أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: شجرة الزيتون - قصة قصيرة ، بقلم : د . محمد أيوب

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي شجرة الزيتون - قصة قصيرة ، بقلم : د . محمد أيوب

    شجرة الزيتون
    قصة قصيرة
    بقلم : د . محمد أيوب
    مهداة إلى العزيزة دخون
    جاء فصل الشتاء ، وتساقط الثلج ليكسو الأرض بلباس أبيض يعطيها من الوقار ما للحاج في ملابس الإحرام ... تعود الناس في مثل هذه الأيام من كل سنة أن يلزموا بيوتهم سعيا وراء الدفء المتناثر من عيون المدفأة ، لكن أبا حامد يأبى إلا أن يعلو بعزمه وهمته فوق الكسل والرغبـة في الخلود إلى الدفء والراحـة ، يخرج كل يومٍ متوجهاً إلى حقله ليمارس أحلى وأحب عمل ترتاح إليه نفسه .
    أبـو حامـد هذا ينتزع السنين من فم الزمن حتى بلغ ما انتزعه من بين أنياب الزمن سبعين عاماً وبضعة شهور ، ومع ذلك فهو يعمل بكفاءة الفتيان وقوة الشباب ... يستيقظ في الصباح الباكر قبل آذان الفجـر ... يتوضأ ليصلي الصبح حاضراً في مسجد القرية الذي يبعد عن بيتـه بضع مئات من الأمتار ليعـود إلى البيت متجدد النشاط منشرح الصدر ولسانه يردد : سبحان من أصبح الصباح ... سبحان من أصبح الصباح .
    الحقيقة أن أبا حامد يعـرف الكثير من التفاصيل عن قريته ... عاداتها ، تقاليدها .. حتى أسماء رجالها ونسائها وأطفالها .. كان بينه وبين قابلة القرية قاسم مشترك يشدهما إلى بعضهما من هذه الناحيـة كما إنه ملمُّ بكل معالـم قريته .. مرتفعاتها ، حجارتها ، منحنيات ومنعطفات طرقها فهو أول من يستيقظ من أهل القرية وآخر من ينام .. صحيح أن الزمن بدأ يحفر الأخاديد في وجهه كتلك التي يصنعها كل سنة حول أرضه لحمايتها من العاديات .
    يركب أبو حامد دابته بعد أن تكون أم حامد قد أعدت له زاد يومه وفأسه ويتجه إلى أرضه التي طالما أحبها حتى أصبح وكأنه امتداد أبدي لها ، لا يريد أن ينتهي ، أن يفني أو يتلاشى !! ... يصل أبو حامـد إلى حقله ويعلق كيس الطعام على أحد فروع شجرةٍ من أشجار الزيتون هي من أقرب الأشجار إلى نفسه ، إنها تقف بأنفة ، لم يجدها في غيرها من الأشجار ، أمام البرد القارس ، على الرغم من تقدم الزمن وعلى الرغم من أن قشرتها بدأت تغزوها الأخاديـد والشقوق تمامـاً كوجهه المتجعد.. لكنها ما تزال شامخةً عاليةً كأنها تتناول كأسا من زيت الزيتون، تماماً كما يفعل هو كل صباح منذ أن عرف القرية وعرفته ، كيف لا تقف شامخةً والزيت يجري في عروقها يعطيها الدفء والمنعة أمام قسوة البرد وطغيانه .. ؟!
    الأرض في الناحية الشرقية تحتاج إلى عزق وتقليب ، خاطب أبو حامد نفسه ثم بصق في يده ، فرك يديه إحداهما بالأخرى ، أمسك الفأس بيديه ورفعها ليضرب بها بطن الأرض وكلمة هه تنبعث من صدره بانتظام كأنها حبل العزيمة ينساب من فمه بلا انقطاع أو ملل وما أن يحين موعد صلاة الظهر حتى يتجه نحو زيتونتـه المحبوبـة ليركن برأسه إلى ساقها وكأنه أمه رحمها الله ، لقد ولدته أمه تحت هذه الزيتونة بلا قابلة كما كانت تحدثه .. لفته في قطعة من القماش ثم عادت إلى عملها مباشرة ، والفضل كله يرجع إلى زيت هذه الزيتونة ، لها عليك يا ولدي مثل ما لي عليك وربما أكثر ، تحتها نمت أحلى فترات حياتك ومن أغصانها تدلت أرجوحتك.. تحتها لعبت وتحتها سمعت منك الدنيا أول صيحة تعلن بها عن قدومك إليها وكانت أغصانها أول ما فتحت عليه عينيك ، كما كان ساقها أول شئ تداعبه يداك ... أبوك أيضا ولد تحتها يا ولدي !!
