أحدث المشاركات
صفحة 8 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 118

الموضوع: الخلق والنشوء بين نظريات الماديين وحقائق القرآن الكريم

  1. #71
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا المجهود الكبير ، والذي يشهد لك بمردود علمي كبير ، زادك الله من فضله ، وكتبَ أجرك
    دمتَ شامخاً في واحة الخير
    تحيتي
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  2. #72
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع بن المدني السملالي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا المجهود الكبير ، والذي يشهد لك بمردود علمي كبير ، زادك الله من فضله ، وكتبَ أجرك
    دمتَ شامخاً في واحة الخير
    تحيتي

    الأخ الفاضل ( ربيع بن المدني السملالي )

    أبهجني وسرني تفاعلك الايجابي مع موضوعي فبارك الله فيك

    داعياُ الله تعالى أن يتقبل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #73
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,

    وكأمثلة على الصراع لبقاء ألأصلح الموجب للإصطفاء الطبيعي يقول: (فإنّ ذكور القاطور[ 1] "التمساح الأمريكي" بعضها يقاتل بعضاً قتالاً عنيفاً، وتخور إذا إشتّد القتال خوراً شديداً أشبه بخوار الثيران القوية، ويدور بعضها حول بعض كمـا يفعـل مستوحشوا الهنود الحمر في رقصة الحرب عندهم . وشوهد أنّ ذكور الصمون[2 ] "السلمون" تقاتل يوماً بأكمله حتى يستقر لكل من الذكور نصيبه من الإناث، وكذلك ذكور ضرب من الجعلان يقال له الجعل الوعلي[3 ] قد تصيبها جراح خطرة نتيجة تلك المنافسة إذ يقضم بعضها بعضاً بأفكاكها السفلى، ولاحظ "مستر فابر" أنّ ذكور بعض أنواع الحشرات غشـائيـة الأجنحة[4 ] تتقاتل قتالاً مراً، حيث تنتظرها عن كثب أنثى من إناثها تصبح غنيمة المنتصر منها).[5 ]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي السلمون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الجعلان
    وتحت عنوان "أمثال لفعل الانتخاب الطبيعي أو بقاء ألأصلح "يستطرد الكتاب في سرد الأمثلة وتحليلاتها حيث يقول:
    (... وليكن الذئب مثالنا الأول: فإنّ هذا الحيوان يعيش على ضروب مختلفة من الحيوان يتغلب عليها طوراً بدهائه ومكائده، وطوراً آخر بقوته الجسمانية وسٌرعَة عَدوِه، ولنفرض أنّ أسرع الحيوانات عَدوأ، كالغزال مثلاً، قد زاد عدده في البقاع التي يقطنها الذئب زيادة كبيرة، وفاق ما يكون قد طرأ على ظروف الإقليم المحيطة به من المؤثرات التي تعين على زيادة عدده، وأنّ غيره من الفرائس قد تناقص. ولنفرض أيضاً أنّ هذه الزيادة قد طرأت على الغزال خلا ل فصل من الفصول تشتد وطأة الجوع على الذئاب فيه، ففي مثل هذه الظروف، تكون أشد الذئاب عدواً، وأخفها أجساماً، وأمتنها بنية، هي أكبر المجموع حظاً من البقاء، وبهذا تحفظ نوعها وتنتخبها الطبيعة للبقاء فيها، إذ تكون قد إستعادت في تلك الضائقة المعيشية قوتها التي تتغلب على فرائسها، سواء في هذا الفصل أو في غيره من الفصول، عندما نضطر إلى إقتناص فرائس أخر غير الغزلان)[ 6]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي القاطور
    وفي بحث "الإنقراض نتيجة للإنتخاب الطبيعي" يتعرض داروين إلى (...وقد عرفنا مما فصلناه أن ّتأثير الانتخاب الطبيعي مقصور على الاحتفاظ بضروب التحولات التي تكون بحالٍ ما ذات فائدة للصور الحية، إحتفاظاً يجعلها فيما بعد من الصفات الخاصة بتلك الصور الراسخة في طبائعها، والكائنات العضوية إذ كانت بطبيعتها تزداد زيادة مستمرة بنسبة هندسية كبيرة، فإنّ كل بقعة من البقاع تصبح مشحونة بما يأهل بها، يستتبع ذلك أنّ الصور المهذبة المنتقاة تزداد في العدد، حيث ينقص عدد الصور المنحطة المستضعفة.......)[7 ]

    إلى أن يقول: (إستبان لنا من قبل أنّ أكثر ألأنواع أفرداً أكبرها حظاً في إنتاج تحولات مفيدة في زمن معين، ودليلنا على ذلك حقائق أوردناها في الفصل الثاني من هذا الكتاب،[ 8] أثبتنا فيها أنّ الأنواع العامة السائدة أوفر الأنواع إنتاجاَ للضروب، وعى ذلك تكون ألأنواع النادرة أقل قبولاً للتهذيب وإستحداثاً لضروب الإرتقاء خلال زمن ما، فيضرب عليها الاستضعاف في معمعة التناحر على الحياة مستهدفة لغارة شعواء تشنها عليها أعقاب الأنواع المحسنة .

    تسوقنا هذه ألإعتبارات إلى ألتسليم بأنه كلما جد الانتخاب الطبيعي في استحداث أنواع جديدة خلال تعاقب الأجيال، مضت أنواع غيرها ممعنة في سبيل الندرة درجة بعد درجة، حتى يأتي عليها الإنقراض والصور التي تكون أشد إحتكاكاً في المنافسة بتلك الأنواع المهذبة الراقية، أكثر الصور معاناة لتلك المؤثرات، ولقد رأينا في الفصل الذي عقدناه في التناحر على البقاء أنّ التنافس أشد ما يكون بين الصور المتقاربة الأنساب كضروب النوع الواحد، أو أنواع جنس بعينه، أو الأجناس ذات اللحمة الطبيعية، وذلك لتشابه أشكالها وتراكيبها وعاداتها وإشتباك مصالحها)[9 ]


    ويجدر ملاحظة أنّ الإنتخاب الطبيعي في مقولاتهم تختلف قوته من قطر لآخر، تبعاً لإختلاف ظروف البيئة بين ذلك القطرين، هذا ما يؤكده داروين حيث يقـــول: (والإنتخاب الطبيعي لا يؤثر في النظم العضوية إلا بحسب طبيعة المراكز التي تشغلها الأحياء في البقاع التي تأهل بها، فالبقاع إما أن تكون غير مُستعمَرَة البَتّه، إما أن يكون في نظامها العام مراكز خالية لم تحتلها عضويات ما، وبنسبة ذلك يكون تأثير الإنتخاب الطبيعي)[10 ]

