رسالة إلى أمي
الرسالة الأولى : .
من الإستشهادي القسامي البطل : . حامد فالح أبوحجلة ( رحمه الله )
من رسائل الإستشهاديين و الشهداء ووصاياهم التي تركوها أثرا لهم يدل عليهم في كلمات يودعون بها أمهاتهم و آبائهم و إخوانهم و من أحبوهم من صحبهم و أبناء شعبهم
ومن هذه ننتقي كلماتهم ووصاياهم إلى أمهاتهم لنستعرض حبين في قلب كل واحد منهم
حب الله عز وجل وحب الأم التي ربت و أعدت ولكن يقولن أن : .
اجمل الأمهات التي انتظرت ابنها؟
أجمل الأمهات التي انتظرتُه
وعاد مستشهداً
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنـزوِ في ثياب الحداد
* * *
أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد
أجمل الأمهات التي عينها لا تنام
تظل تراقب نجماً يحوم على جثة بالْظلام
لن نتراجع عن دمه المتقدم في الأرض
لن نتراجع عن حبنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً
نحو صيف الحقول...
صامدون هنا... صامدون هنا
قرب هذا الدمار العظيم
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير...
صامدون هنا... صامدون هُنا
باتجاه الجدار الأخير
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير
صامدون هنا... صامدون هنا
* * *
نعم و أجمل الأمهات إذا أعددتهن كثيرات فكل أم أودعت شبلا مع دماء إنهن يسكن في فلسطين المحتلة .. إن كل أم منهن خنساء هذا الزمان ..
تحتل الأم مكانة واسعة في القلب الذي يخفق نبضا بحبها تلك المكانة التي أهداها إياها الله عز وجل لعظيم دورها وعطائها في الحياة و في حالة الشهداء يكون لها عظيم التكريم يوم القيامة من ابنها الشهيد حيث يلبسها تاج الوقار يوم القيامة و هنا في هذا المقال نستعرض ما كتبه الشهداء لأمهاتهم في رسائل ووصايا الوداع التي خطوها و إنطلقوا إلى ميدان الجهاد والاستشهاد ليلقوا الله شهداء في سبيله
ولقاءنا الأول مع الإستشهادي البطل حامد أبو حجلة بن نابلس البطلة جبل النار عاصمة كتائب القسام المدينة التي خرجت القادة الأبطال و مهندسي المتفجرات الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام الغزاة بعملياتهم الإستشهادية التي صنعوا بها نظرية وواقع توازن الرعب مع المحتل المجرم القاتل
ولد الشهيد حامد أبو حجلة في نابلس بتاريخ 24/7/1977 ، تلقى علومه الابتدائية في مدارس نابلس وأنهى الدراسة الثانوية العامة الفرع العلمي بالمدرسة الثانوية الإسلامية بنابلس ، توفي والده عام 1992وهو الصيدلي فالح أبو حجلة وكان نقيب الصيادلة بنابلس و نائب نقيب الصيادلة في الضفة
الشهيد هو الابن الخامس في ترتيبه بين إخوانه له أربعة اخوة وشقيقة واحدة
تعود جذور عائلته لبلدة دير إستيا جنوب غرب سلفيت وعائلته معروفة ولها مكانة رفيعة وسط الأهالي .
بعد إتمام الشهيد دراسته الثانوية التحق بجامعة النجاح قسم الهندسة المعمارية وكان أحد ابرز نشيطي الكتلة الإسلامية الأمر الذي أهله للفوز بعضوية مجلس الطلاب بالجامعة والذي تقوده الكتلة الإسلامية للعام 99-2000 وكذلك كان أميرا ومسئولا عن شباب الكتلة الإسلامية في كلية الهندسة
والشهيد حامد اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني إلا انه كان رمزا للصمود والثبات وعدم الإدلاء بأي معلومات عن أعماله وتحركاته وكان يفرج عنه في كل مرة بعد قضاء فترة في التحقيق يصفه زملاءه بأنه هادئ جدا صاحب البسمة الدائمة،
كان الشهيد حامد بارعا في أداء اللقطات التمثيلية والمسرحية المقلدة لجنود الاحتلال الذين يتعرضون للمواطنين الفلسطينيين بالضرب والتعذيب في السجون وعلى الحواجز الصهيونية .
