طِفلٌ وحُلُم
جلسَ الطفلُ تحت النافذة مُتكِأً و الستائر ما عادت تلبثُ مكانها بسبب الريح ولتحطمِ بعضَ زجاجهِ.
نهضَ و أزاحَ عن ناظريهِ الستائر و ألقاهما نحو أفق السماء والنجوم كحبات لؤلؤٍ منثور.
همس لنفسهِ بأمنية الغد بما أوحت له الريح.
سأصنع طيارتي غداً ستُحلِقُ في أعالي السماء غداً و غداً سأعلق بجناحيها كل الأماني كي تعلو كشموخ الجبال الراسيات
وقبل أن يَغشيَه النُعاس أتم صُنعَها، وخلدَ لنومهِ وفي ذراعيهِ من يحب وبدت نفسهُ تنعمُ بالأحلام السعيدة..
لكنها لم تدم طويلاً لأنهم قُبيل الفجر أحرقوا كل شيءٍ، ورحلوا تاركين أحلامه تصبح رماداً؛ فراح يحوم وينتحبُ حول حلمهِ حينما كان في أمسه حائماً كالطير حولهُ؛ هم احرقوا طيارتي هم احرقوني وقتلوا تلكَ الأماني السابحة هم أحرقوا كلَ شيء؛ أحرقهم الله وقطع أوصالهم وشتت شملهم احرقهم الله؛ احرقهم الله ..
تأليف
قصي النوري