أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه

    منقول
    هارون الرشيد
    الخليفة المفترى عليه
    هو أكثر من تعرض تاريخه للتشويه والتزوير من خلفاء الإسلام، مع أنه من أكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، و بالرغم من هذا أشاعوا عنه الأكاذيب وأنه لاهم له سوى الجواري والخمر والسكر، ونسجوا في ذلك القصص الخرافية ومن هنا كان إنصاف هذا الخليفة واجب على كل مؤرخ مسلم.
    ومن المؤرخين الذين أنصفوا الرشيد أحمد بن خلكان الذي قال عنه في كتابه وفيات الأعيان: "كان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي"
    وكتب التاريخ مليئة بمواقف رائعة للرشيد في نصرة الحق وحب النصيحة وتقريب العلماء لا ينكرها إلا جاحد أو مزور، ويكفيه أنه عرف بالخليفة الذي يحج عاما ويغزو عاما.
    نسبه ومولده
    هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي، كان مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خرا سان في سنة ثمان وأربعين ومائة وأمه أم ولد تسمى الخيزران وهى أم الهادي وفيها يقول مروان ابن أبى حفصة:
    يا خيزران هناك ثم هناك ++++* أمسى يسوس العالمين ابناك
    أغزاه أبوه بلاد الروم وهو حدث في خلافته.
    توليه الخلافة
    ولي الخلافة بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي في ليلة السبت السادس عشر من ربيع الأول سنة سبعين ومائة بعد الهادي، قال الصولي: هذه الليلة ولد له فيها عبد الله المأمون ولم يكن في سائر الزمان ليلة مات فيها خليفة وقام خليفة وولد خليفة إلا هذه الليلة وكان يكنى أبا موسى فتكنى بأبي جعفر.
    وكان ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة وله نظر جيد في الأدب والفقه، قيل إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات لا يتركها إلا لعلة ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم.. قال الثعالبي في اللطائف قال الصولي خلَّف الرشيد مائة ألف ألف دينار.
    وكان يحب المديح ويجيز الشعراء ويقول الشعر، أسند عن معاوية بن صالح عن أبيه قال أول شعر قاله الرشيد أنه حج سنة ولى الخلافة فدخل دارا فإذا في صدر بيت منها بيت شعر قد كتب على حائط:
    ألا أمير المؤمنين أما ترى ++++* فديتك هجران الحبيب كبيرا
    فدعا بدواة وكتب تحته بخطه:
    بلى والهدايا المشعرات وما ++++* مشى بمكة مرفوع الأظل حسيرا.
    ولداود بن رزين الواسطى فيه:
    بهارون لاح النور في كل بلدة ++++* وقام به في عدل سيـرته النهـج
    إمـام بـذات الله أصبح شغله ++++* فأكثر ما يعنى بـه الغزو والحـج
    تضيق عيون الخلق عن نور وجهه ++++* إذا ما بدا للناس منظره البلج
    تفسحت الآمال في جود كفه ++++* فأعطى الذي يرجوه فوق الذي يرجو
    وكان يقتفي آثار جده إلا في الحرص.
    وقال محمد بن على الخرساني الرشيد أول خليفة لعب بالصوالجة والكرة ورمى النشاب في البرجاس و أول خليفة لعب بالشطرنج من بنى العباس.
    قال الجاحظ اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره وزراؤه البرامكة وقاضيه القاضي أبو يوسف وشاعره مروان بن أبي حفصة ونديمه العباس بن محمد عم والده وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس ومغنيه إبراهيم الموصلي وزوجته زبيدة.
    حبه للعلماء
    وكان الرشيد يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام، وقال القاضي الفاضل في بعض رسائله ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله.
    ولما بلغه موت عبد الله ابن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر.
    قال أبو معاوية الضرير ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي ورويت له حديثه "وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل فبكى حتى انتحب"
    وعن خرزاذ العابد قال حدث أبو معاوية الرشيد بحديث احتج آدم وموسى فقال رجل شريف فأين لقيه فغضب الرشيد وقال النطع والسيف زنديق يطعن في الحديث فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول بادرة منه يا أمير المؤمنين حتى سكن.
    وعن أبي معاوية الضرير قال صب على يدي بعد الأكل شخص لا أعرفه فقال الرشيد تدري من يصب عليك قلت: لا. قال: أنا إجلالا للعلم.