    وفي نظر داروين وأتباعه فإنّ الصراع بين الكائنات على البقاء المؤدي إلى بقاء الأصلح بطريق الإنتخاب الطبيعي، والذي بدأ أول ما بدأت الحياة، وإستَمَرَ إلى يومنا هذا، سيستمر مستقبلاً مزيلاً ولاغياً لأنواع وصنوف من الكائنات فشلت في معركة الصراع على البقاء، وسيظهر ثبات أنواع ممتازة، نجحت في كسب معركة الصراع، فأثبتت أنها الأصلح الجديرة بالبقاء، ولبيان أي الأنواع سينقرض ويتلاشى، ومن سيسود يقول داروين:

    ( فإذا نظرنا إلى المستقبل أمكننا أن نتنبأ بأنّ مجاميع الكائنات العضوية الحائزة لصفات السيادة في الزمان الحاضر ، بحيث لا تستبين في مراكز نظامها الطبيعي أي تخلخل أو إنشعاب، هي أقل الجموع تأثراً بعوامل الإنقراض، وأنها سوف تمضي ضاربة في في الإزدياد والتكاثر العددي أزماناً طويلة، ولكننا لا نعرف أي الفصائل سيكون لها الحظ الموفور إستناداً على ما رأينا من تاريخ العضويات، فإنّ بعض العشائر التي حازت في الماضي أكبر الحظ في الإنتشار والذيوع قد إنقرضت. فإذا أوغلنا النظر إلى طيات المستقبل، أمكننا أن نتنبأ إستناداً على ما نراه من تكاثر العشائر الكبرى، ومضيها متدرجة في التكاثر العددي بأنّ كثيراً من العشائر الصغرى سوف تنقرض إنقراضاً تاماً غير معقبة من السلالات الراقية شيئاً مذكوراً، ويكون القياس في هذه الحال أنّ الأقلية العظمى من الأنواع ألتي تعيش في عصر من العصور هي التي تفوز بأعقاب سلالات راقية تبقى ثابتة في الطبيعة إلى مستقبل بعيد ... غير أني أضيف إلى ما سبق أنه إستناداً على هذا الرأي تكون الأقلية العظمى من الأنواع القديمة، هي التي أعقبت أنسالاً لا تزال باقية إلى الزمان الحاضر)[11 ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ____________________
    [1] القاطور ( التمساح الأمريكي ): Alligator، تمساح أمريكي من فصيلة Alligatoridae، ويعتبره البعض من فصيلة التمساحيات Crowdilidae، موطنه أمريكا وأنواعه كثيرة، وأشد أنواعه افتراسا يقطن في جنوب الولايات المتحدة، ويصل طوله إلى عشرين قدماً.
    [2] الصمون: كلمة مُعَرَبَة "Salmon ” من فصيلة الصمونيات Samonidae.
    [3] الجعل الوعلي " Stay Beetle ": نوع من الحشرات الغمدية الأجنحة، سمي الوعلي إشارة إلى ملامسه التي تشبه قرون الوعل.
    [4] الغشائية الأجنحة Hymenoptera : أنواع متعددة من الحشرات ، مثل : النمل ونحل العسل .
    [5] المرجع، الصفحات ( 224 – 225 ).
    [6] المرجع، صفحه ( 223 – 228 ).
    [7] المرجع، صفحه ( 253 ).
    [8] يقصد فصل " التحول بالطبيعة " الصفحات ( 167 – 189 ) من المرجع.
    [9] المرجع، صفحه ( 254 ).
    [10 ] المرجع، صفحه ( 264 ).
    [11] المرجع، صفحه ( 271 – 272 ).


    يتبع ان شاء الله
    # 8355/73/8/154/158/2

  4. #74
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    >>>>>>>>>>>>>> 8544/74/8/158/164/2

    وينقض كل ذلك من الأساس، أنّ نظرة بقاء الأصلح لا تتفق مع الواقع بتاتاً، إذ أنها توجب إنقراض الصّور المنحطة من المخلوقات، وذلك غير مطابق للواقع، إذ أنها لا زالت باقية متكاثرة لم تنقرض كما نشاهد، مكذبة القائلين ببقاء الأصلح، كما يقول علماء التطور بإنقراض أنواع مثل الديناصور وهي الأقوى، فلِماذا انقرض الديناصور وبقيت الأميبا؟. على هذا السؤال وأمثاله، وبطريقة ثعلبية فاشلة يجيب داروين قائلاً:

    ( ولكن قد يٌعتَرَضُ علينا بأنه إذا كانت كل الأنواع العضوية تنزع إلى تسلق ألسُلّم في نظام الطبيعة، فكيف يقع في جميع أنحاء الأرض أنّ عدداً وفيراً من أحط الصور لا يزال باقياً حياً ، وكيف يقع في كل طائفة من طوائف الأحياء الكبرى أن تكون بعض الصور قد ضربت في الارتقاء بدرجة كبيرة عن غيرها؟ ولماذا لم تتغلب الصور الأكثر إرتقاء على غيرها من الصور الأدنى وَأفنتها في كل بقعة من البقاع؟. يلوحُ لي أنّ لامارك وكان يؤمن بوجود نزعة فطرية حتمية نحو الإرتقاء في جميع الكائنات الحية، قد لمس هذه الصعوبة وأدركها بعمق، حتى لقد سبق له أن فرض أنّ الصور الجديدة البسيطة تتجدد دائماً عن طريق التولد الذاتي[ 1] على أنّ العلم لم يُقم الحجة بعد على صحة هذا الإتجاه، مهما يكن من أمر ما يمكن أن يتمخض عنه المستقبل إزاء ذلك، بمقتضى نظريتي لا يترتب صعوبة على استمرار وبقاء الصور المنحطة من العضويات، ذلك بالإنتخاب الطبيعي، وبالحري بقاء الأصلح، لا ينطوي ضرورة على تحول إرتقائي، بل أنه يقتصر على الإنتفاع بالتحولات إذا جدت وكانت ذات فائدة لكل كائن حي في ظل علاقاته الكثيرة المعقدة في الحياة.)[2 ]

    ويرجع بعد ذلك إلى التعليل والتأويل والاحتمالات مستعملاً الكلمات التشكيكية : قَد ، يُحْتَمَل ، حيث يستطرد :

    (... وأخيراً فإني أعتقد أنّ وجود كثير من الصور المنحطة التّركيب العضوي في أنحاء العالَم يرجع إلى أسباب متفرقة، فالتّحولات والتباينات الفردية ذات الفائدة، قَد لا تكون قد حدثت حتى تتهيأ الفرصة للإنتخاب ليعمل ويستجمع، ومن المُحْتَمَل أنه في حالة من تلك الحالات كفى فيها الزّمن لإبراز أقصى ما يمكن من الارتقاء والتطور، وفي حالات أخرى نادرة، رُبَما يكون قد وقع ما نسميه "نكوص"[3 ] النظام العضوي)[4 ] إلى أن يقوم بالإستخلاص موضحاً :

