس العاطلَ من قومِهِ في وافر العيشِ وفي بسطتهْ
* * *
ياقومُ في أحوالنا عِبرَةٌ فليقم النائم من رقدته
فَمَنْ تَغدَّى بأخي ضحوةً حتماً تعشَّى بي في ليلتِهْ
وكلنا ينشدُ في سِرِّهِ ماقالَهُ الشاعرُ في حِكمتِهْ
( مَنْ حلقت لحيةُ جارٍ لَهُ فليسكبِ الماءَ على لِحيتِهْ )
الوقت قد دار بدولابه ونحن لانعبأ في دورته
ندور لكن دوران الرحى والناس مثل النور في سرعته
والغرب لايسمع صوتاً لنا إن لم يك المدفع في نبرته
لايدفع الغرب سوى بأسه أو قوة تسمو إلى قوَّته
أو لا فإن لم نجتمع عاجلاً ونحصر العنصر في وحدته
ستأكل الهرَّةُ أولادها ويحصل القطُّ على حصته
فحسبنا الإسلام من جامعٍ ونحنُ من يعربَ في دوحته
لا تسأل الآخرَ عن مَذهبٍ في دِينِهِ واسألْهُ عن أمَّتِهْ
يحمي كيان القوم إجْمَاعُهُمْ أو لا فأرْسِلْهُمْ إلى رَحْمَتِهْ .
=====================================