    وكان العلماء يبادلونه التقدير، روي عن الفضيل بن عياض أنه قال: ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره، قال فكبر ذلك علينا فلما مات هارون وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على القول بخلق القرآن قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم.
    بكاؤه عند سماع الموعظة
    قال منصور بن عمار: ما رأيت أغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة الفضيل بن عياض والرشيد وآخر.
    وقال عبيد الله القواريرى لما لقي الرشيد الفضيل قال له يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة. وتقطعت بهم الأسباب قال: الوصلة التي كانت بينهم في الدنيا فجعل هارون يبكى ويشهق.
    روى أن ابن السماك دخل على الرشيد يوما فاستسقى فأتى بكوز فلما أخذه قال على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال بنصف ملكي قال اشرب هنأك الله تعالى فلما شربها قال أسألك لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها قال بجميع ملكي قال إن ملكا قيمته شربة ماء وبوله لجدير أن لا ينافس فيه فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا.
    وقال ابن الجوزي قال الرشيد لشيبان عظني قال لأن تصحب من يخوفك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى يدركك الخوف فقال الرشيد فسر لي هذا قال من يقول لك أنت مسئول عن الرعية فاتق الله أنصح لك ممن يقول أنتم أهل بيت مغفور لكم وأنتم قرابة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فبكى الرشيد حتى رحمه من حوله.
    مواقف لا تنسى
    في سنة سبع وثمانين ومائة جاء للرشيد كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التي كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم وصورة الكتاب [من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق فحملت إليك من أموالها أحمالا وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فأردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك]
    فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى ما تمكن أحد أن ينظر إلى وجهه فضلاً أن يخاطبه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه ثم سار ليومه فلم يزل حتى نزل مدينة هرقل وكانت غزوة مشهورة وفتحا مبينا فطلب نقفور الموادعة والتزم بخراج يحمله كل سنة.
    وأسند الصولى عن يعقوب بن جعفر قال خرج الرشيد في السنة التي ولى الخلافة فيها حتى غزا أطراف الروم وانصرف في شعبان فحج بالناس آخر السنة وفرق بالحرمين مالا كثيرا وكان رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال له إن هذا الأمر صائر إليك في هذا الشهر فاغز وحج ووسع على أهل الحرمين ففعل هذا كله.
    وأخرج ابن عساكر عن ابن علية قال أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي قال له أريح العباد منك. قال فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلها ما فيها حرف نطق به قال فأين أنت يا عدو الله من أبى إسحاق الفزارى وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا.
    من أعماله في الخلافة
    حج غير مرة وله فتوحات ومواقف مشهودة ومنها فتح مدينة هرقلة،قال المسعودي في "مروج الذهب": رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما فقال له يحيى البرمكي كان يختطف الروم الناس من الحرم وتدخل مراكبهم إلى الحجاز.
    وزر له يحيى بن خالد مدة وأحسن إلى العلوية وحج سنة 173 وعزل عن خراسان جعفر بن أشعث بولده العباس بن جعفر وحج أيضا في العام الآتي وعقد بولاية العهد لولده الأمين صغيرا فكان أقبح وهن تم في الإسلام وأرضى الأمراء بأموال عظيمة وتحرك عليه بأرض الديلم يحيى بن عبد الله بن حسن الحسيني وعظم أمره وبادر إليه الرافضة فتنكد عيش الرشيد واغتم وجهز له الفضل بن وزيره في خمسين ألفا فخارت قوى يحيى وطلب الأمان فأجابه ولاطفه ثم ظفر به وحبسه ثم تعلل ومات ويقال ناله من الرشيد أربعمائة ألف دينار.
    وفي سنة 175هـ ولى خراسان الغطريف بن عطاء وولى مصر جعفرا البرمكي واشتدت الحرب بين القيسية واليمانية بالشام ونشأت بينهم أحقاد وإحن.
    وغزا الفضل بن يحي البرمكي بجيش عظيم ما وراء النهر ومهد الممالك وكان بطلا شجاعا جوادا ربما وصل الواحد بألف ألف وولي بعده خراسان منصور الحميري وعظم الخطب بابن طريف ثم سار لحربه يزيد بن مزيد الشيباني وتحيل عليه حتى بيته وقتله ومزق جموعه.
