عالم الأحلام ..
عالم مذهل بكل المقاييس ، تتغير فيه التضاريس والأحداث والتواريخ عن أرض الواقع ، لكن له الغلبة عندما يكون جسدك مسجى على السرير دون حراك بينما ينطلق عقلك محلقاً في السماء ، حيث يبدع عقلك الباطن في صنع القصص والحكايات ليمتعك /يرهقك/ يخيفك ..
فان كانت الأحلام من صنع العقل الباطن كما أفترض ، أو من صنع الشياطين كما يقول البعض ، فلماذا يستميت العقل الباطن/أو الشيطان .. في محاولة اثبات أن كذبة معينة هي أمر واقع لا جدال فيه ..
فان حلمت أن جارتكم فتحية هي أمك ، فانك ستجد أن كل من في الحارة يؤيد ذلك ، بل ويستغرب استغرابك لهذه الحقيقة ، ألا تعرف أمك .. ولسوف تشعر بالحرج الشديد ان حاولت انكار ذلك ..
في حلمي الذي استقيظت منه قبل دقائق ، قابلت خليل ، الذي هو ابراهيم ، والذي يصر على أنه ليس الا خليل ..
شاب أعرفه بأرض الواقع باسم " ابراهيم " شاهدته يجلس في مكتبي في العمل ، فقلت له أهلاً ابراهيم ، فقال لي معاتباً ، أنا خليل ..وقد شعرت أنه محرج ..
نهضت من النوم مفيقاً من الحلم وقلت مخاطباً نفسي " أي حلم هذا الذي أصبح ابراهيم خليلاً "
ثم نمت ، فاذا بابراهيم في المكتب مرة أخرى ، تغيرت ملامحه قليلاً لتقترب من ملامح خليل المزعوم ، فأصبح له لحية شقراء على عكس مقابلتي له أول مرة ..
قلت له في اصرار : أهلا ابراهيم ..
فقال لي : ما بالك .. أنا خليل ، ثم نظر لي نظرة عتاب عميقة ، وكذا نظر لي كل زملائي في المكتب ، فكيف لا أعرف صديق الطفولة الذي درس معي منذ الابتدائية ..
فقلت مبررا وقد شعرت أنا بالحرج ..:
: أهلاً يا صديقي .. ألا تعلم ، وتعلمون يا رفاق بأنني لم أقابله منذ عشر سنوات كاملة ..
وهكذا ، فان عقلي الباطن ساق لي شهود زور ، فقط ليحرجني ، ويثبت لي صدق معلومة خاطئة قدمها لي بأول مرة ..
اعذروني على ثرثرتي الغريبة ..
ولكني أحببت أن أشارككم استغرابي وحسب
سامحوني وتحملوني ..