    ( والانتخاب الطبيعي، على أساس إتصاله بتوارث الخصيات في العصور المقابلة، يَسامتُ نفس الدور الذي ظهرت فيه الخصيات أولاً في آباء الأنسال، يغير من صفات البيض أو البذور أو صغار النّسل ، بقدر ما يغير من صفات الأفراد البالغة. أما ألإنتخاب ألجنسي فيمد ضروب ألإنتخاب ألأخرى بمهيئات ألإحتفاظ بأقوى الذكور وأعظمها كفاية لملائمة الظروف، فتنتج أكبر عدد يستطاع إنتاجه من ألأنسال ألقوية، ويغير من صفات الذكور من طريق تناحرها مع غيرها، فتنتقل صفاتها إلى ألزوجين، ألذكر وألأنثى من أعقابهما، أو إلى أحدهما لا غير وفقاً لما يكون من تأثير ألوراثة في إنتاجها. فإذا أردنا أن نزن تلك الإعتبارات التي نعزو إلى الإنتخاب الطبيعي بميزان الخدمـة، لنعرف مقدار إنطباقها على الواقع وتأثيرها في تهذيب الصور الحية حتى تصبح ذات كفاية تامة لما يحيط بها من ظروف الحياة المختلفة الملائمة لمراكزها التي تشغلها في الطبيعة، فذلك ما يجب أن نرجع إليه في الفصول التالية، ولو أنه قد ثبت لدينا أنها السبب المباشر في حدوث الإنقراض. أما ما أحدثه الإنقراض في تاريخ العضويات، فعلم طبقات الأرض خير شاهد عليه)[5 ]

    وبإستعراض جميع ما تقدم من أقوال داروين نجد أنها هرطقات وسفسطات وفارغاً من القول، يقصد منه زج الســامع في دوامة تبريرات هي أبعد ما تكون عن الواقع، وإستدلالات في غير مواضعها، ويفسّر عالِم التّطور "بييرBeer Sir Gavin" النظرية في كتابه "شارل داروين" :

    (إنّ التطور تابع للإصطفاء الطبيعي، ويزعم القائلون بالإصطفاء أنّ الطبيعة تلجأ إلى الإنتخاب، وتحتفظ بالإنتقال النافع، وتنفي الإنتقالات الضارة، وبهذه الصورة يتحول الكائن الحي إلى نوع رفيع.)[6 ]
    وأكثر الإنتقالات تكون ضارة فكيف تستطيع الطبيعة أن تنتخب؟ ثم لو فرضنا جدلاً بأنّ كائناً من الكائنات حصل على إنتقال نافع، فلا بدّ لهذا الإنتقال أن تتلوه إنتقالات كثيرة ضارة، وفي هذه الحالة إذا تدخلت الطبيعة فإنّ كل ماتستطيع فعله هونبذ هذا الكائن المنتقل ليس إلا، علاوة على أنّ بقاء الكائن الحي لا يدل بقاؤه على أنه كان نتيجةً للتطور، بل هو نتيجة ظروف خاصة وعمرٌ محتومٌ. ومثال على ذلك إذا كان لدجاجة بضعة فراخ فأكل أحد الطيور الجارحة بعضها، فهل يعدُ الباقي أكثر تطوراً من الضحايا وأجدر بالبقاء؟ طبعاً لا، إضافة إلى أنّ الانتخاب الطبيعي لا يحول الفراخ إلى خراف ولا يحول الأرنب إلى جاموس، ثم إذا قام رجلان بالتشـاجر على أنثى، فقتل أحدهما الآخر، وكان القاتل الضعيف، والمقتول الأقوى الأصح، فهـل الضعيف هو الأجدر على البقاء؟... إنها تفسيرات واهية لم يقتنع بها حتى بعض مشاهير دعاة نظرية التطور، فكثيرٌ من القائلين بالتحول يعترفون بـأنّ الانقلاب والإنتخاب الطبيعي مجتمعين لا يكفيان لتفسـير آلية التطور، فقد كتب التطوري المتعصّب "جيمس جري" في كتابه "العِلم اليَوم" يقول:
    (إنّ كلّ علماء ألأحياء غير مقتنعين بهذا التفسير، ويذهب بعضهم إلى أنّ هذه الدعوى تشبه إلى حد ما القول بأنه لو إتفق أن إجتمع عدد كافٍ من القرود، وضربت على الآلة الكاتبة مدّة من الزمن، فإنها لا بد وأن تنتهي بوضع موسوعة، وبديهي أنّ هذا القول ليس قابل للتصور قط، بل لا يوجد شخص يتمتع بقواه العقلية يحمله على محمل الواقع.)[7 ]

    فعلينا إما أن نقبل الإصطفاء الطبيعي كدليل وحيد على آلية التطور، وأن نقبل بأنّ فيه قسـطاً من الخيال، وإما أن نعترف بأنّ الإصطفاء الطبيعي يقوم على أساس الانتقال العرضي الذي يأتي إتفاقاً وأن نعطي للمصادفة دوراً أكثر أهمية في هذا الميدان.... وإذا اعتبرنا التطور العضوي نوعاً من يانصيب الطبيعة فإنه يبدو من الغرابة بمكان أن تكون أوراق هذا اليانصيب الرابحة بهذا القدر من الكثرة. ومع هذا فإني أقول: أن ليس هناك ما يثبت أن رأيي خير من غيره من الآراء.)[8 ]

    وفي نفس الكتاب يقول العالِم التطوري وأستاذ علم الوراثة عند الحيوان في جامعة ايدنبرج "وادنغتون" ما يلي:

    (إنّ هذا القول يعدل الزعم بأنك إذا بدأت بكتابة أربعة عشر سطراً متلاحمة باللغة الإنجليزية ثم أنك غيّرت حرفاً مع الإحتفاظ بالقافية فإنك تنتهي بأن تجد لديك قصيدة من قصائد شكسبير... إنّ هذا النوع من المنطق هو انحراف عن جادة الصواب، وأعتقد أنه علينا أن نكون قادرين على صنع ما هو خير من هذا)[9 ]

    أما العالم التطوري الشهير "سمبسون George Gaylord Simpson" فيقول في كتابه "جغرافية التطور": (لقد أُهمِلَ البحث عن سبب التطور، إذ أصبح من الثابت الآن أنّ سبب التطور ليس وحيداً ولا بسيطاً)[ 10] لـــذا فقد أعلن العلامة "والاس": (إنّ الإرتقاء بالإنتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان ولا بدّ من القول بخلقه رأساً)، أما "فرخو" فيقول: (إنّه قد تبين لنا من الواقع أنّ بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأنّ الإنسان من سلالة قرد أو غيره)[11 ] أما "أجاسير" فيقول: (إنّ النشوء لا يتم إلا وفقاً لخطّة إلهية حكيمة، وإنّ الأصطفاء الطبيعي إذا ما حَلّ مَحَلَ الخلق الإلهي فإنّ الإنسان قد جرد من روحه وغدا آلة صماء، إنّ التفسير الحرفي لنظرية داروين يفسح المجال لِتَأليه سوبرمان نيتشه وتمجيد القوى البدنية على أنها ألأساس الوحيد للسلوك بين النّاس، إنّ الفكرة التي يعتنقها الداروينيون عن تناسل نوع جديد بواسطة نوع سابق ليست إلا إفتراضاً اعتباطياً يتعارض والآراء الفسيولوجية الرصينة)[12 ]