    وفي سنة 179هـ اعتمر الرشيد في رمضان واستمر على إحرامه إلى أن حج ماشيا من بطن مكة.وغزا الرشيد وتوغل في أرض الروم فافتتح الصفصاف وبلغ جيشه أنقرة. ثم حج سنة ست وثمانين الرشيد بولديه الأمين والمأمون وأغنى أهل الحرمين.
    ثم حدثت نكبة البرامكة إذ قتل الرشيد جعفر بن يحيى البرمكي وسجن أباه وأقاربه بعد أن كانوا قد بلغوا رتبة لا مزيد عليها.
    وفي العام نفسه انتقض الصلح مع الروم وملكوا عليهم نقفور فيقال إنه من ذرية جفنة الغساني وبعث يتهدد الرشيد فاستشاط غضبا وسار في جيوشه حتى نازله هرقلة وذلت الروم وكانت غزوة مشهودة، ثم كانت الملحمة العظمى وقتل من الروم عدد كثير وجرح النقفور ثلاث جراحات وتم الفداء حتى لم يبق في أيدي الروم أسير.وبعث إليه نقفور بالجزية ثلاثمائة ألف دينار.
    وفي سنة ست وسبعين ومائة فتحت مدينة دبسة على يد الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح العباسى
    وفي سنة تسع وسبعين ومائة اعتمر الرشيد في رمضان ودام على إحرامه إلى أن حج ومشى من مكة إلى عرفات وفي سنة ثمانين كانت الزلزلة العظمى وسقط منها رأس منارة الإسكندرية وفي سنة إحدى وثمانين فتح حصن الصفصاف عنوة وهو الفاتح له وفي سنة ثلاث وثمانين خرج الخزر على أرمينية فأوقعوا بأهل الإسلام وسفكوا وسبوا أزيد من مائة ألف نسمة وجرى على الإسلام أمر عظيم لم يسمع قبله مثله.
    وفاة الرشيد
    مات الرشيد في الغزو بطوس من خراسان ودفن بها في ثالث من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وله خمس وأربعون سنة وصلى عليه ابنه الصالح قال الصولى خلف الرشيد مائة ألف ألف دينار ومن الأثاث والجواهر والورق والدواب ما قيمته ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار.
    وقيل إن الرشيد رأى مناما أنه يموت بطوس فبكى وقال احفروا لي قبرا فحفر له ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر فقال يا ابن آدم تصير إلى هذا وأمر قوما فنزلوا فختموا فيه ختما وهو في محفة على شفير القبر ولما مات بويع لوالده الأمين في العسكر وهو حينئذ ببغداد فأتاه الخبر فصلى الناس الجمعة وخطب ونعى الرشيد إلى الناس وبايعوه.
    ولأبى الشيص يرثى الرشيد:
    غربت في الشرق شمس فلها عيني تدمع
    مـا رأينا قط شمسا غربت من حيث تطلع
    وقال أبو النواس:
    جـامـع بيـن العـزاء والهناء جترت جـوار بالسعـد والنحـس
    فنحن في مأتم وفي عرس القلب ضاحكة فنحن في وحشة وفي أنس
    يضـحكنـا القـائـم الأميـن ويبــكينـا وفـاة الإمـام بالأمـس
    بدران بدر أضحى ببغداد في الخــلد وبدر بطـوس فـي الرمـس
    المصادر:
    (1) وفيات الأعيان لابن خلكان.
    (2) البداية والنهاية لابن كثير.
    (3) تاريخ الخلفاء للسيوطي.
    نساء في حياة الخليفة هارون الرشيد !!
    1- الخيزران.. المستبدة التي قتلت ابنها
    الخيزران) قد اختلف المؤرخون حول اصلها، قيل انها جارية بربرية من اليمن، فهي سمراء شبه زنجية، او ربما بربرية من المغرب. قيل ان بدوي قد اختطفها وباعها في مكة للخليفة المنصور؛ فوقع ولده المهدي في غرامها؛ وتزوجها وأصبحت أما لولديه موسى الهادي وهارون الرشيد. على غير عادة العرب نجحت (الخيزران) في إقناع زوجها الخليفة بتعيين ولديها كوريثين شرعيين له؛ واستبعاد أبناء النساء الأخريات. ومن بين المبعدين كان أبناؤه من ابنة عمه الخليفة السفاح مؤسس الأسرة الحاكمة. كانت (الخيزران) جميلة؛ ممشوقة القوام وقد بهرت حياتها النخبة من سيدات القوم اللواتي كن يقلدن حليها وتسريحات شعرها. وكان لها سطوة على كبار الشخصيات في قصر زوجها الخليفة. ولكن كيد النساء لا أول له ولا آخر؛ فعندما تولى ابنها البكر موسى الهادي الخلافة ؛ شعر الهادي بأنه مهدد بطموحات والدته التي كانت تلتقي كبار القادة في قصرها على غير عادة العرب؛ فحاول قتله!
