أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 51

الموضوع: الحــريــــة و أنــــا

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي الحــريــــة و أنــــا


    ألحريّة وأنا
    ***
    قصفُ الرَّعدِ يصمُّ اذنَّي.
    وسيوفُ البرقِ الناريَّة,, تقَطِّع كبدَ السماء.
    الرِّياحُ تمرُّ بينَ المنازلِ, والأشجارِ والأزقة ,مسرعةً,, متأوّهةً,,مولولةً,,متقوَّسِ ةَ الظَّهر.
    تمرُّ ,,, بشعرِها الطّويل المجنون المتطاير,
    مادّة ًعنقَها,, ويديها الطويلتين الرفيعتين أمامَها,, بينما عيونها المتوهّجة, تنفثُ شرراً يملأ ُالفضاء.
    إنّها عاصفة!!!
    ***
    ما زلتُ أراقبُها من خلفِ زجاج النافذة
    ***
    صوتُ العواصفِ يشعرُني بالخوفِ الحي !!
    الخوفِ الذي تمنطقُه الحميمية,, والشعورُ بالحياة!
    ***
    بدأت غريزةُ الحرصِ تتشبَّثُ بأطرافِ ثوبي,,, تأمرُني بالتدثُّر بالدفئِ داخلَ منزلي
    وذاتُ الغريزة, تحفِّزُني, وتحرِّضُ إحساسي للإنطلاق
    فالبقاء يقتلني!!!
    ***
    وأخيراً... امتطيتُ ظهرَ الريحِ المجنونة
    وأمسكتُ شعرَها بقوّة,, لتأخذني حيث تشاء.
    ***
    على غيرِ هدَى... وجدْتُ نفسي في شوارعٍ مصقولة ,مليئةٍ بالمصابيحِ المرتعشة
    استشْعرْت أنني في مدينة نيويورك, وأنني ,وجهاً لوجه أمام تمثالِ الحريةِ الرائع
    ***
    نظرتُ إليها,, فهالَني ارتفاعُها!!
    ما زالت واقفةً كما هي تحتَ الأمطار
    الرَّعد يضربُها,, يكادُ يفجِّرها
    والبرقُ يشهرُ سيوفَه في جسدِها
    والرياحُ تعبثُ بها
    ***
    أيتُها العذراء المسكينة,
    العاصفةُ خطيرةٌ هذة المرَّة
    وأنتِ ما زلتِ واقفة كما أنتِ منذُ سنين طويلة
    قلت هذا,, والحزنُ يتدفَّقُ مع كلماتي,, كما يتدفَّقُ المطرُ من أطرافِ ثوبِها

    ***
    أرجوكِ أختاه
    يا أخت اللصدقِ والمحبة ِوالأمانة
    عودي إلى بيتك
    إنَّها ليست أوَّلُ عاصفةٍ تمرُّ بي
    قالت هذا,,, ومن عينيها, تدفّقَ نهران من دمٍ يغلي!!

    ***
    قلتُ بصوتٍ مذعورٍ لايكادُ يخرجُ حتى يخنقة ا لرَّعد,, وتبدِّده الرِّياح
    أيّتها الحريَّةُ الحبيبة
    يا حبيبة روحي وكلّ الأرواح
    لماذا أنتِ حزينةٌ كالثَّكلى؟؟
    لماذا وجهُك شاحبٌ كالموت؟؟
    لماذا السماء ُفوقَك ثائرةٌ غضوب؟؟
    لماذا المحيطاتُ حولَك كالحةٌ... إلاّ بقع من دمٍ يغلي ويصرخ؟
    بالأمس,, كنتِ حلمَ الملايينِ من البشر!
    بالأمس ,, ارتفعت راياتُ الشعوب, واستيقظت أحلامُ الأمم, وصدحت موسيقى الإنعتاق في كلِّ أرجاءِ الأرض !!, يومَ ارتفعَتْ هامتُك العظيمة.

