صنوف الفقر

صنـوف الفقـر

صنوف الفقر عاثـت في الجُيـوب وأثقلـت الحيــاة على القلــوب عسـى الأيـام تُهلكهـا وتُـدمي مراكبهـا المليئــة بالخطــوب غزتنـا كالوحوش من الضَّـواري إذا نهشـت تُعـربد في الـدُّروب يداهـا بالغـلاءِ طـوتْ صِحافـاً وأرهقَـتِ الفقيـر من الوَجيــب ومِخلبهــا يُهاجـم دون قيــدٍ جدار البـؤْس في الجَـسد الكئيب فأضحى بالحصار شـبيهَ ثـوبٍِ ملـيءٍ بالمواجـع والثُّقــوب فلا هو في الصِّـراع يـردُّ بأسـاً ولا هـو للعليـلِ يـد الطبيــب يُهاجمـه الغـلاء وليس يَقـوى علـى درءِ المخاطِـر والهُـروب فمن هـوَ للفقيـر يـداً تُواسـي ومن هـوفي النَّـوائب والكُــروب ومن للبـائسـين يُنيـر دربــاً تـوغَّل في فـمٍ مُـرٍّ جَـديب يُكبِّلـهم جُنـون السِّــعرِ حتـى ذوت قســماتهم بيـن النُّـدوب وزاغـت في محاجرهـا عيـونٌ من التحديـق في الوطنِ السَّـليب وما وطنُ الفقيـر سـوى رغيفٍ يُكفِّـرُ باسـمه أعتى الذُّنــوب وهـل للجائعـين فـمٌ يُنــادي بغير مواجع الجَـوْفِ الغَضـوب سـحابةُ عُمرهِ المزروع نخــلاً تبعثـر جنيُهـا قبْـل المغُــيب فمن للمرفـأِ المحـزونِ خِــلاًّ يُعيـد المـوج للـرُّكن الرَّحيـب ومن ذا يملأُ الجـوْف احتفـالاً وقد صرع الغـلاءُ حِجى اللبيـب تعـاقره المَدامـعُ حيـن يصحـو من الترحـال في شـفة الغـروب فَيصْبحُ يومـه شَــبِقاً لِنعــلٍ يقـودُ خُطـاه للماضي المَهيـب ويسرقُ من عيون الأمـس ذكرى حكايـاتِ التَّمتُّــع بالطيــوب ســقى الخلاق هاتيك الليــالي بخير الذِّكـر كالمُـزْنِ السـَّكوب أتينـاهـا نوافِــذَ حالمــاتٍ ولـم ننعم بصـوتِ العندليـب

صنوف الفقر عاثت في الجُيوب
وأثقلت الحياة علـى القلـوب

صنوف الفقر لو اقتصرت على الجيوب فقط
لكانت أهون الشرين
ولكن عندما تعيث في القلوب والعقول
لتجعلها متحجرة ومغلقة هنا لن تكون حياة
بمعنى الحياة
ومن وجهة نظري أن ما نعانيه اليوم من أزمات
هو فقر سيطر على القلوب والعقول

أستاذي المبدع دوما محمد
دمت بحفظ الله

فمن هوَ للفقيـر يـداً تُواسـي = ومن هوفي النَّوائب والكُـروب
ومـن للبائسيـن يُنيـر دربـاً = توغَّل فـي فـمٍ مُـرٍّ جَديـب

ومن ذا يملأُ الجـوْف احتفـالاً = وقد صرع الغلاءُ حِجى اللبيـب

هو الله الكريم ولا أبالي = هو الرزاق علام الغيوب
فيبسط رزقه ان شاء رزقا = ويقدر عالما بأسى القلوب

لنا رب لا يحمل نفسا إلا وسعها، وسيرفع برحمته فقر الجيوب والقلوب والأرواح والضمائر عن هذه الأمة، وعن عبادة أجمعين.
دمت متالقا

تسير بكل حالكة قطوبِ
وتشمخ ضاحكًا بين الخطوبِ
وترحل في فيافي العمر فردًا
كريمًا في الشمال وفي الجنوبِ
لبست الصدق ثوبًا مخمليًا
لتهزأ فيه بالأشر الكذوبِ
تحوطك نعمةُ الإبداع حتى
سخرت بكل قوّال مريبِ
طربنا في قريضك وانتشينا
وعفنا فيه جلجلة النعيب
جمال الفكر تسديه رحيقًا
تلطَّفَ بالبعيد وبالقريبِ
أعبُّ من السلافة كل يوم
(وما أنا بالأكول ولا الشروبِ)

الاستاذ محمد ذيب سليمان
يطيب بمثل روضك الارتجال
تحياتي

أخي الحبيب
وما الفقر إلا فقر الرو والدين
نص من قلب الأسى نبع وعلى عرش الجمال إتكئ
للتثبيت
تقديرا
تحيتي لك

صنـوف الفقـر

وزاغـت في محاجرهـا عيـونٌ من التحديـق في الوطنِ السَّـليب وما وطنُ الفقيـر سـوى رغيفٍ يُكفِّـرُ باسـمه أعتى الذُّنــوب

أخي الحبيب محمد ذيب
لله درك ما أبدعت في هذه الخريدة من تصوير لحال الفقير دون أن تنسى قضية الضمير والوجدان في الوطن السليب ، فجاء البيتان الذان اقتبستهما اختزالاً رائعاً لهذا المعنى .
تحيتي بكل الود والتقدير

شاعرنا القدير الكريم / محمد ذيب سليمان
طيب الله أنفاسك على تناولك لهذا الموضوع ..
سبحان الله .. نحن مبتلون بالشيء وضده ..
نسال الله أن يفرج عن هذه الأمة بلاءها الأكبر وهو البعد عن منهج الله .. فإن ذهب ذلك البلاء أخذ معه كل البلاءات الصغيرة ..
دمت بخير وعافية.

وما وطنُ الفقير سوى رغيـفٍ

يُكفِّرُ باسمـه أعتـى الذُّنـوب

دائماً ما تنطق بالحكمة في شعرك

دمت مبدعاً

الكريمة زهراء
لم تجانبي الحقيقة حينما وصفت ما نحن فيه من أزمات بأنه فقر في الهمة والكرامة والإحساس بالمسئولية
ولم يقتصر على فقر الجيوب ولكني أود أن أوضح أن فقر الجيوب لدى العامة يجعلهم سهلوا الإنقياد همهم رغيف الخبز
وكما قالت برطانيا العظمى جوع كلبك يتبعك وهذه هي السياسة المتبعة في كثير من الدول حتى لا يتحرك المسكين ضد النظام
شكرا لك

محمد ذيب السليمان

نفس انساني جميل
مثل هذا الشعر الخالد يتناول المشاكل الانسانية التي تثقل كواهل الناس
ايها الشاعر الانسان لك من اخيك كل ود وتقدير