    ولنعد إلى دراسةٍ واعيةٍ لمقولة الإنتخاب الطبيعي وأعضاء الزائدة، فالرجال ومنذ وُجِدَ ألإنسان لا تنمو لِحالهم أقصَرَ لأنهم يحلقونها، والنساء أيضاً لا تزول الشُعور من على أبدانهن لأنهنّ يبالغْنَ في إزالتها نتفاً أو بالوسائل الصناعية المختلفة كانت ما كانت، والقطط التي ليس لها ذيول في جزيرة "مان" لم تتطور هناك هكذا لأنّ أحداً قد قطع ذيل قطّة، كلا بل أنّ جينة ما "Gene" خاصة بالذيل قد فقدتها تلك القطط، ولكن على الرغم من تلك الكارثة فإنّ القطط اللاحقة قد نشأت صحيحة دون تلك الجينة، إنّ القائلين بنظرية التطور بالإنتخاب الطبيعي لم يعلموا شيئاً، لا بل أنهم قد تجاهلوا وحدات الوراثة "الجينات"، وقد وقفوا في مكانهم حيث ما يعتبروه أسـاس التطور، ألا وهو الخليـة ذات الكيان الذي يحتوي على الجينات ويحملها. يقول "ج. سـوليفان G.W.N.Sulivan" في كتابه "حدود العلم Limitation of Science":

    (إنّ الإتهامات التي تنطوي عليها أقوال "وايت هيد White head" لها ما يبررها بالتأكيد، إننا نحس المرّة تلو المرّة بأنّ المفاهيم الأساسية التي يستخدمها عُلماء الأحياء ليست كافية لمعالجة أهم المشاكل التي تواجههم، إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي"Natural selection" على سبيل المثال، لتبدو مليئة بالفجوات عندما تدرس بالتفصيل، إنّ المرء ليتقبل بسهولة وبشكل عادي التفسيرات الفيزيائية المحضة على سبيل المثال، ولكن لا بد له من بذل مجهود عظيم حتى يستطيع الاعتقاد ولو مؤقتاً، بأنّ جميع التطورات التي حدثت للكائنات الحية على ظهر هذا الكوكب جاءت نتيجة لتغيرات عشوائية "random variations"، وللصراع من أجل البقاء، إنّ نظرية الإصطفاء الطبيعي لا تفسر ولو من جانب بعيد أكثر الحقائق وضوحاً فيما يتعلق بالعمليّة كلها، ونعني بذلك اتجاه الكائنات الحيّة نحو الإرتقاء، فإنّ نوعاً من الحياة البدائيّة يبدو لنا كافياً ليفي بالغرض، ويبدو لنا في هذه الحال أيضاً أنّه لن يكون هناك ما يستدعي حتماً ظهور هذا النوع من الحياة البدائية، لأنّ مثل هذه الحياة لها منافسة الصخور والجمادات في الإستمرار والبقاء)[ 13]

    ويستطرد سوليفان قائلاً: (إنّ الإنطباع الذي يراودنا بين وقت وآخر، هو أنّ علماء الحياة لا يستطيعون الإفتراض بأنّ التقدم الفعلي للأحياء يمكن أن يفسر ضمن شروطهم التي يتمسكون بها، اللهم إلا من قبيل الإيمان بالخوارق)[14 ] إلى أن يقول: (إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي على فرض التّسليم المطلق بها، لا يمكن أن تُفَسّرَ ولا أن تبرز إلا على وجه وجود علّة أو قوة ما تسوق الحياة والأحياء في سلم التطور صوب الأحسن والأرقى... وإلا غدت العملية من أساسها لغزاً مبهماً، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى البحث عن بعض المفاتيح مثل: القوة الحيوية "Vital force" أو "قوة التحقق" أو "الروح emtelechy" وما إلى ذلك... ولو قالوا الله لحُلّت الأحاجي والألغاز، ولوجدوا أنفسهم يتحركون في الطريق الصحيح لفهم معادلة الحياة المعجزة!!!)[ 15]

    أما "ج. ب. س. هولدن J.B.S.Holane" أحد ألمع علماء الحياة المحدثين فيقول في إحدى مقالاته: (إنني لأتصّور وجود قوّة تلازم خط تطور الحياة ملازمة العقل للدماغ، لقد حاول "رويس Royce" في عام "1901" إعطاء صورة محددة لهذه القوّة، وذلك كعقل ذي أبعاد زمانية هائلة، وذكر أنّ الإحساس القوي الذي يلازم عملية التجدد موجود في ذلك العقل وجوده في عقولنا، وإذا كانت هذه الأقوال تنطوي على عنصر من عناصر الحقيقة، فإنني أشك في أن تكون تلك القوة ذات طبيعة مشابهة لطبيعة العقل، إنّ شكي في إمكانية وجود نوع من الكائن المجهول!! يلازم عملية التطور يعود إلى الإعتراف بجمال مثل هذا الكائن وبغرابته التي لا تنقضي، تلك الغرابة التي تشكل الميزة التي ظللت أستشعرها خلال عشرين عاماً قضيتها في العمل العلمي الدائب)[16 ]


    ___________________
    [1] التولد الذاتي: Spontaneous Generation: يعني تولد ألحي من ألحي.
    [2] المرجع، الصفحات ( 274 – 275 ).
    [3] النكوص: Retrogression
    [4] المرجع، الصفحات ( 276 – 277 )
    [5] المرجع، الصفحات ( 281 – 282 ).
    [6] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 78 )
    [7] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 79 ). نقلا عن: Hugu Miller-Progres et Declin.
    [8] د. إحسان حقي، " حلق لا تطور " صفحه ( 79 – 80 ) نقلا عن:Hugu Miller-Progres et Declin.
    [9] المصدر السابق.
    [10] المصدر السابق، نقلا عن: Le Geographie de L `Elevation.
    [11] أنور الجندي، " سقوط نظرية داروين " صفحه ( 14 ).
    [12] المصدر السابق.
    [13] مجلة: عالَم الفكر - المجلد الثاني عشر – العدد الثاني – يوليو 1981، صفحه (228)، نقلاً عن كتاب ج. سوليفان: "حدود العِلم". نشر : الدار العلمية – بيروت سنة 1972 ، الصفحات (6 – 9 ) .
    [14] المصدر السابق.
    [15 ] المصدر السابق.
    [ 16] المصدر السابق.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    >>>>>>> نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي

  5. #75
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي @ 85693/75//8/168/169/2


    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي


    بعد كلِّ ما تقدم: لا أظنُّ أني بحاجة إلى الإستطراد في أدلّة وبراهين نقض نظرية داروين، او نظريات التطور المادي ألأخرى ـ سواء من إعتمد الأصطفاء الطبيعي أو من اعتمد الصدفة العشوائيةـ فهما قد أثبتتا فشلهما، إذ أنهما مع تبجح المنادين بهما أنهم لا يؤمنون إلا بالعلم والمختبر والوقائع العلمية، لأبعد الناس عن العلم أو الدليل العقلي. لأنهما قد ظهرتا وقامتا بعد أن وضع أصحابها الفروض المسـبقة مع البحث عن وقائع فردية، وإعطائها صفة العموم للوصول إلى الحقائق الأساسية المرجوة التي قامت عليها قوانين بقاء الإنسان.