    ***
    فتحَتْ الحريةُ فاهً صخرياً جافاً, يتشققُ مع كلِّ حرفٍ تلفظه, وقالت
    أختاة
    أسكتي أنفاسَ قلبِك المضطرم
    وإحبسي صراخَك في قمْقم
    لملمِي أختاه أحاسيسَك الملتهبة
    فإن من أوقفني ههنا,, وطلب منّي أن أعانقَ الشمسَ
    مات
    أذنُه اليومَ لا تسمعُنا !!
    وعينُه لا ترَانا!!
    /
    وأقصى ما أتمنَّاه اليومَ أنا
    أن يرزقني اللهُ بطائرةٍ جهنميّة
    تخترقُ صدري
    تحوِّلُني غباراً مقدساً
    ترفعهُ الرياحُ إلى النجوم
    تريحُني إلى الأبد,,
    وتخفيني من ذاكرة ِالأيام
    كم أحسدُ الأبراجَ التي ذهبت!!!!
    ***
    أخفيتُ وجهي تحت كفيَّ
    وبصوتٍ حزينٍ يجهشُ بالبكاء ~قلت~

    أيتُها العذراء المسكينة
    بحثتُ عنكِ في منامي سنينَ طويلة
    رمتُ عمري,, أن أستحمَّ بلهيبِ شعلتكِ الأبيضِ الخفَّاق
    حلمتُ عمري,, أن يحترقَ جليدُ الموتِ في صدرِي تحتَ شمسكِ الساطعة
    وعندما التقيتُ بكِ, وجدْتك تحتضرين!
    ما هذا القدر ؟؟؟
    ما هذا القدر؟؟
    ***
    قالت
    مصلوبةٌ أنا كما ترين
    مثل يسوعٍ صلبوني
    ومثل كل ِّالأحرار,, تركوني أذوي وأموت بدون رحمة.
    الأرضُ قاسيةٌ والقلوبُ أقسى
    غابةُ الياسمينِ تحت قدميّ احترقت!
    وملايينُ النجومِ التي كانت تشعُّ في خصلاتِ شعري انطفأت!.
    أنا الآن تمثالٌ من صخرٍ,, يعبدُني الكفرة!!

    ***
    رفعتُ إليها يدَيّ
    وبصوتٍ يشبهُ الرَّعد ويطغى علية~ قلت~
    إنتظري أيتها الحريَّة,,,
    أرجوكِ انتظري ,,وانظري
    ***
    في سماءِ الشرقِ, فجرٌ أزرق يحاولُ الإنبثاق
    وبيوضٌ من نار,, ترقدُ عليها الليالي السود
    ***
    قالت
    أهي حقاً بيوضُ نار ؟؟؟
    أم فحمٌ حجريٌ من الألمِ الملتهب
    ***
    قلتُ بإصرار
    بل هي بيوضُ النار الواعدة
    ***
    حدَّقت الحريَّةُ في السماءِ الشرقيّ لحظات
    ثم اختلجَ جسدُها اختلاجات عنيفة
    ونفضت ذراعَها الأيمن بقوة
    فإذا قطعة من حديدٍ كالح ,,سداسية الأطراف
    تهوي وتتدحر!!!!!ج

    ماسة
    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمه عبد القادر ; 16-07-2011 الساعة 11:37 AM

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم

    هكذا قرأت " الحرية وأنا " للأديبة ماسة

    لقد بهرت بهذه المنسوجة النثرية الراقية , وهذه القوة في التعبيرعن الافكار , منتهى
    الابداع , لقد نجح النص باستخدام المفردات المحسوسة , ذات الوقع العالي , لإنشاء
    لوحة حركية حيّة للعاصفة :

    " قصف الرّعد يصمّ اذنّي r
    وسيوف البرق النارية تقطع كبد السماء
    الرياح تمر بين المنازل, والأشجار والأزقة ,مسرعة متأوهة,مولولة,مقوسّة الظهر
    تمر ... بشعرها الطويل المجنون المتطاير
    مادة عنقها... ويديها الطويلة الرفيعة أمامها بينما عيونها المتوهجة تنفث شرراً يملأ الفضاء
    إنها عاصفة!!!"