    يقول (الطبري) في تاريخه الكبير: حاول الهادي قتل والدته حين أرسل إليها أطعمة في طبق؛ لكن (الخيزران) عملت على أن يتذوق كلب من هذا الطبق أولا وقد سقط الكلب ميتا على الفور.
    كانت (الخيزران) تتدخل في تعيين كبار الضباط والولاة والحكام؛ مما ساء ولدها الهادي وأخافه؛ فاستدعاها إلى قصره وقال لها: اسمعي كلامي جيدا؛ أن كل من يذهب إليك من قادتي أو ممن يحيط بي أو من خدمي ليتوسط في أمر ما؛ سوف أقطع رأسه وأصادر أمواله…. ماذا تقصد هذه الجموع التي تقف كل يوم على بابك…؟ أفلا يوجد عندك مغزل يشغلك ومستقر يحجبك عن هذه الوساوس… انتبهي؛ والويل لك إذا فتحت فمك لمصلحة أي كان.
    يقول الطبري : فتركت ابنها وهي لا تكاد تتحسس مكان قدميها؛ فقد أعلنت الحرب بينهما. في الليلة ذاتها أمرت (الخيزران) جواريها الحسان التسلل إلى مخدع ابنها الخليفة حيث ينام وخنقه تحت الوسائد؛ فقد وضعن هؤلاء الوسائد على رأس الحاكم وكأنهن يداعبنه وجلسن عليها حتى لفظ أنفاسه.
    قال فيها أبو المعافي :
    يا خيزرانُ هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناكِ
    وعندما سمعت الخيزران بخبر وفاة الهادي قالت في بادئ الأمر: ما افعل، فطلبت منها خادمتها أن تذهب إليه، وتنسى كل الحقد والغضب، فقامت (الخيزران) وهمت للوضوء وصلت عليه. وبعد هذه الحادثة ذهبت (الخيزران) للحج، وعندما انتهت منه رأت أبا دلامة يصيح عندها، وتبين لها بعد ذلك أنه يريد جارية من جواريها؛ لتقوم بخدمته نظرا لأنه رجل كبير في السن، فلبت طلبه. تولى ابنها الثاني (هارون الرشيد) الخلافة ودخلت (الخيزران) في صراع جديد مع زوجته زبيدة. وكانت (الخيزران) سببا فيما وقع بين حفيديها الأمين والمأمون بعد ذلك. توفيت (الخيزران) ليله الجمعة سنة 173هـ. وقد صلى عليها( الرشيد)، وعندما خرج ُوضع له كرسي ليجلس عليه، فدعا (لفضل بن الربيع) ودفع إليه الخاتم قائلا: كنت أهم أن أوليك فتمنعي أمي فأطيعها.
    2- زبيدة.. السيدة الكريمة المثقفة
    هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية. أم جعفر، زوجة هارون الرشيد وابنة عمه وأم ولده الأمين. ولدت في عام 145هـ، ونشأت وترعرعت في بيت والدها أبو جعفر المنصور، عرفت بكرمها وانفتاحها. وكان والدها أبو جعفر المنصور شديد الحب لها و قد خصها بالرعاية. اسمها أمة العزيز، أو أم العزيز، وغلب عليها لقب (زبيدة)، قيل إن جدها المنصور كان يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة فغلب على اسمها. وقد اطلق عليها هذا الاسم لما رأى فيها من ذكاء و نعومة، بالإضافة إلى بنية قوية تشع نضارة،و قد قيل:" لم تلد عباسية قط إلا هي".
    تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. و قد كان يوم زفافها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ففي أثناء مرور موكبها نثرت عليها اللآلئ الثمينة مما أعاق سيرها، كما فرشت الطرقات بالبسط الموشاة بالذهب. كانت تحب ابنها محمد الأمين حباً جما. وهذا جعلها تهيئ له الخلافة من بعد أبيه. لكن الرشيد كان يهيئ ويريد أن يكون خليفة المسلمين من بعده ابنه المأمون. ولكن زبيدة لم توافق على ما كان يريد الرشيد فغضبت منه وذهبت إليه تعاتبه على هذا الأمر الذي كان يريد. وعندما أخذت تعاتبه قال لها الرشيد: "ويحك إنما هي أمة محمد ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقاً بعنقي وقد عرفت ما بين ابني وابنك. ليس ابنك يا زبيدة أهلاً للخلافة ولا يصلح للرعية ". فقالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد ليس بكبير سفيه ولا صغير فيه، أسخى من ابنك نفساً، وأشجع قلباً.
    فقال الرشيد: ويحك إن ابنك لأحب إلى لأنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان لها أهلاً وبها مستحقاً ونحن مسؤلون عن هذا الخلق ومأخوذون بهذا الأنام، فما أغنانا أن نلقى الله بوزرهم وننقلب إليه بإثمهم فاقعدي حتى أعرض عليك ما بين ابني وابنك.
    أجرى هارون الرشيد الاختبار بين الأمين والمأمون فاستدعى المأمون أولاً. ولما وصل إلى باب المجلس سلم على أبيه ثم وقف طويلاً مطأطأ الرأس، حتى أذن له الرشيد بالجلوس والكلام. جلس وحمد الله تعالى ثم استأذن الرشيد بأن يقترب فأذن له بذلك. اقترب وقبل أطرافه ويدي زبيدة، ثم رجع إلى مكانه وحمد الله على رضى أبيه حسن رأيه فيه. فقال الرشيد: يا بني إني أريد أن أعهد إليك عهد الإمامة وأقعدك مقعد الخلافة فإني قد رأيتك لها أهلاً وبها حقيقاً. فبكى وصاح المأمون يسأل الله العافية لوالده. ثم قال: يا أبتاه أخي أحق مني وابن سيدتي و لا أخال إلا أنه أقوى على هذا الأمر مني وأشد استطلاعا عرض الله لك ما فيه الرشاد والخلاص، وللعباد الخير والصلاح. ثم أستأذن للخروج فأذن له الرشيد.
    وبعد ذلك استدعى الرشيد ابنه الأمين فأول ما فعله الأمين أن دخل على أبيه دون أن يستأذن وهو يتبختر في مشيته حتى وصل إلى كرسي العرش إلى أبيه. فبدأ الرشيد بسؤاله: ما تقول يا بني أن أعهد إليك. فرد على الفور: ومن أحق بذلك مني يا أمير المؤمنين؟ فصرفه أمير المؤمنين هارون الرشيد وقال لزبيدة: كيف رأيت؟ فقالت: يا أمير المؤمنين: أبنك أحق بما تريد. فرد الرشيد: فإذا أقررت بالحق وأنصفت فأنا أعهد إلى ابني ثم إلى ابنك.
    وهناك أيضاً ما يدل على حبها الكبير لأبنها فقد بعثت ذات يوم بجاريتها إلى مدرس ابنها الكسائي الذي كان يقسو عليه. فقالت له الجارية ما أمرتها زبيدة أن تقوله وهو: ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادي و قرة عيني وأنا أرق عليه رقة شديدة. والدليل الآخر على حبها للأمين عندما توفيت الفطيم زوجة الأمين حزن عليها حزناً شديداً وبلغ أم جعفر زبيدة بذلك فقالت إلى أمير المؤمنين. فذهبت إليه فاستقبلها. و قال لها: يا سيدتي ماتت فطيم.
    فقالت : نفسي فداؤك لا يذهب بك اللهف ففي بقائك ممن قد مضى خلف عوضت موسى فهانت كل مرزئة ما بعد موسى على مفقودة أسف، وقالت له: أعظم الله أجرك ووفر صبرك وجعل العزاء عنها ذخرك. أما الأمين فكان يرد على حنان وعطف أمه بتعظيمها وتبجيلها. وكانت الشجاعة من صفات الأمين والدليل على ذلك ما قاله لزبيدة عندما كان العدو محيطاً به: إنه ليس بجزع النساء وهلعهن عقدت التيجان، والخلافة سياسة لاتسعها صدور المراضع وراءك.