    لقد وصلت دراسات العلوم إلى كل مجال واتجاه وتغلغلت في كل أتجاه، ولكنها وقفت عاجزة أمام الإنسان لم تفهمه، فقد عجز الإنسان الناقص العاجز أن يفهم نفسه، وحاول أن يفهم أسرار الحياة، كما حاول فهم العلوم وأسرار الكون، ثم عاد ليفتح باباً جديداً من العلوم الظنية أسماه "علم ألإنســان"، تماماً كما فتح علوم الحيوان والنبات والكيمياء والفيزياء.....، متعاملاً مع ألإنسان المادة كما يتعامل مع غيره من المواد العادية، فأجرى دراسات حول ألأجناس البشرية والسلالات والطبائع والتركيب العضوي، وهو في كل يتلمس طريقاً عسيراً، أعلى بكثير عن مستوى إدراكه، ونهجاً شاقاً، إذ أنهم لم يواجهوا ألإنسان مواجهة صريحة نيرة ليصلوا من خلالها إلى النتيجة الحتميّة النهائيّة: وهي أنّ ألإنسان الموجود هو عاجز وناقص ومحدود، وما دام كذلك فهو محتاج ولا بدَّ إلى قوّة أعظم منه، أي أنّه محتاج إلى مُبْدِعٌ ومُصَوِر، بحاجة إلى خالق يوجده من عدم.

    نعـــم، لقد تناسوا الإنسان الموجود، نسوا أنفسهم ونسوا أن يتفكروا ويُعْملوا العقل في التفكير في أنفسهم هم، تركوه، تركوا أنفسهم، تركوا الإنسان الحاضر ليلتمسوه من خلال الأحافير المتحجرة، والمجتمعات البدائية الدّارسة والمطمورة، ولإطلاق الخيال والدّوران في الحلقات المفرغة التي تنتهي من حيث تبدأ، فلا توصل إلى هدف أو مبتغى.

    يذهب هؤلاء الناس ـ من يسمى منهم بالباحثين أو العلماء أو حملة ألقاب رفيعة أعلى شأناًـ للبحث عن الإنسان الموجود، يبحثون عنه بين الكهوف والمغاور، وبجانب شواطئ الأنهار والبحيرات وعلى صفحات الصخور... يلتمسون من خلال علماء الأحافير آثاره وأدواته، ليعطوه حقباً تاريحية يطوروا الإنسان معها لأنه مربوط بها ربطأ مُلزِماً، فهو في زعمهم يتطور تبعاً لوسائل الإنتاج إلتي يستعملها وقد صنعها بيديه!! وتفرض عليه تلك الالات الصماء التي لا تعقل ولا تعي، نوع تفكيره وأسلوب عيشه وتعيّن له ثقافته وحضارته وأيدلوجياته، ويحاولون من خلال تلك الملاحظات التي تتجمع لهم، أن يرصدوا الإنسان ليصلوا إلى فُروض ونظريات يقيمون بها مكتشفـات تصل إلى كُنـه الإنسان، وليطوروه حسب ما إفترضوا من النظريات قبل بدئهم في البحث والتّحري والإستقصاء، وليعطوه الآباء والأجداد والأعمام ممن هم أدنى مرتبة، كل ذلك والإنسان المبحوث عنه قائم حي، متحرك شامخ، جميلٌ في أجمل الصور، عاقل مفكّر، مُدرك فنّان، عالم فيلسوف، شاعر كاتب، عالم متعلم، لم يتبدل ولم يتغير منذ وُجِد إلى الآن.

    وللحقيقة أنّ أساليب ووسائل علماء المادة وعلماء الأنتربولوجيا لن تستطيع أن تصل إلى شئ، إلا ما هو مقررٌ أساساً في عقول باحثيها، وإلا إلى ما افترضوه مسبقاً قبل البدء في أبحاثهم، وهو ما ذهبوا للحصول على أدلته في تلك المغاور والكهوف، جَرْياً وراء صورة الإنسان البدائي منذ الاف السنين، ومن أجل تعزيز إفتراضاتهـم أنّ الإنسـان من سلالة القرود والسعادين التي أنجبتها الزواحف إبنة البرمائيات المتصل نسبها بثنائية الخليّة وجدها الأعظم الذي هو أدناها مرتبة كان وحيداً للخلية!!![1 ]

    وإني لأعجب! ويعجب معي كل عاقل، لقوم أغلف الله قلوبهم وأعمى بصائرهم، إذ يؤكدون تأكيد الواثق المطمئن، في شجرة الأحياء التي ابتدعوها أنّ أصل الإنسان قد تدرج في مراحل تطورية، أولها الجبلّة وحيدة الخليّة، وآخرها قبل الإنسان الصعابير، يؤكدون ذلك تأكيد الواثق المطمئن المتمكن مما يقول، وفي تسلسل عجيب منتظم ومرتب... إلا أنهم لا يستطيعون التأكد من أي نوع من الصعابير على وجه التحديد تنشأ الإنسان حتماًُ! وهل أتى من القرد أم من السعدان؟ أني لأرثي لِحال هؤلاء الذين يرسمون أنفسهم كجهابذة العِلم وأعلام البحث ورواد الاستكشاف... يعرفون أجدادهم من الزّمن الغابر الموغل في القِدَم في إحدى عشر حقبة من الزّمن، مؤكدين ذلك بإصرار، في حين أنً أمانة البحث!!! والحرص على الدّقة والحقيقة والصدق يحتمان، لا بل يفرضان عليهم ألا يؤكدوا من هو جدّهم الأخير: القرد أم السعدان!!!.

