|
عُذْراً أتُبْصِرُ في العيونِ عذابي |
أم لَسْتَ تحْفلُ إذْ يئنُّ كتابي |
تَتْلو كثيراً فيهِما بتأمُّلٍ |
ومع التَّأمُّلِ تسْتَبيحُ مُصابي |
من أيِّ صَخْرٍ قد نُحِتَّ بِقِبْلَتي |
ووقفتَ تَسْلُبُ رِقَّتي وربابي |
من أينَ جِئتَ لِتَسْتَقِرَّ بِبَسْمتي |
أجْلَيْتَ حُسْنِيَ واخْتَصرتَ شبابي |
بَيْني وبينَكَ ياعجوزُ من الْمَدى |
سُبُلاً من الأَحْفادِ والأَحْقابِ |
أتُريدُني لهواً ونَفْسُكَ قد لهت |
بِمراحِلِ الدُّنْيا بغيرِ حِسابِ |
أوهَبْتَ مالَكَ لامْتِلاكِ نداوتي |
وخَطَفْتَها شَغَفاً لِوَسْطِ عُبابِ |
كاالأخْطَبوطِ إذااسْتَقَلَّ بِصَيْدِهِ |
مَصَّ الدِّماءَ بِرَغْبَةِ الإعْطابِ |
فترى الضَّحيَّةَ قد تعَطَّبَ جِسْمها |
بين الذِّراعِ وشِدَّةِ الأَطْنابِ |
أوماتَعِبْتَ من الرَّحيلِ مُسافِراً |
خَلْفَ النِّساءِ لِتَسْتضيفَ نِصابي |
فانْظُرْ لِعُمْرِكَ قد تَقَهْقَرَ للثرى |
وأنا بدأتُ مَسيرتي لِرِحابي |
مابَيْنَ ميلادي ونَزْوَتَكَ التي |
وثبتْ لِروحِيَ من شُقوقِ البابِ |
بعضُ السِّنينِ النّاعِماتِ لِطِفْلَةٍ |
لاتُلْغِها بِجهامَةِ الأوْصابِ |
لاتُكْسِها جَسَداً بغيرِ مَشاعِرٍ |
مثل الهياكِلِ غُرِّبَتْ بِخرابِ |
دَعْها تعودُ إلى الْفِساحِ كَنَحْلَةٍ |
تلهو بِخُضْرَةِ رَبْوَةٍ وهِضابِ |
وانْزَعْ سِهامَكَ من طراوةِ قَلْبِها |
هَبْها تعيشُ بِبَهْجَةٍ وتَصابي |
نَمْ في الخريفِ فما الرَّبيعُ بِعاشِقٍ |
قيضَ الخريفِ وقسوة الأخْشابِ |