    وقالت زبيدة في رثاء ابنه (الايمين) بعد مقتله:
    أودى بألفين من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الباسا
    لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب والراسا
    فبت متكئــأً أرعى النجوم له أخال سنته في الليل قرطاسا
    والموت كان به والهم قارنــــــــــه حتى سقاه التي أودي بها الكاسا
    رزئته حين باهيت الرجال به وقد بنيت به للدهر أساسا
    فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يرد علينا قبله ناســـــا
    ويقال أن زبيدة أمرت أبو العتاهية بكتابة أبيات على لسانها للمأمون :
    ألا إن صرف الدهر يدني ويبعد ويمتع بالآلاف طورا ويفقد
    أصابت بريب الدهر مني يدى فسلمت للأقدار والله أحمد
    وقلت لريب الدهر إن هلكت يد فقد بقيت والحمد لله لي يد
    إذا بقي المأمون لها فالرشيد لي ولي جعفر لم يفقدا ومحمد..
    ولما مات وقتل ابنها الأمين اضطهدها رجال المأمون، فكتبت إليه تشكو حالها فعطف عليها وجعل لها قصرا في دار الخليفة، وأقام لها الوصائف والخدم. قيل عنها إنها كانت أعظم نساء عصرها دينا وأصالة ومعروفا.
    قال ابن تغري بردي في وصفها: ((أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً))،
    كما قال عنها ابن جبير في طريقه إلى مكة: (( وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها حتى الآن، ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق))
    لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء.
    فمن الأطباء الذين كانت تعطف عليهم جبريل الذي منحته راتباً شهرياً، وقدره خمسون ألف درهم. وكانت صاحبة اليد البيضاء بعطفها على الفقراء والمساكين
    ومن صفاتها أيضا أنها كانت ذات عقل وفصاحة ورأي وبلاغة.
    وهناك حادثة تدل على فصاحة الكلام. وهي أن بعث إليها مرة من أحد عمالها كتاب فردته إليه وبه ملاحظة تقول: (أن أصلح كتابك وإلا صرفناك) فتعجب العامل لذلك وأقلقه الأمر؛ لأنه لم يستطع معرفة موضع الخطأ. وعرض كتابه على أصحاب الفصاحة والبلاغة فقالوا له : إنك تدعو لها في كتابك وتقول: أدام الله كرامتك، وذلك دعاء عليها وليس لها؛ لأن كرامة النساء بدفنهن فعرف العامل الخطأ وأصلحه. ثم عاد وأرسله لها فقَبِلته.
    آثار (درب زبيدة) لا زالت خالدة في الطريق الى مكة
    وعرفت زبيدة باهتمامها بالعمران، فقد بنت المساكن والنزل على امتداد طريق مكة المكرمة.
    فعندما حجت إلى بيت الله تعالى سنة 186 هجرية، أقامت من بغداد إلى مكة كما أنشأت مجموعة من المساجد والبرك والآبار والمنازل والمصانع والمرافق وجعلتها للنفع العام،، وإليها تنسب (عين زبيدة) بمكة،، جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان، شرقي مكة وأقامت الأقنية حتى أبلغت الماء إلى مكة وكان أهم حدث قامت به .
    وكان لزبيدة من الجواري مائة جارية، و كن يحفظن القرآن الكريم، وكان يسمع في قصرها طنين كطنين النحل من قراءة القرآن الكريم.وقد كان لها الدور الكبير في تطور الزي النسائي في العصر العباسي.
    وكانت زبيدة أول من اتخذ الآلة من الذهب والفضة المكللة بالجوهر. وهي أول من اتخذ الخدم والجواري يختلفون على الدواب في جهاتها ويذهبون برسائلها وكتبها. وهي أيضاً أول من اتخذ القباب من الفضة والآبنوس والصندل والكلاليب من الذهب والفضة ملبسة بالوشي والسمور وأنواع الحرير الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.
    توفيت زبيدة ببغداد في جمادى الأولى سنة 216هـ الموافق 831م وقد رثاها مسلم بن عمرو الخاسر الشاعر البصري. بعد رحيلها ظلت باقية حية في أذهان بني العباس و في قلوبه، يتذكرون أخبارهـــــــا وأخلاقــهـــا وثقافتها المميزة، و ظلوا يتناقلون أفعالها في كل مكان، و خصوصا أخبار مسامحتها للمأمون بعد قتله لوحيدها و فلذة كبدها الأمين، حيث إنها هنأته بالخلافة قائلة:" اهنيك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك.، ولئن كنت فقدت ابنا خليفة فقد عوضت ابنا خليفة لم ألده، و ما خسر من اعتاض مثلك، و لا ثكلت أم ملأت يدها منك،و أنا اسأل الله أجرا على ما أخذ، وإمتاعا بما عوض ".
