في بيتنا القديم تلوح دالية
كجدران كنيسة مهدمة في ريف أوربي
عليها تتلاطم أمواج من جدول حزن خفي
و ترنّم أغنية حزينة و موال فقد
فترددهما معها الجدران النحاسية
و بقايا الدخائن المصفوفة على النافذة الخشبية
و يعلو صوتهم كثيراً كثيراً
تنتظر يديها الحانيتين لتمر عليها
أنها ستخر مشلولة بعد أيام
و تفارق الدنيا على تلك الحال
دون أن تعيد فتح أوعية مؤونتها
تفح منها رائحة عقد السبعينيات
خبأ أهلي عشرات الأشياء أيام المحن
أنها ستبقى حتى يرثها أبنائي
فيرغبوا عنها ، و يلقوها في زاوية الإهمال
لتغدو جزءاً من آثار الماضي
إلا قلبي المعنّّّّّّّّّّّّّّّى بذكرياته
و نهيء أشياءنا مثلهم لذلك
و لا ندري ، و أنى لنا أن ندري
أم سنبقى لها و لو بعض يوم
لكننا لا بد نعلم علم اليقين
أن كل ما على هذه الدنيا سيرحل يوماً أو يبيد
و يبقى عظيم السموات الكبير وحده فوقنا