    تذكر أبو حامد كلمات أمه ، كانت لا تزال حية في ذاكرته ، وكأن أمه لم تمت بعد وصدى هذه الكلمات يتردد في أذنيه.. مال بفمه ليقبل ساق الزيتونة وكأنه يقبل محبوبة افتتن بها أيما افتنان وعشقها أيما عشق .. تناول أبو حامـد طعامـه وصلى الظهر ثم وضع حذاءه تحت رأسه ، حاول أن ينام بين قطعتين صخريتين كانتا تصنعان مع الزيتونة ما يشبه أن يكون بيتا.. الأرض تهتز من تحت رأسـه وصوت هدير ضخم آت من جهة القرية .. ترى ماذا يحمل هذا الهدير من معاني؟ .. خيراً يحمل أم شراً .. بقي أبو حامد مع ذلك مستلقياً على جانبه ورأسه لا يزال فوق حذائه .
    وقفت سيارة جيب بالقرب من أبي حامد ،نزل منها بعض الرجال بملابس إفرنجية ونظارات سوداء تغطي عيونهم.. انطلقوا يمينا ويسارا يقيسون ويتراطنون بلغةٍ لم يفهمها ، يدقون علاماتٍ هنا وعلامات هناك .. في الأرض ، وعلى بعض الأشجار كتبوا بالطلاء الأسود خطوطاً لا يعلم لها معني ... اعتدل أبو حامد وكأن هاجساً مخيفاً مر به .. ثم انتصب قائما كالقدر وانطلـق نحو زوار أرضـه الذين يزورونه بلا سابق معرفة أو ميعاد وصاح : ماذا تريدون وما هذه العلامات التي تدقونها في أرضي ؟
    رد عليه أحدهم باستغراب : أرضك ؟!!
    جن جنون أبي حامد : نعم أرضي.. ألم تسمع ؟ قلت لك أرضي .
    قال الصوت المستغرب : لكن يا شيخ، هل هذه الأرض مسجلة باسمك في الطابو؟
    أجاب أبو حامد بانفعال : اسأل هذه الزيتونة .. اسأل تراب الأرض .. شم رائحته .. إنه ممزوج بعرقي ، وأمسك قبضة من طين الأرض وقربها من أنف مخاطبه مردداً :
    شم رائحة الطين ... اسأل عظام يدي تنبئك كم انتزعت من صخور هذه الأرض حتى أصبحت بهذه الحالة ...اسأل هذا الجلد الميت في راحة يدي من كثـرة ما ضربت بطن هذه الأرض بفأسي .
    قال الصوت : أوه ... ألم تسمع كلامي ؟ لا تكثر من الكلام .
    تمتم أبو حامد في سخط كلمات في سره : ملعون أبو الزمن .. قال طابو قال ، ثم تساءل : ولماذا الطابو وقبر جدي وجد جدي هناك على بعد أمتارٍ منكم ... ألا يكفي هذا ؟... هذه الزيتونة عمرها أكثر من مائة عام ... عرفت معظم أفراد أسرتي اسألوها .
    أجاب الرجل : كل هذا لا يكفي .. على كل حال ستبـقى لك قطعة صغيـرة من الأرض الصخرية هناك .. يبدو أنك نسيت أن تنتزع صخورها !! أما هنا فسيكون طريق واسعة .. سنقتلع هذه الزيتونة ، هذه المائة عام التي تدعي من مخيلتك ... وستكون هناك مستوطنة كبيرة يعمل في بنائها أبناء قريتكم ، وهكذا تـرى أن ما نفعله إنما هو لخير القرية كلها يا شيخ .
    بصق أبو حامد على الأرض هذه المرة وهو يتمتم : ولكن الزيتونة هي كياني .. حياتي التي كنت انتزعها انتزاعا من بين أنياب الزمن ...
    انكفأ أبو حامد على ظهر دابته وصدره يتحشرج وقطرات الدم تسيل من زاوية فمه وعيناه محدقتان في الأفق البعيد .

