المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول
في خوالي سنوات جمر حياتي..
ودعتني اللذة أو ودعتها..وأغرقتني المتعة في خصوماتها..وتوارت البسمة وراء ألف حجاب..
وانقلبت الموازين؛وهامت النفس في عتمة الدائرة المغلقة ..لامفر..أنا الذي كنت من كنت..
اقتراحاتي ..قرارات..
آرائي..مراسيم..
الدنيا خاضعة ؛منحنية..مجرد أماني الصباح ؛أعيش منتهيات أبعادها في المساء..
فطمتني أغلال الزمن ..وأوصِدَتِ الأبواب..وكتمت النفس أنفاسها..وهاتف يهتف بي..
ـ شمر..وجُدِ السير ؛أثناء قطع حياض الشوك..
العزيمة حاضرة ..والبديهة ناظرة..
يحفني فقر الدنيابسياج من حديد..وأُزْلِفْتُ وراء القضبان..
ضاق ..وتكدر العيش..وأهلا بسعة فيض الأخلاق..
..وتهاوت كل جدران مملكتي من حولي..مقاريض تبري جسدي..كل يوم أنثر قطعة من لحمي..تتبخر قطرات من وعاء دمي..وانطفأت الشموع على مد البصر..إلا شعلة العقل المضطرمة؛وما تكرم به على مضغة القلب..
لكن بقرتي السوداء تسللت عبر لون الليل..إلى حيث لايراها غيري..
خلقت لي ..وخلقت لها..
كانت مغرقة في السواد..لكن حليبها الناصع البياض..كرم لامتناهي..
كلما رضعت جانبا؛امتلأت جوانب أخري ..
وراحت وجبتي في حالك الظلمات ؛كلها حليب..
وشعرت بهذا الحليب كل يوم يتماهى يوميا في عروقي..ورحت ـ تدريجيا ـ أنتعش..
وأيقنت أنه مُطَعم بمضادات الجراثيم السامة..القاتلة ..كل مرة يفتك بواحدة ..وتقوى صحة حياتي..
وانطلق من إبادة جراثيم التنويم ..وانتشل الخبائث من مجرى دمي..ووجدتَني عفويا استيقظ..كل هزيع من ثلث أخير الليل..وياللسَحَر..صفاء ألجمت دونه كل الأوصاف..أناقة ..حياة ..أتمناها أبدية..
وراح الصدأينزاح متطايرا من نفسي..شضايا متناثرة..مصفدة؛ تصطف أمام مرمى نفايات الدنيا..هناك حيث مكانها..
وتوالت الرذائل تنتظر دورهافي مصفاة غربالي..
فالصلة الدائمة ..ماهي إلا منه ..إليه..
خلقت حرا ..مؤتمنا..
فلأتضــوع حــباعلى العالم..
...والكلمة الطيبة ..صدقة ..
حين تنفتح اللغة على المجاز ، تظهر جيدا أناقة الحروف ، وأنوثة الكلمات ، بل سحر المعاني ، بل عمق الأفكار واتساع الرؤى.
حين قرأتُ هذا النص ، شدتني إليه عدة أشياء ، أو بالأحرى فتح نحوي أبوابه/أحضانه ، وأخذ ويتمايل بي شمالا ويمينا ، بل بعد لحظات فقط ، حلق بي في أعلى سماوات الكتابة ، بل إنه بصدق أعطاني جناحين ، وعلمني كيفية الطيران ، أو بتعبير آخر حوّلني إلى طائر يهفو معربدا في أفق الكلمة الطيبة الطاهرة.
الأستاذ معروف..
لا نزال نقرأ لك ، فتتهاوى الأحزان ، وتندمل الجراح ، وتلبسنا حروفك بردة الصفاء ..
أشكرك على الإبداع/التحليق ،
أشكرك على البردة/الطهارة.
أشكرك على كل شيء/المحبة