أخشاك يا قلم أخشى أن تغويني ليلة ضجر ، فيجرفني مدادك ، ثم لا يبقي ولا يذر ...
أخشاك أن تفضح قلبا أعياه - وقد شارف نبضه العد التنازلي - وجدان حبيبه ، وإن آنس سهوا بسمة أمل على جنبات دروب الغربة تخندقت العراقيل دونها ، ولطالما وددت أن أسابق ظلي إلى هوتها لأهشم غربة تعشقت ذراتي كلها أجمع أبتع أبصع ..
أخشاك يا قلم من بوح الألم ، كف عني مالي وإياك كلما أبصرتك تمثلت لي حيوات من اليأس تعشعش فوق سنانك ، فتلك دنيا حواء ، ودلها ومكرها ، وإقبالها وإدبارها ، وعينها وشعرها ، وخدها وقدها ، وحديثها ، فما نالني منها سوى خيبة إثر أختها إما ترفعا مع قدرة ، وإما فواتا من عجز ...
أخشاك يا قلم من نقد الهذر ، فكم من نهيق منكر علا وذاع تتغنى به طواويس وديكة ، لهم كل يوم تشرق فيه الشمس بيضة كاذبة يزدردها الأعاجم ظنا منهم بأنها قصيدة ، ألا كم وددت لو أني أجررت ألسنتهم بك ، فلا يفوه أحدهم من بعد بحرف ...
أخشاك يا قلم أن أطعن بك وجه كل لئيم كاذب التبسم ، أن أسطر بيميني على جبينه دلائل نفاقه ودجله ... أخشاك أن أقاتل بك الجهل والظلم من عالم سوء ، وسلطان ظلم وعمالة .
أخشاك أخشاك