|
لا تحزن |
عزيـزٌ دمـعُ إخـواني عَلَـيَّ |
ولاتحـزنْ فإنّ الحـزنَ ولـَّى |
وأدبـرَ فـي متـاهـاتٍ قصيـّهْ |
أنَا في الخلـدِ أسرحُ في رُبَاهـَا |
وأمـرحُ بـيـنَ أفـنـانٍ نَدِيـهْ |
تَرَى الوِلْدَانَ مِنْ حَوْلِـَي سُـعَاةً |
وكمْ زُفّتْ إلى قصـري صـبيـّهْ |
وأنهـاراً منَ العسـلِ المصفـَّى |
وفـاكهـةً وأصـنافـاً شـهيَّـهْ |
وكـأساً مِنْ معيـنٍ كمْ شربنـَا |
ومـنْ خمـرٍ مـعتقـةٍ نقـيـّهْ |
وكمْ أَهْدَى لنـا الرحمـنُ فيهـا |
نعيمـاً والرّضَـى أغلـى هديـَّهْ |
فَسِرْ ياصاحبِي فالركبُ يمضـي |
إلـى فَـوْزٍ وجـنـاتٍ عَـلِيـّهْ |
لِبـَاسُ الخالديـنَ بهـا حريـرٌ |
وأثـوابُ النعيـمِ السُّـنْدُسـيَّـهْ |
تَقـَدّمْ يـاأُخَـيَّ ولاتـبـالـِي |
تقـدمْ فالجهـادُ هـو القضـيـَّهْ |
فإنـي قدْ وجدتُ الموتَ شَهْـداً |
وفي الرحمـنِ ما أحلـى المَنِيـّهْ |
تَقَـدّمْ ياسَمِـيَّ وكـنْ عَجُـولاً |
فكمْ لاقـَى السَّـمِيُّ بهـا سَمِيـَّهْ |
نسيتُ- وربِنَا –سهـرَ الليالـي |
ومُـرَّ العيـشِ والدنْيـَا الدَّنِيـّهْ |
وأيـامـاً حـوادثُـهـَا جِسـَامٌ |
وسـاعـاتٍ ثـوانِيهـا عَصِيـَّهْ |
هنَا نلقَـى النعيمَ جـوارَ ربـّي |
ونَلْقَـى أحـمدَ الـهـادي نبيـَّهْ |
يعانقنـي الأحبـةُ منْ حمـاسٍ |
وحـولـي كـلُّ ذي نَفـْسٍ أَبِيـَّهْ |
ومَنْ للـه قـدْ سـارتْ خُطـَاهُ |
وثـارتْ فيـهِ للـديـنِ الحَمِيـَّهْ |
ومَنْ أَهْـدَى لهُ الرحمـنُ قلْبـاً |
ونَفْسـاً كالسَّنـَا العالـِي زَكِيـَّهْ |
هنَا ياصـاحِبـِي أسْمـَى نَعِيـمٍ |
تَـرَى نَفْسَ الجـَزُوعِ بِهِ رَضِيـَّه |
ترى الدنيَـا وزخرفَهـا حطامـاً |
وبـؤْسـاً لاتَطِيـبُ بـهِ سَجِيـَّهْ |
فكمْ عـاشَ الملـوكُ بها حيـاة ً |
بـِرَغْمِ هنـائِـهِمْ كـانتْ شقِيَّـهْ |
فكنْ كالـراكب ِالماضـِي لِعُرْسٍ |
لـهُ الدنيـَا وصـهوتُهـا مَطِيـَّهْ |
تأَبَّـطْ حبـلَ ربـِّكَ والْتـَزِمـْهُ |
فإنَّ اللــــه لا يَنْسـَى وَلِيـَّهْ |
وَقـَدْ تأتي السعـادةُ من شقـاءٍ |
وقـدْ تـأتيــكَ بالخيـرِ البليـَّهْ |
بـودِّي أنْ أعـودَ وأنْ ترانـِي |
أزلـزلُ فـي الكتيبـةِ والسَّرِيـَّهْ |
فتجـري منْ لَدُنَّـا ريـحُ حَـرْبٍ |
بأمـرِ اللــهِ عـاتيـةً قَـويَّـهْ |
بعـزمِ كتـائبِ القسّـامِ نمْضـِي |
ندكُّ الغـاصـبيـنَ بــلا رَوِيـَّهْ |
ونبْنِـي عـزةَ الإسـلامِ مجـداً |
ولانُبْقِـي لِـمَنْ كفــرُوا بَقِيـَّهْ |
ألاَ بَلِّـغْ سـلامِـي كـلَّ زِنـْدٍ |
لنصـرِ اللــــهِ هَزَّ البُنْدُقِيـَّهْ |
وشيـخَ الثـائريـنَ وكـلَّ كَفٍّ |
تعـالتْ منْ سـواعِدِنـَا الفَتِيـَّهْ |
وللرنتيـسِ شَـوْقٌ منْ محـبٍ |
وللـزَّهـَّارِ مـنْ قلبـِي تَحِيـَّهْ |
لدمعكَ ياأَخِـي في القلبِ وقـعٌ |
يثيـرُ لـواعـجَ النَّفْسِ الشجيّـَهْ |
فـلا تحـزنْ وقلْ للنـّاسِ إِنـِّي |
بِقُـرْبِ مـحمدٍ خيـرِ البـريـَّهْ |
وداعـاً يـاأَخِـي وإلـى لقَـاءٍ |
بجنـاتِ العُـلا الخُضْـرِ البَهِيَّـهْ |
فكفكفْ دمْعَكَ الجـاري وَعِدْنـِي |
بـأَنْ تَرْعـَى بِهِمَّتِكَ الـوَصِيـَّهْ |
فَمَا في الأرضِ بعدَ الديـنِ شيءٌ |
بأغْلـَى منْ دمـوعِكَ يـاهَنِيـَّهْ |