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي شجرة الزيتون

    الأخ الفاضل / د . محمد أيوب .

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

    شكرا لك على هذا الإهداء الجميل الذي تكرمت علي به ، وما أسعدني بها هدية أتلقاها من أديب قدير مثلك .

    لا أخفيك أني فوجئت بالقصة والإهداء ، فلا غرو أنك أقدر مني بمراحل على كتابة قصة بهذا المستوى الأدبي الراقي ، وهذا التمكن الذي لم أصل إليه بعد ، فما أنا سوى تلميذة تستقي العلم من نبع علمكم .
    لم تتح لي الفرصة بعد لأرد على تعليقك في الذي تكرمت به على قصة (( قبضة من حبات الزيتون )) ولذلك لضيق الوقت .

    شجرة الزيتون .. قصة رائعة ، تحاكي الوضع الراهن بواقعيته ، بما يمر به وطننا السليب من مآس مريره ، كتبها من رأى بعين قلب ، وسمع بأذن واعية ، قصة هادفة توصل الصورة الحقيقية لما يحدث في ذلك الجزء من الوطن العربي ، الذي يتعرض لأسوأ الاعتداءات المادية والجسدية والنفسية ، إضافة إلى الاعتداء على الأرواح .

    شكرا لك على ما تبذله في سبيل نصرة القضية ، وتوضيح ما يجري في وطننا الذي نتمنى أن يتحرر من قبضة مغتصبيه ، وأن يلتئم صدعه .


    بارك الله بك .
    لك تحيتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخ د محمد أيوب ـ صبرا اخي فاسمك يذكرني بايوب عليه السلام .
    أمضيت مع أبي حامد عمره لحظة بلحظة جتة عشته يقينا فهو عمر مأساتنا شئنا أم شاء بنا الغدر حملا على أخشاب الصلب القسري ، سقيت معه الأشجار واحتضنت مجرفة الزمن بيدين تيبستا بردا على عصا المقاومة ، فسح من ساق الزمن زيت الإباء يدفئ ذاكرة اليقين بأوراق الملكية الزمانية لأرض ضمت في صدرها رفات الحاضر والماضي يخرج من رحمها طفلا يتارجح بين الشمس والقمر ، يداعب أحلامه بغد مشرق ،
    ولكن ....
    كل هذا من مصادر القلب ، ومن عوالم فكر طافت مضارب السلام بغصن مقاومة ، وبندقية صمود صنعت من جذور الملكية ، وتحت شجرة البركة تندت قطرة أمل
    لترسم على صفحات الخلود : الصبر الصبر
    ــــــــــــــ
    شكرا لك أخي
    شكرا لوفاء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : بعلبك
    المشاركات : 1,043
    المواضيع : 80
    الردود : 1043
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    العزيز د محمد أيوب
    قلت في إحدى قصصي :
    يشيخ الزيتون لكنه لا يموت
    لن يضيع حق وراءه مطالب
    دمت مبدعا

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    شكرا لوفاء..لانها من جعلتك دكتور تنشر هذه القصة هنا..؟
    -(في موسم الثلوج..الحقل...؟)
    -(لمحة جميلة ورائعة لطبيعة القرى وسكانها.. حيث العلاقات الاجتماعية فيها جيدة جدا لذا نجدهم يعيشون ..اغلبهم مهتمين ببعضهم وبشؤون بعضهم البعض ..؟)
    -( الحب والتعلق بالارض يولد في الانسان حبا اخرا وهو حب من يسكن الارض ايضا...مع اني افضل ان يكون حب الانسان للانسان هو الذي يولد حبه للارض لكن ماذا عسانا نقول في زمن باع الانسان ارضه وضميره مما حدا بالاخرين ان يحبون الارض ويفتدونها حبا ..؟)
    -(ابداع في تصوير ما يرافق العمل في القرى بالاخص العمل في الحقول..حيث الممت بادق التفاصيل المرافقة للعمل..حتى الهنات ةالغصات والبصق وغيرها من الامور اوردتها بشكل رائع...وما جعل هذا التصوير اكثر روعة ان في قمة الاثار هذه الاثارة التي ترافق التصوير الابداعي والعمل غرست بذرتك وطرحت اهم ما يمكن ان يفكر به الانسان..وهو الام والولادة اثناء استعادته لذكريات وجوده.. ومجيئه وهنا ابرزت سمة التعلق بالارض برمزية الزيتونة...بالاخص عند قولك..بان والدك ايضا ولد تحتها..؟)
    -( القصة وبصورة مفاجئة اخذت منحنى اخر..وهو اكيد جاء متمما لقضية الارض والارتباط العفوي والفطري به..حيث الارض التي عشت من خيراتها وبقيت تحافظ على بقائها حية كما اي فرد من عائلتك.. تتهادى وبسرعة وبدون مقدمات تذكر امام عينيك لتصبح ماذا...ملجأ لمغتصب...لجبار...هنا..بالذات.. .تتهادى المبادئ وتصبح مجرد لقمة سائغة بفم القدر الذي لايرحم..ويصبح الانسان مجرد لاشيء يقف امام هول القدر..لكن..لي هنا همسة.. وهي ان الانسان لايؤخذ على تعلقه بالارض التي آوته..ولاحتى بالزيتوتنة التي مدته طوال المئة سنة بقوتها..وزيتها...لكنه يؤخذ عليه انه دائما عاش الارض بعفوية واعتباطية مما حدا بان يفقدها بسرعة..وهنا اورد مسالة الطابو..اعلم بانها لم تكن مهمة سهلة..لكن من يكافح من اجل احياء الارض التي هي ثمرة عرق اجداده..كان لابد له ان يكافح بطريقة الحصول عليها بطريقة قانونية..بحيث يبقي على عرق الاجداد ..لست هنا اقلل من شان ابو حامد..لكني اقول علينا ان نفكر قبل ان نتعلق.. وعلينا اخذ ومواجهة الاخر بطرقه..لنستطيع تثبيت انفسنا كند له..؟).

