|
سَأَعْصِرُ مِنْ سِنِـين الأَسْرِ خَمْـرًا |
وَأَرْقُصُ حَوْلَ أَطْـرَافِ الإِنَـاء |
وَأَشْربُ مِنْ كُـؤُوسِ الخَمْرِ حَتَّـى |
أَرَى الأَفْيَـالَ تَعْـرُجُ لِلْسَّمَـاء |
أَنَـا مَـا عُدْتُ أَهْوَى جُبْنَ رُومَـا |
وَلاَ لَـحْـمَ القَـذَارَةِ و العَـرَاء |
ولاَ أَهْـوَى الرِّثَـاءَ عَلَـى زَعِيـمٍ |
زَنِيـمٍ مَـاتَ مِنْ أَجْلِ الغِـذَاء |
ولاَ أَهْـوَى الثَّنَـاءَ عَلَـى رَئِيـسٍ |
خَسِـيسٍ خَـانَ قُدْسَ الأَنْبِيَـاء |
ولاَ أَهْـوَى البُكَـاءَ عَلَـى سَفِيـهٍ |
ولا حتَّـى التَّظَـاهُـرَ بِالبُكَـاء |
أَنَـا مَـا عُدْتُ أَهْـوَى أَلْفَ لَيْلَـى |
ولا لَيْلَـى الخُرَافَـةِ والغَبَـاء |
أَنَـا مَـا عُدْتُ أخْشَى جُنْدَ كِسْـرَى |
وَلاَ أخْشَـى التَجَوُّلَ فِي المَسَـاء |
أَنَـا مَـا عُدْتُ أمْلِكُ صَبْرَ بُــودَا |
ولا أقْـوَى علـى مَسْحِ الحِـذَاء |
ولا شَرَفَ النُّـزُول إلَى نِعَــالٍ |
ولا شَرَفَ الصُّعُودِ إلَى الفَضَـاء |
ولا شَرَفَ الهجـوم على رُعَــاٍة |
ولا شَرَفَ الرجـوع إلَى الـوراء |
سَأضْـربُ كبرياء الصَّمْتِ جَهْـرًا |
بِسَيْـفٍ لا يَـرَى غَيْرَ الـدِّمَـاء |
وأصْعَـد جَنَّـةَ الأوْغَــاد يـوْمًـا |
وأرْكُضُ دُونَ طَـاِقِيَـة الخَفَـاء |
وأعْبر فَـوْهَـةَ التَّـارِيـخِ قهـرًا |
وأرْسُـم حَـاضِـرِي بِـدَمٍ وَمَاء |
فَيَـا أَسَفَ الهَـوَى مِنْ كُلِ غَدْرٍ |
ويَـا أَسَفَ الوَفَـاء مِنَ الجَفـَاء |
وَإنَّ الظُّلْـمَ يَكْثُـرُ فِـي دِيَـارٍ |
إذَا مَـا اللِّصُ فَرَّ مِنَ الجَـزَاء |
و إنَّ الـوَرْدَ يَذْبُلُ فِـي وِعَـاءٍ |
إذا مَا المَاء غَـابَ عَنِ الوِعَاء |
أنَـا البُرْكَـان يَجْرِفُ كُلَ حَـيٍّ |
و تَحْـرقُ نَـارُهُ كَيْدَ النِّسَـاء |
وَلِـي قَلَـمٌ يَصُبُّ الشِّعْرُ فِيـهِ |
كَـــأنَّ مِـــدَادَهُ يَنْـبُـوعُ مَـاء |
وَلِـي فِي الشِعْرِ قـَافِيَةٌ وَوَزْنٌ |
وَلـِي فِي العَيْشِ كُلُ الكِبْرِيَـاءِ |
وقَـافِيَـةٌ أُغَازِلُـهَـا فَتَـرْوِي |
حِكَـايَـات التَّسَكُعِ و الشَّقَـاء |
ودَاعًــا لِلْمَذَلَّــةِ والـرَّزَايَـا |
ودَاعًــا لِلْمَهَـانَـةِ, لِلْبُكَــاء |