    ثم تنتقل الكاتبة بتفوق , لتصوّر الخوف الانساني الغريزي من العاصفة , بإشارات ذات
    دلالات تهيء القارئ , لرحلة لاحقة :

    "صوت العواصف يشعرني بالخوف الحي!
    الخوف الذي تمنطقه الحميمية والشعور بالحياة
    ***
    بدأت غريزة الحرص تتشبث بأطراف ثوبي , تأمرني بالتدثر بالدفئ داخل منزلي
    وذات الغريزة, تحفزني, وتحرض إحساسي للإنطلاق "

    ثم تبدأ الرحلة الفكرية الأدبية , بطريقة سهلة ممتعة , حيث يتداخل فيها الخيال
    بالمحسوسات , بغرض توظيف المحسوس , لايداع الهواجس والخواطر , حينما
    تجعل من الريح المجنونة , سرج حصان اسطوري , موغلة في الغريزية الانسانية ,
    متشبثة بشعر الحصان الاسطوري :

    "وأخيرا... امتطيت ظهر الريح المجنونة
    وأمسكت شعرها بقوّة
    لتأخذني حيث تشاء
    ***
    على غير هدى... وجدت نفسي في شوارع مصقولة مليئة بالمصابيح المرتعشة
    استشعرت أنني في نيويورك, وأنني ,وجه لوجه أمام تمثال الحرية الرائع "

    ثم تروح الكاتبة لتسقط خلجات احاسيسها على تمثال الحرية , وكأنها ترسم حالتها
    الوجدانية , من خلال هذا التمثال المحسوس , في حركة ذكية :

    "نظرت إليها
    وجدتها واقفة كما هي تحت الأمطار
    الرعد يضربها
    يكاد يفجرّها
    والبرق يشهر سيوفه في جسدها
    والرياح تعبث بها
    ***
    أيتها العذراء المسكينة,
    العاصفة خطيرة هذة المرة
    وأنت ما زلت واقفة كما أنت منذ سنين طويلة
    قلت هذا
    والحزن يتدفق مع كلماتي كما بتدفق المطر من أطراف ثوبها "

    وتنتقل الكاتبة خطوة هامة أخرى , في توظيف التمثال الذي بعثته الى الحياة , بجميل
    التصوير , للتعبير عن الفكرة , مخاطبة هذا التمثال بحميمية , معطية اياه صفة الأخت ,
    وتعطي له صورة الرمز , الذي يمثله هذا التمثال , وما يعتري الرمز من احزان وتمزق ,
    وتغرق في تصوير معاناة التمثال (الحرية ) :

    "أرجوك أختاه
    يا أخت الصدق والمحبة والأمانة
    عودي إلى بيتك
    إنها ليست أول عاصفة تمر بي
    قالت هذا
    ومن عينيها, تدفق نهران من دم يغلي!!
    ***
    قلت بصوت مذعور لايكاد يخرج حتى يخنقة ا لرعد
    وتبدده الرياح
    أيتها الحرية الحبيبة
    يا حبيبة روحي وكل الأرواح
    لماذا أنت حزينة كالثكلى؟؟
    لماذا وجهك شاحب كالموت؟؟
    لماذا السماء فوقك ثائرة غضوب؟؟
    لماذا المحيطات حولك كالحة... إلاّ بقع من دم يغلي ويصرخ؟ "

    ثم تذكّر الكاتبة التمثال الرمز ( الحرية ) , بما وجد لاجله , بمضمون مايرمز اليه أصلا :