    3- العباسة.. السيدة الغامضة
    العباسة أو علية بنت المهدي بن المنصور، من بني العباس، أخت هارون الرشيد،أديبة، شاعرة، تحسن صناعة الغناء.
    كانت علية بنت المهدي، من ربات الفضل والأدب والجمال، فهي من أجمل النساء وأطرفهن وأكملهن فضلا ً وعقلا ً وصيانة، وكان في جبهتها اتساع يشين وجهها فاتخذت عصابة مكللة بالجوهر، لتستر جبينها، وهي أول من اتخذها.
    ولها "ديوان شعر" وفي شعرها إبداع و متعة.
    ونسبوا لأبي نواس في العباسة قوله :
    ألا قل لأمين الله وابن السادة الساسة
    إذا ما خالف سرك أن تفقدوه رأسه
    فلا تقتله بالسيــــف وزوجـه بعباسة
    قال الصولي: لا أعرف لخلفاء بني العباس بنتاً مثلها، كانت أكثر أيام طهرها مشغولة بالصلاة ودرس القرآن ولزوم المحراب، فإذا لم تصل اشتعلت بلهوها،أي الغناء، وكان أخوها الرشيد يبالغ في إكرامها ويجلسها معه على سريره، وهي تأبى ذلك وتوفيه حقه.
    تزوجها موسى بن عيسى العباسي، وهو الثابت عند الثقات من العلماء، وقد روت بعض الكتب روايات تضطرب مع ما وصف الصولي عن- العباسة - وهو ثقة كما أن قصة زواج العباسة أخت الرشيد من جعفر البرمكي، لا أساس لها من الصحة. بالرغم من أنها ذكرت في بعض المصادر البعيدة زمنيا عن عهد الرشيد معتمدة على إشاعة كاذبة راجت بعد مقتل البرامكة. والعجيب أن هذه المصادر، التي ذكرتها،أضافت عليها حبكة فنية قد تكون مقصودة أو غير مقصودة، وهي أم الرشيد وجعفر والعباسة يجلسون جميعا في مجلس فيه طرب وشراب وتهتك. وقد ألف الكتاب في فترة متأخرة حول هذا الزواج المزعوم بين العباسة والبرمكي الكثير من القصص، بعضها لمستشرقين أجانب وبعضها لعرب مثل : ( قصة العباسة ) لجورجي زيدان ومسرحية ( العباسة ) للشاعر المصري عزيز أباظة.
    وقد أشار منير العجلاني في كتابه ( عبقرية الإسلام ) حيث يقول :
    " وتغلب جعفر في النهاية على أمر الرشيد، الذي كان يحبه حبا جما حتى زوجه أخته. وكان الرشيد يحب مجلسهما كثيرا.."
    لكن الطبري ( ـ 318 هـ ) صاحب كتاب ( الرسل والملوك ) وابن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة، التي اكتشفها الأوربيون قبل ان نكتشفها، وصاحب ( العبر وديوان المبتدأ والخبر )، ينفيان هذا الزواج نفيا قاطعا بالأدلة النقلية والعقلية المعروفة عن سيرة الخليفة هارون الرشيد. ويجب عدم إهمال دور الوجدان الشعبي الذي يختزن الحقيقة والخيال والوهم والخرافة، في اصطناع الأمور بعد حدوث الأحداث الجسام، فيختلط الواقع بالخيال والماء بالسراب.
    أما الذين ركزوا على قصة العباسة مع جعفر البرمكي، فإنهم أرادوا أن يبعدوا الناس عن حقيقة البرامكة، وأرادوا تشويه الخليفة الرشيد، ولم يورد المؤرخون الثقات علاقة بين العباسة وجعفر من خلال الروايات التاريخية المحققة، على وجه الإطلاق، ومنهم الطبري وابن خلدون وابن كثير.
