كنت مشدودة الى كلماتك، تنمي بداخلي بذرة أمل، وتسقيها بعناية وحب كبير، وهالني الحنين الساكن في عينيك، والحزن الهادئ الذي يزيدك وقارا وهيبة .
مددت إلي يدك بحب ورجاء، ومضينا معا في طريق طويل، نكتشف سر الحياة. لم تفارقني الابتسامة حينما تسلل إليّ شعور عميق بأننا نقتسم الحزن معا .
ولأول مرة، أحسست معنى أن يغمرك الرضا حتى في لحظات الألم،
أتذكر حينما سألتك عن نعيم الجنة، وأخذت تسرد عليّ الأحاديث النبوية الشريفة والآيات الكريمة، فأثلجت صدري حينما التفت إليّ قائلا : هناك ستكونين بفضل من الله ومنّة، أجمل وأكمل من الحور العين .
أشرق وجهي بنور متلألئ فرحة وابتهاجا، انزاحت عني غيمة حزن داكنة، وأرعدت سمائي مبشرة بهطول مطر غزير، فيه حياة لقلب أتعبه وأضناه الألم .
تمتمت عندها : أيحقق الله رجائي
ابتسمت بحب مجيبا :
ربك كريم، فقط أخلصي في الدعاء وألحّي في الطلب.
تمنيت من كل قلبي أن يستجيب الله دعائي، لأنني أيقنت أني محقة، إذ اخترت إنسانا كله طيبة وجمال وأدب.
كلماتك كانت دوما تنزل على قلبي، كما تتسلل قطرات المطر إلى جوف الأرض العطشى، فتهتز طربا وفرحا بعودة الحياة إليها من جديد،
هو بعث جديد نراه في كل حين، في هبّة نسيم أو إشراقة شمس، نحسّه في كلمة طيبة، تمسح عن القلب همومه وأحزانه، فيتجدد فيه اليقين بأن الله رحمن رحيم .