    "أيتها الحرية الحبيبة
    يا حبيبة روحي وكل الأرواح
    لماذا أنت حزينة كالثكلى؟؟
    لماذا وجهك شاحب كالموت؟؟
    لماذا السماء فوقك ثائرة غضوب؟؟
    لماذا المحيطات حولك كالحة... إلاّ بقع من دم يغلي ويصرخ؟
    بالأمس كنت حلم الملايين من البشر!
    بالأمس .. ارتفعت رايات الشعوب , يوم ارتفعت هامتك العظيمة,
    واستيقظت أحلام الأمم
    وصدحت موسيقى الإنعتاق في كل أرجاء الأرض!!!"

    ثم تنطق الكاتبة الحرية , لتعبّر عن غياب المفكرين الذي آمنوا بالحرية , والذين عملوا
    لأجل الحرية , ومن أقام النصب لها , وكأنهم ماتوا , أو ذهبوا الى غير رجعة :

    "فتحت الحرية فاهً صخرياً جافاً, يتشقق مع كل حرف تلفظه
    وقالت ,أختاة
    أسكتي أنفاس قلبك المضطرم
    وإحبسي صراخك في قمقم
    لملمي أختاه أحاسيسك الملتهبه
    فان من أوقفني ههنا
    وطلب مني أن أعانق الشمس
    مات "

    ثم تستشعر الكاتبة ما يعتري الحرية من هواجس , فتنطقها بما تحس هي من احباط وتوّجس
    وخيبة أمل , حتى لكأن التمثل يتمنى , ان يصيبه ما اصاب برجي مركز التجارة العالمي ,
    لكونهما يشاركان التمثل في الانتماء الى نفس الارض والحضارة :

    وأقصى ما أتمناه اليوم أنا
    أن يرزقني الله بطائرة جهنمية
    تخترق صدري
    تحولني غباراً مقدساً
    ترفعه الرياح إلى النجوم
    تريحني الى الأبد
    وتخفيني من ذاكرة الأيام
    كم أحسد الأبراج التي ذهبت!!!!"

    ثم تعود الكاتبة لتبث الحرية , ما كان يختلج في صدرها , من مشاعر واحاسيس واحلام ,
    من خلال الحرية الرمز , وعندما أمعنت النظر في الحرية , وجدتها تحتضر , بل رأت فيها
    مصلوبة , تستثير الشفقة , وتذكر كيف أن كل الاحرار مثلها , قد ماتوا :

    "أيتها العذراء المسكينة
    بحثت عنك في منامي
    سنين طويلة
    رمت عمري
    أن أستحم بلهيب شعلتك الأبيض الخفاق
    حلمت عمري
    أان يحترق جليد الموت في صدري تحت شمسك الساطعة
    وعندما التقيت بك
    وجدتك تحتضرين
    ما هذا القدر ؟؟؟"
    "مصلوبة أنا كما ترين
    مثل يسوع صلبوني
    ومثل كل الأحرار تركوني أذوي وأموت
    بدون رحمة
    الأرض قاسية والقلوب أقسى
    غابة الياسمين تحت أقدامي احترقت!
    وملايين النجوم التي كانت تشع في خصلات شعري انطفأت!
    أنا الآن تمثال من صخر"

    وفي فكرة لافتة , نجد أن الكاتبة , راحت تستشعر الامل , ومجيء فجر الحرية , من جديد
    من الشرق , ليعوّض موت الحرية في الغرب , فتخاطب الحرية :

    "في سماء الشرق
    فجر أزرق يحاول الإنبثاق
    وبيوضٌ من نار ترقد عليها الليالي السود "

    وتنهي الكاتبة رحلتها الوجدانية , لتؤكد انهيار مفهوم الحرية في الغرب , باسلوب رائع :

    "حدقت الحرية في السماء الشرقي لحظات
    ثم اختلج جسدها اختلاجات عنيفة
    ونفضت ذراعها الأيمن بقوة
    فإذا قطعة من حديد كالح
    سداسية الأطراف
    تهوي وتتدحر!!!!!ج"

    واخيرا , أعود لأقول بأن موضوع " الحرية وأنا " , نص من الطراز الراقي , استخدمت
    فيه لغة راقية , وتمّ بناء هذا النص , بسلوب متميّز , يتسم بالمهارة الأدبية والفكرية , وقد
    وظف النص بشكل غير عادي , ليخدم فكرة سامية , ويقدم رسالة , ويعرب عن أديبة مبدعة .

