|
قطرةٌ من ندى ..وساغت شرابا |
أنهلت مهجتي لحونـاً عِذابا ! |
أشرقت فِتنةً وصـدّت حيـاءً |
وَدَنَت وردةً فَـزِدتُ اقترابـا! |
وعيونٌ ترمي السهام وتُغضـي |
وخدودٌ تشعُّ تضـوي النقابـا |
وكلامٌ كأنـهُ السحـرُ همسـاً |
وزلالٌ يفيـضُ طـلاًّ رضابـا |
أثملتنـي بعطرهـا وأفـاضـت |
من حديثِ العيونِ سحراً مُذابا ! |
ويكأني بنفحةِ المسـكِ عطـراً |
أهي من جنسنا أكانت ترابـا!؟ |
أي فجرٍ أتى بهـا لسـتُ أدري |
ويكـأنّي بلغتُ فيهِ السحابا |
كِدتُ لولا تورّعـي أن أُمنـي |
لهفةَ الشوقِ أن تزيـلَ الحجابـا |
كدتُ لولا عيــون مَن رافقتها |
أرتـوي الثـغرَ منهلاً مستطابا |
كِدتُ لولا العيون أن أنهلَ المـو |
ردَ العذب أرتويـهِ شرابـا |
وأشارت بكفِّــها هل تـمنّـي |
نفسَكَ القطرَ إن رأيتَ السرابا! |
أسـرابٌ ذاكَ الذي أسَرَ الـلبْـ |
(ب) وقـد خِلـتهُ جـبالاً ..عبــابا |
ونقلتُ الحديثَ للبـوحِ شعـراً |
ثم مالت وقد فتحـتُ الكتابـا |
وأصاخت للشعرِ من صدقِ بوحي |
ثم ودّعـتُها وقد عَلِمتُ الجـوابـا |
وترحّلتُ أحملُ الشـوقَ جمـراً |
وتوارت وحسنهـا مـا تخابـى |
آهِ ما أجمـلَ الحيـاةَ وأحلـى |
روضةَ الحسنِ إن صَحِبتَ الكعابا |
فعساها تصغي لهمـسِ فـؤادي |
وتداوي الجراحَ .. تُحيـي المصابـا |