دراسة صهيونية جديدة تحذر من انهيار أنظمة الاعتدال العربي والإسلامي
عين على الإعلام | 2009-04-19


المبنى القائم حالياً لأجهزة الاستخبارات الصهيونية هش للغاية

المجد-
جاسوس واحد يساوي أكثر من ألف جندي في أرض المعركة، هذا ما قاله نابليون بونابرت، وهذا هو الأساس الذي استند اليه البحث الجديد الذي أصدره معهد الأمن القومي الصهيوني حول الميول القائمة في البيئة الإستراتيجية، والتي يجب على الاستخبارات الصهيونية الاستعداد لها في العقد المقبل.
يشار إلى أن صناع القرار في تل أبيب يطلعون على هذا البحث قبل نشره للجمهور، وبالتالي فإن المعهد نشره قبل عدة أيام على موقعه الالكتروني، على الرغم من أن المؤلفين شموئيل ايفن وعاموس غرانيت، انتهيا من إعداده في شهر آذار (مارس) الماضي. ويقع البحث الجديد في 93 صفحة وجاء تحت اسم 'الاستخبارات الاسرائيلية إلى أين؟'.
ويقول معدا التقرير إن المبنى القائم حالياً لأجهزة الاستخبارات الصهيونية هش للغاية، ولا يستطيع مواجهة التحديات الجسام القائمة أمام الدولة العبرية، إذ أنه حتى الآن لا يوجد رئيس للأجهزة ولا توجد مرجعية موحدة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف التنسيق والتعاون بين الأجهزة. وزاد الباحثان إنه على الرغم من تعاظم الأخطار المحدقة بالدولة العبرية، فإن التعاون بين الأجهزة الأمنية بات ضعيفاً للغاية، وبالتالي يقترح الباحثان تعيين رئيس واحد ووحيد لجميع الأجهزة.
ويوجز البحث الأخطار الأمنية المركزية على الدولة العبرية في السنوات المقبلة كالتالي: خطر السلاح غير التقليدي بأنواعه المختلفة وإمكانية وصول سلاح نووي لأيدي دول أو جهات متطرفة، خطر الصواريخ على الجبهة الداخلية الصهيونية، خصوصا من جانب المنظومة الشمالية، إيران، والمنظومة الفلسطينية، خطر تقليدي من جانب الجيوش النظامية في المنطقة والتي يملك بعضها أسلحة متطورة، أخطار شبه عسكرية وعصابية، أخطار الإرهاب من جانب جهات إرهابية في المنطقة أو من جانب جهات دولية. ويشمل ذلك احتمال عمليات هائلة الترهيب، انتفاضة، عصيان مدني، خطر سقوط أنظمة عربية معتدلة بالترافق مع خطر امتلاك سلاح نووي، على شكل الخوف القائم حاليا إزاء باكستان، خطر استعداد جهات إرهابية متطرفة لتنفيذ عمليات ترهيب هائلة بالترافق مع تسرب سلاح غير تقليدي، خطر تبلور دولة فلسطينية معادية بالترافق مع انتفاضة في أوساط متطرفين من فلسطينيي الداخل.
ويتطرق البحث إلى التفوق الجوي الصهيوني ويقول إن هذا التفوق لا يمكن استغلاله أمام أعداء مثل حماس وحزب الله، اللذين يعملان بصورة سرية، وبالتالي على الأجهزة الأمنية أن تجمع المعلومات من العدو لتزويد سلاح الجو بها، لكي تقوم بقصف الأهداف.
وتشير الدراسة في الجزء المتعلق بالبيئة الإستراتيجية للعدو الصهيوني إلى أن العولمة ستواصل تشكيل صورة العالم في السنوات المقبلة. أما سماتها الأساسية فهي: مواصلة ذوبان الحدود بين الدول بوصفها حاجزا أمام حركة المعلومات، السكان، التكنولوجيا ورأس المال على وجه البسيطة، تناقص الشرعية لاستخدام القوة العسكرية، استمرار المؤسسات الدولية في أداء دور مهم في المنظومة الدولية، كما سيواصل الاقتصاد، الثورة التكنولوجية وعصر المعلومات أداء دور المحرك في تقدم العولمة ،وستواصل منظومة القوى الدولية ميلها للانتقال من عالم أحادي، يملي فيه الغرب جدول الأعمال العالمي، إلى عالم متعدد الأقطاب، تتواجد فيه قوى عالمية قوية أخرى، مثل الصين، روسيا والاتحاد الأوروبي.
ويؤكد الباحثان صحة النظرية القائلة إن نفوذ أمريكا قد يتراجع، لكنها ستبقى القوة الأعظم وستواصل محاربتها للإرهاب ولانتشار الأسلحة غير التقليدية. وسوف تستغل قوى الإسلام المتطرف وإيران تعاظم الوعي بالهوية الإسلامية لزيادة النضال ضد الولايات المتحدة والعدو الصهيوني، بوصفهما تهديدين عسكريين، دينيين وحضاريين، على حد تعبيرهما.
ويقول البحث أيضاً إن الصراع العربي الصهيوني سيواصل تبوؤ المكان الأول في الأجندة الأمنية والسياسية للدولة العبرية، باعتباره نزاعاً قومياً ودينياً وحضارياً، وفي لب هذا النزاع سيبقى الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة. ويحذر البحث من إمكانية التسليم بإقامة دولة فلسطينية مسالمة ومن دول محور الاعتدال العربي ويؤكد أنه من الممكن جداً أن تتغير الأمور في العالم العربي، بمعنى تعزيز الخط العربي والإسلامي الرافض لحق دولة العدو الصهيوني في الوجود.
ويقول البحث أيضاً أن هناك بؤرة نزاع أخرى تتدخل فيها دولة العدو الصهيوني في المنطقة وهي إيران والمنظمات الإسلامية المحلية والدولية. إذ سيواصل هؤلاء اعتبار "إسرائيل" عدوا يجب تدميره. وقد تتورط إيران في مواجهة بين العدو الصهيوني وسورية وحزب الله، كما أن هذه القوى يمكن أن تتدخل في مواجهة بين إيران والعدو الصهيوني، في حال اندلاعها.
ويرى معدو التقرير أن القوى الإسلامية التي تصنف وفق البحث بأنها راديكالية ستزداد قوة في العديد من الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي سيُعرض المنطقة إلى خطر النزاع المسلح: مصر، الأردن، لبنان، سورية، السعودية، باكستان والسلطة الفلسطينية، كذلك هناك انعدام يقين بشأن الوضع في العراق وآثاره على المنظومة الإقليمية والعدو الصهيوني. ويرى البحث أن شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) هي أقوى جهاز مخابرات صهيوني، وبالتالي فإن التقارير التي يقدمها للمستوى الأمني هي الأكثر شمولية والأكثر مصداقية.

القدس العربي