    محبتي وتقديري
    جوتيار

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دخون مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل / د . محمد أيوب .
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
    شكرا لك على هذا الإهداء الجميل الذي تكرمت علي به ، وما أسعدني بها هدية أتلقاها من أديب قدير مثلك .
    لا أخفيك أني فوجئت بالقصة والإهداء ، فلا غرو أنك أقدر مني بمراحل على كتابة قصة بهذا المستوى الأدبي الراقي ، وهذا التمكن الذي لم أصل إليه بعد ، فما أنا سوى تلميذة تستقي العلم من نبع علمكم .
    لم تتح لي الفرصة بعد لأرد على تعليقك في الذي تكرمت به على قصة (( قبضة من حبات الزيتون )) ولذلك لضيق الوقت .
    شجرة الزيتون .. قصة رائعة ، تحاكي الوضع الراهن بواقعيته ، بما يمر به وطننا السليب من مآس مريره ، كتبها من رأى بعين قلب ، وسمع بأذن واعية ، قصة هادفة توصل الصورة الحقيقية لما يحدث في ذلك الجزء من الوطن العربي ، الذي يتعرض لأسوأ الاعتداءات المادية والجسدية والنفسية ، إضافة إلى الاعتداء على الأرواح .
    شكرا لك على ما تبذله في سبيل نصرة القضية ، وتوضيح ما يجري في وطننا الذي نتمنى أن يتحرر من قبضة مغتصبيه ، وأن يلتئم صدعه .
    بارك الله بك .
    لك تحيتي .
    العزيزة دخون
    شكرا لك
    أود أن انوه إلى أنني نشرت القصة في عام 1978م
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري مشاهدة المشاركة
    الأخ د محمد أيوب ـ صبرا اخي فاسمك يذكرني بايوب عليه السلام .
    أمضيت مع أبي حامد عمره لحظة بلحظة جتة عشته يقينا فهو عمر مأساتنا شئنا أم شاء بنا الغدر حملا على أخشاب الصلب القسري ، سقيت معه الأشجار واحتضنت مجرفة الزمن بيدين تيبستا بردا على عصا المقاومة ، فسح من ساق الزمن زيت الإباء يدفئ ذاكرة اليقين بأوراق الملكية الزمانية لأرض ضمت في صدرها رفات الحاضر والماضي يخرج من رحمها طفلا يتارجح بين الشمس والقمر ، يداعب أحلامه بغد مشرق ،
    ولكن ....
    كل هذا من مصادر القلب ، ومن عوالم فكر طافت مضارب السلام بغصن مقاومة ، وبندقية صمود صنعت من جذور الملكية ، وتحت شجرة البركة تندت قطرة أمل
    لترسم على صفحات الخلود : الصبر الصبر
    ــــــــــــــ
    شكرا لك أخي
    شكرا لوفاء
    ستظل شجرة الزيتون مباركة ورمزا للتجذر في أعماق الأرض والتاريخ ، وسنظل نحمل غصن الزيتون بيد ونقاوم العدوان باليد الأخرى إلى أن ينتفي الشر من ربوع العالم وليس فقط من أرض الوطن ، معركة كل المظلومين واحدة وسيكون النصر حليفهم في النهاية .
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد أبو نعسة مشاهدة المشاركة
    العزيز د محمد أيوب
    قلت في إحدى قصصي :
    يشيخ الزيتون لكنه لا يموت
    لن يضيع حق وراءه مطالب
    دمت مبدعا
    أخي سعيد
    وشعبنا لن يشيخ ما دامت نساؤنا معطاة كأرضنا ، تمنح المقاومين والزراع والصناع والمبدعين والكرامة والمروءة .
    تحياتي
    د . محمد أيوب