    ونسبوا لأبي نواس في العباسة قوله :
    ألا قل لأمين الله وابن السادة الساسة
    إذا ما خالف سرك أن تفقدوه رأسه
    فلا تقتله بالسيف وزوجه بعباسة
    ـــــــــــــــــــــــــ ـ
    المراجع :
    1 ـ البداية والنهاية ابن كثير ( 10/204)
    2 ـ الطبري (ج4).
    3 ـ محاضرات الخضري ص129.
    4 ـ الكامل 5/327. 5 ـ المنتظم 9/130.
    6 ـ شذرات الذهب 1/311.
    7 ـ الصبر 1/298.[1][3]
    8ـ عمر رضا كحالة، أعلام النساء، الجزء الثالث، 223 ـ 228
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  2. #2
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    قرأت هذا الموضوع بحذر ، ويكفيني عنوانه الذي أنصف هذا الخليفة العباسي ، والذي افترى عليه أكثر المؤرخين والكتاب ، وجعلوه شاربًا للخمر وقصّوا القصص عنه وعن أبو نواس وغيره وقالوا عنه زير نساء وغلمان أيضًا وهو بريء من كل ذلك وهدفهم واضح جلي ، ألا وهو تشويه تاريخه الحافل بالعطاء ، وصحيح أيضًا أنْ لا أحد معصوم عن الخطأ ولكنها ليست من جنس تلك الأمور التي يشيرون إليها .
    والتاريخ لم ينصف حقيقة معظم رجال هذه الأمّة ، فقد مرت سنون عجاف – وربما ما زالت - سطع فيها نجم بعض الفرق التي أخذت موقفًا معاديًا ضد الرشيد و الخلافة العباسية بشكل عام وحتى الأموية وغيرها ، فإذا كانت الخلافة العباسية فيها أخطاء وعثرات كثيرة وهي بلا أدنى شك موجودة - كما هو حال معظم الدول التي نشأت ثم أقيم على أنقاضها دول أخرى - ولكن ظهر في حياة هذه الدول رجال كان لهم فضل وعلم لم يتوفر في غيرهم ، ومنهم هارون الرشيد .
    بعض ممن يسمون أنفسهم مفكرين و فلاسفة في وقتنا هذا يستهزئون به ، بل أحيانًا يذكرون قوله حين رأى سحابة فقال لها " اذهبي أينما شئت فإن خراجك سيصل إليّ " لكي يسفّهوا كلامه ، بل ويزيدون أنّ هذا الماجن زير النساء يكلم السحابة ليدلل على عظم ملكه وقوته وهو من هو ، وحدث ولا حرج عن كثير من الأقوال التي قيلت ظلمًا في حقه ، ناهيك عن فرقة كبيرة تنتسب للإسلام – زورًا – قد أعملت أقلامها في التشهير والافتراء عليه . وينسى كل هؤلاء علمه وجهاده وحكمته وذوده عن ديار الإسلام .
    لقد كان رحمه الله رجلًا من رجال هذه الأمّة ، قدم ما لديه وأجره وحسابه على الله .
    رحمه الله وغفر له وللمسلمين أجمعين .
    أخي الفاضل الأستاذ عطية العمري
    أشكرك جزيل الشكر على هذا العمل الجميل .
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الكريم
    ويا ليت كل مفكرينا ومثقفينا يفكرون بمثل طريقتك المتوازنة في النظرة للأمور دون مدح للأشخاص لدرجة التأليه ودون تجريح لهم والافتراء عليهم وتشويه صورتهم .
    وموضوعنا هذا يدعو المخلصين من مؤرخي أمتنا لإعادة كتابة تاريخنا بموضوعية وإنصاف ، وتنقيته مما لحق به من تشويه وافتراء
    دمت بألف خير
    وبارك الله فيك

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    بالفعل
    تاريخنا في حاجة ماسة و ملحة لإعادة الكتابة بشرط الموضوعية و العلمية

    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. المعري " أنا الشيخ المُفترَى عليه "
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 13-01-2013, 04:57 PM
  2. رسالة إلى هارون الرشيد
    بواسطة قوادري علي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-11-2008, 11:36 AM
  3. { هارون الرشيد }
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-09-2008, 02:46 PM
  4. تحية الى الفلوجة ورسالة الى هارون الرشيد
    بواسطة جمال النجار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-11-2004, 10:32 PM
  5. المجهوووول في ضيافة هارون الرشيد
    بواسطة المجهوووول في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-12-2003, 06:46 PM