انطلق حامد أبو حجلة ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وبتاريخ 1/1/2001 وهو يحمل معه عدة كيلو جرامات من مادة تي . أن . تي من منزله الكائن في حي الجبل الشمالي في مدينة نابلس إلى حيث هدفه المنشود وفور وصوله مدينة نتانيا في الوقت المناسب دوى صوت الانفجار الذي أعلن عنه الشهيد حامد الانفجار الذي هز أركان دولة العدو الصهيوني حيث أوقع ما يزيد عن أربعة وخمسين صهيونيا بين قتيل وجريح في حين ارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان استشهاد حامد أبو حجلة بمثابة تجديد للعهد والبيعة على مواصلة طريق الشهداء طريق الجهاد بالأرواح والأموال رخيصة في سبيل الله تعالى وفي سبيل تحرير كافة المقدسات الإسلامية .
ترك الشهيد وصيته التي كتب فيها : .
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون، وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن فمن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ).
الحمد الله رب العالمين، ناصر المجاهدين ومذل اليهود الملاعين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد المجاهدين، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وجاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد:
أهلي الأحبة ..
بشراكم ها أنا قد حققت أمنيتي وأقبلت على الشهادة في سبيل الله بعزيمة المجاهدين ورحلت عن هذه الدنيا الفانية مسرعاً إلى الدار الباقية الخالدة في جنات النعيم، لألقى المصطفى صلى الله عليه وسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولتعلموا يا أهلي بأني لم أترككم ضيقاً ولا وحشة منكم، ولكن الشهادة نادتني بعد أن تمنيتها منذ حين .
كيف لا ألبي هذا النداء وقد جاءني في رمضان الخير شهر الجهاد والاستشهاد والأجر والثواب العظيم.
أمي الغالية: إن رضا رب العالمين عليّ مرهون برضاك، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكتمل أمنيتي دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً مجاهداً في سبيله وإعلاء كلمته أولاً، وثأراً لدماء شهداء فلسطين ولا تبكي عليّ وزغردي فهذا عرس ابنك الشهيد . إخواني الأحبة:
كونوا عوناً لأمكم وكونوا من الصابرين المحتسبين، واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض ولتسامحوني إن كنت قد أخطأت في حق أحدكم ، ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين.
أختي العزيزة: اقبلي ما طلبته منك قبل أن أغادركم بأيام قليلة إرضاءً لوجه الله الكريم وكوني بجانب أمك، ولتكوني من أخوات عائشة والخنساء .
يا أبناء عائلتي الكرام:
سامحوني جميعاً، فأنا إن قصّرت معكم في الدنيا، فلن أكون من المقصرين معكم يوم القيامة بإذن الله تعالى. فأبشروا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الشهيد يُشفّع في سبعين من أهله، وأسأل الله لكم الهداية والصلاح .
وصيتي:
وصيتي لكم يا أهلي بأن لا ينوح أحدٌ في زفتي للجنة ، بل وزعوا التمر وزغردوا في عرس الشهادة .
وختاماً أقول لكم إلى اللقاء قريباً بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
************** ابنكم وأخوكم الشهيد الحي حامد فالح أبو حجلة
ومضى شهيدنا البطل إلى جنة الخلد حيث كان يهفوا قلبه
هناك حيث الجلوس مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
رحمك الله ياشهيدنا المقدام و أنت تغادر دنيانا ولسان حالك يقول لنا : .
لا لا تقولوا وداعا
بل قولوا إلى اللقاء
إن لم يكن فوق الثرى
فبجنة رب السماء
سامحناك يا حبيب فقد أحسنت الحياة و أنت بيننا موجود
و أحسنت الغياب شهيد
لن نبكيك بل سنفتخر أنك أهديتنا شرفا في الدنيا وفخارا في السماء أننا أهل شهيد
و إلى اللقاء أحبتي وإخواني في لقاء جديد مع بطل مجاهد آخر زف إلى الجنان شهيد