دجلة يناديني
كرماد بوذي قابع في اعماق النهر المقدس،
كريش طير مجروح على ضفاف النهر المذبوح،
كألم دييمترا عند مجيئ كل ربيع لايحمل عبق طفلتها الوحيدة برسفون،
كأشلاء متناثرة على ضفاف دجلة..دجلة الخير...
قلت لكِ..ارحل انا..ارحل عنك....ارحل الى حيث الريح تسير..وتناديني،
قلتِ:بهمس خافت حزين ممزوج بهدوء كهدوء البحر في اوقات سباته،هل ستذهب اليها..هي..؟
توقف الدم في شراييني،وتاهت في آفاق عينيك روحي،
كأنها ارادت ان تتكلم بلا نطق عن اسرار عميقة..اسرار اعمق من الروح نفسها..والموت..والرحيل.
همست روحي لعينيك..سوف امضي..لدجلة اسمعه يناديني..
جراحاته النازفة اشتاقت لي..وها هي الرياح تحاصرني..
وتنقل لي معها،اهوال اوجاعه،
وكأنه لم يبقى له سوى بقايا اوجاع من قافلة مجهولة،
لاترقد فيها سوى نجمة حزينة في سماء رمادية كاهلة..
سوف امضي الى منفاي،الى حيث الفجيعة ترسم على وجوه الطفولة جراحات العذراء..!
وذكريات اشلاء تناثرت بفعل الاقدار وظلم الالهة...
على الحيطان والشوارع،سوف امضي الى حيث المجهول يلف بذراعيه حول الاقدار،الى حيث صيحات الطفولة التي تتسائل اين الانسانية،من المي،من وجعي،من محنتي...؟
اين هي الانسانية التي تنادي بخفايا الوجود واسراره..؟
اين هي من رمادي المتناثر على ضفاف نهري المذبوح مثلي...؟
أ تراها مثلي اضاعت اقدارها..بين الغيوم...فاختلطت باقدار قد لعنتها الالهة..؟
قاطعني همسك الخفي..اذا لاشيء يردعك..انت عازم على قتلي..؟
جائك الهمس حزينا خافتا..مقهورا..مفجوعا..متألم ا...
سوف امضي..بفجيعتي..وهول المي..وساحمل عينيك معي زادا لطريقي.
18-4-2003