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    شكرا لوفاء..لانها من جعلتك دكتور تنشر هذه القصة هنا..؟
    -(في موسم الثلوج..الحقل...؟)
    -(لمحة جميلة ورائعة لطبيعة القرى وسكانها.. حيث العلاقات الاجتماعية فيها جيدة جدا لذا نجدهم يعيشون ..اغلبهم مهتمين ببعضهم وبشؤون بعضهم البعض ..؟)
    -( الحب والتعلق بالارض يولد في الانسان حبا اخرا وهو حب من يسكن الارض ايضا...مع اني افضل ان يكون حب الانسان للانسان هو الذي يولد حبه للارض لكن ماذا عسانا نقول في زمن باع الانسان ارضه وضميره مما حدا بالاخرين ان يحبون الارض ويفتدونها حبا ..؟)
    -(ابداع في تصوير ما يرافق العمل في القرى بالاخص العمل في الحقول..حيث الممت بادق التفاصيل المرافقة للعمل..حتى الهنات ةالغصات والبصق وغيرها من الامور اوردتها بشكل رائع...وما جعل هذا التصوير اكثر روعة ان في قمة الاثار هذه الاثارة التي ترافق التصوير الابداعي والعمل غرست بذرتك وطرحت اهم ما يمكن ان يفكر به الانسان..وهو الام والولادة اثناء استعادته لذكريات وجوده.. ومجيئه وهنا ابرزت سمة التعلق بالارض برمزية الزيتونة...بالاخص عند قولك..بان والدك ايضا ولد تحتها..؟)
    -( القصة وبصورة مفاجئة اخذت منحنى اخر..وهو اكيد جاء متمما لقضية الارض والارتباط العفوي والفطري به..حيث الارض التي عشت من خيراتها وبقيت تحافظ على بقائها حية كما اي فرد من عائلتك.. تتهادى وبسرعة وبدون مقدمات تذكر امام عينيك لتصبح ماذا...ملجأ لمغتصب...لجبار...هنا..بالذات.. .تتهادى المبادئ وتصبح مجرد لقمة سائغة بفم القدر الذي لايرحم..ويصبح الانسان مجرد لاشيء يقف امام هول القدر..لكن..لي هنا همسة.. وهي ان الانسان لايؤخذ على تعلقه بالارض التي آوته..ولاحتى بالزيتوتنة التي مدته طوال المئة سنة بقوتها..وزيتها...لكنه يؤخذ عليه انه دائما عاش الارض بعفوية واعتباطية مما حدا بان يفقدها بسرعة..وهنا اورد مسالة الطابو..اعلم بانها لم تكن مهمة سهلة..لكن من يكافح من اجل احياء الارض التي هي ثمرة عرق اجداده..كان لابد له ان يكافح بطريقة الحصول عليها بطريقة قانونية..بحيث يبقي على عرق الاجداد ..لست هنا اقلل من شان ابو حامد..لكني اقول علينا ان نفكر قبل ان نتعلق.. وعلينا اخذ ومواجهة الاخر بطرقه..لنستطيع تثبيت انفسنا كند له..؟).
    محبتي وتقديري
    جوتيار
    إنهم الإنجليز ، حرموا فلاحنا من تسجيل أرضه
    لكثرة ما يفرضونه عليه من ضرائب التسجيل أو ضرائب المحصول قد تفوق ثمن المحصول نفسه ، لقد كان الاحتفاظ بالأرض مهمة صعية في ظروف مادية قاسية ، لم يستطع تسجيل الأرض إلا أغنياء الإقطاعيين المرتبطين بشكل او بآخر بالإنجليز ، وهم الذين باعوا أملاكهم عند أول إحساس لهم بالخطر ، وهاجروا ليعودوا من حيث أتو ولا أريد ان أذكر أسماء بعض العائلات غير الفلسطينية التي فعلت ذلك مع أنها عربية والتصق عارها بالفلسطينيين للأسف ، وقد روج لذك المستعمرون وأتباعهم .
    تحياتي
    د . محمد أيوب

المواضيع المتشابهه

  1. قبض الريح - قصة قصيرة ، بقلم : د . محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 08:59 PM
  2. قبض الريح - قصة قصيرة ، بقلم : د . محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-03-2008, 09:01 AM
  3. خالد - قصة قصيرة ، بقلم : د . محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-11-2006, 11:34 AM
  4. العريس قصة قصيرة ، بقلم : موشي سميلانسكي - ترجمة : د . محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-09-2006, 11:33 PM
  5. الوحش - قصة قصيرة ، بقلم : محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-07-2006, 04:25 PM