  3. #3

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : عمّان -- الأردن
    العمر : 38
    المشاركات : 1,119
    المواضيع : 37
    الردود : 1119
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    ماسة...


    مابين اللحظه
    واللحظه

    تزرعين ريح شماليه

    تقتلعينَ الوقت من جذوره

    وتتركينَ للغه حرية
    توقيت
    الحرف وخلوده


    كما أنتَ
    كما أنت

    كونِ بخير

    احترامي

    حمزة الهندي
    حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    أخي العزيز د محمد السمان
    أشكز لك القراءة المتأنية والعميقة( للحرية وأنا)
    وأشكر لك تعليقك الغالي عليها
    ولكن بألم أقولها
    وهو أنك قد أغفلت منها الجزئ الأهم
    وهو الأخير
    الحديد السداسي الأطراف والذي أصبح كالحا صدئاً
    والذي ما زال يطوق عنق الحرية ويخنقها في كل مكان
    والذي لا خلاص لأحد إلا بالخلاص منه
    أشكرك مرة أخرى وكثيراً جداً
    ماسةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    ماسة....
    غياب طويل...وعودة...بنص جعلني اقرأه مرة ومرتين...
    وفي النهاية...
    نعم في النهاية اكتفيت...
    بهذه الاحرف القليلة اليتيمة..
    التي لن تكون شيئا امام روعة ماقرأت..
    تأتي الكلمة هنا حقيقية،مضيئة،خارقة،
    لانها كلمة لا تخرج من الفم،ليست صوتا تصدره الحنجرة..
    بل هي خروج الروح الداخلية..
    اي الداخل الانساني الفردي يكشف نفسه.

    ماسة ...
    اتمناك بخير...

    محبتي لك
    جوتيار

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الكاتبة والمفكرة / الماسة

    توقفت طويلاً أمام هذا النص ثم توقفت أمام قراءة أستاذنا الدكتور السمان

    فقد حملني النص عبر الفكر إلى عالم من الفكر حدوده متناهية وفضاؤه بارق وأرضه عاصفة لتقف الحرية مشدوهة منكسرة .

    هذا النص الأدبي الذي احكمت صياغته وسبك بعناية كأنه درة ماسية ترينا من خلال صفائها حقائق متنامية في سياق سامق بما حواه ، فالكاتبة استطاعت وببراعة أن تنقلنا إلى الخيال ببراعة وحرفية من خلال التطلع عبر النافذة لآثار العاصفة التي تهب غير محددة اتجاهها وبهذا التأمل في المادة تحملنا الكاتبة معها على هذا المخلوق الأسطوري منتقلة بنا عبر الزمان والمكان إلى حيث تمثال الحرية لتجسد لنا حزمة المحسوسات في موقف درامي رائع وحوار يبدأ مدركًا منتهاه وفكر متنامِ وظفت اللغة لصياغته في أسلوب قصصي حواري جميل ليتحول التمثال إلى ذات مدركة معبرة اتخذ سماته من اسمه ومدلوله ـ وإن كان الغرض الأول من إيجاد هذا التمثال مغاير لغرضه الحالي ـ إلا أن الكاتبة استطاعت من خلال توظيف التمثال بشعلته وإنطاقه أن تبث إلينا فكرها وفلسفتها وأوجاعها التي هي أوجاعنا لتجعل من الحرية روحًا تتلبس التمثال لتفضي بأوجاعها وكأن الحرية تنطق نيابة عنا بما نعانيه من الضياع مثبتة أن المعتنق للمدلولات الأصلية للحرية كافر في عصر زوال الحريات ومن وجهة نظري أن الكاتبة تريد أن تناقش فينا الحرية الفردية ... حرية الفرد . هذه الحرية التي تنبني عليها الحرية العامة بمدلولها الواسع .