    إنّ كل نظريات التطور والنشوء تلك إنما استهدفت إحياء التراث الوثني كله، لإعادة صياغته من جديد، لأجلِ أن تَصِلَ إلى إبراز مفاهيم ومعتقدات المحافل والجمعيات والمنظمات السرية، والتي تدفعها أيادٍ خفيةٍ، استوعبت تُراثَ أشور وبابل واليونان والرومان والبراهمة، إنّ كل تلك المحاولات تستهدف تضليل الإنسان عن حقيقته ودفعه إلى الطريق الذي ينتهي به إلى الإنحلال والتحطم....[ 2] فَهُم يَرَوْنَ أنّ الطريق الأمثل للإستيلاء على الرأي العام في العالَم للتحكم في بعقول الشعـوب ومصائرهـا، تنحصـر في العمل على اقلاقه وتشويشه بطوفان الأفكار والأراء من كل جانب، بحيث ينتهي ألأمر بضياع البشر، ووقوعهم في خِضَمِ الضّلال وحبائل الشيطان.[ 3]

    لقد مضى منذ زمن، الوقت الذي كان الكافر المستعمر يعتمد فيه حَصْراً على الأساطيل والجيوش لإخضاع الشعوب واستنزاف مواردها، وإذلال وإفقار أهلها، وظهر مكانه الإسـتعمار الحديث الأكثر لؤماً وخُبثاً وتأثيراً، والذي يعمد إلى غزو البلاد وإستعبادها ثقافياً وفكرياً واقتصادياً قبل أو بدون الإحتلال العسكري. والكافر المستعمر حين استعمر العالم الإسلامي أرسل طلائعه من أمكر وأخبث وألد الأعداء من المبشرين والمستشرقين وحملة الصلبان، علاوة على الطابور الخامس المضبوع بثقافته والمفتون بحضارته من أبناء البلاد، ليمهدوا الطريق لهذا الغزو بتضليل المسلمين وإعمائهم عن دينهم، وصرفهم عن جوهره، وإبعادهم عن حُسْنِ الإعتقاد بزعزعة ايمانهم، فكان كل هؤلاء الطلائع والكتائب الأولى التي مهدت الطريق للإستعمار الكامل.

    وقد كشف الباحثون أنّ الداروينية قد اسْتُغِلَت في محيط السياسة، مما أدى إلى خلق جو مضطرب أطلت منه مذاهب العبقريّة، فقد كان قول داروين بأن العناصر الضعيفة يجب أن تموت أو تُسْتأصلَ، ليحل محلها الأقوى والأقدر على البقاء، تبعاً لقاعدة البقاء للأصلح، قد استغلته حركة الإستعمار العالمي كنظرية لتطبيقها على البلاد المحتلة.[4 ]

    وأقرب مثال على ذلك: حرب الإذلال والإبادة التي دارت رحاها على شعوب أفريقيا الجنوبية من قبل حفنة من علوج الغرب الكافر المستعمر وحرب القهر الإبادة والإذلال بما في ذلك هدم البيوت على رؤوس ساكنيها بأحدث الأعتدة وأفتكهـا، واستعمـال أحدث وأضخم الالات الجهنمية بمـا في ذلـك الصواريـخ والطائرات، رافق ذلك الحقد والغل اليهودي المشهور على مدى التاريخ الأشد عداوة للذين آمنوا[ 5]، لقتل وتصفية شعب فلسطين المسلم من قبل أعدائهم وأعداء الله من يهود، معللين ذلك بالقضاء على الإرهاب، منفذين ما اعتقدوه من مذهب بقاء الأصلح والصراع الشرير لتنفيذه. وآخر ما شاهدناه من مجازرهم تلك الهجمة البربرية التي قادها جيش يهود ضد المسلمين في فلسطين، تلك المجزرة التي نفذها يهود ابتداء من أوائل شهر نيسان الأسود لسنة 2002م. بمباركة وتوجيه من امبراطورية الكاوبوي الصليبية "الولايات المتحدة الأمريكية" وهيئة الأمم المتحدة وكل حملة الصليب من انجليز وغيرهم، وتخاذل مذل مخجل من أشباه الرجال من حكام المسلمين،[ 6] حيث تم ذبح وقتل الرجال وحرق والنساء والأطفال بوحشية بالغة في مخيم جنين المنكوب وفي أزقة وحواري نابلس وفي عمارات وشوارع رام الله وبيت لحم وفي كل مدن فلسطين، في حرب إبادة استهدفت الأرواح والأموال والبيوت، حيث تم تنفيذ القتل والإعدام والذبح والإبادة وجرف الأراضي و اتلاف المزروعات ونهب الأموال وانتهاك الأعراض. علاوة على التمثيل المريع بالجثث الطاهرة، وتركها في العراء ومنع دفنها لتركها تنوشها الكلاب والوحوش، والتقصد في اتلاف المساكن والأشجار والمزروعات والوثائق والمستندات والكتب خاصة نسخ القرآن الكريم وكل ما يستطيعون اتلافه لإشفاء غلهم وحقدهم.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    _______________
    [1] الفقرات الخمس السابقة، منقولة بتصرف عن: كتاب أنور الجندي: مفاهيم العلوم الاجتماعية.
    [2] المصدر السابق.
    [3] عبد الله التل، جذور البلاء، صفحه (265)، بتصرف. وللاستزادة يمكن الرجوع إلى الصفحات (265– 270) من الكتاب المذكور.
    [4] أنور الجندي، سقوط نظرية داروين، صفحه ( 10 )، بتصرف.
    [5] لقد أثبتت أحداث نيسان الأسود كذب ادعاءات السفهاء من قادتنا القائلة بالفرق بين فرق اليهود، ومراهنتهم الخاسرة على معسكرات السلام اليهودية، فقد تسابق قادة اليسار بكل أحزابهم وتكتلاتهم على ذبح وإذلال أهل فلسطين، والتباهي في ذلك مثلهم مثل قادة اليمين، في تحالف شامل لكل اليهود بأحلافهم مصداقا لقوله تعالى " ولتجن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " ( المائدة 82 ).
    [6] لقد أثبتت أحداث الوثبات التغيرية في المناطق العربية من تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وصولا للشام افتقار كافة حكام المسلمين للرجولة والنخوة والشهامة، علاوة على تخليهم عن عقيدتهم ودينهم، كما أثبتت أن كرامة المسلمين لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل حاكم واحد مؤمن مخلص ألا وهو خليفة المسلمين، الذي يصون كرامتهم ويحمي أنفسهم وأموالهم ويرهب أعداءهم ويقود جيوشهم للقضاء على أعداء الأمة، وأولهم أمبراطوريات النشر بريطانيا والولايات المتحدة.
    @ 8598/75/8/165/169/2

  6. #76
    الصورة الرمزية عبير عيسى غزلان قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات : 83
    المواضيع : 7
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم ناصر الشرباتي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل

    لقد خلق الله المخلوقات جميعها مرّة واحدة على صورتها الحالية.
    بالنسبة للانسان فأول الخلق هو آدم عليه السلام وهو أبو البشر كل البشر
    نحن ننقل ما اخترعه شيطان هؤلاء من ترهات وأكاذيب وسنقوم بنقضها لاحقا فلا تتعجل الأمور
    سلام عليك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وعليك السلام أستاذي الكريم. أخذتك الأفكار المهمة التي تتناولها فتعجلت المرور بـ ردي حتى أنك لم تميز اسمي إن كان لأخ أوأخت .. كتبت في نهاية الأسئلة أنها مجرد تساؤلات مبعثرة ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عيسى غزلان مشاهدة المشاركة

    هذه مجرد تساؤلات مبعثرة ، والحقيقة التي نسلم بها هي قصور العلم المادي التجريبي وكونه مُسيّس لمصالح مادية أكثر من كونه يتوجه للفكرالإنساني

    جزيل الشكر .
    جزيل الشكر

  7. #77
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عيسى غزلان مشاهدة المشاركة
    وعليك السلام أستاذي الكريم. أخذتك الأفكار المهمة التي تتناولها فتعجلت المرور بـ ردي حتى أنك لم تميز اسمي إن كان لأخ أوأخت .. كتبت في نهاية الأسئلة أنها مجرد تساؤلات مبعثرة ..


    جزيل الشكر
    معذرة أختي الفاضلة على خطأ شنيع أخطأته أنامل شيخ بلغ من الكبر عتياً أنهكه طول السير وصعوبة المسير، حمل مصباح ديوجين ليل نهار حين رأى عيش الناس في دوامة الليل البهيم وتخبطهم في دياجير العلم الذي مسخه قراصنة العلم ......

    معذرة سيدتي الفاضلة : لكنك أختي الكريمة وقد أكرمك الله بالايمان والتقوى لم تنتبهي بأن قولي :

    نحن ننقل ما اخترعه شيطان هؤلاء من ترهات وأكاذيب وسنقوم بنقضها لاحقا فلا تتعجل الأمور ......
    لم يكن بالتأكيد ولا بأي حال موجه باتهام لك، ومعاذ الله أن أتهم قلم وافقني الرأي وحاول امدادي بتفسير وبيان وتعليل ومثال.

    نعم سيدتي الفاضلة ...... بل القول كان موجه لإنسان وافقني الرأي وأمدني بأسئلة توضيحية تبرز في صاحبها عمق الايمان ورجاحة التفكير واستنارته ( مع عدم تمييزي أذكر أخاطب أم أنثى )...

    ولك وقد فهمت في قولي عكس معانية لتشابك الخطوط ولخطئي الفادح في تمييز أسم سيدتي الفاضلة فلك أختي الفاضلة جل احترامي وجميل اعتذاري على خطأ غير مقصود.......
    واحرّ قلبي من قلمي وقد عجز عن حًسْنً شرح مقصدي...............
    والعذر عند كرام الناس مقبول.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #78
    الصورة الرمزية عبير عيسى غزلان قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات : 83
    المواضيع : 7
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    العفو منك أستاذي الجليل ..أنت منشغل بموضوعك القيم ونحن نتابعك و نقدر جهدك الكبير.. بارك الله بك وأطال لنا بعمرك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #79
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 2


    وسبق ذلك حرب الإبادة والقهر والإذلال التي قادها رأسي الكفر أمريكيا وبريطانيا على شعب العراق المسلم مستغلين بذلك كل محافل ودوائر العالم من هيئة أمم وشرعية دولية وغيرها من الشعارات الزائفة، ذلك البرقع الشفاف الذي يخفي الوجه البشع لهؤلاء الكفرة ورغبتهم في قهر وإبادة المسلمين، واستنزاف مواردهم ونهب خيراتهم.

    وأخيراً استغلال رأس الكفر الولايات المتحدة الأمريكية، وأتباعهم الأذلاء من رؤوس الحقد والغل، أحقد وأبشع وألئم وأنذل البشر على الإطلاق "الإنجليز" وغيرهم من دول وشعوب العالم وبخاصة حملة الصلبان منهم، استغلالهم حدث يوم الثلاثاء المشهود11/9/2001 الذي هزّ امبراطورية الشّر أمريكا وأظهر عجزها وضعغها وعورارها وذلها، وكشف عن حقيقة زيف الغطرسة والجبروت والتميز الذي يدعونه، ومع أنَّ كل الدلائل تشير إلى أن الفاعل الحقيقي أو الفاعلين هو كافر أثيم من جنسهم المنحط، إلا أنهم جرو جيوشهم وعتادهم الجهنمي، وعقدوا أحلافهم، في حرب صليبية أثمة جديده، لقتل وإبادة وإذلال وقهر المسلمين وإسلامهم في أفغانستان البلد الفقير المسلم كخطوة أولى في طريق إبادة المسلمين والقضاء على إسلامهم، حيث كَشَر كل الكفار الصليبيون عن أنيابهم، وأظهروا مكنون الحقد في نفوسهم، ليثبتوا بجلاء ووضوح عن عقيدتهم المتمثلة بالرغبة الجامحة في القتل والإذلال، لإستنزاف موارد الأمم والشعوب، ونهب خيراتهم، فقاعدة الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح هي دينهم وقائدهم وموجههم، رغم تبجحهم بالرقي والحضارة والمبادئ وحقوق الإنسان والتسامح، تلك الشعارات البراقة التي أثبتت حوادث الأيام زيفها، وبالتالي فإن الديموقراطية التي ألبسوها ثوب العدل والمساواة والقانون، هي في حقيقتها شر وحقد واستعمار وبلاء ووباء فتاك وجرثومة شرٍ ابتلي بها الإنسان.

    وقد استغلت نظرية التولد الذاتي ـ التي نادى بها داروين ولامارك وأرنست هيكل ـ منطلقاً إلى الإلحاد، وجعلها البعض سنداً في إنكار العقيدة الدينية، فاتخذت منها فلسفة لإنكار وجود الخالق، وإعطاء المادة صفة القادر المسيطر على كل شئ، ومن ثمّ دعى هيكل إلى تأليه الطبيعة، وإنكار وجود الله تعالى، ونادى بوحدة الوجود.[ 1] وظهرت من خلال ذلك نظرية القوّة والتمييز العنصري، والشعوب المختارة، كما صيغت نظرية القوة عند نيتشه ومن ذهب مذهبه من علماء الجرمان، وبها انتفع دعاة الأرستقراطية، فوجدوا فيها سلاحهم، إذ أعلنوا أنفسهم بأنهم الممتازون والمختارون الذين ورثوا مزايا الأجداد سادة البشر ومالكي العروش وصانعي التاريخ.[2 ]

    لقد دخل مذهب داروين إلى العالَم الإسلامي عن طريق الترجمات، وبواسطة مجلة "المقتطف" والدكتور شبلي شميل الذي ترجم "شرح بخنر على مذهب داروين" وتابع ذلك إسماعيل مظهر وسلامه موسى "القبطي الصليبي" ومحمد يوسف حسن، وغيرهم من عملاء الفكر الغربي الكافر.

