غذي الخطى تاهت بك الدرب عرفاء جال برأسك العجب وتسلحي بالوهم منعتقاً فالصدقُ حطم فلكه الكذب وتذرعي بالسحر خطوته رغم الأنوف و أمره غصب وتطيري زجراً مشرقة لا الشرق حفّ بها ولا الغرب وامضي بدرب لا انتهاء لها فإذا انطوى شعب بدا شعب الغابة العذراء ساجية ومضى بلب سباعها اللعب لم يبق فيها غير ناهشة فإذا مشت يوماً مشى الرعب فتضمخي بدماء غافية في كل يومٍ لازمٌ لزب وتلحفي ثوب التقى عَرَضاً فيحل فوق اليابس الرطب وتضوعي عِرفاً تطيع له كلّ الفرائس عِرفك العُجْبُ 1 السابقون إلى العلا ركبوا درب الحصافة وارتقى الدرب و السامقون مضوا بحظوتهم وتخلقوا و المرتقى صعب و القمة الشماء هاجعة والصقر جاوره بها ضب فدعي الذرى فالشمس ساطعة والريحُ تفضح ضوعَك الغربُ وتغربي في التيه لاهثة فبغير بأس يلهث الكلب وتذرعي بالرمل حاثية شدقيك لا ينتابه النضب ودعي النجوم لفلكها سبحت فإذا هوت يوماً هي الشهب وامضي بدرب تنهشين بها ويعافها أفعالك الذئب لبن الضباع إذا صفا نهشت بالثدي بعد فطامها النجب نهشت بثديي أمها شغفاً وذريعة المغرومة الحُبُّ وحنت فعضت أذن فرعلها 2 سهواً يبوح بحنوه القلب! عرفاء غاض العنق فانفتلت فالالتفاتة عندها ورب طبع الضباع النهش ليس لها في طبعها رأي ولا ذنب!
1- تروي الذاكرة الشعبية عن الضبع انها تأسر فريستها برائحتها وتستدرجها إلى وكرها
2- الفرعل ابن الضبع