سَبْقٌ صَحَفِيٌّ

سَبْقٌ صَحَفِيٌّ
... ثم أكب على الورقة يخط تفاصيل الحدث الجديد، الذي انفرد بمعرفة خبره دون غيره، والشوق يشده ويجذبه إلى رؤية تلك التفاصيل منشورة في يومها قبل الغد، وقد شغلت قلب الصفحة الثالثة من الصحيفة، بينما تم التمهيد لها بتقديم وجيز، وأثبتت الإشارة إليها بعنوان طويل عريض مصحوب بإحالة على الصفحة الأولى ...
فما إن فرغ من الكتابة حتى شرع يقرأ على نفسه ما كتب بصوت مسموع إلى أن ختمه بقوله: ... وما يزال البحث جاريا على قدم وساق عن مدبر ومرتكب هذه الجريمة الشنعاء ...
تم له ما أراد قبل أن يشهد الليل منتصفه، حتى إذا أفاق الصبح واستيقظ قراء الصحف المواظبين على قراءتها، صادفت الأبصار أثناء تجوالها ما بين العناوين البارزة خبر الحدث مختزلا في عبارة مشوقة وباعثة على إذكاء شعلة الفضول لدى القارئ، قد سخر صاحبها منتهى فطنته وحدسه وتركيزه من أجل صياغتها ...
جَريمَة أغرَبُ مِنَ الخَيَالِ
تلك كانت عبارة العنوان الذي أغرى كثيرا من القراء بالتهافت على الصحيفة، وقراءة تفاصيل الحدث بنهم شديد منقطع النظير، إذ لم يمكن كل منهم عينيه من مغادرة الصفحة الثالثة، أو سمح لهما بالميل عنها ذات اليمين أو ذات الشمال، قبل أن يبلغ بهما آخر حرف من كلمة الخبر الأخيرة ...
فتنته بدوره عبارة العنوان، وهي تتوسط الصفحة الأولى، منسابة بحروف حمراء تنزف دما قانيا، وتبعث شيئا من التقزز في أعين الناظرين، بقدر ما تقذف برعب خفي في قلوبهم، وما يشبه الدمع يتقاطر على العنوان غزيرا من فوق، يوحي بالحزن والأسى والألم، ثم إنه وجد نفسه منجذبا بقوة إلى قراءة تفاصيل الحدث من جديد، ومحاولة ارتداء أحوال القراء، وهم يبعثون الحياة بتخيلهم في ما يقرأون من مجريات الحدث ...
عندما أتم قراءة ما تولى كتابته بنفسه قبل التوجه به إلى مقر الصحيفة ونشره، إبتسم وتساءل قائلا: ترى كيف ستكون حال القراء إذا علموا أني من ارتكب تلك الجريمة النكراء؟...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

دكتــــــــور....

كأني به من يقتل القتيل ويمشي في جنازته على حد القول هذا ، النص موحي جدا ، يحمل في مضامينه كما هائلا من التصورات التي لايمكن ان تقف عند حاجز الزمكانية ، بل وكأني بها تمتد طوليا الى العمق الوجودي الانساني ، لكنها تتخذ في الصورة الحالية مظهر الصحافة والحصفي كمدخل لابراز الحالة هذه ، دائما تجعل الواقع يقترن بصور هي قريبة من ذهن المتلقي مما يشكل رؤية انفتاحية عامة لديه ويسهل عليه التقريب والمقارنة فيخرج بافكار تتسم بالديناميكية.

دم بخير
محبتي
جوتيار

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
جوتيار تمر
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك مجددا من أخيك أبي شامة المغربي شذى الشكر على جود اهتمامك بما نثرت من كلمات في ظلال هذه الدوحة السامقة المورقة بكل حرف عربي أصيل مزهر، ولك شدو التقدير على ما تألق من حروفك وأشرق منها في سماء هذه الواحة القصصية السنية البهية، والله أسأل أن ينفعنا وينفع غيرنا بما نخط باليمين من كلمات ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

أخي الدكتور عبد الفتّاح ..

ثم أكب على الورقة يخط تفاصيل الحدث الجديد، الذي انفرد بمعرفة خبره دون غيره

تلميحٌ مُبكّر ( يُشبهُ التّصريح )
لكنّه لا يُثمرُ شيئاً في النّفوس لأنّ الشّخصيّة لم تتكوّن بعد في روع القارئ .

ثم إنه وجد نفسه منجذبا بقوة إلى قراءة تفاصيل الحدث من جديد، ومحاولة ارتداء أحوال القراء، وهم يبعثون الحياة بتخيلهم في ما يقرأون من مجريات الحدث

وهُنا إصابة لفِطرة العاكفين على الكتابة ، أو رُبّما هي سُوسة ، لم يسلم منها حتّى هذا السّفاح ، الصّحفيّ .
استمتعتُ بقراءتها
مودّتي وتقديري

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
عمّار حجّاج
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك عبير الشكر الجزيل من أخيك أبي شامة المغربي على كرم احتفالك بما نثرت من كلمات في رحاب هذه الواحة القصصية المزهرة بكل حرف عربي أصيل، والمورقة بكل معنى جميل، ولك عطر التقدير الجليل على ما أشرق وحلق من كلماتك في سماء هذه الجزيرة المتألقة بما سما فيها من ضياء وعلا من سناء وبهاء، والله أسأل أن يرزقنا علما نافعا، وقلبا خاشعا، ولسانا رطبا بذكره جل وعلا جامعا ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

هناك اعلاميون كثر يصنعون الأخبار التي يحررونها
وهذا من أبشع أشكال الاعلام
رأيناه في قناة الجزيرة في اخبارها عن سوريا كثيرا
وأصبح مكشوفا تماما

شكرا لك أخي

بوركت

لم تعد للإعلام مصداقيّة، ولا بقيت الأمانة هي الشّعار ... اختلطت الأمور وتغيّرت المفاهيم
بوركت
تقديري وتحيّتي

تورط الإعلام في صناعة الخبر لتحقيق السبق الصحفي ليس بدعا ولا هو بالنادر، خصوصا بعدما تشكلت القنوات الإعلامية الجديدة بتمويلها الضخم وولاءاته الصهيونية المعروفة ومنابرها القوية المتقدمة وأجهزتها وطواقمها العالية التاهيل حتى في صناعة الخبر والتنسيق مع صنّاعه

قصّة سلطت ضوءها -برغم تضييق المشهد- على أحد أهم معالم الصورة الحالية للواقع السياسي في المنطقة والعالم

دمت بخير

تحاياي

هناك اعلاميون كثر يصنعون الأخبار التي يحررونها
وهذا من أبشع أشكال الاعلام
رأيناه في قناة الجزيرة في اخبارها عن سوريا كثيرا
وأصبح مكشوفا تماما

شكرا لك أخي

بوركت

رد أعجبني ولا تعليق بعده .