    إنّ نظرية داروين الواردة في كتابيه "أصل الأنواع" و "نشوء الإنسان"، وفي الكتب والمجلات والموسوعات التي كتبها ونشرها تطوريون آخرون، تفتقر إلى أكثر من دليل لإثباتها، وقد برهن العلم بعد داروين، كما برهن العقل، فساد تلك النظرية وبطلانها. ومن الاف العلماء المختصين نستعرض على سبيل المثال ما جاء في مقالة "النتيجة الحتمية" للدكتور "جون كليفلاند كوثران" المنشورة في كتاب "الله يتجلى في عصر العلم":
    (فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أنّ المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضته على نفسها؟ لا شك أنّ الجواب سيكون سلبياً. بل إنّ المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة فإنّ كل ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة، والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة المعروفة التي وجدت قبلها.

    وتدلنا الكيمياء على أنّ بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة، وعلى ذلك فإنّ المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية، إذ أنّ لها بداية، وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أنّ بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد، وعلى ذلك فإنّ هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقاً، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بيتها مكان .

    فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها، فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، وتدل الشواهد جميعاً على أنّ هذا الخالق لا بد أم يكون متصفاً بالعقل والحكمة، إلا أنّ العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي كما في ممارسة الطب والعلاج السيكولوجي دون أن يكون هناك إرادة، ولا بد لمن يتصف بالإرادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً. وعلى ذلك فإنّ النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أنّ لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لا بد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليمً قـادراً على كل شئ حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره، ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان)[ 3]

    اما إخصائي علم الحيوان والحشرات، المتخصص في دراسة أجنة الحشرات، الدكتور "إدوارد لوثر كيسل" فيقول في نفس الكتاب:
    (واليوم لا بُدَّ لمن يؤمنون بنتائج العلوم أن يؤمنوا بفكرة[ 4] الخلق أيضاً، وهي فكرة تستشرق على سنن الطبيعة، لأنّ هذه السُّنن إنما هي ثمرة الخلق، ولا بُدّ لهم أن يسلموا بفكرة الخَألق الذي وضع قوانين هذا الكون، لأنّ هذه القوانين ذاتها مخلوقة، وليس من المعقول أن يكون هنالك خلق دون خالق: هو الله.
    ولو أنّ جميع المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من أدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبُعْد عن التحيز الذي ينظرون به إلى نتائج بحوثهم، ولو أنهم حرروا عقولهم من سلطان التأثّر بعواطفهم وانفعالاتهم، فإنهم سوف يسلمون دون شك بوجود الله، وهذا هو الحل الوحيد الذي يفسّر الحقائق. فدراسة العلوم بعقل مٌتَفَتِح سوف تقودنا بدون شك إلى ادراك وجود السبب الأول الذي هو الله[ 5]... وأعود فأقول إنّ دراسة العلوم بعقل متفتح تجعل الإنسان يسلم بضرورة وجود الله والايمان به)[6 ]

    وفي استعراض لنظريات التطور وآثارها، يقول: "الدكتور محمد عزت نصر الله" في كتابه "الرّد على صادق العظم": (نظرية التطور هي في الأصل فكرة قديمه، راودت أفكار الإغريق قبل الميلاد بحوالي خمسة قرون، وهي لا تخرج عن كونهـا محاولة فاشلـة تهدف لإرجاع الأحياء ـ بما فيها الإنسان ـ إلى أصـل واحد مشترك، وفي أوائل القرن التاسع عشر تناول لامارك هذه الفكرة وأدخل عليها بعض التعديلات، ولكنه فشل في إخراج هذه الفكرة في إطار علمي مقبول، فلم تُسعفه الشواهد ولا الأدلة، ثم جاء داروين بعد لامارك، في أواسط القرن التاسع عشر، وإهتم بهذه الفكرة وأدخل عليها تعديلات جديدة، وكان يقوم بهذا العمل بتشجيع خفي من حركات ومحافل سرّية مشبوهة، فلما استحسنت تلك الحركات ما توصل إليه لإغراق العالم في المادية تنفيذاً لبعض حيثيات مخططاتهم المشبوهة الرّامية للسيطرة على العالم، قادت حملة دعائية للترويج للفكرة[7 ]، حتى ظنّ الناس أنّ داروين هو واضع نظريّة النشوء والإرتقاء)[8 ]
    ____________________________________

    وحدة الوجود، pantheism: هي القول بأن الله والطبيعة شيء واحد، وبأنّ الكون المادي والإنسان ليسا غيرَ مظاهرَ للذات الإلهية. ووحدة الوجود تنطوي على إنكار لوجود الله. وقد قالت بها بعض الديانات والفلسفات منذ القدم. فنحن نقع عليها في المعتقدات المصرية والصينية والهندية. وفي الفلسفة اليونانية أخذ الرواقيّون بهذا الرأي مؤكدين أنّ الله والعالم شيء واحد، وقال به فلاسفة الأفلاطونية المحدثة. وكذلك فعل بعض الفلاسفة النصارى. وبين المسلمين نجد "وحدة الوجود" واضحاً عند محي الدين بن عربي وعند الحلاج ـ وكلاهما من رؤوس الصوفية ـ. أما في العصر الحديث فكان سبينوزا أكبر القائلين بوحدة الوجود والمدافعين عنها، وكذلك هيكل.- منقول بتصرف عن: منير البعلبكي، موسوعة المورد العربية، المجلد الثاني، صفحه ( 1298 ).
    [2] أنور الجندي ، سقوط نظرية داروين ، الصفحات ( 10 – 11 ) .
    [3] كتاب " الله يتجلى في عصر العلم " الصفحات ( 24 – 25 ).
    [4] هكذا وردت في المصدر في حين أنّ الأصح أن يقال " حقيقة " وليس فكرة.
    [5] (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) – قرآن كريم -. " سورة فاطر – آية 28.
    [6] كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" ، صفحه (27 – 30).
    للاستزادة ، يمكن الرجوع إلى كتاب عبد الله التل: جذور البلاء ، الصفحات (265 – 270).
    [7] للاستزادة يمكن الرجوع إلى : التل، عبد الله – جذور البلاء، الصفحات (265-270)
    [8] د. محمد عزت نصر الله، الرّد على صادق العظم، صفحه ( 49 ) ء


    @8795/79/8/169/174/2

  10. #80

صفحة 8 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بدء الخلق بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم
    بواسطة مراد مصلح نصار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-01-2017, 01:57 AM
  2. من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة
    بواسطة عمار زعبل الزريقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-05-2011, 09:52 PM
  3. نظريات التعليم
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2011, 12:20 AM
  4. نظريات التحفيز
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2008, 12:01 PM
  5. نظريات نفسية في تفسير نمو الجريمة...
    بواسطة نورية العبيدي في المنتدى عِلْمُ النَّفْسِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 08:36 PM