وضعت هذه الخاطرة في صفحتي "خواطر بدون تشكيل" ، بس ما انفش قلبي ، لذلك أنا مضطر أن أضعها هنا كذلك ، ولا يعترضن أحد لأني محروق دمي من نقاش حاد جدا مع أحد إخواني ، أصلحه الله :
كم يحزنني أن أسمع مسلما يمتدح الغرب ويقول أن الغرب يطبقون روح الدين الإسلامي مشيرا في ذلك ومبهورا بمعاملات اجتماعية وقانونية وإنسانية ، وقد نسي أو تناسى أن أهم ما في الدين هو عقيدته عقيدة التوحيد ثم صلة العبد بخالقه وعبادته إياه كما شرع له ، ثم المعاملات التي تشمل فيما تشمل مكارم الأخلاق والإحسان إلى الخلق في أسمى مظاهرها في المجتمعات البشرية من منطلق الإيمان بالله تعالى وطاعته وطاعة رسوله والتأسي به صلى الله عليه وسلم وقد أرسل رحمة للعالمين . فكيف يعقل إذن أن المجتمعات الكافرة المشركة تطبق روح الإسلام ؟! ومتى كان الفرع روحا للأصل ؟! . إن العكس هو الصحيح تماما ، فقد تعلم أولئك من ديننا ومجتمعاتنا التي قامت عليه في أوج مجدها بعض القيم الإنسانية والاجتماعية والقوانين التي تنظم علاقة الأفراد والمجموعات بما يحقق المصلحة العامة والفردية إلى حد كبير ، ولكنهم أفرغوها من مضمونها الإيماني ، ويمكن القول أنهم أخذوها جسدا بلا روح لتناسب حياتهم الدنيا التي لا يعلمون ولا يؤمنون بغيرها . فهم إذن لا يطبقون روح الإسلام ، بل أخذوا معاملات إسلامية بلا روح ، لأنهم وجدوها صالحة مصلحة لمنهج عيشهم المادي الإلحادي ، وتركوا ما سوى ذلك