    تتحول الكاتبة بنا ناحية فكرة رائعة . إنها دعوى الغرب بأنه مقر الحريات ويأتي هذا من خلال التمثال الذي جعله الغرب شعارًا لزعمه أو لما كان أملاً لتصفع الكاتبة الغرب لأنه أضاع معتقداته وأن الحرية انهارت هناك وأنها تواجه من المعاناة ما لم تعانيه من قبل ، وتأتي الصور التي استخدمتها الكاتبة ببراعة لتخدم النقلات الفكرية وترسخ رأيها فالحرية مصلوبة كصلب يسوع ، تأتي الكاتبة بالصفعة من نفس معين المعتقد الغربي الزاعم باعتناق مبادئ الحرية ، وفي التفاتة بارعة تتجه بنا الكاتبة نحو الشرق الذي يفترض أن تنبع منه الحرية في الزمن الآتي لتلقي بالنجمة السداسية لتجعلنا أمام الإشكالية الصهيونية وكأنها القيد الأعظم الذي وضعه الغرب في أعناق الشرق لتبقى الحرية مصلوبة ما بين الشرق والغرب لا تجد لها وطنًا ... لتبقى تلاطمها الريح ويضربها البرق كاشفًا عن وجودها لمحًا لا يقينًا .

    وفي النهاية :

    هذا النص ( الحرية وأنا ) نظم بمهارة وسبك بعناية وأتى كلبنة أدبية متميزة حوت من أساليب الجمال والدقة والإقناع ما يمنحها السبق والتميز .

    مأمون المغازي

  8. #8
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    [CENTER]
    عزيزي الفاضل جوتيار تمر
    أشكر لك سؤالك عنّا ,, وذلك بالبريد.
    رسالة قرأتها مؤخرا
    أتمنى لك دوام الصحة والراحة وهدوء البال
    كما أشكر لك مرورك الكريم على نصنّا( الحرية وأنا)
    وتعليعك العزيز علية
    وأرجو أن تعذروني على الغياب, وعدم الفعالية
    فمسؤولياتي كثيرة ووقتي ضيق
    وتظل واحتكم العزيزة هي المتنزة الأجمل لدي,
    وأنتم الأصدقاء الأعز دائماٌنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ماسة

  9. #9
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    عزيزي الفاضل
    الأستاذ مأمون المغازي
    أشكر لك مرورك على صفحتنا المتواضعة
    كما أشكر لك اهتماك وتعليقك على نصنا( ألحرية وانا)
    وأربد أن أحيطكم علماٌ, أن القيود الصهيونية, شغالة وفعالة في الغرب, وفي أمريكا تحديداٌ, كما في الشرق تماما!
    دمتم بالف خير
    ماسةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    مابين كذبة الحرية وحرية الكذب
    ينتصب التمثال وعلى وجهه مسحة عار أسود...أسجل إعجابي وتقديري ، دمت بخير
    .

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أنــــا الجحيـــــــمُ الذي يحبّكِ
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-05-2006, 12:56 AM
  2. أنــــا وكلمتــــي الأخيرة !
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 31-12-2005, 05:31 PM
  3. مـــن أنــــا
    بواسطة غادة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-06-2003, 07:46 PM
  4. & هــذا أنــــا &
    بواسطة وحـيـد الـلـيـل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-05-2003, 02:07 PM
  5. من أنــــا ( مصافحة جديده)
    بواسطة دموووع في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-05-2003, 09:13 PM