عندما تصبح زيادة الأدب( قلة أدب)
على واحدة من الفضائيات العربية المشهورة, طلع علينا متشدق مهذب,يتعاطى اللغو, و يفرط في تعاطي التهذيب,ويزين لك الباطل بشكل يشعرك أنه الحق
يؤمن بالمهنية وأداب السلوك المهني إلى آخر شفة من الكأس.. وأفرط صاحبنا في الشراب عفوا في التهذيب لدرجة جعل من الصحفي البطل منتظر الزيدي خارجا عن اللباقة والقانون لأنه لم يحترم مهنته فرفع الحذاء بيد كان يتوجب عليها أن ترفع القلم...أي نوع من قراد الخيل أنت أيها المتشد ق بالتهذيب والأدب..
وزادنا من الشعر بيتا عندما طفق يتفوه ويتحدث عن أدب الضيافةوالكرم العربي الذين تخلى عنهما منتظر الزيدي أمام ضيف الشرف فوق العادة جورج بوش ذلك المدمن على حروب الإبادة وشرب النفط العربي حد الثمالة ودمنا المسفوح المراق لا يذكره إلا بحمرة النبيذ أو بدلة الدلوعة كونداليزا.
صاحبناهذا المتعاطي للتهذيب و المرهف الحس شعر بالإهانة من منتظرالزيدي بل وبالخزي والعار فمنتظر هذا لم يقدر لبوش قتله الملايين العربية وتشريده لأضعافها و انتهاكه لأعراض نسائها بل كان عليه(أي الزيدي) أن ينحني أمام مثل هذا المتعاطي لدمنا العربي وهو خاشع جاث لحيوان دمر أمة بكاملها بل كان عليه أن يخلع نعليه وكأنه في الوادي المقدس... وما فعله منتظر لا يتوافق مع مقام الضيف أبن الأجاويد الأمريكان.. ولا مع قدسية بيته الأبيض الفاسد أو وديان الدم العربي الذي سفكه...(أه يامهذب إنت يا مسليني.....)
للوهلة الأولى خلت أن الرجل المتكلم هو أحمق أخرق لكن الألقاب التي عددها المذيع مقدم الحلقة عكست اتجاه التفكير عندي لبرهة من الزمن...إلى حين اكتشفت في الوهلة الثانية ان الأستاذ الضيف مشبع بالخياتة( من قمة حذاء رأسه إلى قبعة أخمص قدميه...!!!) معذرة فأتجاه الرجل معاكس وكذلك موقفه مما أدى لعكس الإتجاه عندي..
الرجل العربي منتظر الزيدي الذي يعود نسبه العربي لقبيلة عريقة في عروبتها, رفع رأسك بحذائه ايها المطأطيء وانت تحاضر فينا كيف علينا أن ننحني لحذاء بوش..لا شك أنك بلبوسك هذا اتيت لتجعل البقر يتشابه علينا...!! برأيك هل أنت من غير أهل السبت وفي أحسن حالاتك فأنت من الأعراب الذين كانوا أشد كفرا أ وقد علفت من معالفهم وشربت من مواردهم لكن لعلمك ..ماهكذا تورد البقر...
وفي الإتجاه المعاكس كان يجلس مواطن عربي أسمه أحمد الشاطر رضع حليب النوق مثلنا..ورضع الأصالة من أمه التي تنتمي لأمة أنجبت حليمة السعدية وخولة بنت الزور ويجيد الفصاحة و رعي الغنم والخراف ويفهم طباع الثعالب أمثالك ويعرف أيضا كيف تورد الإبل حين قال لك أنه أجمل مافي حذاء الزيدي أنه أشتراه مستعملا منذ البداية...لأنه قدر أربابك حق قدرهم ومنهم ربك بوش واستضيع بل أستكثر فيه حذاء جديدا ..وترك للسانك تلميع الموقف والحذاء ليبيض وجهك أيها الظل الصل الذي مال لسانه وعقله عن الحق ليجعل البقر يتشابه علينا...وأنت بحسك المرهف تقدر من بوسعه إدراك المعنى...وعلك تدركه قبل أن تندمل كسور يد الزيدي التي كسرها حقد الأعراب امثالك...او قبل انقضاء السنوات الثلاث المحكوم بها مراعاة لشعور الضيف القاتل والتي أردتها له أنت أن تكون سجنا مؤبدا بل إعداما ...غاب عن تهذيبك أيها الثمل من التهذيب أن تشذب خيانتك التي كانت أشبه ماتكون في لقائك هذه بالدعارة السياسية بل عهر الذات الموجه....أما ماأقوله أنا فإنك كنت زائد التهذيب والمعرفة با(الإتكيت) لكن للأسف زيادة أدبك هنا لم تكن أكثر من قلة أدب...و أؤكد لك أنه هنا بالذات ماتشابه علي البقر..بل تشابه علي أن تكون أنت من البشر.........محمد....